إخواني الكرام
في هذه السلسلة المباركة نعيش في رياض الذكر ، نعرض حديثاً شريفاً ثم نتذاكر و نستنبط و نستخرج ما يفتح الله علينا من فوائد و لا بد أن نتفاعل جميعاً ليعم الأجر و الثواب .
و مع الحديث الأول :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته في بيته ، وصلاته في سوقه ، بضعا وعشرين درجة . وذلك أن أحدهم إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد . لا ينهزه إلا الصلاة . لا يريد إلا الصلاة . فلم يخط خطوة إلا رفع له بها درجة . وحط عنه بها خطيئة . حتى يدخل المسجد . فإذا دخل المسجد كان في الصلاة ما كانت الصلاة هي تحبسه . والملائكة يصلون على أحدكم ما دام في مجلسه الذي صلى فيه . يقولون : اللهم ! ارحمه . اللهم ! اغفر له . اللهم ! تب عليه . ما لم يؤذ فيه . ما لم يحدث فيه )) .متفق عليه
بعد قراءة متأنية للحديث خرجنا بهذه الفوائد :
1- فضل صلاة الجماعة .
2- تفاوت الأعمال الصالحة في الأجر ، و إتقان العمل و إخلاصه يزيد من أجر هذا العمل الصالح .
3- الدرجة الواردة هنا (( صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته في بيته ، وصلاته في سوقه ، بضعا وعشرين درجة )) تعني المرتبة و تفضيل صلاة الجماعة هنا تفضيل مرتبة .
4- صلاة الجماعة هنا خاصة بالرجل .
5- فضل إسباغ الوضوء .
6- المقصود بالدرجة هنا (( فلم يخط خطوة إلا رفع له بها درجة )) الحسنات و ذلك لأنها عكس الخطيئة .
7- لا بد من النية عند الذهاب للمسجد لإحتساب أجر الخطوات الى المسجد .
8- بيان فضل إكثار الخطا الى المساجد .
9- إن العمل الصالح يزيد في الحسنات و يمحو الخطايا و هذا من سعة رحمة الله سبحانه و تعالى .
10- بيان أهمية ركن الصلاة الذي هو الركن الثاني من أركان الإسلام .
11- تحديد نوع الثواب على العمل يفيد في الترغيب الى فعل ذلك العمل الصالح .
12- لا يفهم من الحديث جواز صلاة الرجل في بيت لغير عذر لأنه لا يتنافى مع الأحاديث الصحيحة في وجوب صلاة الجماعة .
13- أجر الخطوات يتوقف عند الدخول الى المسجد ليدخل المُصلي في أجر أعظم و هو أجر إنتظار الصلاة و هذا يدل على فضل التبكير الى الصلاة ، و دلت أحاديث أخرى على أجر الرجوع الى المسجد (من غدا إلى المسجد وراح ، أعد الله له نزلة من الجنة ، كلما غدا أو راح ) .
14- أجر إنتظار الصلاة في المسجد يدل على فضل النية و التبكير .
15- صلاة الملائكة على الإنسان ( المسلم ) هو الدعاء له .
16- من وظائف الملائكة :
- الدعاء لمن يقوم بالأعمال الصالحة .
- شهادة الملائكة للعبد الصالح في العمل .
- حضور الملائكة و شهودهم للصلاة و مجالس الذكر .
17 – المقصود بالإحداث هنا ((ما لم يحدث فيه )) : مخالفة العمل للنية الصالحة بالإنشغال بأمور لا تمت للصلاة و الذكر بصلة ، و هو يسبب انقطاع الأجر من حينه .
18 – و المقصود بالإحداث أيضاً : الإيذاء و هذا يدل على عظم ذنب الأذى للمسلمين و يكون الإحداث بالكلام الزائد ( اللغو و اللغط ) و قد يكون بالهرج و الحركة و غيرها .
19 – زيادة المبنى تدل على الزيادة في المعنى ( مثل = لا ينهزه إلا الصلاة . لا يريد إلا الصلاة . و مثل أيضا = ما لم يؤذ فيه . ما لم يحدث فيه ) ، و هذا أسلوب نبوي شريف لإيضاح المعنى و تعزيزه و التأكيد عليه .
هذا و الله أعلم
و نتمنى ممن لديه زيادة في استخراج فوائد أن يضيفها .
المفضلات