الحديث الثاني :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسر على معسر ، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ،ومن ستر مسلما ، ستره الله في الدنيا والآخرة ، والله في عون العبد ، ما كان العبد في عون أخيه ، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما ، سهل الله له طريقا إلى الجنة ، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله ، يتلون كتاب الله ، ويتدارسونه بينهم ، إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة ، وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده ، ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه " رواه مسلم .
الفوائد المستخرجة من الحديث :
1 - الجزاء من جنس العمل ، فمن فرج عن مؤمن كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة .
2 – الحث على مساعدة المسلم لأخيه المسلم .
3 – فضل النظر في أحوال المسلمين و تفقدهم .
4 – يكون التنفيس على قدر الاستطاعة و نوعها .
5 – فضل ستر عيوب المسلم إذا كان غير مجاهر بمعصية .
6 – الستر نوعان : معنوي و حسي .
7 – فضل غض البصر عن عورات المسلمين و عدم تتبعها .
8 – قبح المجاهرة بالمعصية .
9 – فضل التيسير على المُعسر ( المدين ) .
10- تعريف المعسر = هو من ركبه الدين و تعسر عليه قضاءه ، دون أن يكون هناك مماطلة .
11 – يكون تسهيل الإعسار بالهبة أو الصدقة أو تأجيل سداد الدين أو تقليله الدين ، قال تعالى : " وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ " .
12 – الفاظ الحديث يشرح بعضها بعض .
13 – معنى ( ما كان العبد في عون أخيه ) أي أن عون الله مرتبط بكون العبد مداوم على عون أخيه أي مستمر في عمله و هذه إعانة خاصة لأن الله دائماً في عون العبد المسلم ، و هي ميزة خاصة .
14 – فائدة إستمرار أعمال الخير ( و الحث عليها ) ، ( قليل دائم خير من كثير منقطع ) .
15 – عظم الجزاء من الله سبحان للعبد فهو يجزي على عمل قليل خير كثر .
16 – فضل طلب العلم الشرعي ( التماس العلم ) و نلاحظ هنا أن الله يجازي على مجرد طلب العلم و ليس شرطاً أن يكون عالماً .
17 – الجزاء على إحسان النية .
18 – من أسباب دخول الجنة : طلب العلم الشرعي .
19 – الفائدة من (سهل الله له طريقا إلى الجنة) و لم يقل سهل الله له الجنة ، فالله سهل الطريق و على العبد أن يسلكه و في هذا دليل على عدم التواكل و الحث على العمل .
20 – فضل الاستمرار على طلب العلم .
21 – فضل الذكر في أي مكان . حيث لم يذكر هنا مسجد و إنما بيت ، و أيضا يستفاد من حدي آخر لفظه : (ما قعد قوم مقعدا لا يذكرون الله فيه ويصلون على النبي إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة ) < هذا جزاء من يقعد مقعداً لا يذكر الله فيه فالعكس سيكون جزاء من يقعد مقعداً يذكر الله فيه .
22 – فضل تلاوة القرآن الكريم و مدارسته لأنه في الحديث بدأ به : " يتلون كتاب الله ، ويتدارسونه بينهم " و أهمية ذلك أيضاً و أهمية البدء في تلاوة القرآن الكريم في مجالس الذكر .
23 – تدارس القرآن الكريم يشمل كل ما يناط بالقرآن من تعليم و تعلم .
24 – فضل المشاركة و المدارسة و الاستنباط في مجالس الذكر .
25 – التدارس و الاجتماع على الذكر شرط لأن تحفهم الملائكة ( أي تحوطهم و تحوط بهم ) و تنزل عليهم السكينة ( و هي الطمأنينة و الراحة النفسية و هي من البركات التي تنزل من الله عز وجل ) و تغشاهم الرحمة ( أي تشملهم ) و يذكرهم الله فيمن عنده ( أي يذكرهم بأسمائهم – فلان بن فلان - ) .
26 – من تقاعس عن أعمال الخير لن ينفعه نسبه .
27 – أن الخيرية بالتقوى ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) .
28 - ينقسم الحديث إلى أربعة أجزاء ، الجزء الأول عن التعامل الحسن للمسلم مع أخيه المسلم ، و الجزء الثاني عن أهمية طلب العلم و السعي لذلك ، و الجزء الثالث عن فضل ذكر الله و تدارس القرآن الكريم ، الجزء الرابع أن الله يجازي العبد بناء على ما يقدم من عمل و ليس على نسبه .
هذا ما تيسر و في الحديث فوائد عديدة و كثيرة لعلنا نترك المجال لمن يفيدنا بالمزيد .
المفضلات