تويت
نسبة قحطان لهود هل هي معقولة ؟!
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و مغفرته :
منذ القديم ، من قرابة ثلاثة عشر عاما قرأت عن نسب قحطان و الخلاف فيه .
فمنهم من نسبه لإرم !
و منهم من نسبه لهود !
و منهم من نسبه إلى عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام ، و عاد بعضهم للقول أن عابر هو هود و بعضهم قال بل هو غيره ، و بعضهم قال قحطان بن عابر هذا غير قحطان المتسلسل الآن ، فإنه قد باد !
و منهم من نسبه لإسماعيل عليه السلام !
و حصل في هذا جدال عظيم .
لكن نحن عندنا نصوص مقدسة من الوحي من الخالق من فوق سبع سماوات تقول : أن قوم هود و هم عاد لم يبق منهم أحد لأن الله أرسل لهم ريحا قال فيها : ( تدمر كل شيء بأمر ربها فأصبحوا لا يرى إلا ساكنهم ) ، يعني لم يبق أحد من قوم عاد أبدا ، و كذلك إرم ، و عاد أصلا تنتسب لإرم ، و هي من العرب البائدة اتفاقا لا جدال فيه ؛ فكيف نأخذ بالقولين السابقين ؟؟!!
على كلتا الحالتين نحن ننسب قحطان لعرب بائدة ، و هذا عبث في الأنساب ، حقيقة !
أما نسبته إلى عابر ، فعلى قول من قال إن عابر هو هود فقد فرغنا منه ! ، أما من قال هو غيره ، فإننا الأن أمام سلسلة عظيمة جدا ؛ فالناظر فيها يرى أنه لا يفصل بين قحطان و نوح إلا خمسة أجداد ؛ يعني سيكون العدد هائلا بالنسبة للعدنانيين ، و هذا ما لا نراه !
و العجيب أن ترى بعضهم يقول بشذوذ القول الرابع .
فنقول : كيف يكون شاذا و هو في قائمة الأقوال ؟ و قد قال به غير واحد من المعتبرين منهم الزبير بن بكار و هشام بن الكلبي و الوزير المغربي و الإمام أبو بكر ابن أبي خيثمة .
و قد بوب البخاري في صحيحه : ( باب نسبة اليمن إلى إسماعيل ) ، و ذكر الحديث الذي رواه سلمة بن الأكوع ـ رضي الله عنه ـ قال : ( خرج رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ على قوم من أسلم يتناضلون بالسوق فقال : ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا ) ، و أسلم قحطانيون !
فهذا نص من النبي أنهم من إسماعيل . و كذلك عموم قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا ... ملة أبيكم إبراهيم ) . فإن قال بعضهم هذا للتغليب . نقول : هذا نص خبر متين ، لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه ، و جب أخذه كما هو ، و كيف يكون للتغليب و القحطانيون أكثر من العدنانيين و لو بقبيلة ؟ فمعروف أن حكم التغليب يكون لاعتبار الكثرة أو القوة إما في الجنس أو كثرة الاستعمال !
ثم هو علل الحكم ، و أكده ، فيكون مقصودا لذاته .
فما دامت عندنا نصوص في هذا من ديننا ، فالمستحسن قبولها و عدم الالتفات إلى أقوال لا دليل عليها . و إن كانت أخذت من كتب مقدسة ، فلا يدرى هل تعرضت للتحريف أم لا .
فيبقى الأقوى انتساب قحطان إلى إسماعيل لوجود النصوص في مقابل آراء الرجال .
أما أننا نلغي العرب المستعربة و العرب العاربة فهي تقسيمات علماء جاءت بعد العهد النبوي و عهد الصحابة و لا يلتفت إليها ، فالعرب قسم واحد .
و الله الموفق !
كتبه : محمود بن محمد أبو اسعيد البلوي
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و مغفرته :
منذ القديم ، من قرابة ثلاثة عشر عاما قرأت عن نسب قحطان و الخلاف فيه .
فمنهم من نسبه لإرم !
و منهم من نسبه لهود !
و منهم من نسبه إلى عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام ، و عاد بعضهم للقول أن عابر هو هود و بعضهم قال بل هو غيره ، و بعضهم قال قحطان بن عابر هذا غير قحطان المتسلسل الآن ، فإنه قد باد !
و منهم من نسبه لإسماعيل عليه السلام !
و حصل في هذا جدال عظيم .
لكن نحن عندنا نصوص مقدسة من الوحي من الخالق من فوق سبع سماوات تقول : أن قوم هود و هم عاد لم يبق منهم أحد لأن الله أرسل لهم ريحا قال فيها : ( تدمر كل شيء بأمر ربها فأصبحوا لا يرى إلا ساكنهم ) ، يعني لم يبق أحد من قوم عاد أبدا ، و كذلك إرم ، و عاد أصلا تنتسب لإرم ، و هي من العرب البائدة اتفاقا لا جدال فيه ؛ فكيف نأخذ بالقولين السابقين ؟؟!!
على كلتا الحالتين نحن ننسب قحطان لعرب بائدة ، و هذا عبث في الأنساب ، حقيقة !
أما نسبته إلى عابر ، فعلى قول من قال إن عابر هو هود فقد فرغنا منه ! ، أما من قال هو غيره ، فإننا الأن أمام سلسلة عظيمة جدا ؛ فالناظر فيها يرى أنه لا يفصل بين قحطان و نوح إلا خمسة أجداد ؛ يعني سيكون العدد هائلا بالنسبة للعدنانيين ، و هذا ما لا نراه !
و العجيب أن ترى بعضهم يقول بشذوذ القول الرابع .
فنقول : كيف يكون شاذا و هو في قائمة الأقوال ؟ و قد قال به غير واحد من المعتبرين منهم الزبير بن بكار و هشام بن الكلبي و الوزير المغربي و الإمام أبو بكر ابن أبي خيثمة .
و قد بوب البخاري في صحيحه : ( باب نسبة اليمن إلى إسماعيل ) ، و ذكر الحديث الذي رواه سلمة بن الأكوع ـ رضي الله عنه ـ قال : ( خرج رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ على قوم من أسلم يتناضلون بالسوق فقال : ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا ) ، و أسلم قحطانيون !
فهذا نص من النبي أنهم من إسماعيل . و كذلك عموم قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا ... ملة أبيكم إبراهيم ) . فإن قال بعضهم هذا للتغليب . نقول : هذا نص خبر متين ، لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه ، و جب أخذه كما هو ، و كيف يكون للتغليب و القحطانيون أكثر من العدنانيين و لو بقبيلة ؟ فمعروف أن حكم التغليب يكون لاعتبار الكثرة أو القوة إما في الجنس أو كثرة الاستعمال !
ثم هو علل الحكم ، و أكده ، فيكون مقصودا لذاته .
فما دامت عندنا نصوص في هذا من ديننا ، فالمستحسن قبولها و عدم الالتفات إلى أقوال لا دليل عليها . و إن كانت أخذت من كتب مقدسة ، فلا يدرى هل تعرضت للتحريف أم لا .
فيبقى الأقوى انتساب قحطان إلى إسماعيل لوجود النصوص في مقابل آراء الرجال .
أما أننا نلغي العرب المستعربة و العرب العاربة فهي تقسيمات علماء جاءت بعد العهد النبوي و عهد الصحابة و لا يلتفت إليها ، فالعرب قسم واحد .
و الله الموفق !
كتبه : محمود بن محمد أبو اسعيد البلوي
تعليق