بسم الله الرحمن الرحيم
(رمضان والتحديات المعاصرة)
إن العمر الذي يملكه الإنسان في هذه الحياة. نعمة كبرى يجب عليه حمد الله تعالى عليه. والحياة التي أعطاها الله تعالى لابني أدم. فرصة عظيمة للحياة الكريمة المطمئنة,
عاجلآ وأجلآ, والوقت نعمة من أجل وأعظم نعم الله التي أنعم بها على البشر. والوقت يمر سريعآ كمر السراب.فما كان من الوقت الإنسان لله في طاعته ومرضاته وعبادته.
فهو حياته وعمره.وماضاع في اللهو والغفلة ونحو ذلك فليس محسوبآ من حياته.وإن عاش فيه عيشة الملوك المترفين. إذآ رأس مالك في هذه الحياة. دقائق وثوان وأيام وشهور.
فماذا قدمت فيها من أعمال صالحة. أو خلاف ذلك. والمسلم في عمره المحدود. وأيامه القصيره في الحياة.قد جعل الله تعالى له مواسم خير. وأعطاه شرف الزمان مايسد به
الخلل ويقوّم المعوج في حياته. ومن تلك المواسم شهر رمضان المبارك. الذي سوف يستقبلونه المسلمون إن شاء الله ممن يمدهم الله بالعمر بعد أيام قلائل.نسأل الله لنا ولهم القبول. شهر رمضان فرض في السنه الثانية من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم. وفرض على الأقوام التي قبلنا . ولكن كل على ملته وديانته. وكان السلف الصالح. يعيشون رمضان. بقلوبهم ومشاعرهم فإذاكان يوم صوم أحدهم.فإنه يقضي نهاره صابرآعلى الشدائد. متسلحآ بمراقبة الله وخشيته.بعيدآ عن كل مايلوث يومه ويشوه صومه. لا يتلفظ بسوء ولايقول إلا خيرآ.تعلمنا إن شهر رمضان شهر العمل. وشهر الصبر وشهر العطاء وشهر النفحات . والرحمات . والدعوات والذكر والتلاوات. وشهر العفو من الزلات . تعلمنا إن شهر رمضان شهر المغفرة والتجاوز عن الخطيئة. والشحناء والقطيعة. شهر رمضان شهر الموالاة للمؤمنين والمواساة للفقراء والمحتاجين. تعلمنا إن شهر رمضان شهر التوبة والعبادات فشهر رمضان شهر الغزوات والفتوحات الأسلاميه. في رمضان نصر الله المؤمنين ببدر وهم أذلة في رمضان فتحت مكة لنبينا صلى الله عليه وسلم. فطهر من الشرك ومن وساوس الوثنية. في رمضان يفتح الله على خالد بن الوليد في اليرموك. وعلى سعد في القادسية. وعلى طارق بن زياد في الأندلس. وعلى الملك قطز والظاهر بيبرس ضد جحافل التتار.وكذا حطين وجلولأ. وفي رمضان تتنزل الرحمات والبركات .وتصفد الشياطين .وشهر رمضان فرصة لأن نرسم لأنفسنا منهجآ نتدرب
من خلاله على المعاني الأسلاميه لتقوية الإيمان. وتهذيب الاخلاق وتقوية الإرداة . وشهر رمضان فرصة لنملك اليد المسلمة والرجل المسلمة .العين المسلمه
والأذن المسلمة و.اللسان المسلم بحيث تتحرك الجوارح جميعها كما أراد لها ربها وخالقها . بحيث لايرفث ولا يصخب.ولا يفسق ولو جرح جاهلآ مشاعره وأستثار كوامنه
بحجم توازع الشر بقوله إني صائم, ولكن لما قست القلوب وطغت المادة وتمردوا بنبي البشر على الفطرة . ماذا حدث أثروا الحياة الدنيا على الأخرة . قطعت الصلات
والروابط . وتحاربت العوائل .وتشردت الأسر .وأتسعت دائرة الفتن والعداوة والبغضاء بين الأب وأبنائه .والأم وأبنائها بين الأخوان بين القرائب بين الجيران .
بين الأرحام ماذا حدث في البشر ولماذا هل أستباحت المحرمات. هل سفكت دماء هل سلب مال. فأصبحنا لا نفرق بين حفل الأفراح وما أثم العزى . نشاهد كل الحضور حزينه . ولو مانعلم إن هذا فرح لقلنا أنه عزى . أستبدلت الكلمة الطيبة .بالخبيثة . واللين بالقساوة والرحمة والعطف بالبغضاء والكراهية وطيب الكلام بالبذائه والإحسان بالسيئه والرفق بالغلظة . وأستبدلت بعض الطيبات والمباحات بالخبائث والمكروهات فأنني مع تباشير قدوم شهر رمضان الكريم أتوجه إلى أخواني وأخواتي أسأل الله الهدايه لي ولهم إن يبلغنا رمضان ويشملنى بتوفيقه والعتق من نيرانه وإن يختم لنا شهر رمضان برضوانه .وأقول يا أيها المتعادون يا أيها المتخاصمون . يا أيها المتقاطعون يا أيها المتحاربون . يا أيها المتهاجرون . يا أيها المتشاحنون . يا أيها المتفارقون . رحماكم في أنفسكم . رحماكم في أبنائكم فقد ترحلون من هذه الدنيا . وتلقون هذه المسئوليه والأمانه الثقيلة وهذه الشحناء على أبناؤكم . إن نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول من سن سنة حسنه فله أجرها وأجر من عملها .ومن سن سنة سيئة فله ازرها وازر من يعملها, .ومن أكبر السيئات هو التقاطع .نسأل الله السلامه أستقبلوا شهركم وصوموه حقآ عن الأحقاد . والمأثم والشرور .وكفو السنتكم عن اللغو . كونوا أوسع صدورآ. وأندى ألسنة . وأبعد عن المخاصمة . والشر إذا رأيتم زلة فاحتملوها وإذا وجدتم إساءة من أخوانكم فاصبروا عليها وحين نمعن النظر في أمتنا الأسلامية ينقلب إلينا البصر خاسئآ وهو حسير, .الحديث عن الأمة .بتحسس أحوا لها .والتألم لآلامها والأهتمام بشؤونها لسلامة من علامات الأيمان, والمتأمل في حال الأمة الأسلامية .عندما يقارن بين حاضرها المشهود .وماضيها الغابر. يهوله الأمر .فالبون شاسع . والفرق بعيد والذين يتحدثون عن ضعف الأمة وهوانها وتخلفها . فإنهم سرعان مايلقون بالأئمة على الأعداء ومع إن الأعداء أشرار فعلآ . ومتربصون .إلا إن السبب الرئيس والخلل الأكبر من عند أنفسنا .تتهدد الأمة أخطار عدة أشدها الإنحراف في مجال العقيدة فمن أبناء الأمة من أستبدل العقيدة السمحاء بالمباديء الكافرة . ومنهم من ينفث بقلمه سموم الإلحاد . ومنهم من أبتدع تقديس لأفراد . ورفع التكاليف عن بعض الناس وأتخذوا من البشر وسائط عند الله . لهم تقضى الحاجات .وتغفر الزلات .ومنهم من سلك مسلك الإنحراف والأرهاب والتفجير والتكفير . أصيبت الأمة الأسلامية في أجزاء كثيرة منها ذلك الثالوث المدمر, الجهل .والفقر والمرض .التي أدت إلى الإنحراف والجريمة والضياع . وسوء التصرف .وغلبت على الأمة في كثير من أخطارها . أخلاق الهزيمة . والكسل عن العمل الجاد،مع تواكل مقيت جعلها تعجز عن مجارأة غيرها.فيما تصنع او تخترع اوتبتكر.واعظم من هذا انه قد ظهر من المسلمين من لايعرف من الدين الا اسمه بل لايحسن الصلاة, اصيب المسلمون في تاريخهم الطويل بضعف في عبادة الله عزوجل.وإنحراف في مفهوم العبادة.فحصروة في الشعائر التعبدية فقط.فحين يعبد ينقطع عن العمل،وحين يعمل ينقطع عن العبادة. لذا نجد المصلي الصائم القارئ للقران.لايتورع ان يغش.اويكذب او يظلم.ونجد المرأة المصلية الصائمة.لاتتورع ان تخالف الشرع بسفور او اختلاط.فإذا كثر الخبث وعمت المعاصي وإنهارت الاخلاق.واضيعت الصلوات ومنع الزكوات.وإتباع الشهوات.وشيوع الفاحشة وإنتشار الرشوة.فإنها ذنوب مهلكة.ان هذا الانحلال الذي نشاء في بعض افراد الامة سببه فقدان الايمان بالله .وفي ميدان الحياة الاجتماعية ضعفت الروابط الاسرية وانهدمت الاواصر العائلية وحلت الانانية والاثره ونتيجة لذلك بدت ظاهرة القلق والاضطراب والاكتئاب على كثير من افراد المجتمعات التي تنكرت لشرع الله , الاختلاف المذموم جرح عميق في جسد الامة. ومن الاسباب هلاكها.والعجب انه ينتشر في النفوس انتشار النار في الهشيم .فقد ادى الى تفرق الامة وتعاديها.وذاق بعضها بأس بعض.وقل ان تجد موقعا الا وفي جنباته شرارة شحناء وكره وبغضاء, ما احوجنا نحن المسلمين الى جمع الشمل على اساس الكتاب والسنه.ونبذ الفرقة وقمع كل اسباب الصراع, وتظافر الجهود نحو العمل البناء المخلص.بوغتت المجتمعات الاسلامية بتدفق اعلامي فضائي بالغ التاثير عظيم الحجم وتسلل في غفلة الى بعض العقول والنفوس.تحت شعار الحرية والتقدم والترفيه.فاورثها فتنة في الدين وشكا, زخرف جميع الفتن الهابطة والمبادئ الردئية, اشاع الفاحشة.وقضى على الفضيلة ليس لدى الاعلام المعاصر طموح سوى الفساد والانحلال .اما الجد والعمل.والعلم والبحث والاختراع،والمعالجة الجادة للمشكلات التي تواجه الامة. فالاعلام بعيد عنها.لقد احدثت مأسي المسلمين جرحا غاثرا في جسد الامة.فكم من بقعة ساخنة دماء اهلها مسفوحة .وجروح نازفة في الشام وفي الرافدين وفي فلسطين.حيث المسجد الاقصى.حتى بعض البلدان العربية التي استحدث فيها مايسمى بالربيع العربي.لازالت في صراعات ولم تهنا بالامن والاستقرار.انها مواجع وفجائع. هدت جسد الامة.وبالوقت الذي نشعر بالالم والحسرة لما حصل لاخواننا العرب من تشتت وتمزق وصراعات داخلية. راح ضحيتها الاف القتلى والجرحى والمشردين.فإننا ناخذ من هذه الفتن العبر والدروس.ونشكر الله اننا نعيش في امن وامان واستقرار.ونثني الشكر علية على هذا الامن الذي نعيشه والشعب السعودي الكريم قدم الشهادة الدامغة, بانه يعيش في تلاحم مع قيادتة المخلصة.التي قطعت على نفسها عهدا وثيقا بان يكون رخاء الانسان السعودي وسعادته وتامين مستقبل اجيالة القادمة.هي همها الاكبر وشغلها الشاغل وهدفها الاسمى.إنطلاقا من ايمانها الراسخ بإن الانسان السعودي هو الاستثمار الافضل.نسال الله ان يحفظ لنا قائد هذه الامة خادم الحرمين الشريفين الملك الصالح عبدالله بن عبدالعزيز ويحفظ ساعديه ولي العهد والنائب الثاني وان يعم الرخا وطنا واوطان المسلمين وكل عام وانتم بخير.
20رجب 1434هـ
عبدالهادي الطويلعي
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات