اخي الغاااالي محمد حفظك الله وبارك الله فيك وفي مجهودك المميز 0اساااال الله ان يوفقك في تحصيلك العلمي
المبحث الثاني : الأمن الفكري في ضوء الإسلام وفيه توطئة وثلاثة مطالب :
توطئة :الأمن في الإسلام نعمة وعزة :
قال تعالى: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}[1]
فهذه الآية تدل على أن الدين الإسلامي هو الدين الذي اختاره سبحانه لخير أمة أخرجت للناس.
دين يؤمن النفس ويحافظ عليها ويعصمها من التعدي على غيرها ويحفظ حقها إذا اعتدي عليها بغير حق. فالنفس في الإسلام ملك لله، لا بد أن تعيش آمنة مطمئنة وفق شرع الله إذاً فهو دين الهدى والنور الذي لا سعادة للبشرية ولا أمن لها في الدنيا والآخرة إلا عندما تهتدي بهداه وتستقي بنوره مخلصةً عبوديتها لله الخالق، تأمر بأمره وتنتهي بنهيه وتتبع منهجه نابذة كل منهج من المناهج الأرضية المخالفة له، فإن أي أمة من الأمم في أي بقعة من الأرض، وفي أي زمان من الأزمان إذا دانت بهذا الدين واعتصمت بحبل الله المتين واتبعت رسوله الأمين بصدق ويقين لابد أن تكون أسعد الأمم وأكثرهم أمناً واستقراراً، تعيش عيشة رغدٍ وتحيا حياة عزٍ وسؤدد ، تحب الخير للناس كلهم وتهديه إليهم بجد ونشاط. فالأمن نعمة أنعم الله بها على عباده، يقول تعالى :{فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ}[2]
وقد وعد الله أمة محمد r أن يجعلها خير الأمم وأن يجعلهم خلفاء الأرض ويجعل صلاح الأرض على أيديهم ويبدلهم من بعد الخوف أمناً وسلاما كما قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}[3]
فحياة الإنسان لا يمكن أن تقوم بدون أمن لأن الأمن مطلب لوجود الحياة ففي ظل الأمن يستطيع الإنسان أن يحيا ويطلق العنان لقدراته ومواهبه وبالتالي فإن العمل لا يثمر والحضارة لا تزدهر والرخاء لا يسود والتقدم لا يطرد إلا في ظلال الاستقرار ولا استقرار بغير أمن وبدونه لا تستقيم الحياة ولا تقر العيون في مضاجعها ولا تهدأ القلوب في جوانحها ولا تأمن الجماعات في أسرابها.
وبعد هذه التوطئة سأذكر ثلاثة مطالب .....
المطلب الأول : التمسك بالشريعة والمحافظة على مقاصدها وتطبيق أحكامها :
إن راحة النفس لا تكون إلا بالإيمان، ورخاء المجتمع لا يكون إلا بالأمان، والأمان ثمرة من ثمار الإيمان، وحصيلة من حصائل العقيدة الصافية .
ونفس لا إيمان فيها تعيش مضطربة، وقلقة، وتائهة، وخائفة؛ وحتى تطمئن النفس لابد لها من العمل بكتاب الله وسنة رسوله r قال تعالى: { أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}[4]
أي ترتاح وتهدأ، ويسهل عليها الأمر الصعب واطمئنان القلوب يكون بتذكر عظمة الخالق سبحانه.
وقد وردت كلمة " أمن" مع مشتقاتها في القرآن الكريم أكثر من ثمانمائة مرة، فالمؤمنون والإيمان والأمانة والأمن والذين آمنوا كلها من الأمور المرتبطة حساً ومعنى بالإيمان ونتائجه، وكلها مرتبطة بما أمر الله.
ومحور الأمن الذي تبحث عنه النفوس هو الإيمان بالله سواء كان ذلك الأمن متعلقاً بالنفس ومتطلباتها، كالأمن الصحي والأمن النفسي والأمن الغذائي والأمن الاقتصادي والأمن الأخلاقي، أو كان متعلقاً بالمجتمع وترابطه: كالأمن في الأوطان، والأمن في الأعراض، والأمن على الأموال والممتلكات، أو كان متعلقاً بالأمن على النفس من عقاب الله ونقمته والذي يتحقق بامتثال أمر الله، وطاعة رسوله r.
فالدين الإسلامي الذي ارتضاه رب العزة والجلال للأمم في الأرض هو المصلح لأحوالهم والمنظم لمعيشتهم والقاضي على مشكلاتهم، وقد شرع المولى -سبحانه وتعالى-إقامة الحدود على المجرمين للحفاظ على النفس والمال والعرض والعقل والحفاظ على الدين أولاً وأخرا. يقول r في خطبة الوداع وهو في عرفه: " أي يوم هذا؟ قالوا: يوم عرفة: قال: وأي شهر هذا؟ قالوا: شهر ذي الحجة المحرم. قال: وأي بلد هذا؟ قالوا: بيت الله الحرام. قال: " إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، فرسول الله r لم يكن يجهل اليوم والشهر والبلد، ولكن سألهم سؤالاً تقريرياً ليمكّن الجواب من نفوسهم، ويثبت ما سوف ينبني عليه من حكم.
وقد كفل الإسلام الأمن الغذائي وأمن القوت قال تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}[5]
وهذا من التعاون الذي يشير إليه القرآن الكريم بقوله:{ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى }[6]
فالإسلام يسعى إلى تهذيب سلوك الإنسان حتى يستطيع أفراده أن يعيشوا في هدوء وسلام ويستطيع الفرد أن يحيا حياة آمنه. وهو بذلك يهدف إلى غرس الحب بين أفراد المجتمع الإسلامي، ويهدف إلى مقت الظلم، والعدوان، وهذه هي أساسيات الإسلام ومبادئه.
عن عبدالله بن عمر – رضي الله عنهما – عن النبي r أنه قال: " المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة"[7]
فالمسلم لابد أن يترجم إسلامه إلى سلوك يتعامل به مع غيره من أفراد المجتمع وأن يطبق المنهج الإسلامي في تعامله مع البشر.
والمؤمن إنما هو أمن وآمان وخير وبركة للمجتمع الذي يحيط به " والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن قيل من هو يا رسول الله؟ قال: " من لا يأمن جاره بوائقه"[8]
فهنا قرن الإيمان بتأمين الجار والمحافظة عليه. وهذا أدب من آداب الإسلام العالية التي تبعث الأمن في المجتمع.
التعديل الأخير تم بواسطة محمد مطلق المعيقلي ; 03-10-2009 الساعة 10:48 PM
اخي الغاااالي محمد حفظك الله وبارك الله فيك وفي مجهودك المميز 0اساااال الله ان يوفقك في تحصيلك العلمي
أشكرك أخي أبا البندري دائما متفاعل
بارك الله في جهودك
كم من مريد للخير لا يدركهاتبعوا ولا تبتدعواالقدوة المطلقة نبيناصلى الله عليه وسلمعليكم بالكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح
الاخ المجتهد والطموح محمد المعيقلي
بارك الله فيك وبارك في مجهودك وجعلها الله في موازين حسناتك
مجموعة دعاة على ابواب الجنة انتظروها قريباً ان شاء الله
أشكرك أخي أمير الذوق
كم من مريد للخير لا يدركهاتبعوا ولا تبتدعواالقدوة المطلقة نبيناصلى الله عليه وسلمعليكم بالكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح
أشكر الجميع وانتظروا الجزء السادس من هذا الموضوع قريبا
كم من مريد للخير لا يدركهاتبعوا ولا تبتدعواالقدوة المطلقة نبيناصلى الله عليه وسلمعليكم بالكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات