صورة للمواطنة مها الحصين والتي وقفت وحيدة أمام ظلم العدالة .الإمريكي-صهيونية
يتابع جميع العرب والمسلمين في أمريكا بكل تقدير وإعجاب جهود سيدة سعودية منقبة اسمها مها الحصين على الجهد الهائل الذي تبذله لاستنقاذ زوجها دارس الدكتوراه السعودي سامي الحصين، الذي شاء قدره أن يصبح أحد ضحايا ( العدالة الأمريكية )
ما أدهش الجميع ليس فقط ما تفعله السيدة لأجل زوجها الضحية، ولكن أيضا كونها سعودية تمتعت بذلك القدر من القوة والذكاء والثبات والقدرة على الحركة، ولست اخفي أن صورة المرأة السعودية في الإدراك العربي – ناهيك عن الغربي – أنها مخلوق سلبي ومغيب لا دور له في الحياة العامة، ولا حضور يذكر في حين أن حركتها لا تتجاوز حدود العباءة السوداء التي تغطي الجسم كله، ومن ثقبين صغيرين في النقاب الذي يغطي وجهها ترى العالم وتتواصل مع الآخرين وهي معقودة اللسان.
لقد تمنيت أن يطلع كل إنسان على قصتها ليعرف مدى الظلم الذي يعاني منه في الولايات المتحدة الشباب العربي الوفي لأمته ودينه، وكيف أهدرت حقوق الإنسان وضمانات العدالة في ذلك البلد الذي كان يضرب به المثل في هذه وتلك، ولكي يعرف أيضا أن زوجة السعودي المتهم التي لم تتخل عنه وتبرئة ساحته، وهي رمز لجيل من السعوديات يفاجئنا بحضوره وقدرته، وتتمنى أن تكون من استثمار ما يتمتع به من طاقات مبدعة وخلاقة، في أن يكون شريكا حاضرا في مختلف ساحات وآفاق بناء الحاضر والمستقبل.
وحيدة أمام تطرف الإدارة الاميريكية:
في عرضه لما جرى للمهندس السعودي سامي الحصين ( 34عاما وما فعلته زوجته مها ( 29سنة ) ذكر الدكتور بن سعيد أن عملاء المباحث الفيدرالية اختطفوا الرجل من بين أسرته في الساعة الرابعة من فجر السادس والعشرين من شهر فبراير ( شباط ) في العام الحالي 2003م ونقل عن الزوجة الصامدة والصابرة قولها ( أخذوا مني رفيق دربي إلى حيث لا اعلم داهمني الحزن على فراقه والخوف عليه حتى مرضت وتوجهت إلى الله بالدعاء أن يمنحني الرضا وان يجعل عواقب أمورنا إلى خير وقد استجاب الكريم فربط على قلبي وثبتني فله الحمد وله الشكر.
سرى خبر اعتقال سامي في مدينة موسكو, وهي مدينة صغيرة تقع شمال ولاية آيداهو الأميركية, وتشتهر بجامعتها التي يدرس فيها سامي الدكتوراه في أمن الشبكات الحاسوبية مبتعثاً من المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني بالسعودية, وكان تخرجه متوقعاً في آذار (مارس من عام 2004. تعاطف عدد كبير من الطلاب والأساتذة مع قضية سامي, لما يعرفون من حسن خلق الشاب ووداعته ونشاطه, ويذكرون موقفه بعيد أحداث الحادي عشر من أيلول (سبتمبر حينما شارك في تظاهرة تندد بما حدث, وتبرع من دمه للمصابين. وما زاد تعاطف الجامعة مع سامي تهافت الاتهامات الموجهة إليه وضحالتها والتعسف الواضح في محاولة ربطه بما يوصف بالإرهاب. في ظل الحملة الشرسة على سامي لم تجد مها بداً من الوقوف أمام الإرهاب الذي تمارسه إدارة الرئيس جورج بوش بحق العرب والمسلمين, سيما أنه طاول هذه المرة شريك الحياة ورفيق الدرب. تقول مها: "إثر اعتقال سامي حدثت ضجة إعلامية كبيرة, وتوافد الصحافيون على بيتنا يتساءلون عن الأمر, فطفقت أحدثهم عن سامي الزوج والأب والطالب والإنسان. قلت لهم: إن لسامي من اسمه نصيباً, فقد تسامى عن كل رذيلة, وهو أهل لكل فضيلة, وما كان لرجل يحمل قلباً كبيراً ك ك كامي أن يكون كما يقولون. وليس كبير القوم من يحمل الحقد".
لم يكن سهلاً على مها أن تقاوم بوش ورامسفيلد وآشكروفت وغيرهم من متطرفي الإدارة الأميركية, لكن كان لا بد من التحرك, ومن العار أن تغضي الحرة على الضيم. قاومت مها ببسالة, وتحدثت للصحافة عن كل ما يؤكد براءة سامي. جمعت جاراتها الأميركيات وحثتهن على التحرك للمطالبة بالإفراج عنه. وكانت أبرز خطواتها أن نظمت حفلة عشاء كبيرة على مستوى مدينة موسكو وأرسلت بطاقات دعوة للمسؤولين, كما وزعت بطاقات دعوة خاصة على سكان المجمع الذي تقيم فيه, ونشرت دعوة عامة في الصحافة والتلفزيون, وقد حضر الحفلة قرابة مئتي مدعو. تحدث في الحفلة محامي حقوق الإنسان في جامعة آيداهو, والمشرف على برنامج سامي للدكتوراه, والمهند الابن الأكبر لسامي, ومحامي سامي, لكن مها كانت نجمة الحفلة إذ وقفت شامخة بنقابها ودافعت عن زوجها بلغة أدهشت الحاضرين وبأداء بلاغي حرك المشاعر في مجتمع يقدس الخطابة ويعامل أصحابها معاملة القادة. أعدت مها طاولة وضعت عليها نماذج لرسائل احتجاج جاهزة يقوم الحضور فقط بتوقيعها, ومن ثم يتم إرسالها إلى البيت الأبيض والكونغرس ومنظمات حقوق الإنسان. وزعت على الحضور أيضاً عشرات الفانلات المحتوية على عبارات مطالبة بالإفراج عن سامي, وحثت الجميع على المشاركة في مسيرة احتجاج ضد بقاء سامي في السجن, وارتداء الفانلات أثناء المسيرة. وبالفعل تم تنظيم مسيرة حاشدة رفعت فيها لافتات ظهرت عليها صور سامي وأطفاله, وطبعت عليها عبارات مثل: "اعملوا على جمع شمل العائلة". وسار المتظاهرون حاملين الشموع, وتم تناول الحدث في الصحافة المحلية. تقول مها: "لم يكن هدفي هو الدفاع عن سامي وحشد التأييد لإطلاق سراحه فحسب, بل كنت أسعى أيضاً للتعريف بحقيقة الإسلام وتقديمه للناس بصورته الجلية الناصعة".
وعندما تقرر حضور أحد المسؤولين عن مكافحة ما يسمى بالإرهاب إلى المدينة ليلقي كلمة عن الأحداث, هرعت مها إلى محاميتها وطلبت منها صياغة خطاب باسمها موجه إلى جورج بوش ليتم إلقاؤه أمام هذا المسؤول, وتم إعداد الخطاب وألقته المحامية أمام الحضور الذين تجاوز عددهم 300 شخص, وتحدث أيضاً أبناء سامي: المهند, وتميم, وزياد مرددين عبارات قصيرة حول شوقهم وحنينهم إلى والدهم. ولما بدأ العام الدراسي الجديد في أواخر آب (أغسطس 2003 كتبت مها رسالة تهنئة للطلاب الجدد باسم سامي, ونشرته في صحيفة الجامعة, كما وضعته في لوحة الإعلانات في المكتبة العامة وفي الكليات. واستغلت عقد اجتماع عام للطلاب لمناقشة شؤونهم واحتياجاتهم, فذهبت إليه (على رغم أنها لم تكن من المنتسبين إلى الجامعة وخاطبت الطلاب في شأن سامي قائلة إنه كان معهم قبل عام شعلة من نشاط, وهو الآن يقبع في زنزانة انفرادية من دون محاكمة ولا ذنب جناه. وامتد نشاط مها إلى استراحة الطلاب, حيث وضعت طاولة خاصة بالقضية, تتوسطها لافتة كتب عليها "سامي يحتاج إلى دعمك" وبجانبها صورة لأطفالها. تذهب مها إلى هذا المكان كل أربعاء وتمكث فيه ساعتين على الأقل, وتوزع مطويات عن القضية, وتجمع أكبر عدد ممكن من توقيعات الطلاب على نماذج الاحتجاج. تراسل مها عشرات الصحافيين وناشطي حقوق الإنسان في أميركا الشمالية وأوروبا, وتحثهم على تبني قضية سامي, في الوقت الذي تقوم فيه بتزويد موقع [size=8] www.samiomar.com[/size] الذي أنشأه أصدقاء سامي بالمعلومات والصور. وامتد نشاط مها إلى كل الولايات, فتناولت القضية وتداعياتها في برنامج بثته شبكة إذاعية على مستوى البلاد.
أصبح منزل سامي/ مها مقصداً لمراسلي الصحف ومحطات التلفزيون والجيران المتضامنين. تقول مها إن جيرانها "يشعرون بالعار من الذي حدث لها ولأسرتها". أثمرت جهود مها, فالرسائل المتعاطفة تنهال على بيتها من كل أنحاء الولايات المتحدة, وهي تقول إنها لا تستطيع إحصاء البطاقات المعبرة عن الدعم والمساندة والتي تتدفق على عنوانها (القافله).
للاستزاده عودوا إلى هذا الرابط::من الصفحة الرئيسية للموقع::
نضال امرأة سعودية وقفت وحيدة أمام ظلم ( العدالة ) الأمريكية ...
http://www.alasra.org/f11/p11_129.htm
....صور أطفال الأخت مها الحصين مع والدهم
نسأل الله أن يفك أسره ويرده إلى زوجته وأولاده واهله وللمسلمين رداً جميلا وجميع أسرى المسلمين في كل مكان.
وصلى الله وسلم على نبيه محمد وعلى اله وصحبة أجمعين.
===========================================
وصلني على الايميل
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات