سلمت أياديك مبدع ورااااائع ،،،،،،،
نبذة عن غلوب باشا (ابو حــنيك)ولقاء ابنة فارس عام 1961 في بريطانيا..؟؟
السلام عليكم
لعل الصدفة لعبت دورها عندما التقيت شابا نشطا في مسجد لندن، وكان يتلكم اللغة العربية باللهجة البدوية التي نجيدها، والمركز الاسلامي مسجد لندن يقع على مقربة من حديقة الحيوان في لندن، ولا يبعد عن شارع بيكر ستريت إلا مسافة قليلة..؟
وبادرني هذا الشاب بقوله «هور يو»، وانا ساكت، فقال السلام عليكم، بتشديد السين وتفخيمها مثل لهجة الكويت في البادية، فقلت وعليكم السلام بالعربية، فقال لي: من اين انت؟ اجبت من الكويت جئت الى معهد الشؤون الدولية في جامعة لندن، فقال لي: يا اهلا بأخي العرب «أنا» بفتح الهمزة وتضخيهما من الاردن، أنا فارس غلوب باشا ابو حنيك. (ولد شاب نشط متحرك) انت في الكويت اغلبكم من البادية، وانت اذن من الموالك تتبعون المذهب المالكي، فصححت له ذلك لمعرفتي السابقة، فقلت له البادية كلها برمتها حنابلة، ما عدا قبيلة العوازم الوحيدة موالك في الكويت، أما بقية القبائل في الجزيرة العربية، فكلهم حنابلة. فرد علي وقال نحن في الاردن كلنا موالك، فقلت في نفسي «انكليزي ولد غلوب باشا مالكي عجيبة»!
المهم بادرني فقال: انا ادرس العلوم العربية والاسلامية في جامعة لندن، وسأتوجه الى المغرب العربي اتابع دراستي في الفقة المالكي في ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا، لاعرف كيف انتشر ووصل مذهبنا الى هناك، ويقول الامام مالك هو احد الائمة الاربعة المعتبرين.
بعد هذا اللقاء السريع في مسجد لندن، وتبادل الحديث باسبوع في الجمعة التالية، اخذ يبحث عني ولما وجدني بادرني بالسلام قائلا: انا ذهبت الى بيت والدي، لأنني اسكن في لندن وحدي لقرب المنزل من الجامعة، ووالدي يسكن في مكان بعيد يسكن في ميفيلد سيسكس. ويقول عندما حدثت والدي عنك، وقلت له: تعرفت على شاب كويتي يدرس التاريخ في جامعة لندن، ويصلي معي صلاة الجمعة، ونلتقي هناك في المركز الاسلامي،
زيارة
وقد طلب والده زيارتي لهم، وكنت من قراءاتي وما سمعته عن «ابو حنيك» وما يقوله بعض الجنود الذين التحقوا بالامن في الكويت وكانوا من جنود ابوحنيك ان كان يجلس بين جنوده ويخرج المشط الخشبي (ويسرح ويغسل) بتشديد السين شعره ويقوم بتقصيع العمل ان وجد ويمثل عليهم وعندما يقدم له الأكل يطلب التمر والجميد ويقول: هذا اكلنا نحن يا ابناء الصحراء (كان فارس غلوب)، حيث اخذ من والده موعدا مسبقا، فقد اتفقت معه الاسبوع التالي يوم السبت ان نستعد للرحيل أو الذهاب الى مقر والده واخذنا القطار من محطة شيرنج كروس وفي مدينة تنبرغ ويلز يتوقف القطار ونأخذ قطار (ميفيليد سيكس) مقر ابوحنيك ذلك البيت الذي سكنه في سنة 1957، حيث كان المقر الأخير لذلك المحنك أو ابو حنيك الذي قبع في العالم العربي قرابة اربعين سنة قضى شطرا منها في العراق ابان احتلال بريطانيا للعراق في العشرينات، هذا الاحتلال الذي أخرج وخرّج بتشديد الراء شكسبير وديكسون الذي عاش في الكويت فيما بعد وفلبي الذي عاش في السعودية فيما بعد وبل التي بنيت ودرست حائل عاصمة الرشيد وآخرهم غلوب باشا ابوحنيك حاكم الأردن غير المتوج.
ايرلندي
هذا هو السير الجنرال جون باجوت غلوب أو جون باشا أو أبوحنيك هذا الذي يعتبر من اسرة انكليزية وايرلندية عاش اجداده القدامى في خدمة الامبراطورية البريطانية فقد كان جده قد خدم في الجيش كأحد الرواد الأوائل وكان والده يقوم بالتدريس العسكري.
ولد غلوب باشا أبوحنيك سنة 1897 وتخرج في كلية ولتش عام 1914 واشترك في الحرب العالمية الأولى في الساحة والميدان الفرنسي وجرح ثلاث مرات ومازالت آثارها عالقة في وجهه حتى اطلق عليه المجندون من البد في الأردن «ابوحنبك» ثم نقل الى الهند في انشاء الحملة على العراق، وكان من البارزين والمبرزين حاله حال ديكسون الكويت فلبي السعودية وبل حائل، وعندما جاء تقسيم العالم العربي أوكلت الى ابوحنبك مهمة تدريب وقيادة القوة العسكرية في الاردن الدولة الحديثة وكان جل جنوده من البدو وخصوصا من بدو عودة ابو تايه.
كل غلوب يقود هذا الجيش قرابة ثلاثين سنة وعندما انتهت مهمته وتقدمت به السن وانتفت المصلحة والمطلب الموكل اليه رأت بريطانيا رجوعه الى بلده ليعيش عيشة الهدوء، حيث ادى واجبه نحوها من سبقه لورنس الذي عاش بعيداً عن الانظار في بافنكت كمب ومات بهدوء، المهم انك اديت دورك لخدمة الامبراطورية، وقبل وفاته بسنوات نقل كل الاسرار التي تحت امرته الى الأماكن الخاصة سواء في وزارة الحرب او في جامعة اوكسفور او اندين افس، وهو ما فعله ديسكون وفلبي ولورانس وغيرهم المئات ولا يمكن الاطلاع عليها الا للمختصين ولا يغرنك ما تفرج عنه بريطانيا كل ثلاثين او خمسين سنة من وثائق هذه ليست من الاسرار بل تاريخ مثل الكتاب الذي أخرجه لوريمر بعد مرور خمسين سنة من صدوره للخاصة افرج عنه.
كتب وخرائط
أعود الى بيت ابو حنيك اخذني فارس الى منزل والده، وكان الوالد ينتظر هذا الشاب القادم من الشرق الاوسط وقدمني فارس لوالده وكانت والدته تنتظر في الصالة تلك السيدة القصيرة المربوعة كان اللقاء مع ابو حنيك وأظن تجاوز الستينات من عمره لكنه في صحة جيدة رأيت تلك المكتبة العامرة بالكتب العربية والانكليزية والخرائط وأخذ يطلعني على بعض انتاجه العلمي وهكذا كانت رجال السياسة والحكم ويبحث في دفاتره العتيقة اطلعت على كتاب «الفيلق العربي» الذي الفه سنة 1948، و«جندي مع العرب» سنة 1957، و«بريطانيا والعرب» 1959، و«الحرب في الصحراء» 1960، هذه هل الكويت التي رأيتها في مكتبه العامر وبعدها صدر له كتاب «الفتوحات العربية الكبرى» سنة 1963 وكذلك «الامبراطورية الكبرى للعرب» سنة 1963، كان الراحل مجداً في عسكريته التي جعلت الرجل على رأس قيادة الفيلق الاردني، وبعد ان ترك مهمته العسكرية توجه الى الكتابة والبحث، هذا الراحل الجدّي النشط كان احد الاعمدة السبعة من القادة البريطانيين من اللتين في مصر الى بقية العالم العربي والسودان الذي ينظر الى لورنس، وانه متأسف على دوره وهو رجل غامض، هذا غير صحيح بل طلب منه حيث يؤدي الدور بأكمله، وهذا ما مر في قلبي وديكسون في الكويت الذي يسمى أبو اسعود عندما ذهب ولده سعود الى لندن واستقر في انكلترا «حذف)»اسم اسعود باجهينه ورجع الى اسمه الاصلي الانكليزي.
كان المرحوم خيري حماد المؤرخ المترجم والذي اخرج كثيرا من الكتب من اللغة الإنكليزية الى العربية منها كتاب «الفتوحات العربية الكبرى» و«الأمبراطورية العربية». وكان للمرحوم حماد تعليقات على هذه الكتب ويسرني ان انقل بعض فقرات من مقدمة كتابيه الاخيرين ترجم المرحوم خيري حماد التالي يقول في صفحة 12:
الطعن بالعروبة
هناك على أي حال، نقطة في منتهى الأهمية، ولا يجوز لنا ان نهملها في هذه المقدمة، وان كنا قد ركزنا كل التركيز عليها في هوامشنا. وهي ان المؤلف يحاول في أكثر من موضع ومن مناسبة، الطعن في عروبة الأمة العربية، على اعتبار ان ما يسميهم «بالشعوب الناطقة بالعربية» اليوم لا تمت الا بصلات واهية بالقبائل العربية التي خرجت من الجزيرة العربية في القرن السابع لفتح ارجاء الوطن العربي الراهنة، وان هذه الشعوب هي خليط من الاقوام والعناصر التي كانت تقيم في هذه الارجاء، ثم دانت بالاسلام، واختلطت بالعرب عن طريق التزاوج، ولذا فهي في رأيه غير عربية، لانها لم تعد تحمل نقاء الدم العربي، ولا ريب في ان نظرة المؤلف هذه نظرة عنصرية مغلقة بغيضة تقوم على اساس نقاء الدم، وهي اشبه ما تكون بالنظرة النازية العنصرية التي كانت سببا في ما حل بالعالم المعاصر من شرور وويلات. يضاف الى هذا ان هذه النظرة خالية من كل منطق، اذ ليس ثمة في العالم عنصر لم يختلط عبر ازمنة التاريخ بالعناصر الاخرى، ولا ريب في ان انكليز اليوم، ومنهم مؤلفنا هذا، هم خليط من عناصر الكلت والرومان والانكليز والسكسون والفايكينغ والنورمان وغيرهم.
ويقول في صفحة 8 من كتاب «الفتوحات العربية الكبرى» التالي:
لقد راعيت في التعريب الأمانة كل الأمانة لأبين لكل قارئ - قد يكون لا يزال مخدوعا بغلوب - حقيقة هذا الرجل الذي عاش بين ظهرانينا قرابة ثلاثين عاما، كان فيها المنفذ لسياسة الاستعمار البريطاني في بلادنا.
دور فيلبي
والمخطط أحياناً لهذه السياسة، وسيكون هذا الدور الذي مثله على مسرحنا موضوع كتاب خاص أعتزم وضعه في حلقة «أعمدة الاستعمار البريطاني السبعة في الوطن العربي»، وهي الحلقة التي أصدرت منها أول كتاب عن عبدالله فيلبي وسأتبعه عما قريب بالكتاب الثاني عنوانه «أسطورة لورنس».
وكل أمل أن أكون قد حققت الغاية التي توخيتها من تعريب هذا الكتاب الطريف برغم ما فيه من تشويه، والمهم كل الأهمية برغم كل ما فيه من تضليل.
القاهرة في 1963/6/15
خيري حماد
***
هذا هو أبو حنيك كما عرفناه، وهو غلوب باشا لكن قبل أن أنهي هذا البحث أين يقع ابنه فارس، المعروف أن غلوب باشا لم يرزق من الأولاد إلا ولده الوحيد المعروف باسم فارس، وهو متمسك بهذا الاسم حتى وفاته وكان عنده ثلاث فتيات بالتبني وربما ستنقطع ذرية أبو احنيك في المستقبل هذه الذرية التي تحمل اسمه لأن فارس تزوج مرتين الأولى أنجبت له ولده مبارك، ومبارك تزوج وأنجب ثلاث بنات أما والده فارس، فقد تزوج مرة ثانية وأنجب ابنتين.
كان الحظ أن التقى مع فارس مرة ثانية في الكويت، حيث كان يعمل مع «كونا» مستشارا وشاء القدر أن تدعمه سيارة ويفارق الحياة وينقل جثمانه ليدفن في الأردن (عمان) منطقة «سحاب»، وقد كانت وفاته في سنة 2004.
وهنا أنقل نبذة عن حياة الفارس الثاني ابن ابوصنيك من كتابه «نجمة داوود» التالي:
ولد المؤرخ والشارع الايرلندي فارس غلوب في القدس عام 1939، وقضى الجزء الاكبر من طفولته في الاردن، حيث كان ابوه يعمل رئيساً لأركان الجيش الاردني. وتلقى فارس غلوب تعليمه في الاردن وسويسرا وبريطانيا، حيث تخرج في جامعة لندن بشهادة ليسانس في العلوم العربية والاسلامية.
ثم عاد الى الاردن بعد حرب يونيو 1967، وعمل هناك استاذاً في دار المعلمين التابعة لوكالة الامم المتحدة لإغاثة اللاجئين في وادي السير، كما كان يقدم ايضاً برامج ثقافية في الاذاعة الاردنية. وبعد ذلك عمل مراسلاً مع شركة سي.بي.إس الاميركية للاذاعة والتلفزيون وكان يكتب مقالات للصحف الاردنية واللبنانية. وعاش في لندن بين عامي 1970 و1982، حتى نهاية حصار بيروت. كما زار معظم البلدان العربية والاسلامية خلال السنوات الاخيرة.
وقد نشرت له الكتب التالية:
«القضية الفلسطينية والقانون الدولي» باللغة الانكليزية ـ عام 1970.
«الصهيونية هل هي عنصرية؟» باللغتين الانكليزية والالمانية ـ عام 1975.
«نجوم في سماء فلسطين» مجموعة قصص قصيرة فلسطينية ترجمها الى اللغة الانكليزية ـ عام 1978.
«نجمة داوود والصليب المعقوف».
واخيراً هذه قصة شخصية مهمة لعبت دوراً يوماً وكان لنا معرفة شخصية بها، نقدمها لقرائنا الكرام..؟
والروايات كثيرة عن ابو حنيك..
لكم تحيات
ماجد البلوي
سلمت أياديك مبدع ورااااائع ،،،،،،،
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات