نصحت ..فاحسنت ..

بسم الله الرحمن الرحيم

أقدم بين إيديكم مقال أخر مما جادت فيه قريحتي مستعينة ببعض المراجع...ولكم جزيل الشكر..
جميل جدا ان يجد الانسان من يوجهه وينصحة ...يرشده للصواب ويحذره من الوقوع بالخطا.
فهذا من حق المسلم على اخية المسلم,فانا من اخلاق المومنين محبة بعضهم بعض قال صلى الله عليه وسلم(((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه))وأن مولاةَ بعضهم لبعض موالاةً تقتضي النصيحةَ والإخلاص فالمسلم مرآة لاخيه المسلم
ان راى خير منه شجعه واثناء عليه وان شجعه على الاستمرار فيه،وان راى خللا او خطأ او سوء تصرف،فانه يسعى في تسديد اخية المسلم ونصيحته وإنقاذة من الخطأ ودعوتة للصواب ..ان من مقتضى الأخوة الإيمانية ان تبذل النصح لأخيك ان رايته بنظرك ارتكب مخالفة ويقع بنظرك على خطا
[ فمن منا معصوم عن الخطأ،ومن منا لا يذنب ، ولكن
يختلف الناس بتقبل النصح من الأخرين فهناك من يتخذ هذا الناصح عدو له فهو يرى نفسه غير البشر
لايخطى او يكره ان يواجهه احد بخطاه..وللاسف هذا النوع من البشر هو من يقع بالاخطا وتكون نهايته
ان ينفر البشر منه .ولا يجد له صديق ناصح..وهناك من يتقبل النصح بكلمه طيبة ورد جميل حتى وان لم
ياخذ بنصح...وهناك من يسعد ان يجد من يوجهه اذا اخطا ويرشده من غفلته ان غفل..
ولكن يجب ان لانغفل امر مهم له تاثير إجابي بنصح والإرشاد..نعم فكما ان من الاخوة بين المسلمين ان تنصح اخيك المسلم اذا أخطا،يجب علينا ان ندرك كيفية هذا النصح ..فيجب أولا:اخلاصك بنصيحة لوجه الله تعالى
ثم لأخيك المسلم,ليست نصيحتك للرياء والسمعة فيذهب اجرك مع الرياح.والمخلصون بنصيحه هم الذين يضعونها موضعها،(لايتحثون بها ،ولا يتفاخرون فيها)ولكنها سر وامانه بينه وبين من ينصحه فان طرقها للقلوب تكون اكثر تاثيرا.. فكثير من ينصح ويرشد لوجه الله تعالى ،ولكن جهده واجره يذهب سدى لانه قد اعلم بهذا النصح فاخذ الاخرون بالاستهزاء بهذا الإنسان الذي وقع منه الخطأ ، وجعله مكان للسخرية مما قد يجعله يصر على خطأه او لا يصغي له أذن..!!

لابد أن تكون بعيداً عن التشهير والتعيير والشماتة بالمخالف، فإن المعيِّر للناس الشامت بهم الفَرِح بعوراتهم المتطِّلعَ إلى عيوبهم الحريصَ على أن يرى العيب والخطأ فهذا ليس بناصح ولكنه مسيء وضاره.
. ولهذا ترى هذا الشامت وهذا الفَرِح بالعيوب والنقائص ينصح علانية، ويُظهر الأمر أمام الملأ لكي يَحُطَّ من قدر من يظنُّ أنه ينصحه، ولكي يُطْلع الناس على عيوب خفيَت عن الآخرين، فيكون بذلك مسيئاً لا مصيباً، ومفسداً لا مصلحاً، وفاضحاً لا ساتراً، ولهذا يُروى: ((من عيَّر أخاه بذنب لم يمت حتى يفعله)، وفي الأثر: ((لا تظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك))
إننا بشرلابد ان نقع بالخطأ،والمعصوم من عصم الله تعالى..فلابد من الوقع بالأخطا،نسى آدم فنست ذريته...
فكلنا خطأ وخير الخطائين التوابون.كلنا عرضة للزلل والتقصير بالواجبات ،فمن من من لم يخطي ؟؟
ومن منا لم يفغل ..ولم يجهل ؟؟فتجد من يخطى او يغفل من اهل بيتك او أولادك او اخوتك من المسلمين والمسلمات....
فكن ناصحا لعبا د الله مخلصا لهم من قلب ملى بالرحمة والشفقة وحسن القصد وبرفق ولهذا يقول الله لنبيه: فَبِمَا رَحْمَةٍ مّنَ للَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ ?لْقَلْبِ لاَنْفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ [آل عمران:159
..لوجه الله تعالى دون تشهير او تنفير..
فليحذر المسلم أن ينشر معائب المسلمين، ويتحدث عن أخطائهم علانية، فلا يقبلوا منه نصيحةً إن نصح، ولا يقبلوا منه توجيها إن وجَّه؛
همُّه إصلاح المسلمين، لا همُّه مصلحته الذاتية، ولا يتخذ من النصيحة وسيلة لتجريح الناس وعيبهم..
فعلم اخي ان هذا واجب على كل مسلم كلا بقدر حاله،ومنزلتة وقدرة ...مريد للحسنى طالب للاجر محتسب ذلك بميزان حسناتة ...فهل فعلنا ذلك ؟؟؟
جميلا اذا أخطت أن نعترف بأخطائنا...وجميل أن نجد من ينصح وينبه ويحذر...
فشكرا كل من نصحك وبين خطاك ....حتى وان كان زلة بسيطه او خطا كبير فالاكيد أرد لك الخير
فكثير هم إخوتنا لنا يصنعون الخير...ويجيدونه...ويرجو بذلك وجه الله..وان استغلت بعض النفوس الضعيفة الجهر بنصح للسخرية ولاستهزاء...فلا تبتئس ..ولا تحزن فكيفي ان ترى من ينصح ويحذر بغيت الخير..ولا تكترث لتلك النفوس...
من الاعماق نحن مدينون لمن ينصحنا ويوجهنا...فدنيا دار نتعلم فيه لنصلح به اخرتنا..فجزاهم الله عنا
وعن المسلمين خير الجزاء...بعد قرات المقال توجه بدعاء لكل انسان نصح واحسن لك النصح ...وتاكد وان اغلظ أو لآن أراد لك الخير بالحالتين .اللهم أرزق ناصحي الجنة ..وأصلح له اهله وذريته ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
(1)أخرجه البخاري بالايمان.....ومن مساعده من خطبة الشيخ عبد العزيز ال الشيخ...بحث وجمع :غاده

*بارك الله فيك يالفاضلة والقديرة*

*وشكراً جزيلاً لك ..وجزاك الله خيراً*

*وفقك الله*

14/7/1430
-------------------------

أسعدني عبورك الاخ حماد....

اصفق لك بحراره على موضوعك الجميل
الذي يدل على كبر عقل انوثي يتميز
بأجادة توقيت انزال مواضيع فيها منفعه للجميع 0


تحياتي

مشكووورة على الموضوع الجميل