الحمد لله وحده وبعد ،،،
…… مهما كتبنا عن سيرة العملاق الملك عبدالعزيز .. رحمه الله .. فلن نوفيه حقه ..
كتب عنه الكثيرون من المستشارين والمؤرخين من السعوديين وغيرهم ..
من اللذين عايشوه أو أرخوا له .. والبعض من هؤلاء أراد أن يعطينا من خلال كتابته أنه صاحب قرار أو أنه شارك في إتخاذ القرار .. وهذا محض إفتراء .. وهؤلاء خرجت كتبهم بعد وفاته .. وعليهم مثالب كثيره فيما ذكروه أثبتها الواقع ومجريات الأمور ..
والملك عبدالعزيز .. كان لا يركن للمستشارين حوله .. فهو صاحب القرار .. وليس معنى هذا أن العملاق لا يستشير المقربين منه .. ولكننا نقصد المستشارين تحديدا …
وله قول حكيم في هذا الشأن :
فكان يقول : إن بغينا رأيا إستشاريا .. أحلناه لهم ليعطوني رأيا إستشاريا .. وكان بنفسه يدقق ويراجع ما يرفعوه إليه من عمل .. قد كلفهم به ..
مثال ذلك :
مسودة الإتفاقيه السعوديه ــ البريطانيه .. التي كلف بها مستشاريه لإعدادها .. فلم ترقى لما يريده .. فقد أعاد صياغتها وعدلها بنفسه لتتناسب مع مصلحة بلاده ..
وهذه الإتفاقيه ( موجوده في منتدى بلي ــ السياسيه ) .. وافقت عليها بريطانيا العظمى من بعد مفاوضات صعبه خاضها العملاق .. وتعرف بريطانيا العظمى أن الملك لن يتنازل عن ما عدله من نص .. والذي بموجبه تجعل بريطانيا العظمى تعترف ببلاده وسيادته على أرضه ..
والإتفاقيه موقعه في 18 صفر 1334 هجري الموافق 26 سبتمبر 1915 ميلادي ..
هذا العملاق كان ( أمه ) في رجل ..
ونحن إذ نستذكر هذا اليوم الوطني .. فنمر مرور الكرام على توحيد المملكه .. بينما قد لا يعلم البعض أن العملاق الموحد .. هو الوحيد الذي وحـّد الجزيره العربيه في كيان واحد مترامي الأطراف .. من بعد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم .. فعندما توسعت الفتوحات الإسلاميه في عهد أبو بكر ومن بعده عمر .. لم تكن هجر ونجران واليمامه ودومة الجندل .. تحت ولايه أو إقليم واحد ..
فكانت ( هجر) على سبيل المثال .. تابعه لولاية البصره .. ودومة الجندل التي تقع على تخوم بلاد الشام تتبع بلاد الشام .. ولا إرتباط إقليمي أو إداري ما بين نجران واليمامه ..
وتوحيد هذا الكيان تحت راية التوحيد .. يجب علينا أن لا ننظر إليه نظره سطحيه .. ولكنها معجزه كانت بفضل الله .. ومن ثم حققها العملاق .. وإلا لكانت جزيرة العرب ( المملكه العربيه السعوديه ) .. عباره عن دويلات .. ليس لها مقومات الدول .. ويالتالي ستصبح هذه الدويلات تحت أقدام الآخرين .. لا إراده ولا حريه ولا كرامه .. وأمرها لن يكون بيد أهلها .. بل سيكونوا تحت الوصايه .. بـــــ إفعل ولا تفعل …
والثروه مهما كانت .. في أي بلد ( صغير الحجم قليل السكان ) لن تحميها من الطامعين بها أو من كيد الكائدين ..
وستكون هذه الدويلات نقطة ضعف في خاصرة الأمه الإسلاميه كلها ..
هذا جزء من ما يجب علينا أن ندركه من توحيد هذا الكيان الذي عاد علينا كأهل البلاد بالخير والطمأنينه .. وعلى الأمه الإسلاميه جميعها ..
وهنا تظهر لنا .. المردود الوطني .. لتوحيد المملكه ..
في هذا ( الصراع الأممي ) والذي لن يتوقف إلى أن تقوم الساعه .. والذي نراه الآن ..
يعطينا .. أمنا .. من بعد أمن الله علينا ..
فهذا ( التوحيد ) قد أمدنا بعمق إستراتيجي .. من الصعب إختراقه .. ما دمنا على قلب رجل واحد ..
توضيحا :
لا يستطيع العدو .. مهما أوتي من قوه أن يهيمن على جميع أجزاء الوطن .. فقد يحتل جزئا ويفرض سيطرته عليه .. ولكنه لن يكون مرتاح البال .. فيجد من يقاومه .. ويزلزل الأرض من تحت قدميه .. وذلك بفضل الله وبـُعدنا الإستراتيجي .. أي بمساحة الوطن الكبيره ..
وهذا ما يعرفه عدونا .. ولذلك فهو يلجأ إلى أساليب أخرى معروفه .. والتي لا تخفى على قيادتنا .. ولا أهل البلاد ..
من أين أبدأ …
ولكنني سأحاول أن أقول شيئا في هذا اليوم المبارك .. من الذاكره .. التي بدأ يغزوها الخريف .. وما قولي هنا سوى نقطه في بحر أعمال وأفعال عملاقنا .. الرمز .. رحمه الله …
ثــوبــك طويل .. يا عبدالعزيز … قالها له أحد رعيته ( نعتذر عن ذكر الأسماء ) ..
وثوب عبدالعزيز لم يكن طويلا ولا سابلا …
فما كان من العملاق .. إلا وأمر بإحضار مقص .. وأعطاه لصاحبنا وقال له .. قص ثوب عبدالعزيز .. إلى الحد الذي تراه ..
وعبدالعزيز ( مع حفظ اللقب ) لم يجرد سيفه الأملح من غمده ويقطع به رأس الذي إبتلاه بطول الثوب .. ولم يأمر بإغتياله .. ولم يرسل له ( زوار الفجر ) .. كما فعل ويفعل الثورجيون والوطنجيون الذين أبتلينا بهم والذين أهلكوا الحرث والنسل ..
ولذلك نلاحظ من مندوبي الموساد ومعهم المنحرفون الإنترنتيون .. يرددون زورا وبهتانا .. بأن عبدالعزيز كان ( دمويا ) بسيفه الأملح ..
وهذا التزوير من هؤلاء .. ما هو إلا لحاجه في نفس ( ديفيد ) وفي نفس من يـدّعي أنه ابو هريرة زمانه …
وهنا وقفه تمحيصيه توضيحيه …
لو إفترضنا جدلا أن كياننا لم يكن موحدا كما هو الآن .. فعلى أقل تقدير سيكون هذا الكيان عباره عن 4 أو 5 دويلات .. وهذه الدويلات ستكون في حاله يرثى لها ..
بالله عليكم وأللي يرحم والديكم .. هل سنرى هذا الكم من الإستهداف لدويلة أ او دويلة ب .. ؟؟
طبعا لا .. لأن أ و ب .. ستكون مترنحه .. وسهله لــ ديفيد .. وديفيد لن يحتاج إلى صنع أبو هريره آخر موديل .. ليخدم أهدافه ..
وأهداف ديفيد ومن معه .. هي توراتيه وتوراتيه ثم توراتيه .. أي أن إستهداف المملكه بسسب أنها آخر معاقل الإسلام ..
والملك عبدالعزيز كان مـتخلقا بخلق الإسلام ..
فكان لا يستطيع أن يختم قرائة القرآن الكريم في رمضان سوى 4 مرات .. لإنشغاله بأمور الدوله ومواطنيه ..
وكان بــِرا بوالديه ..
فيتذلل لوالده الإمام عبدالرحمن .. ( وأخفض لهما جناح الذل من الرحمه .. الآيه ) .. فعندما كانت تأتي الوفود الرسميه لمقابلة الملك عبدالعزيز .. كان يصطبحهم مباشره لمجلس والده الإمام .. ويخرج من المجلس .. ويدخل عندما يشير له الإمام بالدخول .. فيدخل ..
وهذا البــِـر بوالده .. يعني به العملاق .. بأنه ليس ملكا ولا سلطانا في حضرة والده الإمام ..
وكان الملك عبدالعزيز .. يحني ظهره لوالده الإمام .. ويصر على ذلك .. ليكون ظهره سلما لوالده .. ليمتطي والده الإمام .. صهوة جواده ..
ولم يخبرنا التاريخ بأن أحدا قد فعلها من الملوك أو الخلفاء السابقون أو الحكام …
فرحمك الله رحمة واسعه يا أبا تركي .. ورحم الله أبنائك وأحفادك ..
وسدد الله خطى ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين لما تحبه وترضاه .. ورزقه الله البطانه الصالحه التي تعينه بعد الله .. في خدمة الدين ومن ثم الوطن والمواطنين ..
وأن يحفظ الله ولي العهد .. ويوفقه الله لما فيه خدمة الدين ومن ثم الوطن ..
وفي هذه المناسبه العزيزه على نفوسنا .. لعلنا نستذكر شهدائنا السابقون واللاحقون .. ونطلب من الله عز وجل أن يكونوا لنا شفعاء ..
وأللهم إرحم بمنك وكرمك شهدائنا وشهداء المسلمين .. وأجعلهم لنا شفعاء ..
شهدائنا السعوديين الأبطال .. على أسوار القدس عام 1938 ميلادي .. وشهدائنا عام 1948 ميلادي .. وفي معركة باب الواد الشهيره .. التي تقع في بطن القدس الشريف ..
وارحم من جرح أوأصيب منهم …
وأللهم أرحم شهدائنا الأبطال من الجيش السعودي اللذين أستشهدوا على ثرى فلسطين الجريحه عام 1947 ــ 1948 ميلادي في :
غزة هاشم .. والمجدل .. ودير سنيد .. وأسدود .. ونيتسانيم .. وفي معركة ( بيرون إسحق ) التي أبلى فيها الجيش السعودي بلائا حسنا .. بإقتحامهم الحصون وحقول الألغام والأسلاك الشائكه .. وفي معركة ( كراتيه ) التي إستمرت سبعة أيام متواليه .. والتي أستخدمت فيها جميع أنواع الأسلحه الخفيفه والثقيله …
ودمت يا وطننا عزيزا .. ومكرما .. وعاليا .. بعز الإسلام .. وعاليا وشامخا بشموخ راية التوحيد ..!!!