في عمق الحجاز، وعلى بعد نحو 90 كيلومترًا جنوب شرق محافظة الوجه، تتربّع قرية المنجور كواحدة من أعرق قرى شمال غرب المملكة العربية السعودية، حيث ترتبط بتاريخ قبيلة بلي الحجازية العريق، وتُعد مقرًا دائمًا لشيوخ شمل قبيلة بلي، بما تحمله من رمزية قيادة ومكانة اجتماعية لا تُضاهى.

الموقع الجغرافي للمنجور

تقع المنجور على طريق المدينة المنورة – العلا، وهو طريق تاريخي يربط المناطق الداخلية بالحجاز والساحل. تحيط بها الجبال والأودية، في بيئة طبيعية خلابة، جعلت منها موطنًا آمنًا ومستقرًا عبر القرون، ولم تُسكن في تاريخها إلا من قِبل قبيلة بلي، التي ما تزال إلى اليوم تحتفظ بها كمعقل ثابت ومركز ثقل اجتماعي.

https://maps.app.goo.gl/JG5R1aRqBLq6jjHj8

القيادة القبلية

تُعد المنجور المقر الرسمي لشيوخ شمل بلي، ويسكنها حاليًا الشيخ/ سليمان بن محمد بن رفادة، شيخ مشايخ بلي، الذي يقع فيها مجلسه العامر، والذي يُعتبر نقطة التقاء لأبناء القبيلة من كافة أنحاء المملكة. وقد كانت في الماضي مركزًا للقيادة القبلية بقيادة الشيخ سليمان باشا بن رفادة، الذي كان له نفوذ واسع في منطقة الوجه والمنجور ومحيطها قبل توحيد المملكة.

الخدمات المتوفرة في المنجور

رغم طابعها التقليدي، فإن المنجور تشهد توفر مجموعة من الخدمات الأساسية، أبرزها:

• مستوصف صحي يقدم الرعاية الطبية.

• شبكات اتصال من شركتي جوال وموبايلي.

• كهرباء عمومية تغطي مختلف منازل ومرافق القرية.

• بلدية محلية تُشرف على أعمال الصيانة والتنظيم العمراني.

الوجه.. نافذة المنجور على البحر الأحمر

إلى الغرب من المنجور، تمتد محافظة الوجه على ساحل البحر الأحمر، ضمن منطقة تبوك، وتُعد من أقدم المدن الساحلية في الجزيرة العربية، حيث تتنوع فيها التضاريس البحرية والجبلية، وتُعد من المحطات الرئيسية على طريق الحج المصري التاريخي.

إلى الغرب من المنجور، تمتد محافظة الوجه على ساحل البحر الأحمر، ضمن منطقة تبوك، وتُعد من أقدم المدن الساحلية في الجزيرة العربية، حيث تتنوع فيها التضاريس البحرية والجبلية، وتُعد من المحطات الرئيسية على طريق الحج المصري التاريخي.

أهمية الوجه الاستراتيجية والتاريخية

• استخدمها العثمانيون كميناء عسكري وتجاري.

• تحتوي على أول معمل لتحلية المياه في المملكة.

• كانت مقرًا لأحد أقدم المحاكم وبلدياتها تعود لعام 1324هـ، وهي ثاني بلدية تُنشأ بعد بلدية مكة.

• تضم قلعة الزريب التاريخية التي بُنيت عام 1026هـ لحماية قوافل الحجاج.

الآثار والمواقع التراثية

تحتضن الوجه إرثًا غنيًا من الآبار والصهاريج القديمة، التي استخدمها الأهالي والحجاج لجمع مياه الأمطار، وتتنوع مواقعها بين:

• صهاريج وادي الزريب (قرابة 20 صهريجًا).

• الآبار الأثرية مثل بئر سبيل هداج، وبئر المقومة، وبئر السنوسي.

السياحة البحرية والجمال الطبيعي

تُعد محافظة الوجه من أبرز وجهات السياحة البحرية في تبوك، لما تتمتع به من:

• شواطئ خلابة مثل: شاطئ زاعم، شاطئ حواز، شاطئ الرصيفة، وشاطئ الهدية.

• خليج حويز الذي يمتد أكثر من 6 كيلومترات، ويُعد من أكبر الخلجان في المنطقة.

• منتزه الكورنيش البحري بمساحة 3500 متر مربع.

وتُعرف المحافظة بجزرها القريبة ومياهها النقية التي تستقطب هواة الغوص والصيد، لا سيما الباحثين عن الاستاكوزا (أبو جلبو)، والتي تتميز بها المنطقة عن غيرها.

المنجور والوجه.. عمقٌ داخلي وساحلٌ نابض

يشكّل هذا الارتباط بين المنجور والوجه نموذجًا مثاليًا لتكامل الداخل القبلي بالواجهة البحرية التاريخية. فالمنجور تمثل هوية الأرض والقبيلة، والوجه تمثل النافذة الاقتصادية والتاريخية على العالم. ومن خلال هذا الامتداد الجغرافي والاجتماعي، تتجلى ملامح الحجاز الأصيل الذي يجمع بين الشموخ الجبلي والضيافة الساحلية، بين ماضٍ عريق وحاضرٍ يتطلع إلى مستقبل واعد.

https://maps.app.goo.gl/JG5R1aRqBLq6jjHj8