قصص و أمثال شعبية عند العرب

قصة الديك الفصيح ..؟؟

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ماجد سليمان البلوي
    مشرف قسم التراث

    • 28 - 8 - 2009
    • 9524

    #1

    قصة الديك الفصيح ..؟؟

    قصة الديك الفصيح ..؟؟

    السلام عليكم
    يحكى أن ديكا شابا مغرورا كان يمارس سطوته على باقي الديكة في قاع الدار . يمشي مختالاً بين الدجاجات و بالكاد ينظر إليهن بطرف عينه و في مخيلته بأن تلك الدجاجات كانت تقضي اليوم في الحديث بينهن عن فتوته و جماله و أنهن لا ينمن ليلتهن في الخم إلا بصحبة أحلامهن به و بعنفوانه .

    و كان ديك آخر في مقتبل العمر يبدو هزيلا بلا حول و لا قوة لا تعيره الدجاجات أي إهتمام رغم ما كان يتمتع به من رومانسية عالية و حساسية مفرطة لدرجة بأن الكل كان يلاحظ دموعه عندما يأتي صاحب المنزل بأكياس الدجاج المذبوح .

    جاء يوم الجمعة الذي لم يكن كما سبقه من جمعات فهذه جمعة فيها جمعة و سيأتي الأبناء و الأحفاد من المدينة فقررت الجدة مشروعا عملاقا و قررت أن تقوم بعمل طبخة المكامير و لكنها إختارت أن تكون بالديوك البلدية .

    إستيقظ الديك ما غيره نافشا ريشه صادحا بكل ما أوتي من قوة مختالا بين الدجاجات و بقي الديك الضعيف يمشي على إستحياء الى أن وصل حيث إعتاد أن يقضي يومه تحت شجرة الليمون في ظل السور صاح على إستحياء كأنه يقول :
    ما زلت هنا على قيد الحياة . رشت الجدة العلف على أرض قاع الدار ثم إبتعدت قليلا تنتظر الدجاج ليأتي الى مكانه و في نفس الموعد الذي إعتاد عليه هرعت الدجاجات بصحبة الديك المغرور و بعض ديوك شابة و هو لا يدرك بأنه صيد الجدة و انها ساعات فقط و سيكون حبيسا بين طبقات العجين .

    أصدرت الجدة أوامرها لبعض أحفادها كي ينقضوا على الديك المغرور و بعض الديكة الأخرى من حاشيته . حتى إذا ما تم الأمر وقعت عينها على الديك الضعيف تحت شجرة الليمون فأمرت أحدهم بأن يأتي به . توجه احدهم لإلتقاطه و بدأ الديك يفر من هنا و هنا دون أن يفلح الفتى في إمساكه فجاءته الأوامر : أتركه يا جديدتي هاظ لا للصده و لا للرده ما بنفعش للمكامير طل ما أضعفه .

    و ما هي إلا دقائق حتى علا صياح الديوك المذبوحة و كان أعلاها صوت الديك المغرور . هدأ الصوت ثم عادت الدجاجات الى تناول العلف و إذ بهذا الديك الضعيف يخرج من مكان ما قد إختبأ به .

    لاحظ أن الديك المغرور لم يكن موجودا تشجع و اتخذ قرارا بتناول العلف . مشى بحذر و بدأ بتناول العلف عن الأرض و مع كل حبة علف يلتفت حوله خشية ظهور الديك المغرور . أكمل الديك طعامه ثم عاد تحت الليمونه و لكنه لاحظ شيئا غريبا حيث أن بعض الدجاجات قد لحقت به شيئاً فشيئاً تجمع الجميع حوله .

    غادر المكان و إذ بالجميع يتبعه و الديك المغرور ليس بينهم أدرك حينها بأنه رحل بلا عودة . صعد الديك الى جذع الزيتونه و أطلق صيحة هزت أرجاء المكان حيث أنه أصبح من هذا اليوم ملكا متوجا على الخم و صاحب النهي و الأمر في قاع الدار..

    * ملاحظة :
    قد لا تنفعك قوتك وقد لا يضرك ضعفك . الدنيا حظوظ..
    ولكم تحيات
    ماجد البلوي
يعمل...