قلت هذه القصيدة رثاءً للشاعر اليماني العملاق عبد الله البردّوني
صرح من الفنّ الأصيل تهدّما=سيف البيان اليوم أصبح أثلما
قالوا البردّونيّ مات فقلت بل=هذا سهيل خرّ من أعلى السما
فتلعثم الشعر الفصيح مرارة= ولسانه المبتور قد نزف الدما
نهرٌ من الإلهام جفّ عطاؤه= نغم من اللحن العميق تصرّما
قيثارة الإبداع حطّمها الردى= ثكلتك واليمن الحزين تألّما
أرأيت إن نشر الصباح سبائكا=ذهبيّة وشدا الهزار ورنّما
وتكـلّلت بالطلّ أزهار الربى = والحب يلثم زهرة أو برعما
وتمـايلت فيه الصبابة وارتدت = بردا موشّا بالجمال منمنما
من؟ بعد عبد الله يمنح جيدها = عقدا من الفنّ البديع منظما
أرأيت إن نسف الزمان مشاعرا = تاهت بمهلكة وأتلفها الظما
من ذا سيمطرها المشاعر صادقا= كالغيث من لبد الغمام إذا همى
الشعر من بعد البردّوني قد = بُزّ البيان أسى وأضحى أبكما
أوكلّما شاد الأنام من المنى = صرحا يُراد له البقاء تحطّما
أو كلّما ازدهرت لنا آمالنا = حبلى سيجهضها الزمان تهكّما
إني وجدت من الحياة عجائبا = مزجت لنا الشهد الجنيّ وعلقما
المفضلات