[/size]
[/size]
كيف تحج أكثر من مرَّة في عام واحد ؟!
الحمد لله الذي جعل البيت الحرام مثابة للناس وأمنا ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد :
فقد ندب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى كثرة التزود من الحج والعمرة والمتابعة بينها لِما في ذلك من تكفير السيئات وزيادة الحسنات ورفعة الدرجات ، فقال ـ صلى الله عليه وسلم : " تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة " رواه أحمد و الترمذي والنسائي من حديث عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه .
وليس في العام إلا حج واحد ، وقد لا يتسنى للعبد أن يقصد بيت الله في كل عام ، لذلك وسَّع الله على عباده ، فشرع لهم من الأعمال الصالحة ما هي في متناول أيديهم وفي استطاعتهم ليدركوا أجر الحج وثواب العمرة ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، وهو ذو الفضل المبين ، ومن ذلك :
تحجيج غيرك بمالك :
فعن زيد بن خالد الجهني ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" من جهز غازياً أو جهز حاجاً أو خلفه في أهله أو فطَّر صائماً كان له مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء " رواه النسائي وابن خزيمة والترمذي وكم من أناس يريدون الحج وليس في قدرتهم المالية ما يستطيعون به الوصول إلى المشاعر المقدسة لأداء ذلك النسك المبارك ، فكم هو الأجر العظيم لمن أعانهم عليه بما آتاه مولاه من مال .
صلاة الإشراق :
فعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم يصلي ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة " رواه الترمذي وغيره ، وهو حسن . فمن جلس بعد صلاة الفجر إلى الإشراق في مصلاه يذكر الله ، ثم صلى ركعتين أدرك هذا الفضل ونال ذلك الأجر ولو في كل يوم . ولو لم يكن في إمكانه إلا في يومي الإجازة ( الخميس والجمعة ) لأدرك في كل شهر ثمان حجج وثمان عمر ، وفي السنة ( 69 ) تسعة وستون حجة وعمرة . ولو دام على حاله هذا في عشر سنوات لحاز أجر ( 690 ) حجة و( 690 ) عمرة .. فسبحان الله ! ما أعظم كرمه ! وما أكثر فضله !
حضور حلقات العلم :
فعن أبي أمامة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيراً أو يعلِّمه كان له كأجر حاج تاماً حجته " رواه الطبراني في الكبير ، وهو في صحيح الترغيب والترهيب للألباني .
فأين الوعاظ والدعاة عن هذا الأجر ؟ أين الحريصون على طلب العلم وحضور مجالس الذكر ؟ فلو ألقى الواعظ أو حضر طالب العلم خمس مواعظ في الأسبوع لحاز على أجر خمس حجج تامة . ولو حضر أو ألقى ( 20) موعظة في الشهر ، لأدرك أجر (20 ) حجة في الشهر الواحد . ولو حضر أو ألقى ـ على هذا المعدل ـ خمس مواعظ أو دروس في الأسبوع لنال أجر ( 240) حجة في السنة الواحدة . فكيف يكون أجر من يحضر في كل يوم درساً ؟ هذا يعني أنه يحج في كلِّ يوم ! وعلى هذا فإنه في العام الواحد يحج أكثر من (365) حجة ! فكيف يكون أجر من يحضر في اليوم الواحد أكثر من درس ويلقي أكثر من موعظة ؟!! هذا علاوة على الأجور الأخرى في طلب العلم وبذله ! فما الظن بمن لازم هذا العمل الصالح أكثر من عشر سنوات في عمره ؟! معنى هذا أنه حج (3650) حجة في عشر سنوات ! تامات .. تامات ..
الاعتمار في رمضان :
فعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم : " عمرة في رمضان تقضي حجة " أو " حجةً معي " وقال : " فإذا جاء رمضان فاعتمري فإن عمرة فيه تعدل حجة " رواه البخاري ومسلم
صلاة الفريضة في المسجد :
فعن أبي أمامة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم : " من مشى إلى صلاة مكتوبة في الجماعة فهي كحجة ، ومن مشى إلى صلاة تطوع ( يعني صلاة الضحى ) فهي كعمرة نافلة " رواه أحمد أبو داود وقال ـ صلى الله عليه وسلم : " من خرج من بيته متطهراً إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم ، ومن خرج إلى تسبيح الضحى لا ينصبه إلا إياه فأجره كأجر المعتمر . وصلاةٌ على إثر صلاة لا لغو بينهما كتابٌ في عليين " رواه أحمد وأبو داود ، وهو صحيح فخمس صلوات في اليوم والليلة في المسجد مع جماعة المسلمين تعادل أجر خمس حجج وفي السنة ( 5 صلوات / 360 يوم ) = 1800 حجة في سنة واحدة وفي عشر سنوات = 18 حجة وفي ثلاثين (30 ) سنة = 54 (أربعة وخمسون ألف حجة ). فأين المضيعون لصلاة الجماعة عن هذا الثواب من الكريم الوهاب ؟! أكثر من ألف وثمانمائة حجة في عام واحد لمن يصلي صلاة الفريضة مع الجماعة ، فكيف بالأجور الأخرى المترتبة على أدائها في المساجد حيث أمر الله ؟! وإنما المحروم من قعدت به معاصيه وذنوبه عن بيت ربِّه ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
صلاة في مسجد قباء بالمدينة النبوية :
فعن سهل بن حنيف ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم : " من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه كان له كأجر عمرة " رواه أحمد والترمذي والنسائي ، وهو صحيح
صلاة العشاء والغداة في جماعة :
فعن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ قال : أن ناساً من أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قالوا : يا رسول الله ! ذهب أهل الدثور بالأجور ، يصلون كما نصلي ، ويصومون كما نصوم ، ويتصدقون بفضول أموالهم . فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم : " أوليس قد جعل الله لكم صلاة العشاء في جماعة تعدل حجة ، وصلاة الغداة في جماعة تعدل عمرة " رواه أحمد في المسند والنسائي .
--- أرجو ألا تنسونا من الدعاء --
[/size]
[/size]
استغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم و اتوب اليه
بارك الله فيك وجزيت خير الجزاء ..
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات