دائما ما نتبجح بأننا شعب محافظ وله خصوصية ، وأننا مجتمع لدينا عادات حميدة وتقاليد عربية أصيلة، وإنا أحفاد الصحابة الغر الميامين المجاهدين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه.. نترنم بهذه الشعارات الرنانه ونتغنى بتلك الفبركات ليل نهار دون وعي ونتأمل لما يدور حولنا، فنحنن شعب الله المختار، وبلادنا تحوي الحرمين الشريفين وهي قبلة المسلمين دينيا وقبلة العالم اقتصاديا.. ومع هذا نتطاير كفقاعات الصابون ونتناثر في العدم كدخان النار، ونتبعثر مع الهواء وتتبعثر معنا الكثير من شعاراتنا (الخنفشارية) بمجرد خروجنا من حدود الوطن الحبيب، بمجرد خروجنا من وطننا الشامخ نلبس رداء العظمة والسمو، ونشعر بالنشوة والعلو في الأرض، ننظر لغيرنا بنظرة دونية ، ونتقمص شخصيات أخرى بعيده كل البعد عن أخلاقنا ومبادئنا ..والمقال يطول والحديث لا ينضب.. عموما أيها الأحبة ... هناك أمر واقع يمس شبابنا السعودي الكريم ، ويجب أن ننظر لهذا الواقع بمنظار موضوعي جداً بعيداً عن المجاملات والمحاباة ، أو العنصرية والتحزب، أو التطبيل والتزمير.. وإذا كان هذا الواقع يمثل مشكلة تهمنا جميعا يلزمنا قبل تقديم الحلول المناسبة ومعرفة الأسباب المسببة أن نعترف بهذه المشكلة دون مكابرة أو إنكار.
لا يخفى عليكم أيها الأحبة واقع غالبية الشباب السعودي عندما يسافر إلى الخارج، خاصة عند سفرهم إلى الدول العربية الشقيقة، برأيكم هل شبابنا جديرون أن يكونوا سفراء لوطنهم ومجتمعهم؟
لا أدري هل تتوافق إجاباتكم مع الواقع الذي يفرض نفسه علينا جميعا أم ستأخذكم العزة بالإثم؟
نحن في هذا الأيام نتمتع بالعطلة الصيفية، وعادةً ما نستغل هذه العطلة للترويح عن النفس بعد موسم شاق من العمل أو الدراسة، يسافر الكثير منا إلى شتى أصقاع الأرض للنزهة والترفيه والمشاهدات الجميلة، ولكن بكل أسف (بدون تعميم) هناك من شبابنا من يسافر لفعل المحرمات وشرب المسكرات، أو لزواج المتعة ولعب القمار، وممارسة تصرفات لا تليق بنا كمجتمع سعودي ، هؤلاء طبعوا في أذهان الكثير من شعوب العالم صورة سيئة ومقززة عن الشاب السعودي الذي يأتي إليهم وكأنه (مخلوق شهواني يحمل معه (بئر نفط) يلعب بماله ونقوده بدون حساب أو رقيب أو وازع ديني وضبط اجتماعي،
هذه الفئة من مجتمعنا هداهم الله كشفوا عن أقنعتهم وظهروا على حقيقتهم المأساوية، أنهم أسقطوا كل معايير الأخلاق والقيم ،وتنازلوا عن مبادئ الدين الحنيف وتعاليمه السمحه. إن هؤلاء سحبوا البساط من تحت أقدام كل سعودي عاقل شريف .. لدرجة أننا أصبحنا نشعر بنظرة الازدراء وهي تحاصرنا في كل مكان نذهب إليه في الخارج وكأننا شعب منبوذ، وشعب قاصر لا يعرف مصلحته ولا يراعي سواء أهواءه الشخصية .
أصبحنا كسعوديين في نظر الآخرين سواء لا فرق بيننا. فكلنا فاسق وكلنا عربيد..إلخ
هل نلوم الآخرين على هذه الأحكام أم نلوم أنفسنا ؟ سؤال يحتاج إلى وقفه صادقة وإجابة شفافة ..
ما موقفك أخي/ أختي ..عندما ترى أو ترين ابن وطنك السعودي فاقد عقله يمشي ويسقط في أحد النوادي الليلية أو المطاعم ؟
ما موقفك عندما تشاهد ابن جلدتك يرمي ماله ونقوده تحت أقدام العاهرات والراقصات الساقطات؟
ما موقفك عندما تسمع كلمات ذم وسب وشتم لأنك فقط سعودي؟
الأسئلة كثيرة والمواقف لا تعد ولا تحصى ..
من المؤلم ان نعاني في عطلتنا في الخارج ونكون صيد ثمين للطامعين والحاسدين والحاقدين بسبب تصرفات هذه الفئة من الشباب هدانا الله وإياهم .. فهم من شوه صورة الشاب السعودي المنضبط المتزن بتصرفاته سواءً داخل أو خارج المملكة
أرجوا أن نتناقش بكل موضوعية وجديه ...
المفضلات