النثر بأنواعه ( خاطرة ، قصة ،مقالات ، رسائل، قراءات نقدية و أدبية ... ألخ )

ما أجملها :: قصة ::

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • يوسف بن عبد الله البلوي
    (شاعر ) عضو اللجنة الإستشارية

    • 26 - 3 - 2004
    • 1179

    #1

    ما أجملها :: قصة ::

    ما أجملها ..


    :: قصة على 3 حلقات متتابعة ::
    ........
    - 1 -
    ...

    صاحباه خلفه .. يعلم أنهما قريباً سيعودون إلى سيارتهم ..

    ورغم أنه رأى ضياء الشمس يقترب انحساره إلى قمم الجبال حوله
    إلا أنه استمر يجري باتجاه علو الوادي ..
    ليطوي انحناءاته المتعاقبة ..

    بدى الوادي يضيق شيئاً فشيئاً ..
    وبعد عدة التواءات وجد أمامه مستنقع ماء ..
    مشى .. بعده وجد آخر ..
    جيد إنها علامات تدل على قرب ضالته ..

    وهي الماء الجاري !!

    عُرف هذا الوادي باستمرار جريان مياهه بعد هطول الأمطار ..
    ولابد أنه اقترب من هذه المياه ..

    منتشٍ وهو يسير .. مترنماً بإحدى أناشيد الشابي :
    مِنْ وراءِ الظَّلامْ .... وهديرِ المياهْ
    قَدْ دعاني الصَّباحْ .... ورَبيعُ الحَيَاهْ
    يا لهُ مِنْ دُعاءْ ..... هزَّ قلبي صَداهْ

    وكأن كل ما حوله يناغيه فيها ..

    لايزال يُترف روحه بمثل هذه الخلوات مع الطبيعة ..
    بمثلها يعيش حياته مع أشياء بقيت فطرتها لم تدنَّس ..
    فالطهر يظهر .. في كل لمحة وسبحة من تعابير الكون حوله ..

    هكذا كان يقول دائماً ..
    وهكذا هو الآن يطبق ما يقول ..!!

    بعد مسافة من الجري قطعها فوق سفح جبل ..
    استغلها ليختصر التواء الوادي ..
    اختفت آثار المياه .. ولا حتى طين كان يسايره .. اختفى ..


    التفت إلى ضوء الشمس تفارق قمم الجبال ..
    رغم إيغاله وابتعاده ..
    قرر الاستمرار .. فالوادي أمامه يشي بقرب ضالته ..

    وقطع تردده أن عاود الركض من جديد ..
    !!
  • يوسف بن عبد الله البلوي
    (شاعر ) عضو اللجنة الإستشارية

    • 26 - 3 - 2004
    • 1179

    #2
    - 2 -



    ....



    لا أحد مشى من هنا قبله .. منذ المطر الذي كان قبل أسبوعين ..

    لا أثر لأي إنسان أو حيوان ..



    عندما سابقت نظراته التواءة الوادي الأخيرة ..

    تأكد : ألا ماء .. يجري ..!!



    تابع المسير ..



    لم يحزم أمره بعد في العودة أو الاستمرار ..

    حتى تفرعت من الوادي شعبة وادٍ صغير إلى يساره ..



    تسلق بنظره الجبل الذي منه هذا الوادي ..

    صخور صلدة !!

    مظنة تجمع الماء ولا شك ..



    تابع التسلق إلى قمة الجبل ...

    ليس عالياً !!



    بدأ يتسلق الجبل فعلياً الآن ..



    كلما أطل على مرحلة .. لا ماء !!



    وصل منهكاً إلى قمة الجبل ..



    بالإضافة إلى تأكده من ألا ماء هنا ..

    تأكد أيضاً .. أنه لو تابع مسيره في الوادي الكبير

    فلن يجد شيئاً قريباً أيضاً ..

    يبدو أن الماء الجاري أكثر بعداً مما توقع ..



    بدأ الظلام يمتزج بالكون حوله .!!



    ..

    تعليق

    • موسى بن ربيع البلوي
      رئيس مجلس الإدارة

      • 24 - 10 - 2001
      • 23140

      #3
      متابع لك ...

      و ننتظر الجزء الثالث ..
      أنصر نبيك
      .
      الإثنين 27محرم 1429هـ
      .


      تعليق

      • رشيد البلوي
        المشرف العام

        • 17 - 2 - 2005
        • 7714

        #4



        وأنا أيضا أحد المتابعين لسردك الرائع

        وأنتظر ............

        تعليق

        • يوسف بن عبد الله البلوي
          (شاعر ) عضو اللجنة الإستشارية

          • 26 - 3 - 2004
          • 1179

          #5
          حياك الله أبو نادر

          سيكون باذن الله


          ...


          أوسكار ازدهى سردي بمرورك

          تعليق

          • يوسف بن عبد الله البلوي
            (شاعر ) عضو اللجنة الإستشارية

            • 26 - 3 - 2004
            • 1179

            #6

            - 3 -
            ...


            قرر العودة ..
            ولكن .. قرر أن ينفذ القرار عن طريق الجبل ..
            ليرتاح من مسير الوادي الطويل والتوائاته ..
            وليوفر الوقت الذي لا يبدو أنه لن يساعده في الوصول قبل حلول الظلام ..

            في رحلة عودته ..
            وقف على إحدى قمم الجبل ..
            يتأمل الوادي أسفل منه ..
            صمتٌ مطبق .. وتلاشٍ في سواد العتمة .!!
            فكّر ..
            ليس حزنا .. كما يزعمون ..
            إنما .. إغفاءة مع الليل لتعود الحياة في الصباح ..

            سبحت روحه عبر جوّه المحبوب ..
            غرق في لحظته تلك .. بجميع مشاعره وأحاسيسه ..

            كانت هذه إحدى طقوسه المعتاده من طقوس معايشة الطبيعة كما يسميها ..

            حدث نفسه بما كان يقوله لأصدقائه :
            ستستحيل قلوبها صخورا ..!!
            أناس يمر يومهم دون أن :
            تداعبهم أحاسيس الطبيعة ..!!

            تابع المسير ..

            بدأت صبغة الليل بالطغيان على الكون ..
            أحس بتأخره .. فجد السير ..

            توقف حائراً .. عند إحدى التفافات الجبل ليسمح لأحد الأودية بالعبور ..

            لا بأس .. عزّى نفسه ..
            بتّ الآن قريباً ..

            قرر النزول إلى الوادي .. رغم وعورة الجبل ..

            الظلام والتعب ..
            أفقداه تركيزه !!
            زلت به إحدى الصخور الغير ثابتة ..

            وتدحرج معها إلى أسفل الوادي !!
            محاولات إيقاف الانحدار اللاإرادي باءت كلها بالفشل ..

            فقط في الوادي .. استقر به المصير ..
            لازال حيّاً .. واعياً ..!

            تفقد أعضائه ..
            يداه .. رجلاه ... آه .. ساقه اليمنى .. يبدو أنها مكسورة .!!

            تلمس موطن الألم ..
            حمد الله ..
            لا أثر مخيف لكسر مضاعف ..

            أسند ظهره إلى سفح الجبل .. ليتسعيد قواه ..

            أصوات أصحابه تناديه من أسفل الوادي ..



            في السيارة ..
            ورغم تأنيب صاحبيه على مغامرته ..

            أسدل جفنيه .. بهدوء ..

            وتحسس موطن الألم ..
            ابتسم ..
            ثم همس بينه وبين نفسه ..

            آ آه ..

            ما أجمل الطبيعة ..

            ما أجملها !!

            .......
            انتهت

            تعليق

            • سلمان العرادي
              عضو جديد

              • 4 - 2 - 2004
              • 17010

              #7

              وميــــــض ..

              فعلاً قصـــــــــه جميله ..

              سلمان العرادي




              تعليق

              • محمود الجذلي
                عضو جديد

                • 17 - 4 - 2004
                • 15630

                #8
                الله ..

                كنت سائر معه بكل خطوة ..

                عشت احداثها ..بكل جنون,,

                .
                .
                يوسف بن عبد الله البلوي

                تمتلك اسلوب رائع ..يجبرنا على الصمت امامه,,

                فلا عدمنا تواجدك..ولا عدمناك,,
                .
                لك القلب..

                لوْ منِ [ تمنىَ ] يــ درك اللي تمناه ,
                كنَتْ أتمنَى " شوفتْك " كل سآعه!
                ولوُيعطيِ الله كل شئ [ طلبنآهـَ ]
                طَلبتك أخ لي وووولو ~ بالرضاعهْ }

                تعليق

                • يوسف بن عبد الله البلوي
                  (شاعر ) عضو اللجنة الإستشارية

                  • 26 - 3 - 2004
                  • 1179

                  #9
                  سلمان وجميل مرورك أيها الوضاء

                  محمود

                  أشكر لك الثناء .. وأقدر لك المتابعة المتميزة

                  تعليق

                  • حماد سعد السحيمي
                    عضو شرف منتدى بلي الرسمي

                    • 26 - 3 - 2005
                    • 5100

                    #10
                    الف شكر
                    أخي يوسف على القصص الجميلة

                    نطلب المزيد
                    [CENTER]

                    تعليق

                    • يوسف بن عبد الله البلوي
                      (شاعر ) عضو اللجنة الإستشارية

                      • 26 - 3 - 2004
                      • 1179

                      #11
                      يعافيك الله أخوي حماد

                      تعليق

                      • يونس عبدالله البلوي
                        عضو جديد
                        • 10 - 2 - 2006
                        • 917

                        #12
                        عندي سؤال انت شاعر والا قاص والا كاتب مجموعة مواهب اسمها يوسف البلوي دمت مبدعا ايه الراقي

                        تعليق

                        يعمل...