جزاك الله خير
الشكر لله
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾ ... [البقرة: 172].
الشكــر لله اعتراف بفضله، واحترام لكرمه، وإجلال لنعمه، وثناء على عطائه، واعتراف بجميله، وإن ظهور أثر النعمة، وجلاء لطيف المنّة، ووضوح فضل المتفضل بالثناء عليه، والمحبة له، واستعمال ما أعطى فيما يحب، والانقياد لأمره، والرضى بحكمه. معرفة مصدر النعمة شكر، والثناء عليها شكر، وتوجيهها في الطاعة شكر، ومشاهدة المنّة بها شكر، وحفظ حرمات المنعم شكر، وامتلاء القلب بمحبته شكر، ولهج اللسان بذكره شكر، والتسبيح بحمده شكر.
الشكــر يزيد النعم، ويزيل النقم، ويُبلِّع المنى. إن الإيمان نصفان نصف شكر ونصف صبر، بل قد لا يبعد الأمر إذا قلنا إن الدين كله شكر، فمن شُكْر الله الاعتراف بوحدانيته، والإيمان برسله، والصلاة شكر، والزكاة شكر، والصوم شكر، والحج شكر، والذكر شكر، والعابد لله حقًُا شكر: ﴿ وَاشْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾ ... [النحل: 114].
وقــرن عبادته تعالى بالشكر فقال: ﴿ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ ... [العنكبوت]، وترك الشرك كفر: ﴿ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ ﴾ ... [البقرة: 152]، وإبراهيم - عليه السلام – كان أمة قانتًا لله حنيفًا ولم يك من المشركين؛ لأنه كان شاكرًا لأنعم ربه وأجلها نعمة التوحيد: ﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿120﴾ شَاكِراً لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾ ... [النحل: 120، 121]، وامتدح الله نوحًا لأنه ﴿ كَانَ عَبْداً شَكُوراً ﴾ ... [الإسراء: 3]، بل إن الله جل وعلا خلق الخلق وأوجدهم ليشكروه: ﴿ وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ ... [النحل: 78].
ومـن أسمـائـه جل وعلا شاكر وشكور، ويحب لعباده أن يتصفوا بهذه الصفة الربانية، والسمة الإلهية، ولقد ورد في آية واحدة الحث على الشكر وبيان أن الله تعالى شاكر عليم، وتلك فيها لفتة كريمة، ولطيفة بديعة، وكأنه تعالى يقول: إذا أمرتكم بالشكر فامتثلوا الأمر فإنها رتبة رفيعة، ودرجة عالية، ولذلك كانت من أسمائي وصفاتي وأنا أحبها لعبادي، وأدفع عنهم بها العذاب: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً ﴾ ... [النساء: 174].
الشكــر يرضاه الرب، ويحبه المولى: ﴿ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ﴾ ... [الزمر: 7]، والشاكر سعيه مأجور وعمله مشكور: ﴿ وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُوراً ﴾ ... [الإنسان: 22].
الله جل وعلا هدى الناس لعلهم يشكرون، وأتم نعمته عليهم لعلهم يشكرون، وبيَّن آياته للناس لعلهم يشكرون، ورزقهم من الطيبات لعلهم يشكرون، وسخر لهم ما في الأرض جميعًا منه لعلهم يشكرون، وخلق البحر وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون، وجعل للناس السمع والأبصار والأفئدة لعلهم يشكرون.
إن نعــم الله العظيمة، وآلاءه الكريمة، ومننه المتتالية، وأفضاله المتتابعة، قد يسرها جميعًا للناس، ووهبها للبشر ليقوموا بشكره، ويسبحوا بحمده، ويعترفوا بفضله، فله الحمد والشكر في الأولى والآخرة.
ومـن عظمــة العزيز الشكور، وفضل الرحيم الغفور، أنه يجعل الشاكر مشكور، انظر إلى بديع لطفه، وعظيم فضله، وواسع عطائه، هو الذي خلقك، وهو الذي رزقك، وهو الذي هداك للإيمان، وجملك بالإسلام، وأعانك على ذكره، ووفقك لشكره، فكل الفضل والمن والثناء والحمد والشكر له جل وعلا، ولكن مع ذلك فمن تمام نعمته، وعظيم بره، ووافر كرمه، ولطيف جوده، أن ينعم عليك ثم يوزعك شكر النعمة، ويوفقك إلى الثناء عليها، ويرضى عنك، ثم يعيد إليك منفعة شكرك له ويجعله سببًا لتوالي نعمه عليك، واتصالها إليك، ويمن عليك بالزيادة في الدنيا، والمغفرة في الآخرة، فهو يحب منك الشكر، ويرضاه لك، ويثيبك عليه، ومنفعته لك، وثمرته لك ﴿ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ﴾ ... [النمل: 40]، فشكرك له إحسان منك إلى نفسك، وتفضل منك على ذاتك في الدنيا والآخرة، هو غني عنك، غير محتاج إليك، فهو المنعم المتفضل الخالق للشكر والشاكر وما يُشكر عليه، ولا يستطيع أحد أن يكافئ نعمه، ويقابل إحسانه، ويحصي ثناءً عليه، وإنَّ شُكْرك له نعمة منه تحتاج إلى شكر منك.
( منقول لتعم الفائدة)
جزاك الله خير
[BLINK]
بارك الله فيك أخي وفي جهودك
تقبل مروري وحترامي وتقديري
[/BLINK]
قال الشافعي في النصحية :
تعمدني بنصحك في انفرادي ..... وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع ..... من التوبيخ لا أرضى استماعه
وإن خالفتني وعصيت قولي ..... فلا تجزع إذا لم تعط طاعه
كتاب الصارم المسلول على شاتم الرسول لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ..!!
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا من اعظم ماألف في الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
تجده على هذا الرابط
قاال تعالى 0((ولئن شكرتم لأزيدنكم))0جزاك الله خير وباارك الله فيك على الطرح القيم
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات