حوارات ثقافية و أدبية و مكتبة الكترونية

فلسطين تنادي وتناشد فى المحكمة..؟؟

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ماجد سليمان البلوي
    مشرف قسم التراث

    • 28 - 8 - 2009
    • 9524

    #1

    فلسطين تنادي وتناشد فى المحكمة..؟؟

    فلسطين تنادي وتناشد فى المحكمة..؟؟

    السلام عليكم
    على باب المحكمة و قف الحاجب و نادى:
    قاضي العدل قادم فقفوا يا ساده.

    وقف الجميع للقاضي الذي كسب احترامه و جلس و قد ملئ مكانه .
    و عاد الحاجب ينادى على صاحب القضية:

    ** القضية رقم 1/1948 **

    وقفت بكل عز أمامه و بكل فخراً فرضت الإجلال .

    قال القاضي: للتسجيل قولي الاسم و العمر و السكن.

    قالت و صوت العز يرن بمهابة:
    اسمي : فلسطين أمٌ للملايين .
    عمري: من عمر العز و الجرح النازف .
    سكني : أعيش في قلب كل عاشق .

    القاضي: أمي فلسطين، على من تشتكين ؟ أعلى اليهود وأمريكا الضالون؟.
    فلسطين: لا سيدي القاضي بل أشتكي على أشقائي و أبنائي.

    القاضي: أمي فلسطين الحبيبة، أعلى أبنائك و أشقائك تشتكين ؟
    و تتركين من هم عن البلاء مسؤلون ،أماه هل تعقلين ما تقولين ؟؟؟

    فلسطين : أجل سيدي القاضي ...أشقائي تركوني وحيده في ظل الهجمة الهمجية ... قطعوني ... و طعنوني ... سرقوني...اغتصبوني ... و دنسوا ارضي ... و هم إخواني ظلوا ساكنين ... يبنون و يعمرون و يصافحون أيدي بني صهيون ... يتاجرون بدمي و يشترون رصاص قتلي ...إخواني باعوني و تركوني أنزف و احتضر ... أصبحت اليتيمة و الثكلى و الاسيره...

    و أين هم ؟؟؟
    يتجاهلون الصراخ و النداء و العويل ... سكتوا على ظلماً ذقته و تجرعته علقماً و مراً و هم في غفلتهم غارقين في صمت رهيب ... قلبي مفطور و صوتي مجروح و الجرح كبير ، وهم هناك يلعبون مع المارد الكبير و يقبضون ثمن صمتهم العميق .

    القاضي : أمي الحبيبة فلسطين ، و لما على أبنائك تشتكين
    و هم معك في الجرح يعيشون و ليسوا معهم في الخارج يلهون ؟؟؟

    فلسطين : أبنائي ؟؟؟ ... آه من أبنائي ، هم في داخلي يقتتلون ...
    يرفعون السلاح بوجوه بعضهم ... يتناحرون ....

    يتذابحون ... أخ قتل أخاه ... ثكَل و رمَل أمه ... يتَم طفله ... يا ويلي لما يفعلون ...
    و من أجل مقاعد الدنيا يموتون ... و نسوا مقاعد الجنة التي هم يوعدون .

    عجبي منهم ... يصبون الرصاص بجسدي ... يقطعون ذراعي ... يشلون قدمي ... يعمون بصري ... و نسوا العدو المتربص بي ، و الذي يسكنني ، و بني صهيون يتفرجون على أبنائي و هم يذبحوني .

    القاضي : أمي الحبيبة أتبكين ؟؟؟ و من دموعك الغالية تسكبين ؟؟؟

    فلسطين : بني ، قلبي الأقصى في عويل ، يتألم ، فهل من مغيث ؟؟؟
    أشقائي و أبنائي عني و عنه مشغولون ...الأقصى يأن و هم لا يسألون ...
    بربي ماذا يفعلون ؟؟؟...

    جدرانه تهدمت... أركانه تشققت ... و ليس هناك من سميع ...
    ضيعوا حق الله ... و ما زالوا في سبات عميق ...

    القاضي : يا أمنا فلسطين لا أدري ما تبغين و أي حكم تقبلين...
    أ أحبسهم هل ترضين ؟؟؟

    فلسطين : لا بني ... لا أقبل أن يهانوا ، هم أحبابي و قلبي و أمل الأقصى الجريح و هم طريق الحرية و التطهير و بهم يعود صوت الأذان ليصدح بدل صوت البنادق و الرصاص..

    القاضي : أمي فلسطين ، ماذا تريدين قد احتار الفكر و ضاع الحكم مني ،
    فدعواك لا تحتاج قاضي ، بل تحتاج إلى صحوة ضمير ..

    فلسطين : يا بني الحبيب ، أردت أن أطلق صرخة ، قد يصحوا الضمير
    و عسى أن تعود أنت و أشقائي و أبنائي في ساحات الأقصى
    ترددون نداء الحق ( الله أكبر ) ..
    و أنا لهذا اليوم في شوق كبير ..
    ...
    وآخر دعواتي:
    الله معك يافلسطين..
    ولكم تحيات
    ماجد البلوي
يعمل...