موضوع جميل جدا ياليت البنات وبعض العجايز يفهمن مغزى موضوعك
وكذلك بعض الرجال الذين يحطون كريم اساس
كنا في الثانوية...
كانت هي الوحيدة الجادة والمثابرة في الفصول وكنا بكل غرور وسخف نلمزها بفقرها فقد كانت لا تغيّر المريول والشنطة خلال العام، وكانت لا تكترث بنا، وأذكر أيضاً أني تعلمت منها درساً قاسياً لن أنساه فقد حفر في ذاكرتي
ففي يوم من الأيام وبغروري وبما أملك أردت أن أحرجها، فقلت لها وبدون مقدمات وبسؤال مباغت
هل أنت سعيدة؟
ردّت بهدوء.. وما هو مقياس السعادة في نظرك؟
قلت بثقة كل يفهم السعادة حسب هواه ومزاجه.
ردّت قائلة: وضّحي أكثر.
فأجبت بلغة واثقة: إذا تحققت رغبات النفس وجدت السعادة.
باغتتني قائلة: وما هي رغبات النفس؟
أجبت وأنا أخفي ارتباكي: الأكل والشرب واللبس والمال والتمتع بالحياة هذه هي مظان السعادة.
اعتدلت في جلستها قائلة: كم هم الذين يأكلون ويشربون ويتمتعون ولديهم المال الوفير وهم غير سعداء؟
قلت بارتباك أكثر: لا أعرف عددهم فهم كثير جداً.
ابتسمت قائلة: إذاً السعادة في غير هذا الإتجاه.
فقلت: وأنا آخذ نفساً عميقاً: صحيح صحيح هي في غير هذا الإتجاه.
ونتيجة لهذا الحرج الذي وقعت فيه أردت أن أنقذ نفسي، غيّرت دفة الحديث.
فقلت لها: تحضرين للمدرسة مع الباص كل يوم؟
فرمقتني بطرفها كأنما فهمت ماذا أريد وردت بثقة، وأنت تحضرين مع السائق الأجنبي الخاص بكم؟
فأعدت الحديث إلى الباص هروباً قائلةً: ألا تتضايقين من كثرة الزحام؟ فابتسمت قائلة: وأنت ألا تتضايقين من نظرات السائق؟ ثم أكملت، وأنا في الباص أجد متعة عندما أحس بمعاناة الآخرين.
هدوئها يستفزني، فنقلت الحديث إلى شاطئ آخر قائلة: ألا زلتم تسكنون في الريف؟
قالت:في الريف نبتعد عن الفضول والصخب ونتمتع بالهواء النقي.
فأكملت السؤال بسرعة، أظن منزلكم لا زال من الطين؟
فابتسمت قائلة: منزلنا فيه استقلاليتنا ولا يشاركنا فيه أحد، ويسترنا عن عيون الأغراب، مع العلم أن البيوت قد تغيرت الآن.
فأظهرت لها أني مداعبةً لها، فرفعت حقيبتها وقلت: ما أجمل حقيبتك، لذلك لم تغيريها منذ مدة؟!
فأخذتها وضمتها إلى صدرها وهي تقول رفيقة دربي الدراسي ويكفيني أنها لم تمل مني وتحمل كتبي دون تعب أو تضجر مثل بعضهم.
بدأ الضيق يتسرب إلى نفسي من هدوئها فقلت لها بعد نظرة إلى قسمات وجهها، ألا تتضايقين من اسمك يا رقية؟
أجبات بثقة حيرتني لا أحد يختار اسمه ولم يضر رقية بنت محمد وزوجة عثمان رضي الله عنه.
فأيقنت أني لن أستطيع أن أهز تماسكها وثقتها بنفسها فصرفت الحديث إلى طريق آخر، فقلت: هل يوجد في بيتكم وسائل ترفيه؟
ربت بابتسامة أخرى، أحياناً أتمنى بقية وقت لهذه الأشياء، والنفس كالطفل تشب على ما تعودت عليه.
فقلت بسرعة والموضة هل لها نصيب أيضاً؟
فردّت بثقة، أتعامل مع كل جديد وساتر.
حاصرتها مباغتة، متى تستعملين المكياج يا رقية؟
وضعت ذقنها على راحت يدها قائلة: انظري في وجهي هل ترين فيه عيوب؟
فقلت لها: لا، وأنا أسحب من حقيبتي مجلة متظاهرة بعدم الإحراج من إجابتها، هل تقرئين المجلات؟
فقالت: وأنت لماذا تقرئين هذه المجلات؟ فتظاهرت أني أبحث عن موضوع في المجلة قائلةً: أقرؤها للثقافة والمعرفة، فهمّت بالقيام كأنها تريد أن تلقي عليّ مفاجأة قائلة: لم أرى الثقافة غيّرت فيك شيئاً؟! فخجلت وتصبّب العرق مني فلم أجد ما أجيبها فيه وأردفت قائلة بعدما اعتدلت قائمة، هل تقرئين شيئاً من القرآن في وقت الفراغ؟
سؤال مباغت ولم أحسب حسابه مزّق أوراقي، إلا أن صوت الجرس أنقذني من الإجابة.
فحملت حقيبتي الغالية الثمن وانطلقت مسرعة: وصدى صوتها وسؤالها يتردد في أذني هل تقرئين شيئاً من القرآن؟ !
هل تقرئين شيئاً من القرآن؟!
هل تقرئين شيئاً من القرآن؟!
هل تقرئين شيئاً من القرآن؟!
هل تقرئين شيئاً من القرآن؟!
هل تقرئين شيئاً من القرآن؟!
هل تقرئين شيئاً من القرآن؟!
هل تقرئين شيئاً من القرآن؟!
هل تقرئين شيئاً من القرآن؟!
هل تقرئين شيئاً من القرآن؟!
هل تقرئين شيئاً من القرآن؟!
ودمتم بود
موضوع جميل جدا ياليت البنات وبعض العجايز يفهمن مغزى موضوعك
وكذلك بعض الرجال الذين يحطون كريم اساس
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات