حقاً
سنلتقي ذات يوم
دمتي بروعتك ياسمين
. . .
الأهداء
إلى دمعة ذالك الطفل التي أبكت العالم اجمع
إلى أطفال لبنان وأطفال الحجاره
إلى هدى وعمر ومحمد ونضال . . .
أقول . .
أعذرو رجال / ونساء . . خذلتكم
. . . يــــ// ــــ . . .
لست حزينه لا أبداًفالله يؤجل أمانينا لكنه لاينساهاوأماني كثيرهتسقط جميعها أن حضرت أنت
بعد إن هدأت الأمور بيومين .عدت إلى مدينتنا الحزينة . ذهلت من هول مارأيت
تلك المدينة التي كانت. مبانيها شامخة وسمائها صافيه.. قد أنقلب فيها الحال .
وجدت شوارعها قد اختلطت ببعضها . .حتى أكاد لا أعرف بأي شارع أنا. !!!
راءيت الشوارع باكية على ثكلاها . . وجدت كل مابتلك المدينة الساحرة قد دمر . . وجدت الدخان يتصاعد
وكأنها مدينة صناعية ليس ألا !!
الشوارع شبه فارغة من الناس إلا من الدبابات اليهودية التي تتفقد حال المدينة خوفاً من أي انقلاب
ضدهم . . . .
تجولت بمدينتي الحزينة قليلاً رأيت كل مابها ساجداً لله . . كل مابها يستغيث مدينتي التي كانت تضم الآلاف السكان
ليس لهم وجود الآن !! منهم من قد هاجر بحثاً عن مدينة أكثر آمان. . وآخرين. . . مزروعين في الأرض . يسبحون بدمائهم .
التي تعج رائحتها. .
ذهبت لمنزلنا الذي اغتصبت فرحته بليلة عيد مولد حبيبتي. . وجدت جزء كبير منه قد دمر . .
تحاملت على نفسي . ودخلت إليه .
فتحت النوافذ المغلقة لتتسنى لي الرؤية بوضوح .
وجدت تلك الشموع كما هي . سواء أنها انطفأت .
وعلبة ذالك البرفان الذي قد جلبته هدية لحبيبتي . .في عيد مولدها . . قد أنكسر وفاحت رائحته في أرجاء المنزل
دخلت إلى غرفة صغيرتي ( زهره ) وجدت كل
شيء مكانه . . وجدت عروستها تنام مكانها. لم يتغير فيها شيء سواء إن بعض من أجزاء السقف قد وقع فوق سريرها .
نفضت الغبار عن أحد المقاعد . .
أخرجت الولاعة من جيبي . . أشعلت الشموع .
أخذت اردد وحدي ودموعي تتساقط HAPPY Birth DAY
خيل لي بأن حبيبتي إلى جواري مبتسمة وتردد الأغنية معي وزهرة تقفز حولنا مطاردة احد البالونات الهوائية الملونة
أطفئت شموع مولد حبيبتي في غيابها
أخذت أتفحص البيت من حولي . أتذكر أيام كانت هذه الجدران شاهدة على قصة حب
ومما لاح لي في شريط الذكريات . تلك الليلة الدامية . التي كنت قد أعددت لها من قبلها بفترة طويلة. .
عندما عدت من عملي باكراً . وفي طريق عودتي مررت على حماتي وأخذت أبنتي زهرة ذات الأربع سنوات التي كانت
تمكث لدى جدتها فترة ذهابي أنا ووالدتها كلاً منا إلى عمله!!
كنت أريدها إن تشاركني لمساتها الطفولية وبسمتها في الإعداد لعيد مولد والدتها . لم أخبر زوجتي بأني سأعود للمنزل باكراً
كنت أريد إن اجعل من ذالك مفاجأة لها عندما تعود وتجدني لم أنسى عيد مولدها كما تذكرني دوماً .
أردت إن اثبت لها بأني انا أيضاً لم أنساها.
أردت أن أجعل ذالك اليوم مميزاً بكل مافيه . فذهبت أنا وصغيرتي إلى احد المحلات التجارية التي تقوم عادة في التكفل بالإعداد لمثل هذه المناسبات مقابل مبلغاً من المال . اتفقت معهم على ماأريد وعلى مايستطيعون فعله لي وفي وقت قياسي لايتعدى الثلاث ساعات . . .
فقام صاحب المحل بإرسال من سيقيمون بفعل كل مايلزمني سواء من زينة أو احظار أشهى الإطباق والقاتوه الفاخر .
كانت بالفعل تلك الليلة مميزه في بدايتها حيث شرعنا المنزل بعقود مضيئة. . . كما شرعنا السلالم المؤدية لشقتنا .
والبالونات الملونة والشموع التي أخذت نصيبها الأكبر من المنزل . .أحضرت هدية عيد مولدها وضعتها فوق احد الطاولات. .
كما لم أنسى بأن ارتدي البدلة ذات اللون الأسود التي تعشق رؤيتي بها . . .وأجهز صغيرتنا . ..وأحضر صندوق أمنياتها في عيد مولدها الفائت لكي نقوم بفتحه هذا العام .
كان كل شيء على مايرام . ولم يتبقى سواء حضور سيدة الحفل . . من المفترض عودتها في الساعة السابعة والان الساعة السادسة والنصف . . أشعلنا الشموع .وقبل إن نغلق الضوء . ودعنا أصحاب المحل الذي ساعدونا بالإعداد للحفلة .
مع أمنياتهم لنا بسهرة سعيدة .
اتجهت إنا وصغيرتي إلى نافذة غرفتها المطلة على الشارع . كي نراها أثناء عودتها .
كنا نطالع المارة منتظرين قدومها في أي لحظه .
لست حزينه لا أبداًفالله يؤجل أمانينا لكنه لاينساهاوأماني كثيرهتسقط جميعها أن حضرت أنت
.فجأة سمعنا دوي انفجارات حولنا .عم الشوارع ظلام مخيف .
تعالت صرخات النسوة والأطفال أرتجف قلبي ضممت صغيرتي إلي . رأيت النيران تلتهم الناس والمباني
دب الرعب في قلب صغيرتي التي تعالت صرخاتها حملت صغيرتي بين ذراعي . . . ونزلت بها إلى الشارع . .لأعلم مالذي أفعل هل أفر هارباً كما يهرب كثيراً ممن حولي . . أم أنتظر حبيبتي التي قد تعود
في أية لحظه ولاتجدنا !!!
ابتعدت بصغيرتي واختبأت بها داخل احد مواقف السيارات الذي تبعد قليلاً عن المباني التي أصبحت تنهار واحدة تلو الأخرى . نظرت إلى السماء فوجدتها تمطر نيران الطائرات الحربية محلقة . .والقذائف تتساقط منها بسرعة هائلة وكأن إسرائيل
أرادت إن تحتفل معنا بعيد مولد ( سارة ) ولكن بطريقتها هي . . . طريقتها التي لاتعرف سواها . .القتل والدماء .
شددت يدي حول صغيرتي حتى كادت أضلاعها تقفز من جسدها
ألتزمت الصمت .
وكأنها لم تعد تعي مايدور حولها .
بقينا في مكاننا بحدود الساعتان كانت خلالها القذائف تتساقط عننا يميناً ويساراً . والنار تلتهم كل ماتقع عليه . . .المباني والاشجار . . .
بعد إن توقف القصف وعم شيء من الهدوء إلا من أنين الجرحى ونحيب الفاقدين أعزاء
خرجت
وإنا احمل صغيرتي ولا ادري إلى أين ذاهباً
الكهرباء انقطعت!!!
. ولم يكن يضيء الشوارع سواء النيران الملتهبة
في طريقي تعثرت بسيدة ظننت بأنها ميتة . ولكني سمعتها تأن .؟ نعم تأن .! لم أكن أرى شيئاً من ملامح وجهها
فالدماء تغطيها .
يبدو أنها مصابة بطلق ناري هكذا قلت لمن هم حولي هلموا لمساعدتها
احضر احدهم قنينة ماء
غسلنا بجزء منه وجهها ودفعنا بما تبقى منه بفمها
كان صوت أنينها ليس بغريب علي.!!!
اقتربت منها تحسست ملامح وجهها
همست لها هل أنتِ سارة
شددت بيدها على ذراعي . . يارباااااااه . . أنها سارة .!!
صغيرتي ضلت ملتصقة إلى جانبي
طلبت ممن حولي مساعدتي لنقل سارة بعيداً عن طريق المارة . . . ساعدوني بنقلها
وشكرتهم بدوري
وهرعت لسارة أسألها بخوف ؟؟
مالذي حدث لكِ عزيزتي.!!!
لم تكن تستطع التحدث
رأيتها تمسك قدمها اليسرى بيدها وتتألم
تحسست قدمها لقد كانت تنزف بحثت عن شيء حولي استطع ربطها به ولكني لم أجد شيء انتزعت قميصي الذي
كنت ارتدي وربطت به قدمها . . .
بحثت عن هاتفي في جيوبي ولكني لم أجده سألت المارة عن هاتف
اتصل به للإسعاف لكني لم أجد احد يحمل هاتفاً
لست حزينه لا أبداًفالله يؤجل أمانينا لكنه لاينساهاوأماني كثيرهتسقط جميعها أن حضرت أنت
لا تملك لهم الا ان سأل الله ان يصبرهم علي ما ابتلاهم
بحثت عن أخر أمر
حقيبة يد ( سارة ) بالتأكيد سأجد هاتفها المحمول بداخله
وجدتها في المكان الذي كانت ملقاة فيه
عندما تعثرت بها . فتحت الحقيبة بسرعة وبحثت عن
هاتفها . أووووه أخيرا وجدته ...
طلبت رقم الإسعاف . ولكن ماهذا لما تتعثر في كل مره المكالمة .
دققت النظر في الهاتف لفت انتباهي بأنه لم يكن هناك
أي برج للاتصال ...!!
يبدو إن العدو لم يهن عليه حتى إن يدع لنا شبكة الإرسال
كان الشارع فارغاً من السيارات سواء القادمة أو الذاهبة
لم نعد نراء ماحولنا فالدخان المتصاعد يكاد يقضي حتى
على ضوء النيران التي نستدل به .
بدئت أشعر بالعجز فعلاً
حبيبتي تتألم ولا استطع فعل اي شيء !!
صغيرتي بعد إن كانت ملتزمة للصمت .
صرخاتها الآن تشق صمت الكون من حولنا ..
تستنجد بي ...
أبي أرجوك افعل شيء . لا أريد أمي إن تموت .
هدئت من روعها ووعدتها بأني لن ادعها تتركنا وترحل
تمنيت
لو أن الزمن يتوقف ولا يدور
كما يتوقف تفكيري في هذه اللحظة واعجز عن فعل شيء .... أي شيء!!!
حتى من الإنقاذ حرمنا !!!
ضممت حبيبتي نحوي وأسندت راسئها على ذراعي
سمعت صوت بكاء طفل
التفت فوجدت صورة معاكسة تماماً
طفل قد لايكون تجاوز ألاثني عشر عاماً بعد
يحتضن والدته التي ماتت بين يديه
ويبكي ويشكي لربه قلة حيلته ...!!
ربااااااااااااااه ... رحماك
سمعت ( سارة ) تقول بصوت ضعيف .. نضال .. نضال .
رفعت خصلات شعرها عن وجهها
قربت من أذنها
همست لها لاتجهدي نفسكِ سيصل الإسعاف عزيزتي
وستشفين
وسنحتفل سوياً في عيد مولدك
لم انسى صدقيني
انهمرت دموعها بشده .وتنقطع أنفاسها وتصمت ,
وتقول بصوت فيه حشرجة ... لاتحزن سنلتقي ذات يوم !!
مسحت دموعها التي اختلطت بالدماء بيدي
دنت زهرتنا من أمها وهي تقول .. ماما دعيكِ معنا لاترحلي
يجب أن نطفىء الشموع سوياً
هكذا قال لي أبي عندما أردت إن اطفىء الشموع قبل مجيئك .!!!
نظرة بنا نظرة تملأها الدموع وكأنها تودعنا
ثم أغمضت عيناها
صرخت بها ساااااااااااره سااااااااااااااااااااره
صرخت زهره ماااااااماااا
لكنها لم تجب علينا
شعرت بروحها تحلق وترتفع للسماء
طبعت قبلة على جبينها
مسحت بيدي على وجهها
وغطيته بوشاحها الذي كان ملتف حول عنقها
بكيت بحرقه
زهره أخذت تصرخ وتضرب بيديها على صدري
وتقول
الم تقل بأنك لن تتركها تدعنا !! لما ترحل . لما لاتجيبيني .لماااا
لم تفعل شيء أكنت تريدها أن تموت .!!!
أمسكت بها بصعوبة فقد كانت تحاول الفكاك مني
ضممتها نحوي وأنا أقول فعلت مابوسعي عزيزتي ...
لم أجد من يسعفنا أو يستطع إيصالنا للمشفى كما تري لا توجد سيارات
كما أن الشوارع مظلمة وقد خربت الطرق ولا نستطع الذهاب بها وهي متعبه على أقدامنا
ازدادت صرخاتها ..
وهي تمسك بأمها وتقول لاتتركيني أرجوك لاتتركيني .
عادت الصواريخ محلقة في السماء والقذائف تتسابق .
أنشل تفكيري ماذا افعل ااترك سارة !! واهرب انا وتلك الصغيرة !!!
ولكن مالجدوى من أخذها فقد ماتت ..!!
حتى وان ماتت لن ادعها لهم يحرقون جسدها .!!!
لن أدعها حتى وان بقيت حتى تاتي الطائرات وتقتلني انا أيضاً
رأيت مجموعة من الصبية يتسابقون نحو سيارة نقل .
صحت بهم طالباً النجدة تسارعوا حولي احدهم حمل زهره.
والآخرين ساعدوني على حمل سارة
ركبنا في مؤخرة السيارة
بينما قفز احدهم إلى المقود .وأنطلق بنا .
لأعلم إلى أين وجهتهم ولكن لايهم مكان خال من النيران يكفي
أثناء انطلاقنا بالسيارة رأيت بحور من الدماء قد ملأت الشوارع
توقفنا عدت مرات لنحمل معنا مستنجدين ....
التصقت الصغيرة بوالدتها وأخذت تشتم رائحتها
رأيتها تبتسم !! نعم رأيتها تبتسم!! تعجبت منها ...
وهي التي كانت تزلزل الأرض بصراخها على فقد والدتها !!
رددت بصوت لا اظنه منخفض لاني سمعته
تقول لي سأخذكِ معي لاتخافي صغيرتي !!!
وضعت يدي على فمها وقلت لا .... لااااا
لا أريد أن أفقدك أنت أيضا
يكفني فقدي لها هي
رمقتني الصغيرة بنظره
وكأنها تقول لي : خذلتني لم تنقذها كما وعدتني .....!!!
أمسكت بيد والدتها واحتضنتها وأغمضت عيناها
ماتت .. ماتت هكذا قلت لا لاتدعوني
صرخت لاااااااااااااااا
ساندوني من حولي
شدو من أزري
ألقيت عليهما نظرة أخيرة قبل أن أعود وأغطي وجههما هن الاثنتان
كانت الصغيرة كأنها ملاك تغفو على صدر أمها قليلاً
قطع علي شريط تلك الذكرى الحزينة الظلام الذي ساد المكان من حولي
قبل ان اخرج حملت معي البوم صورنا الذي تبقى جزء لابأس منه
وبحثت عن صندوق الأمنيات الذي كان هو الأخر تحت الأنقاض
ولكن ما فائدة معرفة مايحويه من أمنيات لها الآن
أمسكت به بين يداي وقبل أن ارحل
القيت به جانباً .
وخرجت مودعاً تلك المدينة التي أصبحت مدينة
لا تسكنها إلا الأشباح بعد إن اكتسى كل شيء بها السواد !!!
أنتهت
لست حزينه لا أبداًفالله يؤجل أمانينا لكنه لاينساهاوأماني كثيرهتسقط جميعها أن حضرت أنت
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات