حوارات ثقافية و أدبية و مكتبة الكترونية

من قصص كسوة الكعبة..؟؟

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ماجد سليمان البلوي
    مشرف قسم التراث

    • 28 - 8 - 2009
    • 9524

    #1

    من قصص كسوة الكعبة..؟؟

    من قصص كسوة الكعبة..؟؟

    فوزية الغبرا بنت كامل الغبرا رحمهم الله مواليد سنة 1898 توفت 1984
    واسم زوجها الآغا توفيق دقماق .

    هي سيدة دمشقية تعلمت القرأن وختمته وتعلمت أحكامه ، على يد الشيخ سعيد الحلواني ، وأصبحت تدرس في جامع الخير في المهاجرين ،

    ذهبت مرة إلى الحج وزارت الروضة الشريفة ، وهي من عشاق الرسول محمد صل الله عليه وسلم ،
    عندما كانت تصلي في حرم الرسول شاهدت ستائر نوافذ الحرم مهترئة ، حزنت وقررت أن تفعل شيئا للرسول صلى الله عليه وسلم لتعبر عن حبها له ،

    عادت إلى الشام واشترت قماش ثم خاطته وطرزته بالقصب على يدها ، ثم سافرت إلى المدينة المنورة ، خلعت الستائر القديمة ثم نظفت النوافذ وعلقت الستائر الجديدة ،
    أعجب بهذا العمل القائمين على الحرم وجاءها شكر من كثير من أهل المدينة ،

    ثم خطر ببالها أن تصنع ثوبا للكعبة ، أخذت الإذن من الحكومة السعودية ، أعطوها الموافقة ، ثم ذهبت إلى الرئيس شكري القوتلي وقصت عليه ما تريد أن تفعله ، قال لها الرئيس : ( شو بدك بهالشغلة هذا شغل دول وليس افراد )

    قالت له إني قادرة على هذا العمل وسأنفذه ،

    قال لها اذهبي وفقك الله ،

    نزلت إلى التجار وتفاوضت معهم كي يقدموا القماش هدية للحرم ، وفرح التجار لأنهم سيساهمون بثوب بيت الله ، ثم جمعت نساء دمشق ليطرزوا الثوب بالقصب ،

    وهذا العمل كان في بيتها كان بيتها في المهاجرين وعندها صالون كبير يشاهد فيه على الدوام نساء يحكن ويطرزن حتى وصل الخبر لتركيا ،

    كانت نساء الأتراك يأتين ويعملن عندها في بيتها .

    واستمر هذا الحال عشرات من السنين لا أعلم كم سنة بالضبط ، ولكنها بقيت كل سنة تذهب الى الحج وتأخذ معها الثوب الجديد وتكسو به الكعبة ،

    حتى طلبت منها الحكومة السعودية أن تتوقف ، لتقوم هي بهذه البركة ،

    وجاءها وفد من طرف ملك السعودية يطلب يدها للزواج ،

    ارتعدت وخافت وقالت هذا فخر لي ، ولكنني متزوجة ولي أولاد .

    كانت تتمتع بجمال وكان وجهها يشع بالنور ووجنتيها .

    و عندما كانت تريد أن تصلي كان لها عباءة مزركشة تلبسها ، وتضع لها العطر ، وتقف على سجادة الصلاة التي تشبه عباءتها .

    أحببت أن أذكر لكم هذه الشخصية العظيمة ، لما فيها من معلومات عن دمشق ، وتجار دمشق ، وعن المرأة السورية ، وقوة شخصيتها ، في زمن كانت أكثر النساء في الظلمات ..
    ولكم تحيات
    ماجد البلوي
يعمل...