بسم الله الرحمن الرحيم
الإكثار من الحركة يحد من الإصابة بهشاشة العظام :
تقوم العظام بدعم الجسم وإكسابه هيئة وشكلا كما تمكننا من تحريك الأطراف عبر توفير ربط العضلات المحركة والرافعة ولذلك يجب أن تكون العظام قوية ولا تنكسر تحت الضغط أو الإجهاد العادي أو الإصابة الخفيفة. إلا أنه هناك حالات طبية معينة تصبح فيه العظام ضعيفة وعرضة للكسور من أهمها ما يعرف بداء وهن العظام ، هشاشة العظام ، ترقق العظام، تخلخل العظام ، ضعف العظام ، وكلها مسميات لمرض أصبح أكثر شيوعاً خصوصاً عند كبار السن من الجنسين وأصبح من آفات هذا العصر.
تتكون العظام من ألياف كولاجين (مادة بروتينية) معبأة بمواد معدنية أهمها الكالسيوم وبهذا تكون شبيهة بالأسمنت المقوى، وللعظام قشرة خارجية أو (لحاء) سميك وقوي وبداخلها شبكة من (حواجز) العظم وتعطي هذه التركيبة قوة فائقة للعظم مقارنة بوزنها مما يجهلها تتحمل المقاومة بدون أن تتعرض للكسر أو التلف كما أنها كائن حي ينمو ويكبر مع الجسم ويتجدد.
وهن العظام
كلما تقدمنا في السن أصبحت عظامنا رقيقة وخفيفة وأكثر عرضة للكسور من جراء إصابات طفيفة ،والأماكن الأكثر عرضة للكسور هي الرسغ ومفصل الورك وفقرات العمود الفقري وينقص طول كبار السن من النساء والرجال من جراء ضغط فقرات العمود الفقري حيث وتتشوه وتنحني ظهورهم.
العوامل المؤدية لوهن العظام :
1ـ حالات ما بعد انقطاع الطمث عند النساء: كلنا نفقد شيئاً من كتلة عظامنا مع تقدم العمر إلا أن الأمر أكثر وضوحاً عند النساء في فترة ما بعد انقطاع الطمث بسبب تغير هرموني ، ولهذا فالنساء أكثر عرضة لوهن العظام والكسور الناتجة عنه ذلك عند تقدم السن أكثر من الرجال ، وأكثر النساء عرضة لهذا الوباء هن الآتي ينقطع طمثهن قبل بلوغ سن 45 عام، وعلى وجه الخصوص إذا كان الانقطاع ناتجاً عن إزالة المبيض عن طريق الجراحة.
2ـ قلة الحركة:
تعتبر التمارين الرياضية ضرورية للغاية وذلك للمحافظة على قوة الهيكل العظمي أثناء فترة التكوين ومن ثم طول العمر ، إن الأمراض التي تضطرنا للبقاء في السرير فترات طويلة مثل النوبات الدماغية حوادث الطرق الجسمية ، أمراض الروماتزم.. إلخ تؤدي إلى فقدان الكالسيوم من العظام مما يجعل الهيكل العظمي ضيفاً وواهناً مما يسبب زيادة مخاطر الكسور، فالرياضة اليومية تقوي العظم وتساعد على المرونة كما أنها عامل مساعد مهم للعقل السليم (العقل السليم في الجسم السليم ) أعلم إنك لا تحتاج أن رياضياً منافساً لتحمي جهازك الحركي والهيكل العظمي ، بل إن رياضة يومية بالمنزل قد تكون كافية.
3ـ الحمية الغذائية: يعتبر تناول كمية كافية من الكالسيوم باستمرار طول العمر أمر مهم لضمان المحافظة على الكمية القصوى من العظام وقوتها في فترة الشباب والنضوج وبها تتقلص مخاطر التعرض للكسور مع تقدم السن.
4ـ العقاقير: بعض الأدوية ، إذا استعملت لفترات طويلة مثل الكورتيزون ، والكورتيكو ستيرون وبعض علاجات أمراض شائعة مثل الغدة الدرقية ، الربو ، والروماتيزم ومثل هذه الأدوية إذا كانت الحاجة إليها ماسة تستعمل بأقل جرعة لأقل فترة ممكنة بواسطة وتحت إشراف طبيب معالج.
5ـ ضعف البنية وفقدان الوزن عند كبار السن: بهذا تقل كمية الشحوم بالجسم لدرجة تؤدي إلى تكوين كميات قليلة للهرمونات الجنسية الأنثوية التي تحتاجها المرأة بعد انقطاع الطمث حتى تساعد على حماية الهيكل العظمي ولا يجب أن يفهم من هذا بأنها دعوة للإفراط وزيادة الأكل إنما المقصود منه عدم المبالغة في الحمية الغذائية.
6ـ عادات سيئة: هناك مخاطر الإصابة بوهن العظام في خريف العمر نتيجة التدخين وشرب الخمور فهي تخفض مستوى الأستروجين كما أنها تقل من إمتصاص الكالسيوم.
7ـ تاريخ مرضي في العائلة يشير إلى إصابة أفراد من العائلة بهشاشة العظام.
إلا أن أهم نصيحة طبية هي.. عليك بالتغذية السليمة الغنية بالكالسيوم ، وممارسة الرياضة منذ الصغر ولا يعني هذا أن لا تبدأ الآن إذا كنت في منتصف العمر أو الشيخوخة ويمكن إدراك الأمر وتقليل الخسارة وحماية جهازك الحركي كما يجب الإقلاع عن التدخين فمخاطره كثيرة للغاية أقلها وهن العظام.
الآثار السلبية: قد ينتج عن وهن العظام كسور خاصة في عظم الورك والرسغ تهشم فقرات العمود الفقري نتيجة إصابات بسيطة كما يؤدي وهن العظام إلى انحناء في العمود الفقري (حدبه دواغر) مما يتسبب في بعض الأحيان إلى سوء الهضم ناتج عن التدفق الإرتجاعي لحمض المعدة، كما يتسبب في بعض الأحيان في مشاكل تتعلق بالسيطرة على المثانة والأمعاء حيث لا يتوفر المكان الكافي لمحتويات البطن.
تشخيص المرض
يمكن تشخيصه بواسطة صور الأشعة العادية (السينية ) في الحالات الممكنة كما يمكننا تشخصيه بدقة فائقة بأجهزة منظورة لدراسة الكثافة العظمية وهي لا تعرض المريض لأي أشعة ضاره ،ويمكن المتابعة بواسطتها لاحقاً كما يمكن أخذ عينة صغيرة من طرف عظم الحوض في بعض الحالات النادرة وتفحص بواسطة المجهر هذا بصدد الفحص المختبري لمكونات العظم.
الوقاية
عندما تصبح العظام هشة ورقيقة وعرضة للكسور فإنه لا يصبح في ذلك الوقت خيار غير علاج الكسور وبهذا تصبح الوقاية من منع حدوث المزيد من الضعف والوهن بالهيكل العظمي ومن الضروري منع حدوث الوهن في المقام الأول، كما أنه من الهام والضروري للغاية توفير السبل للتطور والنماء الكامل للعظم أثناء فترة النمو ويتيسر بلوغ هذا الهدف عن طريق التمارين الرياضية إضافة لحمية غذائية تحتوي على كمية كافية من الكالسيوم كما ينبغي أيضاً التأكيد على ضرورة تقليل فقدان العظم في منتصف العمر حتى الشيخوخة.
ومن أهم الارشادات التي تحد من الاصابة بهشاشة العظام:
الاكثار من الحركة وممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم.
الاقلاع عن التدخين نهائيا
عدم تناول أي دواء الا بعد استشارة الطبيب.
تناول الغذاء الصحي المتنوع كالخضار والفواكه والحبوب ومشتقات الحليب من أجل تزويد الجسم باحتياجاته الاساسية من العناصر المعدنية والفيتامينات الضرورية للمحافظة على صحة وسلامة العظام.
اجراء الفحص الدوري وقياس كثافة العظم لدى الطبيب المختص ، وتناول العلاج وفقا لارشادات الطبيب
المصدر : رساله الى بريدي
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات