.. ( زهم ) … بمعنى .. نادى أحد المسئولين الكبار .. مسئولا آخر أصغر منه .. وقال له موبخا :
بعد زيارتي للمدينه .. التي أنت ترأس بلديتها ــ أمانتها .. رأيت العجب العجاب .. لم أجد متنفسا للناس فيها … لا في وسطها ولا في ( سرتها ) .. ولا حتى في ضواحيها ..
هل ضاقت عليكم ( الأراضي ) بما رحبت ؟؟؟
قال الأصغر .. مرتعدا :
أبيت اللعن .. يا سيدي …
فالذي شاهدته .. لا أتحمل مسئوليته ..
فقد كان ذاك .. منذ عهد من سبقوني .. في هذا المنصب ( التكليفي ) .. والفقير إلى الله الذي أمامك .. ليس له سوى 5 سنوات فقط … والــ( 5 سنوات ) لا شئ في عمر البلديات ..
قال الأكبر :
ولكن لا زلت أرى مخططاتكم في الضواحي الجديده .. خاليه من ( المتنزهات ) وبعض الشوارع فيها … من أبو عشره متر وأبو 12 متر .. وقطع من الأراضي بمساحة لا تزيد عن 400 مترا مربعا ….
ما هذا … يا هذا ..؟؟
ثم أضاف قائلا :
اللذين سبقوك .. ( لعبوا ) على وزن ( شفطوا ) .. في وسط المدينه .. وأنت تريد أن تلعب ( تشفط ) .. في ضواحيها ؟؟
… ( خللوا عندكم .. ذوق عام ) .. شوفوا .. مدن العالم .. كيف هي مخططه .. منذ قرون .. وكيف يخططون للمستقبل ..
شوفوا غابات بولونيا في وسط باريس .. والهايد بارك في لندن ..
ون ماهوب عاجبك باريس ولندن .. شف نواكشوط .. وشوراعها ومتنزهاتها ..
قال الأصغر :
فقط لتذكير سعادتكم .. أن الموافقه النهائيه على المخططات .. هي من صلاحية إدارتكم الموقره .. ولكننا نتفاجأ بالمخطط الذي نرسله لكم للموافقه .. وفيه 200 قطعه أرض .. يـُعدل من قبل إدارتكم ويعتمد .. وقد أصبح 250 قطعه .. والـ 50 قطعه .. تكون على حساب سعة الشوارع ..
قال الأكبر :
كان يجب عليك أن تنبهني مباشره .. بهذا الخلل .. أللي ما ينسكت عليه … إلا إذا كان الشرط أربعون .. والله أعلم …
قال الأصغر :
معاذ الله .. معاذ الله .. إن هذا رجس من عمل الشيطان .. يا سيدي ..
ولك أن تتأكد … بأنني لا أملك أي أرض مسجله …. بإسمي ..!!!!!!!!!
والمعذره منك .. لعدم تنبيهك لهذه المسأله .. لمعرفتي بوقت سعادتكم .. وإرتباطاتكم الدوليه .. وعضويتكم في ( منظمة المدن العربيه ) .. وعلى طاري هذه المنظمه .. أود أن أشيد .. بمحاضرتكم التي ( تشدقت ) بها في مؤتمرها الأخير والتي كانت بعنوان ( مدننا العربيه .. والبيئه ) ..!!!
قال الأكبر .. ( بعد أن إرتسمت .. بسمه على محياه .. لنفاق الأصغر .. ) .. ولكن :
لا بد من إعادة المخططات ونعيد تخطيطها بما يناسب .. هذا التطور العمراني التي تشهده بلادنا .. هذا من جهه .. ومن جهة أخرى .. وين أودي وجهي .. من رئيسي فيما لو سألني ..؟؟
ثم أضاف قائلا لمرؤوسه :
وسعوا على الناس .. ليوسع الله عليكم من فضله .. ولماذا تحبون ( الضيق ) .. فالضيق مكروه .. فلا تكونوا ضيقي الأفق ..
قال الأصغر :
دام هذه هي السالفه .. فلا تقلق .. ووجهك أبيض إن شاء الله .. فقد وجدتها .. وجدتها …
قال الأكبر :
هاتها .. يا فالح ..
قال الأصغر :
أرض لسعادتكم .. موقعها في ( سرة ) المدينه .. تصلح لتكون متنزه ومتنفس للناس …
فقال الأكبر بحده :
ويحك … وثكلتك أمك ..
لم تحلوا في عينك سوى هذه القطعه الصغيرونه .. والتي لا تزيد مساحتها عن 5 كيلا في 4 كيلا ..
أين أنت من ( غض البصر ) ….؟؟؟
(( لاحظوا التفسير الميتافيزيقي … لـــ( غض البصر ))
وأين أنت من ( غض الطرف ) … وجرير وقوله :
فغض الطرف فإنك من نمير **** فلا كعبا بلغت ولا كلابا
ثم إشتاط غضبا على مرؤوسه ونهره قائلا :
بــغا … بغــا … بغــا ….
أي أخرج ..
وسبحان الله .. على المسئول الأكبر .. فهو يلتغ بحرف الراء .. أينما كانت .. ما عدا .. كلمة ……. أراضي .. فينطقها … صــــُـح ..!!