كان الله فى العون مع الاسراف .
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و آله و صحبه و بعد .
الإسراف من الذنوب و الخطايا التي وقعت فيها الأمم المنحرفة و قد نهانا الله عنه و ذمه فقال تعالى : (( و لا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين )) .
قال سبحانه : (( و لا تبذر تبذيراً إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين و كان الشيطان لربه كفوراً )) . لقد أكثر بعض الناس من الإسراف في رمضان .
فمن صور الإسراف : الإكثار من الطعام فوق الحاجة , فإن من الناس من تعود كثرة المطعومات و المشروبات , فتراه في رمضان يملأ مائدته في الإفطار و السحور بكل ما لذ و طاب ثم تكون عرضة للإتلاف و الرمي .
فيا أيها الصائم إياك إياك و الإسراف , إن في المسلمين فقراء و مساكين و محتاجين و مملقين ففطر عباد الله بما زاد على حاجتك لتكون ذخراً عند الله عز وجل , قال سبحانه عن عباده الصالحين : (( و يطعمون الطعام على حبه مسكيناً و يتيماً و أسيراً , إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً و لا شكوراً , إنا نخاف من ربنا يوماً عبوساً قمطريراً )) .
و قد صح عنه عليه الصلاة و السلام أنه قال : ( يقول الله عز وجل يوم القيامة : يا ابن آدم جعت و لم تطعمني , قال كيف أطعمك و أنت رب العالمين ؟ قال : أما علمت أن عبدي فلاناً جاع فما أطعمته , أما إنك لو أطعمته وجدت ذلك عندي .... ) .
و من صور الإسراف : الإسراف في النوم فوق القدر المطلوب , و خاصة في النهار , فإن بعض الصائمين جعلوا من أيامهم غفلةً و سباتاً عميقاً , و العجيب أن هؤلاء يسرفون في سهر لا طائل من ورائه , سهر ضائع في القيل و القال و التوافه , و بعض يسهر في مزاولة أمور محرمة و مكروهة تغضب المولى تبارك و تعالى .
و من صور الإسراف : الإسراف في الإعداد لعيد الفطر و تكليف النفس فوق طاقتها و التبذير في الإنفاق من لباس و هيئة و لعب و مباهج حتى إنك لترى بعض الفئات من الناس ينفقون الألوف المؤلفة في هذه الترهات بينما هم من أبخل الناس في أبواب الخير و في طرق البر .
فيا من أنعم الله عليه بالمال , في المجتمع يتيم و في الناس مسكين , و في جوارك فقير , ألا تطعم جائعاً , ألا تكسو عارياً , ألا تبني مسجداً , ألا توصل منقطعاً , ألا تفك كربة مكروب .
و من صور الإسراف عند بعض الصائمين : كثرة الزيارة في غير طائل و لا فائدة و الإكثار من الخلطة بالناس لغير مصلحة , و الاجتماع بالآخرين لغير نفع , فيذهب الزمن هدراً و العمر بدداً و الأيام ضياعاً و الأوقات لعباً و لسان الحال يقول : (( يا حسرتنا على ما فرطنا فيها )) .
كثرة اجتماعات الناس على غير منفعة , و كثرة المجالس الفارغة .
تعيش الدهر و يحك في غرور *** بها حتى إذا مت انتبهتا
و من صور الإسراف : إدمان التسلية و الترفيه في اللعب من كرة و تمارين رياضية , و تنزهات و نحوها على حساب وقت الجد و العبادة و الذكر و التلاوة , و تحصيل العلم و الدعوة و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر , حتى إن بعض الناس يدفع الوقت دفعاً عجيباً و ينفقه بيد التبذير و غداً سيعلم إذا بعثر ما في القبور و حصل ما في الصدور .
إذا أنت لم ترحل بزادٍ من التقى *** و لاقيت بعد الموت من قد تزودا
ندمت على أن لا تكون كمثله *** و أنك لم ترصد لما كان أرصدا
و لعل صور الإسراف عند كثير من الناس متعددة :
- قوم أسرفوا في المعاصي و الذنوب , فإسرافهم أخطر إسراف و أسوأ تبذير .
- و قوم أسرفوا في الوقت فنثروه شذر و مذر و هم من أعظم الناس حسرةً يوم العرض الأكبر .
- و قوم أسرفوا في الطعام و الشراب و اللباس فما زادهم إلا تعاسة و قلقاً .
- و قوم أسرفوا في المباحات من لعب و تسليات تنزهات فهم في الحقيقة مغبونون في أعمارهم .
نسأل الله توفيقاً و سداداً و رشداً و اقتصاداً
كان الله فى العون مع الاسراف .
يعطيك العافيه
طرح رائع والاروع أنه من الواقع
أصعب الألم
أن يكون اًخر الحلول
جرح من تحب
اشكر الجميع على المرور العطر00
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات