في احد اللقاءات العلمية التي تم تنظيمها من قبل فرع الجمعية السعودية للإدارة بالمنطقة الشرقية بالتعاون مع الغرفة ومن ضمن المطبوعات التي تم توزيعها في اللقاء هو كتيب صغير للدكتور احمد الشميمري وكـــان بعــنــــوان ( أخلاقيات الموظف المسلم ) وحقا فإن هذا الكتيب أكثر من رائع وأثناء قرائتى للكتيب قمت بتلخيص أهم النقاط فيه وهو من فقرتين :

الأول : الصفات العشرة للمدير المسلم

الثاني : الأخلاقيات السبعة للموظف المسلم

أرجو الإطلاع على آمل أن ينال على إعجابكم

الأول : الصفات العشرة للمدير المسلم

1.أن يكون حسن الخلق: فبالخلق الحسن يستطيع الإداري أن يكسب احترام مرؤوسيه, فلا يشعر أحدهم أنه محتقر أو مهمش أو مستصغر . ولا أن تصدر منه الكلمات النابية والألقاب المحقرة وإنما يعاملهم معاملة إنسانية حسنة فترتفع حالته المعنوية فيقبلون على انجاز العمل و هم في أحسن حال. وقد ضرب لنا الرسول صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى في حسن الخلق , فوصفه ربه سبحانه و تعالى بقوله ( وانكـ لعلى خلق عظيم ) وقد قال صلى الله عليه و سلم ( بعثت لأتمم حسن الأخلاق ) ومن هنا تتضح لنا الأهمية الكبرى لمكارم الأخلاق و حسنها .


2.أن يكون قدوة حسنة: فلابد وأن يكون الإداري المسلم أول من يطبق تعليمات العمل , فلا يأمر بشي إلا ويكون هو أول من ينفذه , ولا ينهى عن شئ إلا و يكون أول من يبتعد عنه. فلا يعقل أن ينادي بالالتزام بمواعيد العمل مثلا و هو غير ملتزم بها, و لا يعقل أن ينادي بالعدل و هو ظالم, ولا بالإخلاص وهو غارق في تفضيل وتقديم أعماله ومصالحه الشخصية. قال تعالى( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون ) .


3.أن يكون عادلاً يجب أن يكون عادلاً بين مرؤوسيه و ألا يفرق بينهم في تعامله معهم , و لا يحابي مرؤوسا على حساب مرؤوس آخر فشعور المرؤوسين بعدالة رئيسهم يرفع من حالتهم المعنوية و في نفس الوقت يمنحونه ثقتهم. قال صلى الله عليه و سلم ( خيار أئمتكم الذين تحبونهم و يحبونكم , و تصلون عليهم و يصلون عليكم , وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم و يبغضونكم , و تلعنونهم و يلعنوكم ). و عكس العدل الظلم في معاملته لمرؤوسيه ولمن تحت إمرته من العمال و الموظفين. ومن صوره حرمان الحقوق المادية كالأجور والرواتب , و الحقوق المعنوية كالمراتب و الترقيات. و الظلم ظلمات يوم القيامة . وكان معوية رضي الله عنه يقول : اني لأستحي أن أظلم من لا يجد علي ناصرا إلا الله. وبكى علي بن الفضل يوما فقيل ما يبكيك . قال أبكي على من ظلمني اذا وقف غدا بين يدي الله تعالى ولم تكن له حجة. وروي أن سلطانا رقم على بساطه:

لا تظلمن اذا ما كنت مقتدرا فالظلم مصدره يفضي إلى الندم
تنام عيناك والمظلوم منتبه يدعو عليك و عين الله لم تنم

4. أن يكون رحيماً: فالمدير المسلم الذي يكون رحيماً مع مرؤوسيه يحبونه و يخلصون له و كذلك ترتفع حالتهم المعنوية.ومن الرحمة أن يصبر عليهم ويسعد بترقيتهم وفتح سبل الخير عليهم. عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اللهم من ولي من إمرتي شيئا, فشق عليهم فاشقق عليه , ومن ولي من إمرتي شيئا فرفق بهم فارفق به ) وهذا لا يتنافى مع أن يكون المدير حازما جادا لا يترك مجالا للتسيب و الكسل, ويحرص على مراقبة الموظفين و متابعتهم وحثهم على الانجاز و الفعالية. وقال الحسن بن أبي الحسن : اذا كان يوم القيامة نادى مناد : من كان له على الله أجر فليقم , فلا يقوم ألا العافون عن الناس, و تلا قوله تعالى ( فمن عفا و أصلح فأجره على الله ). و قيل من عادة الكريم اذا قدر غفر , وإذا رأى زلة ستر. والذي يجب على العاقل مديرا كان أو أجيرا اذا أمكنه الله أن لا يجعل العقوبة شيمته , و إن كان لا بد من الانتقام فليرفق في انتقامه إلا أن يكون حد من حدود الله.,

5. أن يكون عفيف النفس: فإذا كان المدير عفيف النفس يعفها عن الشهوات و المحرمات فما من شك أن مرؤوسيه سيقتدون به. وعن ابن عمر رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال وهو على المنبر ( اليد العليا خير من اليد السفلى و اليد العليا هي المنفقة و السفلى هي السائلة). و قيل للأسكندر ما سر الدنيا, قال الرضا بما رزقت منها قيل : فما غنها؟ قال الحرص عليها. وقال الحسن : لو رأيت الأجل و مروره لنسيت الأمل وغروره. قال بعضهم:

هي القناعة فالزمها تعش ملكا لو لم يكن منها ألا راحة البدن
وانظر لمن ملك الدنيا بأجمعها هل راح منها بغير القطن و الكفن

6. أن لا يستبد بالرأي: و خاصة عند اتخاذ القرارات الهامة بصفة الشورى مستبدا برأيه و إنما عليه أن يشاور ويشيع جو المشورة . قال الله تعالى ( فاعف عنهم و استغفر لهم وشاورهم). وعن أبي هريرة رضي الله عنه: ما رأيت أحد أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله صلى الله عليه و سلم.قال الحسن نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي الناس ثلاثة: فرجل رجل , ورجل نصف رجل , ورجل لا رجل . وأما الرجل الرجل فذو الرأي والمشورة. و أما الرجل الذي هو نصف رجل فالذي له رأي ولا يشاور . و أما الرجل الذي ليس برجل فالذي ليس له رأي و لا يشاور ). و لمحمد ألوراق:

إن اللبيب إذا تفرق أمره فتق الأمور مناظرا و مشاورا
و أخو الجهالة يستبد برأيه فتراه يعتسف الأمور مخاطرا

7. أن يكون نصوحا: يجب على المدير المسلم أن يكثر من إسداء النصح لمرؤوسيه اذا رغب في الإقلال من الأخطاء الممكن الوقوع بها. فإذا ما قلت أخطاؤهم زادت إنتاجيتهم و ثقتهم بأنفسهم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما من عبد استرعاه الله رعية فلم يحطها بنصحه إلا لم يجد رائحة الجنة )

8. أن يتحلى بصفة الإيثار: فيجب أن يتصف المدير بصفة الإيثار وبعدم الأنانية وألا يسعى إلى تحقيق المكاسب الشخصية من وراء اقتراحات مرؤوسيه, و إنما عليه إسناد الحق لأصحابه و الفضل لأهله وذكر ذلك على من هو أعلى منه دون أن ينسب العمل لأهله ولم يكن هو فاعله. قال صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره أو قال لأخيه ما يحب لنفسه )

9. أن يكون ذا كفاءة و علم : لا بد و أن يكون المدير على درجة عالية من الكفاءة الإدارية و العلم بأحوال العمل , بل يعمل على تنمية ذلك في نفسه , ذلك أن شعور المرؤوسين أن رئيسهم على قدر عالي من الكفاءة والعلم سيشعرهم بالاطمئنان و ستزداد ثقتهم به. قال تعالى ( قل هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون )

10. أن يكون حكيما فطناً: لا بد أن يتصف المدير المسلم بأن يكون ذكيا فطنا و حكيما ,, فإذا ما أدرك المرؤوسين أن رئيسهم يتمتع بهذه الصفة زادت ثقتهم به, و زاد اهتماهم بالعمل و حرصهم على الإتقان والتميز و الإبداع. ويجب عليه أيضا أن يعيش بينهم متواضعا, قال صلى الله عليه و سلم : ( ما تواضع أحد لله ألا رفعه الله ). وقال الأحنف بن قيس: ما تكبر أحد إلا من ذلة يجدها في نفسه. قال تعالى ( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا و العاقبة للمتقين ).




الثاني : الأخلاقيات السبعة للموظف المسلم


1.أداء العمل بدقة و إخلاص : إن طبيعة العلاقات بين الموظف و المنشأة هي علاقة تعاقدية . قال سبحانه و تعالى ( يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود ) وفاءا بهذا العقد و أن يكون الإنجاز بأقصى درجات الاستطاعة وقد بين الرسول صلى الله عليه و سلم ذلك في الحديث ( إن الله يحب من العبد اذا عمل عملا أن يتقنه ).


2.الأمانة: يجب على الموظف أن يكون أمينا في أدائه لوظيفته, فوظيفته التي يشغلها ليست ملكا له , بل هي تكليف لا تشريف , لذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي ذر ناصحا له : ( يا أبا ذر إنها أمانة , و إنها حسرة و ندامة إلا من أخذها بحق الله فيها )


3.إطاعة الرؤساء و تنفيذ أمرهم : يتوجب على الموظف أن يطيع رؤساءه في الأوامر التي يصدرونها إليه . وأن تكون الطاعة بالمعروف , وحتى إن كره الموظف من رئيسه شيئا فيجب أن لا يخلط بين ذلك و بين الطاعة بالمعروف للأوامر. فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اسمعوا و أطيعوا , و إن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة) .


4.عدم تضييع وقت الدوام الرسمي : و قد يكون ذلك بالتأخر عن الحضور الرسمي أو التبكير في الانصراف منه. بل قد يكون الموظف مواظبا و لكن يضيع أوقات الدوام الرسمي في الزيارات و المجاملات و الاتصالات الشخصية , وفي هذا تضييع لحقوق الناس و أوقاتهم و مصالحهم . وفي ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( من ولا الله شيئا من أمر المسلمين فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم وفقرهم, احتجب الله دون حاجته وخلته وفقره يوم القيامة )


5.عدم المحاباة و المحسوبية : إن المحاباة و المحسوبية هي أولى خطوات الفساد الإداري و تضييع المصلحة العامة. ومن المحاباة أن يقرب من يرغب ومن يزين له الأعمال ويكيل له المديح, و يبعد من يقول الحق , ويحرص على الخير و يدله عليه. : قال رسول الله صلى الله عليه وسلـــــم ( اذا أراد الله بالأمير خيرا جعل له وزير صدق , إن نسي ذكره و إن ذكر أعانه. وإذا أراد به غير ذلك جعل له وزير سوء , إن نسي لم يذكره وان ذكر لم يعنه ).




6.الاستقامة : و هي إتباع الطريق القويم في معاملة الآخرين, و أداء الأعمال , و التجرد في الحكم , و الأمانة في البيع والشراء والتعاملات المالية والوظيفية في شتى أشكالها.


7.محاسبة النفس وتهذيبها : تعتبر محاسبة النفس الخطوة الأولى في طريق الالتزام الأخلاقي للأفراد. وقد حث الإسلام على محاسبة النفس ومراجعة السلوك ليعدل المسلم من تصرفاته , ويرجع عن أخطائه بالتوبة و الاستغفار. وكما جاء في الأثر: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا و زنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم.