يعطيك العافية
التركة بين القسمة والانقسام
إن وجود المال بين عشية وضحاها في بعض البيوتات قد يكون نذير شؤم فبمجرد أن تلمح الأخت ـ مثلا ـ وعلى استحياء منها في رغبتها أخذ استحقاقها من ميراث والدها ـ رحمه الله ـ فإن ذلك مؤذن إلى استثارة إخوانها الذكور
وربما أنها ترمق بعين البغض والدونية ولن تجد مجيبا أو قولا لينا لحقها البين وتبدأ تحاط بالرقابة الصارمة وتوضع في داخل عزلة تامة ويضيق عليها الخناق في ظل بعض الثقافات العائلية المتسلطة..!!
وربما أنها تحت وطأة العنف والتعامل التعسفي قد تجبر على التنازل عن نصيبها من ميراثها المستحق !!.
بينما الإخوة الأقران دقوا بينهم (عطر منشمي) وبات كل منهم يذود عن حياضه بساعده وربما يكون هنالك استعراض للقوى سعيا من أجل الظفر بالغنيمة الدسمة والحصول على أكبر جزء من كعكة الميراث المغرية ؟؟!!
ومع مرور الأيام يدب الخلاف في داخل البيت الواحد ويبدأ يكبر شيئا فشيئا حتى يكون كالجبل الوعر الذي يصعب معه تجاوز النفق المظلم ويتعذر تلمس سبل النجاة إلى حيث رحابة العلاقة الأسرية الهادئة .
إذا فلا غرابة في هذا الزمن المادي البحت أن يميل البخت..!!
فما أكثر ما نسمع عن حكايات شتى لقطع رابطة الرحم وحل أواصر القربى من أجل حفنة من المال
يريد البعض أن يميل بها إلى كفته على حسب الطرف الآخر( المهمش) وهذه القضية (بقضها وقضيضها ) نتاج لصورة طبق الأصل لبعض القضايا الموجودة داخل أروقة المحاكم .
فبمجرد أن يطلب أحد الأطراف حقه بعد أن أعيته السبل في الحصول عليه بالطرق الودية فاضطر مكرها ليسلك طريق القضاء للتوصل إليه بالقسمة الشرعية .
ويدرك أنه وإن سلك هذا الطريق مرغما لن يسلم من وابل المصطلحات القاسية كالنبذ والاستقصاء والنفي من محيط العائلة الموقرة (!!) التي ترى أنه قد (مرغ شرفها بالتراب ) يوم طرق باب المحاكم ..!!
وقد يوصم بالعقوق وشق عصى الطاعة ويغضب عليه أبد الدهر جراء هذا الصنيع الذي يعتبر من وجهة نظر مجلس (الفميلي) جريمة لنشر الغسيل المنزلي في مكان عام..؟؟!!
وإزاء هذه التصرفات الجاهلية ستظل الحقوق الموروثة لدى بعض العوائل عالقة زمنا بين خيارين كلاهما
(مر كالعلقم ) وسيبقى طابع الحياء الخجول والخصام المحتدم فرسي رهان كلاهما خاسر في ميدان العلاقات الأسرية التي باتت محطمة السياج.
وستظل النظرة حائرة بهذا الخصوص فإن لم تقسم التركة ضاعت الحقوق وإن قسمت فأعلم أن هنالك شرخا كبيرا وانقساما بالغا ربما يستمر مفتوحا أزمنا قد تطول وتطول وتطول .
ثم يطول بها النفس أيضا لتحمل نفس الصبغة الوراثية من (جينات) الكراهية والبغض حينما يورثها خلف لسلف في ظل غياب التفهم الواعي لمبدأ الحق الشرعي المكتسب الذي أفاء الله به على من يشاء من عباده.
بشير
تقبل مروري على روائعك
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات