صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 6 من 9

الموضوع: وقفات إلى البيت العتيق ...قصة رائعة من الواقع

  1. #1
    عضو جديد الصورة الرمزية أم حبيبة البريكى
    تاريخ التسجيل
    19 - 1 - 2004
    المشاركات
    775
    معدل تقييم المستوى
    761

    افتراضي وقفات إلى البيت العتيق ...قصة رائعة من الواقع

    وقفات إلى البيت العتيق
    قصة من الواقع بقلم أحمد بن عبد الرحمن الصويان

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الشيخ الحاج عثمان دابو رحمه الله من جمهورية جامـبيا في أقصى الغـرب
    الإفريقي ، تجاوز الثمانين من عمره ، زرته قبل موتـه في منزله المتواضـع في
    قريته الصغيرة قرب العاصمة بانجول ، وحدثني عـن رحلته الطويلة قبل خمسين
    عاماً إلى البيت العتيق ، ماشياً على قدميه مع أربعة من صحبه من بانجول إلى مكة
    قاطعين قارة إفريقيا من غربها إلى شرقها ، لم يركبوا فيها إلا فترات يسيرة متقطعة
    على بعض الدواب ، إلى أن وصلوا إلى البحر الأحمر ثم ركبوا السفينة إلى ميـناء
    جدة .
    رحلة مليئة بالعجائب والمواقف الغريبة التي لو دُوِّنت لكانت من أكثر كتـب
    الرحلات إثارة وعبرة ، استمرت الرحلة أكثر من سنتين ، ينزلون أحياناً في بعض
    المدن للتكسب والراحة والتزود لنفقات الرحلة ، ثم يواصلون المسير .
    سألته : أليس حج البيت الحرام فُرض على المستطيع ، وأنتم في ذلك الوقت
    غير مستطيعين ؟ ! قال : نعم ، ولكننا تذاكرنا ذات يوم قصة إبراهيم الخليل عليـه
    الصلاة والسلام عندما ذهب بأهله إلى واد غـير ذي زرع عـند بيت الله المحرم ،
    فقال أحدنا : نحن الآن شباب أقوياء أصحـاء ، فما عذرنا عند الله تعالـى إن نحن
    قصَّرنا في المسير إلى بيته المحرم ، خاصة أننا نظن أن الأيام لن تزيدنا إلا ضعفاً ، فلماذا التأخير ؟ ! فهيَّجَنا واستحثنا على السفر مستعينين بالله تعالى .
    خرج الخمسة من دُورهم ، وليـس معهم إلا قوت لا يكفيهم أكثر من أسـبوع
    واحد فقط ، والدافع الرئيس لذلك هو تحقيق أمر الله تعالى لهم بحج بيته العتـيق ،
    وأصابهم في طريقهم من المشقة والضيق والكـرب ما الله به عليم ؛ فكم من ليلـة باتوا فيها على الجوع حتى كادوا يهلكـون ؟ ! وكـم من ليلة طاردتهم السـباع ، وفارقهم لذيذ المنام ؟ ! وكم من ليلة أحاط بهم الخوف من كل مكان ؛ فقُطَّاع الطرق يعرضون للمسافرين في كل واد ؟ !
    رُبّ ليلٍ بكيت منه فلمَّا صرتُ في غيره بكيت عليه
    قال الشيخ عثمان : لُدغت ذات ليلة في أثناء السفر ، فأصابتني حمَّى شديدة
    وألم عظيم أقعدني وأسهرني ، وشممت رائحة الموت تسري في عروقي :
    وإني لأرعى النجم حتى كأنني على كل نجم في السماء رقيب
    فكان أصحابي يذهبون للعمل ، وكنت أمكث تحت ظل شجرة إلى أن يأتوا في
    آخر النهار ، فكان الشيطان يوسوس فـي صدري : أَمَا كان الأَوْلى أن تبقى فـي
    أرضك ؟ ! لماذا تكلف نفسك ما لا تطيق ؟ ! ألم يفرض الله الحج على المستطيـع فقط ؟ ! فثقلت نفسي وكدت أضعف ، فلما جاء أصحابي نظـر أحدهم إلى وجهـي
    وسألني عن حالي ، فالتفتُّ عنه ومسحت دمعة غلبتني ، فكأنه أحس ما بي ! فقال :
    قم فتوضأ وصلِّ ، ولن تجد إلا خيراً بإذن الله ] وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَـا
    لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الخَاشِعِينَ * الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ [

    (البقرة : 45-46 ) . فانشرح صدري ، وأذهب الله عني الحزن ، ولله الحمد .
    كان الشوق للوصول إلـى الحرمـين الشريفين يحدوهم فـي كل أحوالهـم ، ويخفف عنهم آلام السفر ومشاق الطريق ومخاطره ، مات ثلاثة منهم في الطريق ، كان آخرهم في عرض البحر ، واللطيف في أمره أن وصيته لصاحبيه قال لهمـا فيها : إذا وصلتما إلى المسجد الحرام ، فأخبرا الله تعالـى شوقي للقائه ، واسـألاه أن يجمعني ووالدتي في الجنة مع النبي صلى الله عليه وسلم .
    قال الشيخ عثمان : لمـا مات صاحبنا الثالث نزلني همٌّ شديد وغمٌّ عظـيم ،
    وكان ذلك أشد ما لاقيت في رحلـتي ؛ فقد كان أكثرنا صبراً وقوة ، وخشـيت أن
    أموت قبل أن أنعم بالوصول إلى المسجد الحرام ، فكنت أحسب الأيام والساعـات
    على أحرِّ من الجمر .
    إذا برقت نحو الحجاز سحابة دعا الشوق مني برقها المتطامن
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    فلما وصلنا إلى جدة مرضت مرضاً شديداً وخشيت أن أموت قبل أصل إلى
    مكة المكرمة ، فأوصيت صاحبي أنني إذا مت أن يكفنني في إحرامي ، ويقربني
    قدر طاقته إلى مكة ، لعل الله أن يضاعف لي الأجر ، ويتقبلني في الصالحين .
    فيوشك أن يحول الموت بيني وبين جوار بيتك والطواف
    فكم من سائل لك ربِّ رغـباً ورهباً بين منتعل وحافي
    أتاك الراغبون إليك شعثــاً يسوقون المُقلَّدة الصَّوافي [1]
    مكثنا في جدة أياماً ، ثـم واصلنا طريقنا إلى مكـة ، كانت أنفاسي تتسـارع
    والبِشْر يملأ وجهي ، والشوق يهزني ويشدني ، إلى أن وصلنا إلى المسجد الحرام .
    وسكت الشيخ قليلاً .. وأخذ يكفكف عبراته ، وأقسم بالله تعالى أنه لم يـر لذة
    في حياته كتلك اللذة التي عمرت قلبه لمَّا رأى الكعبة المشرَّفة ! ثم قال : لما رأيت
    الكعبة سجدت لله شكراً ، وأخذت أبكي من شدة الرهبة والهيبة كما يبكي الأطفال ،
    فما أشرفه من بيت وأعظمه من مكان !
    ثم تذكرت أصحابي الذين لم يتيسر لهم الوصول إلى المسجد الحرام ، فحمدت
    الله تعالى علـى نعمته وفضله عليَّ ، ثم سألته سبحانـه أن يكـتب خطواتهم وألا يحرمهم الأجر ، وأن يجمعنا بهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر .
    خرجت من بيت الشيخ وأنا أردد قول الله تعالى : ] وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن
    رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ [ (آل عمران : 133)
    .
    إقبال جاد على الطاعة ، إقبال لا يعرض عليه التكاسل أو التسويف ، إقـبال تهون
    فيه الآلام والأكدار ، إقبال تتساقط تحته كافة العراقـيل والعقبات .. إقبـال بهمـة
    صادقة وعزيمة عالية تنبع من قلب متعلق بمحبة الله والامتثال لأمره .
    خرجت وأنا أردد قـول الله تعالـى : ] وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً
    وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ [ (الحج : 27) .

    ثم تأملت في حال كثير من المسلمين في هذا العصر ممـن تحققت فيهم الشـروط الشرعية الموجبة لحج بيت الله الحرام ،ومع ذلك يُسوِّفون ويتباطؤون عن الحج ..! ألا فليتذكر أولئك قول النبي صلى الله عليه وسلم : من أراد الحج فليتعجل ؛ فإنه قد يمرض المريض ، وتضلّ الضالة ، وتعرض الحاجة [2] .
    ________________________

    (1) من شعر ابن شبرمة ، انظر : أخبار مكة للفاكهي (2/283) .
    (2) أخرجه : أحمد (3/332) رقم (1833 ، 1843) ، و ابن ماجه ، في كتاب المناسك رقم (2883) ، وحسنه الألباني في الإرواء رقم (990) ، و الأرناؤوط في تخريجه لمسند الإمام أحمد .

    نقلتها لكم من اسطوانة عن الحج رائعة كانت توزعها مكتب مجلة البيان فى معرض القاهرة الدولى للكتاب
    وأدعوا الله عز وجل الكريم أن ييسر لنا جميعا أمر الحج مرات ومرات فالحج المبرور ليس له ثواب إلا الجنة أو كما قال نبينا محمد عليه الصلاة والسلام
    أم حبيبة البريكى البلوىنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    عضو جديد الصورة الرمزية أبو أسامه
    تاريخ التسجيل
    24 - 10 - 2001
    المشاركات
    7,934
    معدل تقييم المستوى
    851

    افتراضي

    نحن الآن شباب أقوياء أصحـاء ، فما عذرنا عند الله تعالـى إن نحن
    قصَّرنا في المسير إلى بيته المحرم .
    لا اله الا الله اللهم لا تجعل الدنيا اول همنا ...

    أقسم بالله تعالى أنه لم يـر لذة في حياته كتلك اللذة التي عمرت قلبه لمَّا رأى الكعبة المشرَّفة .
    سبحان الله وهذا الشعور عن كثير من الناس عندما ير الكعبه اول مرة ...


    أم حبيبة البلوي

    بارك الله فيك وكثر من امثالك ....

  3. #3
    عضو جديد الصورة الرمزية أم حبيبة البريكى
    تاريخ التسجيل
    19 - 1 - 2004
    المشاركات
    775
    معدل تقييم المستوى
    761

    افتراضي

    أخونا الفاضل أبوأسامة

    مشكور على حسن الظن
    أم حبيبة
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    عضو جديد الصورة الرمزية سلمان العرادي
    تاريخ التسجيل
    4 - 2 - 2004
    الدولة
    نيوزلندا ..
    المشاركات
    18,223
    معدل تقييم المستوى
    779

    افتراضي

    بارك الله فيك على هذهـ الوقفات التي أطلعتينا عليها ..




    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    عضو جديد الصورة الرمزية أم حبيبة البريكى
    تاريخ التسجيل
    19 - 1 - 2004
    المشاركات
    775
    معدل تقييم المستوى
    761

    افتراضي

    أخونا سلمان جزاك الله خير على الرد
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #6
    عضو جديد الصورة الرمزية نواف النجيدي
    تاريخ التسجيل
    18 - 10 - 2005
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    17,654
    مقالات المدونة
    1
    معدل تقييم المستوى
    721

    افتراضي

    بارك الله فيك على هذهـ الوقفات التي أطلعتينا عليها ..



    الطَــــرِيق طـــــــــوَيل ... لكن حتَمـاً بأمر الله [سَأصل ]



    تبوك
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
هذا الموقع برعاية
شبكة الوتين
تابعونا