نسأل الله أن يرحمه و يغفر له و يتجاوز عنا و عنه
.
( قصيدته الأخيرة مبكية )
عندما بلغ القصيبي سبعون عاما في 7/3/2010 كتب قصيدته " سيدتي السبعون :
ماذا تريدُ من السبعينَ.. يا رجلُ؟!
لا أنتَ أنتَ.. ولا أيامك الأُولُ
جاءتك حاسرةَ الأنيابِ.. كالحَةً
كأنّما هي وجهٌ سَلَّه الأجلُ
أوّاه! سيدتي السبعونَ! معذرةً
إذا التقينا ولم يعصفْ بيَ الجَذَلُ
قد كنتُ أحسبُ أنَّ الدربَ منقطعٌ
وأنَّني قبلَ لقيانا سأرتحلُ
أوّاه! سيدتي السبعونَ! معذرةً
بأيِّ شيءٍ من الأشياءِ نحتفل؟!
أبالشبابِ الذي شابتَ حدائقُهُ؟
أم بالأماني التي باليأسِ تشتعلُ؟
أم بالحياةِ التي ولَّتْ نضارتُها؟
أم بالعزيمةِ أصمت قلبَها العِلَلُ؟
أم بالرفاقِ الأحباءِ الأُلى ذهبوا
وخلَّفوني لعيشٍ أُنسُه مَلَلُ؟
تباركَ اللهُ! قد شاءتْ إرادتُه
ليَ البقاءَ.. فهذا العبدُ ممتثلُ!
واللهُ يعلمُ ما يلقى.. وفي يدِه
أودعتُ نفسي.. وفيه وحدَه الأملُ
وعلى فراش المرض كتب قصيدته " سامحيني هديل"
أغالب الليل الحزين الطويل
أغالب الداء المقيم الوبيل
أغالب الألأم مهما طغت
بحسبي الله ونعم الوكيل
فحسبي الله قبيل الشروق
وحسبي الله بُعيد الأصيل
وحسبي الله إذا رضنّي
بصدره المشؤوم همي الثقيل
وحسبي الله إذا أسبلت
دموعها عين الفقير العليل
يا رب أنت المرتجي سيدي
أنر لخطوتي سواء السبيل
قضيت عمري تائهاً ، ها أنا
أعود إذ لم يبق إلا القليل
الله يدري أنني مؤمن
في عمق قلبي رهبة للجليل
مهما طغى القبح يظل الهدى
كالطود يختال بوجه جميل
أنا الشريد اليوم يا سيدي
فأغفر أيا رب لعبد ذليل
ذرفت أمس دمعتي توبة
ولم تزل على خدودي تسيل
يا ليتني ما زلت طفلاً وفي
عيني ما زال جمال النخيل
أرتل القرآن يا ليتني
ما زلت طفلاً .. في الإهاب النحيل
على جبين الحب في مخدعي
يؤزني في الليل صوت الخليل
هديل بنتي مثل نور الضحى
أسمع فيها هدهدات العويل
تقول يا بابا تريث فلا
أقول إلا سامحيني .. هديل
يرحمك الله أبا يارا فلازلت و ستظل حاضراً بيننا زمناً طويلاً
التعديل الأخير تم بواسطة سحاب ; 08-16-2010 الساعة 07:27 AM
نسأل الله أن يرحمه و يغفر له و يتجاوز عنا و عنه
.
( قصيدته الأخيرة مبكية )
الله يرحمه ويغفر لنا وله
نسأل الله أن يرحمه و يغفر له و يتجاوز عنا و عنه
تقول يا بابا تريث فلا
أقول إلا سامحيني هديل
يرحمك الله أبا يارا فلازلت و ستظل حاضراً بيننا زمناً طويلاً
[CENTER]
إنا لله وإنا إليه راجعون
الموت يغيب عنا الشاعر غازي القصيبي
رحمه الله رحمة ً واسعة واسكنة فسيح جناتة
الحمّى- شعر:غازي عبدالرحمن القصيبي
أحس بالرعشة تعتريني
والموت يسترسل في وتيني
وموجة الإغماء تحتويني
فقربي مني ولامسيني
مري بكفيك على جبيني
وقبل أن أرقد حدثيني
* * *
قصي عليّ قصة السنين
حكاية المشرد المسكين
طوف عبر قفره الضنين
يشرب من سرابه الخؤون
ويشتكي النجود للحزون
وجرب الغربة في السفين
وهام في مرافئ الجنون
كسندباد أحمق مأفون
وعاد بالحمى وبالشجون
محملاً بصفقة المغبون
* * *
هاتي كتاب الشعر أنشديني
قصيدة رائعة الرنين
كتبتها في زمن الفتون
أيام كنت ساذج العيون
قبل انتحار الوهم في اليقين
وغضبة الكهل على الجنين
وصحوتي في الواقع الحزين
هل تذكرين الآن؟..ذكريني
براءتي في سالف القرون
قبل قدوم الزمن الملعون
يبيعني حيناً..ويشتريني
يمنحني المال.. ولا يغنيني
يسكب لي الماء.. ولا يرويني
ويجعل الأغلال في يميني
ويزدري شعري.. ويزدريني
يا لشقاء البلبل السجين
في القفص المذهّب الثمين
ينشد ما ينشد من لحون
خافتة.. دافئة الشؤون
مثل دم يسيل من طعين
* * *
تعبت من جدي ومن مجوني
من كل ما في عالمي المشحون
من مسرح محنط الفنون
مشاهد باهتة التلوين
أغنية رديئة التلحين
امرأة شابت فما تغريني
برمت بالمسرح.. أخرجيني
مري بكفيك على جبيني
وقبل أن أرقد.. ودعيني
إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة.... فأن فساد الرأي أن تترددا
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات