اعزائي الاعضاء
السلام عليكم
من باب التواصل مع اهلكم في فلسطين فانني اضع بين ايديكم الطاهرة هذا التقرير الذي يصور جانبا من الحياة الرمضانية لبعض الاسر الفلسطينية التي فقدت عزيزا عليها
اليكم التقرير
[b]لرمضان طعم آخر في فلسطين : موائد الإفطار تشتاق إلى الشهداء و الأسرى .. و طفل يريد الإفطار مع والده في الجنة !!"
عندما جلسنا حول مائدة الإفطار تخيّلت أنها تجلس بيننا و حين شعرت بغيابها حبست دموعي أمام أطفالي ، و ذهبت إلى خارج المنزل لأنفجر في بكاء شديد على فراقها" .
هكذا وصفت والدة الشهيدة الطفلة شيماء أبو شمالة - 9 سنوات - من بلوك "O" برفح حال أسرتها المكوّنة من 9 أفراد و هم يلتفون حول مائدة الإفطار في أول أيام شهر رمضان المبارك ، و كانت الطفلة الشهيدة أبو شمالة استشهدت بقذيفة دبابة أصابت رأسها مباشرةً و هشّمت جمجمتها و أحلامها الوردية في 17/10/2002 م .
و استكملت أم الشهيدة حديثها المحزن على فراق طفلتها بعد أن تجدّدت لديها مشاعر الحزن و الألم فقالت و هي تمسح دموعها : "لا أستطيع أن أحتمل فراقها ، فلقد كانت شيماء تغمر جو الأسرة في رمضان بالبهجة و الفرح و كانت دائمة الحركة في المنزل و تلهو مع إخوتها" .
و تذكّرت الأيام التي كانت تخرج فيها شيماء إلى مسجد ذو النورين القريب من منزل العائلة و تحفظ فيه القرآن الكريم و تشارك في الندوات الدينية و تحرص على حضورها منذ صغرها ، معتبرةً أن وقت الإفطار في الشهر الفضيل من أحزن الأوقات التي تمرّ عليها بعد رحيل شيماء حيث لوحظ الحزن الشديد يخيّم على جميع أفراد الأسرة لا سيما إخوتها الذين بكوا كثيراً لفقدانها و حرمانهم اللهو معها من جديد .
[b]أهالي الشهداء :
و جلست أم الشهيد إياد أبو طه - 17 عاماً - حزينةً في ركن من أركان منزلها و هي تتذكّر اللحظات الصعبة التي مرّت عليها و هي تفتقد ابنها على مائدة الإفطار منذ اليوم الأول لشهر رمضان المبارك ، و كان إياد استشهد في هجوم صهيوني على منطقة القصاص على الشريط الحدودي قبل شهر رمضان بيوم واحد .
و تقول : "إخوته دائماً يتذكّرونه خاصةً الأطفال منهم على مائدة الإفطار و يسألونني بعفوية (أين ذهب إياد ؟ لماذا لا يفطر معنا ؟؟؟) فأجيبهم بكل ثقة إياد إن شاء الله في جنة الفردوس" ، و تمسح دموعها و هي تردّد : " إن كان الاحتلال حرمنا من إياد للأبد فسيبقى نوره بيننا و في قلوبنا و قد حفرنا صورته و نقشناها في قلوبنا للأبد و حسبنا الله و نعم الوكيل" .
[b]شهداء آل نصار :
أما زوجة الشهيد القسامي (صلاح نصار) و الذي ارتقى إلى العلا في الأسبوع الأول من شهر رمضان برفقة أخيها الشهيد أحمد الدهشان ، و ابن عمتها الشهيد حسين شهاب تقول : "منذ استشهاد زوجي أبو حمزة و أطفالي يرفضون تناول طعام الإفطار داخل شقتنا ، بل نذهب إلى منزل عمي والد زوجي ، و حتى في منزل عمّي لا يزالون يتذكّرون والدهم على مائدة الإفطار بضحكاته و ابتساماته معهم ، حتى أن طفلي حمزة رفض تناول الأكل معنا و قال لي (أريد أن أفطر مع أبي في الجنة !!)" ، و قاطعها حمزة بالقول : "كان أبي على مائدة الإفطار يطعمني بيديه ، فمن سيطعمني الآن ؟؟؟" .
(عمر زاهر نصار) ابن الشهيد زاهر نصار الذي استشهد في قصف حي الدرج بمدينة غزة يقول : "كلما وضعت أمّي طعام الإفطار أتذكّر كيف كان أبى يوزّع علينا الطعام ، و لا زلنا نضع كرسيّه على الطاولة لا أحد يجلس مكانه لأنه شهيد و الشهيد حيّ لا يموت" .
و يضيف عمر : "لقد كان أبي يحضِّر لنا كل عام التمر و الخروب و القطايف و كل ما نحتاجه و يأخذني معه على صلاة التراويح و في تفقّده للمجاهدين أما الآن فلا معنى لرمضان بدون أبى الذي كان يمازحنا و يداعبنا دائماً خاصة بعد الإفطار و قبل صلاة التراويح" .
[b]والدة عابد :
أما والدة الشهيد مجدي علي عابد من حي الشجاعية تقول إنها لحظة الإفطار تذكر ولدها مجدي ، و تضيف : "لا أستطيع كلّ يوم أن أحبس دموعي خاصة إذا ما صنعت طعاماً كان – رحمه الله – يحبّه و لا زلت أذكر حركاته و عاداته على الإفطار و لكن لعلّ الله يجمعنا في الجنة إن شاء الله" .
ذوو الشهيد أدهم حمدان الذي قضى مع أول أيام الشهر المبارك افتقدوا الفرحة بقدوم شهر رمضان المبارك و باتت أحزانهم تتجدّد كل يوم على مائدة الإفطار و السحور و صوت الأذان ، و مكبرات الصوت التي تتلو آيات الذكر الحكيم ، و لم يكن حال ذوي الشهيد إياد أبو طه الذي قضى في اليوم ذاته بأحسن من حال عائلة حمدان .
[b]مجاهد سلمي :
الطفل مجاهد سلمي - 8 سنوات - نجل القائد القسامي الشهيد عوض سلمي يفتقد والده على مائدة الإفطار بالرغم من أنه لم يعش معه فترة طويلة ، حيث ولد و أباه مطارد من قبل قوات الاحتلال الصهيوني في الانتفاضة الأولى ، و بعدها اعتقل والده لمدة أربع سنوات في سجون سلطة الحكم الذاتي ، و ما إن افرج عنه حتى اندلعت انتفاضة الأقصى و استشهد في نوفمبر 2 ، إلا أنه الآن يفتقده و يقول لأمه عند الإفطار (كل أصدقائي آباؤهم يفطرون معهم الآن ، أما أنا فوالدي شهيد) .
[b]أهالي الأسرى :
جلست الحاجة ملكة سكيك - 50 عاماً – و علامات حزنٍ عميقٍ تعلو وجهها الذي بدأت تغطّيه التجاعيد ، شاخصةً ببصرها إلى السماء بلا هدف و كأنها تنتظر أن يأتيها الفرج و يخرج ابنها سعيد من سجون الاحتلال الصهيوني .
و كان نجلها سعيد اعتقل عام 1993 بتهمة مقاومة الإحتلال و القيام بنشاطات فدائية خلال الانتفاضة الأولى و حكمت عليه المحكمة الصهيونية بالسجن المؤبد تنقّل خلالها في سجون مختلفة كان آخرها سجن نفحة الصحراوي حيث يقبع الآن .
في شهر رمضان تتذكّر أم سعيد نجلها في كلّ لحظة تقريباً كما تقول ، و تتذكّر كيف كان يقف معها و يساعدها في ترتيب شئون المنزل و إعداد الطعام بصفته أكبر أشقائه ، و أضافت : "في شهر رمضان نشعر أن شيئاً منا غائب ، و عندما نجلس على مائدة الإفطار نتذكّر سعيداً و نتمنى أن يكون بيننا في العام القادم" .
[b]الأسير الخليلي :
"لم نعتد على فراقه أبداً ، فهذا أول رمضان يغيب فيه عنا" .. هكذا بدأت والدة الأسير إياد الخليلي حديثها ، و أضافت : "منذ إفطار اليوم الأول لشهر رمضان و أنا أتخيّل أنه سيأتي متأخراً بعد أن يؤدي صلاة المغرب جماعةً في المسجد ، إلا أنني سرعان ما أستفيق من حلمي و أتذكّر أنه أسير و ينتظر حكماً عالياً" . و أوضحت الخليلي : "منذ أن اعتقِل إياد و أنا أسأل نفسي (كيف سنقضي رمضان بدونه) ، إلا أن الله يفرِغ علينا الصبر بفقدانه" .
[b]منذر الدهشان :
بالرغم من أن والدة الأسير القسامي منذر الدهشان المعتقل منذ عام 1994 و المحكوم عليه بالمؤبد 4 مرات قد توفيت بعد اعتقاله و لم يبقَ له سوى إخوته إلا أنهم ما زالوا يتذكّرونه على مائدة إفطارهم ، فزوجتي شقيقيه رائد و سائد بالرغم من أنهن لم يتعرّفان عليه إلا من خلال صورِه أثناء المطاردة و داخل المعتقل ، إلا أنهن يتذكّرنه على مائدة الإفطار و تبتهلان إلى الله بأن يمنّ عليه و على باقي إخوانه الأسرى بالفرج القريب .
[b]الأسير مرتجى :
أما عائلة الأسير سمير مرتجى و بالرغم من مرور حوالي 10 سنوات على اعتقال نجلهم داخل سجون الاحتلال إلا أنهم ما يزالون ينتظرونه على مائدة الإفطار ، فهو كما يقولون : "كان شعلة من النشاط قبيل الإفطار حيث كان يساعدهم في إعداد مائدة الإفطار ، و يتخلّل ذلك مزاحه و دعابته لأفراد العائلة" .
لقد نشرت هذه المشاركة ضمن زاوية فلسطينيات التي اشرف عليها في منتديات www.kanwakan.com
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات