قصص و أمثال شعبية عند العرب

أصل مقولة لكل جواد كبوة..؟؟

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ماجد سليمان البلوي
    مشرف قسم التراث

    • 28 - 8 - 2009
    • 9524

    #1

    أصل مقولة لكل جواد كبوة..؟؟

    أصل مقولة لكل جواد كبوة..؟؟

    يُضرب هذا المثل في الرجل الصالح حين يسقط السقطة ، وشُبه الرجل هنا بالجواد لأصالته فهذا ينم عن صلاحه وعلو شأنه ، ويقال أن أول من قال هذا المثل ابن القرية حينما دخل على الحجاج فأخذ يوبخه ؛

    لأنه خرج عليه مع ابن الأشعث ولكن ابن القرية أقنعه ببليغ القول أنه لما خصه بالحمد والثناء ، شد بالوثاق وضيق عليه الخناق وتلألأت فوقه السيوف ، فعذره الأمير وأرسله إلى هند ليطلقها في كلمتين اثنتين .

    فذهب إليها قال لها : إن الأمير يقول لك كنت فبنت ،
    فقالت : والله ما فرحنا به إذا كان ولا حزنًا عليه إذا بان ، وبعدها انصرف ابن القرية إلى الحجاج فطلب منه خطبة يخطبها في الناس ، ولما انتهى قال له كيف رأيتني ؟
    فأجاب ابن القرية قائلًا : رأيت الأمير خطيباً مصعقاً ،
    فقال له الحجاج لتخبرني كيف ؟

    فقال : رأيت الأمير يشير باليد ، ويكثر بالرد ، ويستعين بأما بعد ، واستكمل ابن القرية حديثه قائلًا : إن رأيت أن تأذن لي بكلمات أتكلم بهن يكن بعدي مثلاً ،
    قال : هاتهن،
    قال : أيها الأمير ، لكل جواد كبوة ، ولكل شجاع نبوة ،
    ولكل كريم هفوة ،

    ثم أنشأ يقول :
    أقلني أقلني لا عدمتك عثرتي … فكل جواد لا محالةً يعثر
    لعمري لقد حذرتني ونعيتني … وبصرتني لو أنني كنت أبصر
    ليالي سهامي في اليدين صحيحة … ألا كل سهم مرةً يتكسر
    وأحسن ما يأتي امرؤ من فعاله … تجاوزه عن مذنب حين يقدر

    ولهذا المثل قصة تعبر عن معناه فقد حدث أن سقط حصان لمزارع في بئر جاف ، فحاول المزارع إخراجه ولكن دون جدوى ، فقد كسرت ساقه ولم يقوى على الخروج ..
    فقال المزارع في نفسه الحصان عجوز وتكلفة إخراجه
    من البئر ستوازي ثمن شراء حصان جديد .

    وهنا قرر المزارع أن يضرب عصفورين بحجر واحد يردم البئر الجافة ويتخلص من مشكلة الحصان المصاب بدفنه في البئر ، فطلب العون من بعض المزارعين فأتوا بمعاولهم وفؤوسهم وأخذوا يردمون البئر ، ففطن الحصان لما يحدث وأخذ يصهل طالبًا النجدة .

    وبعد قليل توقف الصهيل فنظر المزارع ومن معه ليجدوا الحصان منشغلًا بنفض التراب عن ظهره ، وإسقاطه على الأرض وكان كلما فعل ذلك ازداد ارتفاعًا فوق التراب ، وظل هكذا يقترب من الحافة خطوة بخطوة حتى استطاع الخروج ، وتعجب المزارع ومن معه كثيرًا من فعلة الحصان الذي استطاع أن يتغلب على كبوته ويخرج منها ..
    ولكم تحيات
    ماجد البلوي
يعمل...