السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ......
اخي الكريم ناصر :
بارك الله في جهدك و شكرا على هذه المعلومات و التحليل المفيد ..
و تقبل تحياتي
احبتي في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تنجلي الأيام عن نوايا الولايات المتحدة وحلفائها حول المنطقة العربية والإسلامية وذلك من خلال التدرج في إعلان تنظيمات وجمعيات عربية وإسلامية على أنها إرهابية أو متعاونة مع الإرهاب. مع بداية الحملة الأمريكية الانتقامية لما حصل على أراضيها أعلنت الولايات المتحدة عن عدد محدود من الجمعيات على أنها إرهابية وعملت هي وحلفاؤها على تجميد أرصدتها والسعي نحو التحقيق في نشاطاتها. ثم أخذت تتحدث عن دول عربية وإسلامية تمارس الإرهاب أو تدعمه في محاولات لجس نبض ردود الفعل العربية ولتهيئة العرب شعوبا وحكومات لما ستنبثق عنه الأيام. وتوسعت الدائرة لتشمل تنظيمات وحركات لبنانية وفلسطينية، ولولا حساسية الوضع الذي تعيشه القيادة الباكستانية لتم الإعلان عن أحزاب وجمعيات باكستانية على أنها إرهابية.
أمريكا ومن معها لا يحاربون الإسلام فقط وإنما يحاربون العروبة أيضا، وعلى استعداد لأن يحاربوا الشيوعيين العرب أو أي جماعة أخرى إن هم أصبحوا على قوة تمكنهم من توحيد العرب أو عدد من الدول العربية. الدين والعروبة بالنسبة لها لا يعنيان الشيء الكثير إن بقيا ضمن حيز رومانسي يتم تبجيله في صفحات تاريخ بالية ولا يتحولان إلى أي بعد حركي يغير وجه الوطن العربي والعالم الإسلامي. أمريكا على استعداد أن تدعم بناء المساجد وأن تقدم أموالا لطباعة نسخ من القرآن الكريم ولأن تشارك في الموالد وجلسات الذكر واحتفالات الأعياد. ولا شك أن الرئيس الأمريكي لديه الاستعداد لأن يصوم في رمضان وإنما ليس الشهر كله، وأن يقيم مآدب الإفطار ويذهب إلى مطار ريغان لوداع حجاج بيت الله الحرام، وأن يستقبلهم عند العودة متناولا كوبا من ماء زمزم وحبة تمر من الأرض المقدسة. والشرط واضح وهو أن يبقى الإسلام ضمن حيز الشعائر والابتهالات والانفصال عن مشاكل الإنسان في الحياة الدنيا. أي أن يبقى الدين كما يريده حكام العرب.
لكن هذا لا يعفي الغرب والولايات المتحدة من تهمة محاربة العرب والمسلمين وذلك بناء على البينات التالية:
أولا: تزخر كتب التاريخ المنهجية التي يتم تدريسها في المدارس الغربية بعبارات الهجاء للعرب والمسلمين والسخرية والتندر. لا يتوقف هذا عند هزائم الحكام العرب أمام إسرائيل وإنما يمتد إلى العمق التاريخي الحضاري. صحيح أن بعض الأعمال التي يقوم العرب والمسلمون بها أو قاموا بها مشينة، لكن الموضوعية التي تقتضي ذكر السلبيات والإيجابيات غائبة إلى حد بعيد.
ثانيا: تركز وسائل المعرفة والدعاية في الغرب على بعض القضايا التي يعتبرونها مسيئة للإسلام ولا يذكرون ما يزخر به الإسلام من تعاليم إنسانية وجمالية وعلمية. إنهم يركزون على غطاء الرأس والزواج من أربع وقطع يد السارق وقطع الرأس إلى درجة أن الفرد الغربي العادي أخذ يفسر الإسلام بناء على هذه القضايا. التركيز على هذه المسائل لا يهدف إلا إلى الإساءة للإسلام. ووصل العداء الغربي من هذه الزاوية إلى الهجوم على النساء اللاتي يضعن الغطاء وحشرهن وعائلاتهن في حالات اجتماعية ونفسية صعبة. وقفت فرنسا بأكملها ضد فتاة تضع غطاء الرأس ضاربة بعرض الحائط بكل ما تدعو إليه من قيم الحرية والديمقراطية،
أما بالنسبة للعرب، يركز الغرب على حروبهم مع إسرائيل من أجل إعطائهم صور الجبن والتخاذل والفرار من أرض المعركة. العربي بالنسبة لهم شره ومخمور ولا يتقن سوى الهروب وملاحقة النساء. وهذا ينطبق على أصدقائهم من قادة العرب الذين لا يحظون بأي احترام لا على المستوى الرسمي أو الشعبي. الزعيم العربي، بالنسبة لواشنطون، عبارة عن نموذج يجسد التخلف العربي والانهماك في الجري وراء الشهوات والملذات.
ثالثا: عدد من هذه الحركات التي يصفها الغرب الآن بالإرهابية لم تكن بالنسبة له كذلك في أوقات سابقة، بل كانت إسلامية تدافع عن حقوق الإنسان. أمريكا هي التي دعمت الحركات الإسلامية في أفغانستان، وحركة الأخوان المسلمين (التي انبثقت عنها حماس) في الأردن أيام محاولة حزب البعث الإطاحة بالملك، وتعاطفت مع الحركة في عهد عبد الناصر، وهي التي تقدم دعما لحركات إسلامية عراقية لمواجهة صدام حسين، وهي الآن تدعم حركات إسلامية في أفغانستان ضد طالبان.
أمريكا أيضا تحارب لاحقا من دعمتهم سابقا. إنها تحارب أحبابها السابقين في أفغانستان وهي ستحارب أحبابها الحاليين مستقبلا. إنها تحارب الآن حركة حماس لكنها على استعداد لمساعدة حركة الإخوان المسلمين، إن هي طلبت ذلك، لمحاربة النظام في سوريا أو في العراق. وهي الآن تدعم إجراءات الحكومة المصرية ضد الإخوان المسلمين والتي هي ذاتها نفس الإجراءات التي كانت تدينها أيام عبد الناصر.
باختصار، أمريكا لا تريد عروبة ولا تريد إسلاما ولديها الاستعداد لتوظيف القوى العربية والإسلامية لمحاربة بعضها البعض خدمة للمصالح الأمريكية والعربية عموما. المهم أن تبقى الأنظمة العربية والإسلامية ضمن الفلك الأمريكي حتى لو كان حكمها مناقضا للقيم النظرية التي يتحدث بها العرب.
رابعا: إذا كان الإسلام دين تسامح ومحبة كما تقول الولايات المتحدة، فلماذا لا تدرسّه لأصدقائها من الحكام العرب والمسلمين. تعاني الشعوب العربية والإسلامية من قمع الحكام والحكومات، ولا تجد من الولايات المتحدة سوى إشارة إلى ذلك في تقريرها السنوي حول حقوق الإنسان. أم أن الإسلام يصبح دين تسامح فقط عندما تتعرض المصالح الغربية للخطر؟ ينتهك الحكام العرب حرمات شعوبهم كل يوم وفي وضح النهار وعلى مرأى من الدول الغربية، ولا يترددون في إصدار الفتاوى الجميلة حول الإسلام خاصة خلال حجهم إلى واشنطون. لم نسمع من رئيس أمريكي توبيخا لأي من هؤلاء القادة حول أعمالهم المخالفة لتعاليم الدين الإسلامي.
خامسا: يتبنى الغرب وبالأخص الولايات المتحدة الأمريكية برنامجا مدروسا لغزو الوطن العربي والعالم الإسلامي فكريا وثقافيا. يقول البعض أن أمريكا لا تخص الوطن العربي والمسلمين بهذا الغزو فقط وإنما تعمل على غزو العالم. ليكن، لكن أعمالها تستفز الناس لأنها تعمل على تحطيم الأصالة العربية وإحلال الثقافة والفكر الغربيين محل الثقافة والفكر الإسلاميين. صحيح أن هناك مسلمون يتحدثون باسم الإسلام يسيئون، إلى الإسلام والمسلمين، وهناك فتاوى مثل بعض فتاوى طالبان وحكام العرب تبعد الناس عن الإسلام أكثر مما تقربهم، لكن مسألة تطوير الفكر الإسلامي والانطلاق بالثقافة الإسلامية تبقى شأنا للمسلمين وليس لبوش وبلير.
من أجل تعزيز غزوه الثقافي، يعزز الغرب سياساته بمراكز أبحاث وجمعيات تحمل شعارات الديمقراطية والمساواة وتحرير المرأة جلّ همها تبني القيم الغربية على حساب الأصالة والتطوير المستند عليها. إنها تغدق الأموال على هذه المراكز من أجل أن تشكل قيادات للنشاط الفكري والتطوير الثقافي المعادي في كثير من الأحيان للإسلام والمسلمين. طبعا هذا ليس دربا من دروب الغيب بل هو معروف لدى الكثير من المثقفين، ويعترف عدد من المستفيدين ماليا بأنهم يعملون على تغييب الشخصية العربية لصالح شخصية راعي البقر الغربي.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ......
اخي الكريم ناصر :
بارك الله في جهدك و شكرا على هذه المعلومات و التحليل المفيد ..
و تقبل تحياتي
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اخي ابو نادر اشكرك جدا علي المرور والتعليق
واشكرك علي المتابعة الدائمة والحثيثة لمواضيع المنتدي
الحديث أعلاه يعبر عن فهم الناس البسطاء للسياسات الغربية والأمريكية في البلاد العربية والإسلامية. لم يتطور هذا الفهم نتيجة تحليلات عقلية أو معاداة ثقافية وإنما نتيجة خبرة طويلة امتدت على عشرات السنين. لا توجد قناعة لدى الناس بصورة عامة وليس مطلقة بأن الغرب يمكن أن يكون صديقا نظرا لما خبروه من أعمال العداء. حتى بالنسبة للكويت، قلة من الناس على طول الوطن وعرضه يشكون بأن أمريكا دافعت عن شعب الكويت. لو لم تكن لأمريكا مصالح لما التفتت إلى أن هناك شعبا كويتيا. ولهذا لا تجدي عمليات التزيين التي يقوم بها الرئيس الأمريكي والزعماء الغربيون عموما. إن شاءوا أن تكون هناك جدوى فما عليهم إلا إثبات الصداقة من خلال سياسات عملية تمتد على فترة طويلة من الزمن كفيلة بأن تقنع العربي والمسلم بتجاوز الماضي. أما أن يدعي رئيس أنه لا يحارب المسلمين ويعلن عن حزب الله الذي يعتبر رمزا عظيما للعرب والمسلمين أنه إرهابي إنما يكرس العداوة ولا يريد لمنابع للبغضاء أن تنحسر.
تحياتي
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات