القضاء العشائري وغلطة اللسان..؟؟
السلام عليطكم
يُقال أن مشكلةً حدثت بين فريقين من الناس
فاجتمعوا في بيت أحد الوجهاء للتفاوض من أجل حلِّها
وإيجاد صيغة ترضي الطرفين لفضّ النزاع القائم بينهما .
وأثناء النقاش حمي الجدال واشتد بين رجلين منهما
فقال أحدهما منتهِراً للآخـر : اسكت يا حمار !.
ونظر الرجل إلى صاحب البيت وقال له :
هل سمعت ما قاله ذلك الرجل ؟
قال : نعم ، سمعت .
فقال له :
أنت الآن معقود العمامة ( 1 ) ، تشهد بما سمعت ورأيت
وقال لجماعته قوموا بنا..؟
فعادوا إلى ديارهم وقد أخذ الغضب منهم كل مأخذ ..؟
وبعث الرجل وجماعته أناساً لأقارب ذلك الرجل
وأبلغوهم بأنهم مطرودون لهم طَرْد الرجال للرجال
وفي هذه الحالة يكون أي شخص يخرج من الطرف الآخر
معرضاً للاعتداء عليه ، من أي واحد من أقارب الرجل الغاضب..؟
وتوسّط الوجهاء لحلّ القضية ورفعوها إلى القضاء العشائري.
فحكم قاضيهم بأن يخرج ذلك الرجل ويقف أمام جمع الحضور
وينهق مقلداً صوت الحمار ثلاث مرات..؟
ويكرر ذلك في ثلاثة بيوت من بيوت الوجهاء
حتى يتعلم درساً يكون عبرة له ولغيره..
وحتى لا يصِف بعدها رجلاً كريماً وجيهاً بتلك الصفة
التي حَقَّرته أمام الناس..؟
واعترض الرجل على هذا الحكم ، وقال:
حتى لو فَنِيَ الطرفان فلن أفعل ما طلبوه مني..
فإنّ ذلك من شأنه الإهانة والتحقير ليس أكثر
ولكن أهله وأقاربه ضغطوا عليه وقالوا له :
إذا لم تفعل ذلك فقد يسقط ضحايا بين الفريقين
والأَوْلَى ومن أجل حقن الدماء ، أن ترضى بالحكم..
فانصاع الرجل للأمر كارهاً , وقد نهقَ بالفعل ثلاث مرات
وفي ثلاثة بيوت مختلفة من بيوت وجهاء تلك المنطقة
وبعدها رضي الطرف الآخر ..
وانفضّ بذلك الخلاف القائم بينهما
وانتهت تلك المشكلة التي كادت تتفاقم
وتصل إلى عواقب وخيمة..؟
*( 1 ) – كانوا يعقدون عمامة الشاهد عند
حدوث مثل هذه الحالات ليشهد بما سمع ورأى..؟
وسلامتكم يالربع..
ولكم تحيات
ماجد البلوي