كلما كثر الشيء وتشتت كثرت مشاكلة
ففقدان الوحدة يعني إكتساب الفُرقة
ولابد من هذه الظاهرة بالإضافة إلى إدمان المصالح
ــــــــــــــــــــــ
حصيلة الأيام الماضية في السياسة العربية، كعادتها، تتصادم وتتماوج وأفقها مظلم سرمديّ، والسبب أن الإرادة في تحسين مسارها تعقده الرغبات الشخصية على حساب المصلحة العامة..
ففي العراق هناك إقصاء لمن لا يتفق تيارهم مع السلطة في مسيرة الانتخابات وهي ظاهرة لا تتكرر مع أي نظام ديموقراطي، مما بعث على تبادل الاتهامات إلى حد اعتبار ما حدث هدية بمناسبة احتفال الأعياد الإيرانية، وكأن الشأن العراقي رهينة بيد دول خارجية، ونفس الحال في السودان، فالتحضير للانتخابات يشهد تجاذبات حادة بين الزعامات التقليدية والحكومة، والجنوبيون يمشون على ساقين مكسورتين، على اعتبار أن الافتراق قدرهما، وتبعاته لا تزال مجهولة انعكاساتها على القطاعين، ولو سارت الانتخابات بشكل نزيه وإيجابي فلربما تحل المعضلات الكبيرة كالوضع في دارفور ومقاطعة بعض الدول السياسة السودانية..
المغرب عجز عن أن يحصل على اتفاق منطقي مع البوليساريو، وهي حالة تراوحت بين الحسم الذي يبقي على وحدتهما، أو المراوحة بمكان واحد، وهو ما أزم المواقف بين المغرب والجزائر، وكأن الدعوة للوحدة المغاربية حالة ميؤوس منها طالما الاتفاق على توحيد شطريْ المغرب أعجز تلك الدول عن فك طلاسم هذا الخلاف وتجاوزه..
الفلسطينيون بين التقارب ، والتباعد في المصالحة الوطنية، والأمور لا تسير بإرادتهم وفقاً لاتهام كل فريق للآخر، وهي المأساة التي فشلت فيها عمليات الجراحة العربية والدبلوماسية الخشنة والناعمة، بينما المباحثات تجري مع إسرائيل وأمريكا وتفشل بين فريقيْ غزة والضفة، وبانتظار المبعوث الأمريكي، والذي تكشفت سياسة بلاده عن عجز كبير في تنفيذ وعود رئيسها أوباما التي لن تؤدي إلى نتائج تضيف بعداً للسلام المتعرج الطرقات..
ولبنان غارق في حادث سقوط الطائرة الأثيوبية عندما فجرت خصومة بين الحكومة والصحافة نتيجة العرض غير الموضوعي في معالجة الحدث وهي الصورة العامة عندما تصل الأمور إلى جعل المأساة متاجرة إعلامية..
السياسة العربية تشبه رقصة العفاريت عندما نجد في تراثنا التهويل عن معازف الجن ورقصاتهم التي لا تعتمد الإيقاع، بل الضجيج والأصوات التي تصدع الرأس ، وتصمّ الآذان، والمشكلة في الأوضاع العربية أنها انعكاس حقيقي للأزمة النفسية والاجتماعية داخل المجاميع العربية، ولذلك فقدنا الأمل في أن ننجح في التقريب بين ضروراتنا الأمنية ، والاقتصادية والتربوية، وبين القصور العام في النظرة الشمولية التي تقوّم الأمور على أساس منطقها وضروراتها، ولذلك أهدرنا آلاف الفرص سواء في حروبنا، أو علاقاتنا البينية والعالمية حتى إن وصف الرجل المريض ينطبق على واقعنا أكثر من غيرنا..
فلا القمم العربية صنعت هدنة دائمة تلتقي بعدها الإرادات في خلق فضاء مفتوح تنحسر فيه الخلافات وتتطور العلاقات، ولا الاجتماعات الوزارية وما دونها ألغت القطيعة، بل إن الريبة تظل القاسم المشترك بين الأطراف، وإلا فكيف نفهم سياق ما يجري في تلك النماذج من خلافات على الانتخابات والأشخاص وتوحيد الرأي طالما هناك عفاريت تسكن الأدمغة وتحرّك القدمين والجسد في انتفاضة الراقص المجنون.
للكاتب يوسف الكويليت
مجموعة دعاة على ابواب الجنة انتظروها قريباً ان شاء الله
كلما كثر الشيء وتشتت كثرت مشاكلة
ففقدان الوحدة يعني إكتساب الفُرقة
ولابد من هذه الظاهرة بالإضافة إلى إدمان المصالح
ــــــــــــــــــــــ
اشكرك اخي طلال على المرور الكريم
مجموعة دعاة على ابواب الجنة انتظروها قريباً ان شاء الله
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات