نساء خالدات .....

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • بلويه انا
    عضو جديد

    • 4 - 1 - 2006
    • 1574

    #1

    نساء خالدات .....





    موضوعٌ جديد وهام للغاية الهدف منه إلقاء

    الضوء على



    نساءٍ أثَّرن إيجاباً في حياتنا



    ويمكن أن يعتبرن قدوةً لنا ولبناتنا في هذا


    العصر الذي



    صارت فيه ( هيفا ونانسي )



    مثالاً للمرأة المتحضرة




    عند كثير من المتخلِّفين


    والعياذ بالله ....


    موضوع هام وجميل أرجو من الجميع


    المشاركة فيه .....


    ( يتبع )
    التعديل الأخير تم بواسطة بلويه انا; الساعة 02-28-2006, 07:55 PM.
  • بلويه انا
    عضو جديد

    • 4 - 1 - 2006
    • 1574

    #2
    نساء خالدات .....






    أسماء بنت أبي بكر

    ذات النطاقين

    رضي الله عنها

    أسماء بنت أبي بكر - ذات النطاقين - رضي الله عنها وأرضاها!
    إنها واحدة من اللواتي لا نعرف عنهن إلا أيسر اليسير من الفضل رغم أنها واحدة من أبرز اللواتي أضأن تاريخ الإسلام، بما قدمن له من بذل، لقد كانت - رضي الله عنها وأرضاها - نعم البنت ونعم الزوجة ونعم الأم، وقبل كل ذلك نعم المرأة المؤمنة! وليس في ذلك غرابة، فهي بنت الصديق، الذي لو وضع إيمانه في كفة وإيمان الأمة في كفة لرجحت كفته! لقد تزوجت من الزبير حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحملت منه بعبد الله وهو أول مولود للمهاجرين في المدينة.

    فعنها رضي الله عنها عندما حملت بعبدالله بن الزبير قالت: فخرجت وأنا متم (أي قد أتممت مدة الحمل)، فأتيت المدينة فنزلت بقباء (مكان معروف بالمدينة) فولدته بقباء ثم أتيت به النبي صلى الله عليه وسلم، فوضعته في حجره ثم دعا بتمرة فمضغها ثم تفل في فيه فكان أول شيء دخل في جوفه ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم حنكه (وضع في فيه التمرة ودلك حنكه بها)
    بتمرة ثم دعا له وبرّك عليه (أي قال: اللهم بارك فيه·)· وكان أول مولود في الإسلام (أي بالمدينة من المهاجرين)· رواه البخاري ومسلم·

    وعبد الله بن الزبير هذا الذي برّك عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم كان مولوداً هو الذي وقف للطاغية الحجاج بن يوسف الثقفي، وهو شيخ فانٍ محتمياً بالكعبة حتى استشهد في مشهد مأساوي فظيع! كانت أسماء فيه حاضرة برأيها وشخصهالقد تأزمت العلاقة بين حفيد أبي بكر رضي الله عنهما وأرضاهما وبين الحجاج ومن كان يمثله، وتصاعدت الأمور حتى تلاقى الفريقان، عبدالله بفئته القليلة، والحجاج بجيشه، وكان عبدالله عائذاً بالبيت الحرام الذي للأسف لم تراع له حرمة، ولأن النتيجة كانت واضحة قبل بداية المعركة فقد استشار عبدالله أمه أسماء في موقفه هل يتنازل عنه أم يذبح عليه، فأشارت عليه بما لا تشير به أم غير أسماء على ولدها، وهو أن يصمد عليه وإن كان في ذلك ذبحه فعظمت له أمر الحق في نفسه، ومهونة عليه الباطل بجنده، لقد ساقت أسماء ابنها إلى الشهادة في موقف يصعب على غيرها فعله· وانتهى الموقف كما كان متوقعاً وذبح عبدالله بن الزبير على أعتاب بيت الله الحرام، وليت الذين فعلوا ذلك اكتفوا به، بل أمر الحجاج بصلبه! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!

    وإليكم خبر الحدث وموقف ذات النطاقين - أم الشهيد - فيه: عن أبي نوفل رأيت عبدالله بن الزبير على عتبة المدينة (يقصد مدخل مدينة مكة) مصلوبا قال: فجعلت قريش تمر عليه والناس حتى مر عليه عبدالله بن عمر فوقف عليه فقال: السلام عليك أبا خبيب السلام عليك أبا خبيب السلام عليك أبا خبيب، أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا، والله إن كنت ما علمت صواماً قواماً وصولاً للرحم، أما والله أما والله لأمة أنت أشرها لأمة خير، ثم نفذ (مضى) عبدالله بن عمر، فبلغ الحجاج موقف عبدالله بن عمر وقوله فأرسل إليه فأنزل عن جذعه (أي جذع النخلة المصلوب عليه)، فألقي في قبور اليهود ثم أرسل إلى أمه أسماء بنت أبي بكر فأبت أن تأتيه، فأعاد عليها الرسول: لتأتيني أو لأبعثن إليك من يسحبك بقرونك (جمع قرن وهي الضفائر)، فأبت وقالت: والله لا آتيك حتى تبعث إلي من يسحبني بقروني قال: أروني سبتي (أي نعلي) فأخذ نعليه ثم انطلق يتونف (يسرع متبختراً) حتى دخل عليها، فقال: كيف رأيتني بعدو الله قالت: رأيتك أفسدت عليه دنياه، وأفسد عليك آخرتك، بلغني أنك تقول له يا ابن ذات النطاقين(ما يشد به الوسط) أنا والله ذات النطاقين، أما أحدهما فكنت أرفع به طعام رسول الله صلى الله عليه وسلم وطعام أبي بكر من الدواب، وأما الآخر فنطاق المرأة لا تستغني عنه، أما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أن في ثقيف كذاباً ومبراً فأما الكذاب (تعني بالكذاب المختار بن أبي عبيد الثقفي فإنه تنبأ وتبعه أناس حتى أهلكه الله تعالي) فرأيناه وأما المبر (المهلك، كثير القتل) فلا أخالك إلا أياه قال: فقام عنها ولم يراجعها· رواه مسلم·

    إن موقف السيدة أسماء هذا لا يحتاج إلى تعليق على قدر ما يحتاج إلى تأمل طويل، وعميق يصوغ نفس الواحد منا من جديد! ما هذا الصبر؟! ما هذه الشجاعة؟! وما هذه العزة؟! وما رباطة الجأش هذه؟! وما هذه الطاقة النفسية الإيمانية التي مكنتها من هز هذا الطاغية وبعثرته؟! ما كل هذا؟! إننا - في حقيقة الأمر - لسنا أمام امرأة عادية، بل إننا أمام جبل أشم!

    وكما كانت نعم المؤمنة ونعم الأم كانت - رضي الله عنها وأرضاها نعم الزوجة فعنها قالت: تزوجني الزبير وما له في الأرض من مال ولا مملوك ولا شيء، غير ناصخ (الجمل الذي يسقى عليه الماء) وغير فرسه· فكنت أعلف فرسه وأستقي الماء وأخرز غربه (أخيط دلوه المصنوع من الجلد) وأعجن ولم أكن أحسن الخبز، فكان يخبز جارات لي من الأنصار وكن نسوة صدق· وكنت أنقل النوى من أرض الزبير - التي أقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم - على رأسي وهذه مني على ثلثي فرسخ (حوالي ثلاثة أميال)! رواه البخاري ومسلم·

    وعنها قالت:····فجئت يوما والنوى على رأسي فلقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعه نفر من الأنصار ، فدعاني ثم قال: إخ إخ (كلمة تقال للبعير لمن أراد أن ينيخه) ليحملني خلفه فاستحييت أن أسير مع الرجال، وذكرت الزبير وغيرته وكان أغير الناس، فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أني استحييت فمضى· فجئت الزبير فقلت: لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى رأسي النوى، ومعه نفر من أصحابه، فأناخ لأركب فاستحييت منه وعرفت غيرتك، فقال: والله لحملك النوى كان أشد علي من ركوبك معه· قالت: حتى أرسل إلى أبو بكر بعد ذلك بخادم تكفيني سياسة الفرس، فكأنما أعتقني· رواه البخاري ومسلم· وكانت - رضي الله عنها وأرضاها - وقافة على شرع الله حريصة على تحكيمه حتى مع أقرب وأخص الناس إليها

    فعنها قالت: قلت يا رسول الله مالي مال إلا ما أدخل علي الزبير أفأتصدق؟ قال: تصدقي ولا توعي فيوعى عليك· (والمعنى لا تمسكي الوعاء وتبخلي بالنفقة مما فيه فيمسك الله عنك فضله)· رواه البخاري ومسلم· وأريد من القارئ ألا يفوته علّة سؤالها عن شرعية التصدق من مال زوجها، فقد سألت عن شرعية ذلك لتتصدق به ولم تسأل عن شرعية أخذ بعض ماله لنفسها مثلا أو لغير ذلك من الأسباب! قريب من هذا الموقف موقفها مع أمها!

    فعنها قالت: قدمت عليّ أمي وهي مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: إن أمي قدمت علي وهي راغبة (أي راغبة في أن أبرها وأعطيها وهي على شركها) أفأصل أمي؟! قال: نعم· صلي أمك· رواه البخاري ومسلم· رحم الله ذات النطاقين ورضي الله عنها وعن أبيها وزوجها وابنها وذريتها إلى يوم الدين ـــــــ 0
    ( يتبع )
    التعديل الأخير تم بواسطة بلويه انا; الساعة 02-28-2006, 08:03 PM.

    تعليق

    • بلويه انا
      عضو جديد

      • 4 - 1 - 2006
      • 1574

      #3
      نساء خالدات .....






      أم ورقة بنت عبد لله الأنصارية


      اسمها وكنيتها:

      هي أم ورقة بنت عبد لله بن الحارث بن عويمر بن نوفل الأنصارية. وقيل: أم ورقه بنت نوفل،وهي مشهورة بكنيتها. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يزورها ويسميها الشهيدة.

      فضلـــــها:

      أم ورقه الأنصارية واحدة من الأنصاريات اللائي سطرن أروع الصفحات في تاريخ الإسلام ، وقد أسلمت مع السابقات .1 وكانت من فضليات نساء عصرها، ومن كرائم نساء المسلمين [1][1]. نشأت على حب كتاب الله تعالى وراحت تقرأ آياته أناء الليل وأطراف النهار حتى غدت إحدى العابدات الفاضلات. فجمعت القرآن، وكانت تتدبر معانيه، وتتقن فهمه وحفظه، كما كانت قارئه مجيدة للقرآن ، واشتهرت بكثرة الصلاة . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقدر أم ورقة ويعرف مكانتها ويكبر حفظها وإتقانها ، ويأمر بأداء الصلاة في بيتها.

      مشاركتها في الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

      وأما عن حبها رضي الله عنها للجهاد والشهادة في سبيل الله فهاهي تحدثنا عن ذلك فتقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم لما غزا بدرا قلت له : ائذن لي في الغزو معك ، وأمراض مرضاكم لعل الله أن يرزقني الشهادة . قال : قري في بيتك فان الله تعالى يرزقك الشهادة. 2 وعادت الصحابية العابدة أم ورقة إلى بيتها سامعه مطيعة أمر النبي صلى الله عليه وسلم لان طاعته واجبة .

      وغدت أم ورقة رضي الله عنها تعرف بهذا الاسم المعطار "الشهيدة " بسبب قوله صلى الله عليه وسلم : " قري في بيتك فان الشهادة " ولما ذكره ابن الأثير في أسد الغابة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد زيارتها اصطحب معه ثلة من أصحاب له قائلا " انطلقوا بنا نزور الشهيدة " .
      وظلت الصحابية الجليلة أم ورقة رضي الله عنها تحافظ على شعائر الله تعالى طوال حياة رسول الله ، صلى الله عليه وسلم، وكانت تنتظر ما بشرها الرسول، صلى الله عليه وسلم. وانتقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى وهو راض عن أم ورقة ، ثم جاء عهد أبي بكر، رضي الله عنه، فتابعت حياه العبادة والتقوى على الصورة التي كانت عليها من قبل.

      تحقق بشارة الرسول صلى الله عليه وسلم
      لها بالشهادة :

      لقد بشرها النبي صلى الله عليه وسلم بالشهادة. عندما طلبت من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تشترك في الجهاد وتداوي جراح وأمراض المرضى . فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم مبشرا :" إن الله يهديك الشهادة وقري في بيتك فانك شهيدة ".

      وفاتها و(استشهادها) رضي الله عنها:

      في عهد عمر كان رضي الله عنه بتفقدها ويزورها اقتداء بنيه صلى الله عليه وسلم. وقد كانت أم ورقة تملك غلاما وجارية ، كانت قد وعدتهما بالعتق بعد موتهما ، فسولت لهما نفساهما أن يقتلا أم ورقة ، وذات ليله قاما إليها فغمياها وقتلاها ، وهربا فلما أصبح عمر رضي الله عنه قال: والله ما سمعت قراءة خالتي أم ورقة البارحة فدخل الدار فلم ير شيئا ، فدخل البيت فإذا هي ملفوفة في قطيفة في جانب البيت فقال: صدق الله ورسوله ، ثم صعد المنبر فذكر الخبر، وقال: علي بهما ، فأتى بهما فكانا أول مصلوبين في المدينة . 3 فرحم الله تعالى الصحابية الأنصارية والشهيدة العابدة أم ورقة ورضي الله عنها وأرضاها .

      الأحاديث التي رويت عنها:

      قول عمر : صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كان يقول : انطلقوا بنا نزور الشهيدة وري عنها .4 روى حديثها الوليد بن عبد لله بن جميع عن جده وقيل : عن أمها أم ورقة وقيل: عن الوليد عن جدته ليلى بنت مالك عن أبيها عن أم ورقه وقيل: عن الوليد عن جده عن أم ورقه ليس بينهما أحد والوليد عن عبد الرحمن من خلاء عن أم ورقه وقيل عن عبد الرحمن بن خلاء عن أبيه عن أم ورقه قالت استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغزو معه يوم بدر قلت هذا الذي حكاه هنا موافق لما في الأصول وهو يناقض قوله في حرف الجيم أن الوليد بن عبد لله بن جميع رواه عن جده عن أم ورقة وقد نسبت في راوية أخرى إلى جد أبيها فقال: عن أم ورقة بنت نوفل .
      أم ورقة الأنصارية واحدة من نساء الأنصار اللائي سطرن أروع الصفحات في تاريخ الإسلام ، وقد أسلمت مع السابقات ، وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وروت عنه . كانت من فواضل نساء عصرها ، ومن كرائم نساء المسلمين .نشأت على حب كتاب الله تعالى وراحت تقرأ آياته آناء الليل وأطراف النهار حتى غدت إحدى العابدات الفاضلات . فجمعت القرآن ، وكانت تتدبر معانيه ، وتتقن فهمه وحفظه ، كما كانت قارئة مجيدة للقرآن ، واشتهرت بكثرة الصلاة حسن العبادة . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقدر ام ورقة ويعرف مكانتها ويكبر حفظها وإتقانها ، وكان يأمر بأداء الصلاة في بيتها . وأما عن حبها رضي الله عنها للجهاد والشهادة في سبيل الله فهاهي تحدثنا عن ذلك فتقول : إن النبي صلى الله عليه وسلم لما غزا بدراً قلت له : يا رسول الله ، ائذن لي في الغزو معك ، أمرض مرضاكم لعل الله أأن يرزقني الشهادة . قال : " قري في بيتك فإن الله تعالى يرزقك الشهادة " . وعادت الصحابية العابدة أم ورقة إلى بيتها سامعة مطيعة أمر النبي صلى الله عليه وسلم لآن طاعته واجبة . وغدت أم ورقة رضي الله عنها تعرف بهذا الاسم المعطار " الشهيدة " بسبب قوله صلى الله عليه وسلم : " قري في بيتك فإن الله تعالى يرزقك الشهادة " ، ولما ذكره ابن الأثير في أسد الغابة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد زيارتها اصطحب معه ثلة من أصحابه الكرام ، وقال لهم " انطلقوا بنا نزور الشهيدة " . وطلت الصحابية الجليلة أم ورقة رضي الله عنها تحافظ على شعائر الله تعالى طوال حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت تنتظر ما بشرها به رسول الله صلى الله عليه وسلم . وانتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى وهو راض عن ام ورقة ، ثم جاء عهد أبي بكر رضي الله عنه فتابعت حياة العبادة والتقوى على الصورة التي كانت عليها من قبل .وفي عهد عمر كان رضي الله عنه يتفقدها ويزورها اقتداء بنيه صىل الله عليه سولم . وقد كانت أم ورقة تملك غلاماً وجارية ، وكانت قد وعدتهما بالعتق بعد موتها ، فسولت لهما نفساهما أن يقتلا أم ورقة ، وذات ليلة قاما إليها فغمياها وقتلاها ، وهربا ، فلما أصبح عمر رضي الله عنه قال : والله ما سمعت قراءة خالتي أم ورقة البارحة فدخل الدار فلم ير شيئاً ، فدخل البيت فإذا هي ملفوفة في قطيفة في جانب البيت فقال : صدق الله ورسوله ، ثم صعد المنبر فذكر الخبر ، وقال : علي بهما، فأتى بهما ، فصلبهما ، فكانا أول مصلوبين في المدينة . فرحم الله تعالى الصحابية الأنصارية والشهيدة العابدة ورضي عنها وأرضاها .

      ( يتبع )
      التعديل الأخير تم بواسطة بلويه انا; الساعة 02-28-2006, 08:08 PM.

      تعليق

      • بلويه انا
        عضو جديد

        • 4 - 1 - 2006
        • 1574

        #4
        نساء خالدات .....




        أم حرام بنت ملحان الأنصارية


        قالت أم حرام: إنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
        "أول جيش من أمتي يركبون البحر قد أوجبوا". قالت أم حرام: يا رسول الله: أنا فيهم؟
        قال: "أنت فيهم ".

        ماذا ينقص أم حرام حتى تكون من تلك الأسرة المؤمنة المجاهدة؟

        إن من البطولة أن تذهب المرأة للجهاد وفي سبيل الله، ومن البطولة أن تموت غازية في أرض بعيدة، ثم تدفن فيها. فالثبات على المبدأ، والخروج للجهاد في سبيل نشره، والموت دفاعا عنه، يعتبر من النوادر بالنسبة للرجال فكيف الأمر بامرأة كأم حرام؟ أمران هما العجيبان في أمر أم حرام: أولهما أنها امرأة مصرة على الجهاد في سبيل الله، شابة وكهلة. فقد طلبت من رسول الله في شبابها أن يدعو لها بأن تكون من المجاهدين مع الرجال. وقد جاهدت فعلا في كهولتها. وثانيهما أن تكون منيتها في قبرص، في وسط البحر الأبيض المتوسط، بعد أن جاهدت مع الرجال وهي في سن الكهولة.

        كان من الممكن أن تصبر كما صبرت سمية، فتموت من وقع الأذى والاضطهاد في سبيل الدين. وكان من الممكن أن تحارب في المعارك القريبة أو البعيدة، في جزيرة العرب كما فعلت أم عمارة.
        يمكنها أن تنال الكثير وهي في جزيرة العرب، يكفيها الرجال مؤونة الخروج للفتح ونشر الدين في بقاع الأرض.

        لكن ما يزيل عجبنا، أن أم حرام نبعت من أسرة أساسها الإيمان، وهدفها الجنة، ووسيلتها الجهاد في سبيل الله. فأخوها حرام بن ملحان هو القائل يوم بئر معونة فزت ورب الكعبة وأختها أم سليم، كانت ندا للرجال في المعارك. وابن أختها أنس بن مالك، معروف في ملازمته لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومشاركته له في كل الغزوات. وزوجها عبادة بن الصامت هو الصحابي الورع المناضل المجاهد.

        فماذا ينقص أم حرام حتى تكون فردا من أفراد تلك الأسرة المؤمنة المجاهدة .

        أليست من آل النجار أخوال رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
        بشارة رسول الله ترافقها أينما حلت وأينما ارتحلت، الإيمان بالدين يدفعها، والقدوة من أفراد أسرتها تسيرها، والطمع في جنة الخلد هدفها.

        ( يتبع )
        التعديل الأخير تم بواسطة بلويه انا; الساعة 02-28-2006, 08:11 PM.

        تعليق

        • بلويه انا
          عضو جديد

          • 4 - 1 - 2006
          • 1574

          #5
          نساء خالدات .....











          فمن هي أم حرام؟





          نسبها:


          أم حرام بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر ابن غنم بن عدي بن النجار. الأنصارية النجارية المدنية.
          فهي من بني النجار أخوال رسول الله صلى الله عليه وسلم . لأن آمنة بنت وهب من بني النجار.

          أمها:

          مليكة بنت مالك بن عدي بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار.
          فهي من بني النجار من ناحيتي الأب والأم

          أخوها:

          حرام بن ملحان، الشهيد الذي قال يوم بئر معونة: (فزت ورب الكعبة) وذلك حين طعنه المشركون من ظهره غدرا، بحربة خرجت من صدره رضي الله عنه. وقصة بئر معونة مسجلة في كتب السيرة والبخاري ومسلم وأحمد وغيرهم .

          أختها:

          أم سليم بنت ملحان زوجة الصحابي الجليل أبي طلحة وأم
          أنس بن مالك وهي التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم : دخلت الجنة فسمعت خشفة بين يدي فإذا أنا بالغميصاء بنت ملحان (أي أم سليم).
          وأم سليم هي التي كانت تحمل خنجرا يوم بدر ويوم حنين
          تحارب به.
          قال تعالى: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم )) التوبة:100

          زوجها:

          عبادة بن الصامت الأنصاري الخزرجي: يكنى أبا الوليد وأمه قرة العين بنت عبادة بن نضلة بن العجلان. كان نقيبا من نقباء العقبة الأولى والثانية والثالثة. شهد بدرا والمشاهد كلها، آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي مرثد الغنوي، وكان ممن جمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي القرطبي أن عبادة بن الصامت حفظ القرآن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفي عهد عمر بن الخطاب وجهه إلى الشام قاضيا ومعلما، بناء على طلب من يزيد بن أبي سفيان، الذي طلب من عمر رضي الله عنه أن يرسل لأهل الشام من يفقههم في دينهم؟ فأرسل عبادة ومعاذا وأبا الدرداء. أقام عبادة في حمص ثم انتقل إلى فلسطين. وجرت بينه وبين معاوية بن أبي سفيان مواقف وقصص، ينكر فيها على معاوية أشياء كثيرة . يرجع في بعضها معاوية لعبادة وفي بعضها يشكوه إلى عثمان بن عفان روى 181 حديثا وكان من سادات الصحابة.
          وروى ابن سعد في ترجمته أنه كان طوالا جسيما جميلا .
          مات ببيت المقدس على بعض الروايات، ومنهم من قال إنه مات بالرملة. والمشهور أنه مات بقبرص بالشام، وقبره يزار بها، وكان واليا عليها من قبل عمر بن الخطاب . وفي وفاته أقوال كثيرة وقيل إنه عاش إلى سنة خمس وأربعين.

          إسلامها:

          في مكة وبالتحديد في موسم الحج، عرض الرسول نفسه على القبائل القادمة من أنحاء الجزيرة العربية. وكان من بين الذين لقيهم من أهل يثرب، ومن بني أخواله بني النجار حرام بن ملحان أخو أم حرام، وعبادة بن الصامت، زوجها. فشرح الله صدورهم له وتشبعوا بروح القرآن، وآمنوا بالله ربا وبمحمد نبيا، وكلما قرأ عليهم رسول الله آية أو سورة، صادفت في نفوسهم هوى وفي أفئدتهم تجاوبا، وصاروا يرددونه في مجالسهم، وينشرونه في أهل المدينة بعد عودتهم إلى ديارهم. وصادفت آيات القرآن وسوره من أم حرام وأختها أم سليم تجاوبا، فكانتا من أوائل المسلمات في المدينة.
          وفي العام المقبل وافى إلى الموسم من الأنصار اثنا عشر رجلا فلقوا رسول الله في العقبة وهي العقبة الأولى.

          كان من بين النقباء الاثنى عشر عبادة بن الصامت، الذي عاد مع بقية صحبه ينشرون الدين في كل أنحاء المدينة، حتى لم يبق بيت فيها إلا وفيه من يقرأ القرآن. واعتنقت الأختان أم حرام وأم سليم الدين الإسلامي، لأنه صادف ما فطرتا عليه من فضائل، فاستجابتا بسرعة وشرعتا بتطبيق مبادئه وتعاليمه.
          وجلس عبادة وحرام بن ملحان معلمين للزوجة والأخت؟ يسردان على مسامعهما ما لقيه رسول الله من عناء في سبيل نشر الدعوة، والأذى الذي كان لحق به من كفار مكة. ثم يلقنان الأختين آيات القرآن الكريم، وتعاليم دينهما، حتى أصبح الإسلام جزءا من حياتهما وصارت تعاليمه أساس سلوكهما. ومضت الأيام والليالي الطوال وهم يرتلون ويحفظون، وينتظرون هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم بفارغ الصبر ولا سيما أنه سينزل في ضاحية قباء قبل وصوله المدينة، لأنها في طريق هجرته من مكة. وما دامت الأختان تسكنان في قباء فسوف يكون شرف استضافة رسول الله لهما.

          وكلما مضت الأيام يزداد الشوق للقاء رسول الله ، والتطلع إلى طلعته البهية. وكان حظ أم حرام وأم سليم من استقباله حظا كبيرا، فهن بنات أخواله من جهة وبيتها وبيت أختها في قباء على طريق هجرته.

          وآن الأوان وأذن الله لرسوله بالهجرة، وكانت قباء أول مكان ينزل به رسول الله صلى الله عليه وسلم من ضواحي المدينة، وهي سكن لبني عمرو بن عوف. وعبادة بن الصامت منهم وزوجته أم حرام من بني النجار أخوال رسول الله.
          ووصل عليه الصلاة والسلام إلى قباء، فاستقبله أهلها بالأفراح والأناشيد. واستضافت قباء رسول الله وأصحابه أربعة أيام هي الإثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس وخرج من بينهم يوم الجمعة.

          ولعل أسعد أيام أم حرام، كانت الأيام التي استضافت فيها قباء رسول الله وصحبه، فقد سمعت عن كثب أقواله عليه الصلاة والسلام، ورأت كثيرا مما غمض عليها من أمور دينها. وبايع الناس رسول الله، وبايعت النساء، وذلك بأن يقررن بأنفسهن بألا يشركن بالله شيئا فإذا قلن ذلك بألسنتهن، قال عليه الصلاة والسلام أقد بايعتكن، وعلى رأسهن بايعت أم حرام وأم سليم أختها.

          أم حرام في الحرب:

          لم يكد رسول الله صلى الله عليه وسلم يستقر في المدينة، حتى بدأ نشاطه وأصحابه لنشر الدين في الجزيرة العربية، وشرعت الغزوات تتوالى الواحدة تلو الأخرى ضد لمشركين " بدئت ببدر وختمت بتبوك. فهل كان للنساء دور في تلك ا.لغزوات؟ الجواب أن للنساء دورا كبيرا، عرفناه عند أمهات المؤمنين ولدى الصحابيات الجليلات بدءا من صفية بنت عبد المطلب، وأم عمارة وأم سليم، وأم أيمن وغيرهن و غيرهن.

          ولا أعتقد أن أم حرام بنت ملحان ستبقى حبيسة بيتها، قعيدة في
          زاويته مستسلمة مستكينة، والمسلمون يغزون في كل مكان، لا بد أنها كانت مع أختها أم سليم ومثيلاتها من النساء، يرافقن الرجال إلى الغزوات والمعارك، لهن أعمال كثيرة محددة وأدوار هامة يقمن بها ومنها تشجيع المحاربين وبث الحماس في نفوسهم، وتذكيرهم بأجر المجاهدين في الدنيا والآخرة، وبمنزلة الشهداء عند رب العالمين. بالإضافة إلى أنهن يساعدن في خدمة من يحتاج إلى مساعدة من المقاتلين، ويحملن الماء يروين ظمأ الجرحى الظامئين، ويضمدن الجراح ويداوين المرضى ويسهرن على راحتهم أثناء المعركة وبعد انتهائها. فهذه كلها أعمال تحصل في الخطوط الخلفية من المعارك لإحراز النصر، إنها أعمال الجندي المجهول وأم حرام جاهدت في أواخر حياتها فكيف لا تكون مجاهدة في شباب؟
          فقد ساهمت في معارك أحد وحنين والخندق والفتح والطائف مع زوجها عبادة رضي الله عنه.


          أم حرام في السلم:


          كانت أم حرام داعية للدين، تعلم النساء حولها، وتتلقط من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ما تسمعه منه، لتعيه ذاكرتها، ثم تسرده على مسامع لداتها وأترابها، فتروي ذلك عن رسول الله. وحديثها في جميع الدواوين. ويقول عنها كتاب سير أعلام النبلاء إنها كانت من علية القوم. وقد حدث عنها ابن أختها أنس بن مالك وغيره.

          وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم زيارات منظمة لقباء. وبسبب المسافة التي تبعدها عن المدينة- وهي ضاحيتها- كان يبقى فيها ضيفا عند عبادة بن الصامت وزوجته أم حرام، أو عند أنس بن مالك وأمه أم سليم، وكلتا الأختين في دار واحدة- فيطعم عندها أو لدى أختها ثم يقيل هناك. حتى، يقوم إلى شأنه وحاجته من لقاء الأصحاب والصلاة بهم وتعليمهم شؤون دينهم.

          وقد حدث أنس بن مالك قال:

          دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هو إلا أنا وأمي، وخالتي أم حرامبنت ملحان فقال: قوموا فلأصل بكم فصلى بنا في غير وقت صلاة .

          وهذا الحديث يدل على أنه عليه الصلاة والسلام، يدخل بيت آل ملحان وكأنه بيته، يدخله في أي وقت شاء.

          بشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم :
          حدث أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم . كان يدخل على أم حرام
          بنت ملحمان فتطعمه، وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت، فدخل عليها رسول الله يوما . ثم جلست تفلي رأسه، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ وهو يضحك قالت: فقلت: ما يضحكك يا رسول الله؟ قال: ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله، يركبون ثبج هذا البحر ملوكا على الأسرة، أو مثل الملوك على الأسرة قالت: فقلت: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم. ثم وضع رأسه، فنام، ثم استيقظ وهو يضحك، قالت: فقلت: ما يضحكك يا رسول الله؟ قال: ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله، كالملوك على الأسرة- كما قال في الأولى- قالت: فقلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم قال: أنت من الأولين.

          وهكذا بشرها رسول! الله صلى الله عليه وسلم أنها ستغزو في البحر، وستكون من الأولين الذين يغزون في البحر، وربما كانت من الشهداء في تلك ا لغزوات.

          كيف تحققت نبوءة رسول الله صلى الله عليه وسلم
          قبض عليه الصلاة والسلام، ونبوءته عن أم حرام لم تتحقق في حياته.

          وفي خلافة أبي بكر اتجهت الفتوحات إلى العراق أولا ثم إلى بلاد الشام ثانيا، وكلها جيوش متدفقة نحو اليابسة، إذ لم يفكر أحد أثناء خلافته رضي الله عنه أن يغزو في البحر.
          وأتم عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما بدأه الصديق، فلم يفكر في غزو البحر مطلقا لولا أن جاءته رسالة من معاوية بن أبي سفيان، وكان واليه على الشام. جاء في تاريخ الطبري .
          (ألح معاوية وهو والٍ على الشام من قبل عمر، أن يذهب لغزو قبرص ولج عليه حتى قال: إن قرية من قرى حمص يسمع أهلها نباح كلابهم، وصياح دجاجهم . حتى كاد يأخذ بقلب عمر). والروم كانوا قد جعلوا من قبرص مركزا لهم، لغزو المسلمين في الشام فكان لا بد من تحريرها وتطهيرها من سيطرتهم. ولم يكن للمسلمين عهد بغزو البحر؟ لذلك فوجىء عمر بإلحاح معاوية. وجعل يفكر في غزو البحر وصعوبته، فلم يجد أعرف بذلك الأمر من عمرو بن العاص، فكتب إلى عمرو يقول: (صف لي البحر وراكبه فإن نفسي تنازعني إليه) فرد عليه عمرو بن العاص قائلا : (إني رأيت خلقا كبيرا، يركبه خلق صغير. ليس إلا السماء والماء، إن ركد خرق القلوب، وإن تحرك أزاغ العقول. يزداد في اليقين قلة والشك كثرة، هم فيه كدود على عود، إن مال غرق وإن نجا برق).

          فلما قرأ عمر الكتاب كتب إلى معاوية: (والذي بعث محمدا بالحق، لا أحمل فيه مسلما أبدا، وقد بلغني أن بحر الشام يشرف على أطول شيء من الأرض، فيستأذن الله في كل يوم وليلة أن يغرق الأرض؟ فكيف أحمل بالجنود على هذا الكافر المستصعب. وبالله لمسلم واحد أحب إلي مما حوت الروم).
          وبقيت فكرة غزو البحر تراود معاوية، إلى أن، قتل عمر بن الخطاب وتولى عثمان بن عفان فكتب إلى عثمان رضي الله عنه، ولم يزل به حتى وافقه على ركوب البحر.
          ومنذ ذلك اليوم بدأ غزو البحار، فكان معاوية أول من بدأ بذلك حين وافق عثمان على عرض معاوية، كتب له: ( لا تنتخب الناس ولا تقرع بينهم خيرهم، فمن اختار الغزو طائعا فاحمله وأعنه). ففعل معاوية. واستعمل على البحر (عبد الله بن قيس الجاسي) حليف بني فزارة. فغزا خمسين غزاة بين شاتية وصائفة في البحر، ولم يغرق فيه أحد، ولم ينكب . وربما كانت هذه الغزوات الناجحة هي التي شجعت معاوية على ركوب البحر.

          ترامى إلى مسامع أم حرام، وهي في قباء، استئذان معاوية من عثمان أن يغزو في البحر وموافقة عثمان على ذلك. فتذكرت نبوءة رسول الله صلى الله عليه وسلم . وكانت قد وصلت إلى خريف العمر، وبلغت من الكبر مرحلة لا تستطيع أن تجاهد فيها. لكنها تلهـفت لركوب البحر والجهاد في سبيل الله. ألم يقل لها رسول الله صلى الله عليه وسلم "أنت من الأولين "؟ إنها لا تطمع بمغنم ولا تتوق لفوز، ولكن رغبتها في الجهاد هي التي كانت تدفعها. وطلبت من عبادة زوجها أن يستأذن لها عثمان بن عفان، وألحت في طلبها، حتى وافق لهما عثمان بمرافقة الجيش. كما أذن لغيرهما من كبار الصحابة أمثال أبي ذر الغفاري وأبي الدرداء وغيرهما.

          اتجهت أم حرام مع زوجها إلى حمص، حيث أقامت فترة، ريثما تعبأ الجيوش، وتنظم الفرق. وجلست هناك تحدث خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف بشرها بالغزو بالبحر، وأنها من الأولين السابقين في ذلك الغزو. وتفاءلت إلى أبعد حد، أنها ستجاهد مع جيش معاوية فتتحقق نبوءة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

          وآن وقت التنفيذ وجهزت السفن أسطولا لغزو قبرص. فركبت أم حرام مع زوجها عبادة إحدى السفن، مع الفاتحين المسلمين، وجلست تتأمل البحر وما حولها: إنهم فعلا كالملوك على الأسرة، وإذا بنبوءة رسول الله صلى الله عليه وسلم تتردد في أذنيها: كالملوك على الأسرة، أنت من الأولين. وتحس فعلا أنهم كالملوك على الأسرة مع يقينها أنها من الأولين. وشرعت تحدث من حولها بنبأ تلك النبوءة وتفخر وتسعد بذلك.

          وغزا معاوية وجنوده قبرص، ومعهم عبادة وزوجته أم حرام، واشتد القتال بين المسلمين وأهل قبرص في البر والبحر، حتى استسلموا للمسلمين وطلبوا الصلح. فصالحهم معاوية على جزية سبعة آلاف دينار، يؤدونها للمسلمين في كل سنة، ويؤدون للروم مثلها، ليس للمسلمين أن يحولوا بينهم وبين ذلك، على ألا يغزوهم ولا يقاتلوا من وراءهم. ثم عليهم أن يخبروا المسلمين بمسير عدوهم من الروم إليهم.

          وعن الواقدي في فتوح البلدان غزا معاوية سنة ثمان وعشرين قبرص وغزاها أهل مصر وعليهم عبد الله بن سعد بن أبي السرح حتى لقوا معاوية فكان على الناس .
          وانتهت المعركة واستعدت الجيوش للعودة من حيث جاءت وقد غنمت وما غرمت . وبدأت ترجع إلى الشام على سفنها، كالملوك على الأسرة. وتهيأت أم حرام للعودة، متوكلة على الله. ولكنها كانت قد أسنت وضعف جسدها، ووهنت قوتها، فقربوا لها بغلة تمتطيها، لتوصلها إلى السفينة المعدة لها. فزلت قدمها وسقطت على الأرض، لا تقوى على النهوض. أسرع إليها زوجها عبادة رضي الله عنه، وعدد من كبار الصحابة يساعدونها ويسعفونها لكنها كانت قد لفظت أنفاسها الأخيرة. مطمئنة النفس باسمة الثغر مشرقة المحيا. فنقلوها إلى حيث قاموا بتجهيزها ثم دفنها وذلك في العام السابع والعشرين من الهجرة. ولنستمع إلى الروايات التي قيلت عن أم حرام
          عن أنس بن مالك: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب إلى قباء يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه. وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت فدخل عليها يوما فأطعمته وجلست تفلي رأسه. فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ يضحك. قالت: فقلت: ما يضحكك يا رسول الله؟ قال: ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله عز وجل يركبون ثبج هذا البحر ملوك على الأسرة (أو مثل الملوك على الأسرة) قالت: فقلت: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فدعا لها. ثم وضع رأسه فنام ثم استيقظ وهو يضحك فقلت ما يضحكك يا رسول الله؟ قال: "ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله... " قالت: فقلت: ادع الله يا رسول الله أن يجعلني منهم قال: أنت من الأولين.
          قال فركبت البحر في زمن معاوية فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فماتت.

          وفي رواية: فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ما أضحكك قال: "رأيت قوما من أمتي يركبون هذا البحر كالملوك على الأسرة... " قال فتزوجها عبادة بن الصامت فركب البحر وركبت معه فلما قدمت إليها البغلة وقعت فاندقت عنقها.

          وفي سند عن عمير بن الأسود العنسي أنه حدثه أنه أتى عبادة بن الصامت وهو بساحل حمص وهو في بناء له، ومعه امرأته أم حرام قال عمير: فحدثتنا أم حرام أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أول جيش من أمتي يركبون البحر قد أوجبوا. قالت أم حرام: يا رسول الله، أنا فيهم؟ قال: أنت فيهم. قال ثور سمعتها تحدث به وهي في البحر. وقال هشام: رأيت قبرها ووقفت عليه بالساحل (بقاقيس). وعن هشام بن الغاز قال: قبر أم حرام بنت ملحان بقبرص وهو يقول: هذا قبر المرأة الصالحة.

          أنها غزت مع زوجها عبادة بن الصامت فوقعتها راحلتها فماتت.
          أو قال: قربت لها بغلة لتركبها فصرعتها فاندقت عنقها فماتت.

          وبعد:
          فإن قبر أم حرام في قبرص لواء يسترشد به السارون ومنارة تنير سبيل السالكين. وقدوة لكل من يريد الجهاد في سبيل الله. وأهل قبرص المسلمون منهم وغير المسلمين حين يمرون بقبرها يقولون: هذا قبر المرأة الصالحة.

          ونحن إذ نعيد ذكراها وننفض الغبار عن تاريخها، لا يسعنا إلا أن نقف إجلالا لسيرتها الزكية، وحديثها العطر، وأن ندعو لها رضي الله عنها، وأن نجعل منها رائدة وقدوة في سيرتها وجهادها، وعطائها الذي لا ينضب من شبابها حتى شيخوختها.

          فهي رائدة في سبقها للإسلام والالتزام بمبادئه.

          رائدة في المشاركة بغزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم .

          رائدة في نقل أحاديثه عليه الصلاة والسلام وحفظها وروايتها.

          رائدة في شبابها.

          رائدة في شيخوختها وفي استشهادها.

          رائدة في كل أمورها.

          وأكثر من ذلك كله. فإن نبوءة رسول الله صلى الله عليه وسلم تجعلها في منزلة الشهداء الصديقين وحسن أولئك رفيقا.

          رضي الله عن أم حرام فهي بحق مثل أعـلى يقتدى به.


          ( يتبع )
          التعديل الأخير تم بواسطة بلويه انا; الساعة 02-28-2006, 08:16 PM.

          تعليق

          • موسى بن ربيع البلوي
            رئيس مجلس الإدارة

            • 24 - 10 - 2001
            • 23140

            #6
            بارك الله فيكِ

            من أجمل ما قرأت لكِ

            إستمري .
            أنصر نبيك
            .
            الإثنين 27محرم 1429هـ
            .


            تعليق

            • بلويه انا
              عضو جديد

              • 4 - 1 - 2006
              • 1574

              #7
              موسى بن ربيع البلوي

              جزاك الله خيراً

              شهادة افتخر بها

              تعليق

              • بلويه انا
                عضو جديد

                • 4 - 1 - 2006
                • 1574

                #8





                الصحابية أم سلمة

                اسمها ونسبها
                هي السيدة الجليله الطاهرة ( هند بنت امية ابن المغيرة بن عبد الله ابن عمر ابن مخزوم ابن مرة المخزومية ) من المهاجرات الأوائل وتكنى ( أم سلمة ) نسبة الى ولدها سلمة من زوجها ( عبد الله أبن الأسد المخزومي ) أمها ( عاتكة بنت عامر الكنانية ) من بنى فراس الأمجاد وكان جدها ( علقمة ) يلقب ( جندل الطعان ) اذ كان فارسا معدودا لا ينافسه احد في الفروسية والحروب .
                وأم سلمة من بنى مخزوم وهي ثالث ثلاثة قبائل من قريش كانت تتنافس الشرف مع بنو هاشم وبنو أمية وبنو مخزوم . وكان بنو هاشم وبنو أمية يجمعهم عبد المناف لكن بنو مخزوم كانو يرون انهم أحق بالسيادة في قريش من عبد المناف ولهذا فان سادة بنو مخزوم اشد الناس عداوة للاسلام وللنبي صلى الله عليه وسلم اذ نظروا اليه نظرة التنافس القبلي على السيادة والشرف وكانو يرون أن محمد صلىالله عليه وسلم هو من عبد مناف قد اضاف شرفا جديدا لقومه وانه بنونبوته قد حقق التفوق لبنى عبد مناف على حساب بنى مخزوم وكان التافس بين بنى مخزوم وكان التنافس بين مخزوم وبين بنى عبد مناف شديد فكان بنو مخزوم من أشد الناس عداوة للدعوة الاسلامية وذهب زعيمهم ( أبو جهل ) فيهذا العداء كل مذهب حتى سماه الرسول ( عليه الصلاة والسلام ) فرعون هذه الأمه .
                ولم يمنع هذا العداء ( ابا سلمة ) من الدخول في الاسلام فقد كان يتمتع برجاجة العقل وبالرأي السديد وكذلك كانت السيدة ( أم سلمة ) تتمتع بعقل راجح فآمنت معه بخاتم النبيين محمد صلي الله عليه وسلم وهكذا أنتظم الزوجان في درب الايمان منذ المرحلة الأولى والسير في محراب الهداية .

                تعنت القوم في ايذاء المؤمنين :
                لاقى ( ابوسلمة ) من قومه العنت فعذبوه وهكذا فعلت قريش مع كل من أسلم حتى امرهم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بالهجرة الى الحبشة فكان ( ابو سلمة ) من بين الذين تشرفوا بهذه الهجرة آلتي تعتبر دار الهجرة الأولى للمسلمين . فحاصرت قريش المسلمين في شعب أبي طالب وأمتد الحصار الى ثلاث سنوات وعانى المسلمون من هذا الحصار أد العناء وعندما بلغهم فشل الحصار ظنوا أن قريشا سترفع اذاها عن المسلمين فعاد بعض منهم الى مكة وكان من بين العائدين ( أم سلمة ) وزوجها تلك المرأه الشجاعه والتى فرت من اذى المشركين .


                الجهاد في سبيل الله :
                أذن الله سبحانه وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم بالقتال ,انتصر المسلمون في غزوة بدر وكان أبو سلمة من الذين أبلو بلاء حسنا فيها وقتل في بدر نفر من بنى مخزوم الا أن كفار مكة لم يسلموا بالهزيمة المنكرة في بدر فأخذوا يعدون العدة والعدد لملاقاة المسلمين من جديد وحرصت قريش على الثأر لنفسها .


                على طريق الشهادة

                أقتربت غزوة أحد والمسلمون يعدون العدة لملاقاة المشركين وكان أبو سلمة من أول الناصرين في سبيل الله وزوجته كانت من المشجعين له تحثه على القتال وكان هناك الكثير من الجرحى ومن بينهم كان ابو سلمة . فقد اصابه جرحا عميقا لا يندمل وتحامل على جرحه فمات رضى الله عنه في بداية السنه الرابعه للهجرة .
                في كنف النبوة

                كان أبو سلمه آخا للنبي صلى الله عليه وسلم في الرضاعه حيث أرضعتها ( ثوبية جارية ابي لهب وهو أبن عمة النبي كذلك )


                الحكمة من زواج النبي صلى الله عليه وسلم من أم سلمة

                أم سلمة جمعت ثلاث خصال . مات زوجها ابو سلمة رضى الله عنه وترك لها اربعه من الولد وهم بحاجة الى من يعولهم وليس لأم سلمة وأولادها أقارب محارم لها يساعدونها وهي أرملة كبيرة السن كثيرة العيال ففكر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يرعى رحمه وبنيه ويخلف ابا سلمة ليرعى بنيه ويرعى تلك الصحابية الجليله آلتي هاجرت الهجرتين وتحملت الأذى في سبيل اسلامها .
                ولما بعث الرسول صلى الله عليه وسلم في خطبتها قالت : لمن جاء قل لرسول الله صلى الله عليه وسلم انها كبيرة السن كثيرة العيال وهي مع ذلك تغار من الضرائر وعندك من النساء من هي أجمل وأفضل . فرد النبي صلى الله عليه وسلم عليها قائلا : (( ان كنت ذات عيال فالله يتولاهم ويرعاهم وان كنت تغارين من النساء فيذهب الله الغيرة عنك . اما كونك مسنه فأنا أكبر منك )) تقول السيدة الجليله . فلم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم بابا للعذر وعلمت أن الله تعالى أراد ان يعوضنى خيرا ممن فقدته وكان ذلك في السنه الرابعه من الهجرة الشريفه وهكذا انتقلت أم سلمه بعد عدتها الى حجرة من حجرات النبوة وكان صداقها كغيرها من أزواجه صلى الله عليه وسلم ( خمسمائة درهم ) وكانت حجرتها آية من آيات التقشف والزهد في الدنيا .

                الرسول صلى الله عليه وسلم .. الأب الحنون
                لقد تعهد رسول الله صلى الله عليه وسلم برعاية أبناء أم سلمة وكان وهو الصادق الأمين عند عهده معها دائما وكان يعد أم سلمه بثواب عظيم لتربيتها أبناء ابي سلمه قالت له صلى الله عليه وسلم ذات يوم يا رسول الله هل لي من أجر في بنى سلمه اذا انفق عليهم ولست بتاركتهما هكذا هكذا ؟
                قال صلى الله عليه وسلم ( نعم لك أجر ما انفقت عليهم )) وهكذا كان الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم شديد الرعايه عليها وعلى اولادها .

                العاقلة الحكيمة
                امتازت أم سلمة رضى الله عنها برجاحة العقل وسداد الرأي فقد روى الذهبي في سيرة النبلاء أن السيدة رضى الله عنها روت من الأحاديث ما يقارب ثلاثة مائة وثمان وسبعون حديث .

                مكانتها من العلم

                لأم سلمة مكانة رفيعه من العلم ورايتها للحديث ويكفى في ذلك فخرا رجوع الصحابي الكبير ( جابر ابن عبد الله الأنصاري ) اليها والعمل بفتواها بالرغم من جلالته بين الصحابه وصحبت السيدة الجليله رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزواته ومنها غزوة خيبر وفتح مكة وغزوة هوزان وحصار الطائف ثم حجة الوداع وقد اعتمرت السيدة الجليله مع رسول الله عليه الصلاة والسلام وهي مريضه لا تقوى على السير فرخص لها عليه الصلاة والسلام أن تطوف بالكعبة راكبة .
                وروى عن السيدة الجليله أنها كانت تتمتع بمشورة بين المسلمين في مرحلة حرجة وفاصله من تاريخ المسلمين كما حدث ذلك في صلح الحديبية .

                وفاتها رضى الله عنها
                تقدم العمر بأم سلمة حتى أمتحنت كما امتحن الأسلام بمذبحة كربلاء ومصرع الامام الحسين وآل البيت فلما جاءها نعي الحسين بن علي رضى الله عنهما اثر ذلك فيها كثيرا وتوفيت رضى الله عنها ولقد كانت وفاتها سنة تسع وخمسين وقيل في سنة أحدى وستين وشيع المسلمون جثمانها الطاهر الى البقيع في المدينه المنورة .

                فرضى الله عنها وارضاها وادخلها فسيح جناته

                ارجو من الله عز وجل أن نكون قد افدتنا ولو بكلمة

                ونحتسب الجزاء عند الله

                تعليق

                • نواف النجيدي
                  عضو جديد

                  • 18 - 10 - 2005
                  • 16947

                  #9
                  بارك الله فيك بلوية شي جميل عليك بلاستمرار ولك تحيه



                  الطَــــرِيق طـــــــــوَيل ... لكن حتَمـاً بأمر الله [سَأصل ]



                  تبوك

                  تعليق

                  • جواهر
                    عضو جديد
                    • 2 - 1 - 2006
                    • 341

                    #10
                    بارك الله فيك
                    والله يعطيك العافية
                    [GLOW="FFFF00"]
                    [GLINT]جواهر[/GLINT]
                    [/GLOW]
                    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

                    تعليق

                    • ابو باسل العرادي
                      عضو جديد

                      • 6 - 6 - 2005
                      • 1325

                      #11
                      جزاكِ الله خير الجزاء

                      ولله درهن

                      واسال الله ان يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه

                      وبارك الله فيكِ على هذا المجهود

                      تعليق

                      • بلويه انا
                        عضو جديد

                        • 4 - 1 - 2006
                        • 1574

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة الزاد
                        بارك الله فيك بلوية شي جميل عليك بلاستمرار ولك تحيه


                        الزاد

                        جزاك الله خيرالجزاء

                        أستمرارى بكم وبتواجدكم

                        أختكِ في الله

                        بلويه انا


                        تعليق

                        • بلويه انا
                          عضو جديد

                          • 4 - 1 - 2006
                          • 1574

                          #13
                          نساءخالدات







                          خَديجَة بِنتُ خُوَيلِد


                          رَضِيَ الله عنها


                          نسبها ونشأتها

                          هي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى قصي بن كلاب القرشية الأسدية ، ولدت سنة 68 قبل الهجرة (556 م). تربت وترعرعت في بيت مجد ورياسة، نشأت على الصفات والأخلاق الحميدة، عرفت بالعفة والعقل والحزم حتى دعاها قومها في الجاهلية بالطاهرة ، وكانت السيدة خديجة تاجرة، ذات مال، تستأجر الرجال وتدفع المال مضاربة، وقد بلغها عن رسول الله أنه كان صادق أمين، كريم الأخلاق، فبعثت إليه وطلبت منه أن يخرج في تجارة لها إلى الشام مع غلام لها يقال له ميسرة. وقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وربحت تجارتها ضعف ما كانت تربح. أخبر الغلام ميسرة السيدة خديجة عن أخلاق رسول الله ، فدست له من عرض عليه الزواج منها، فقبل الرسول صلى الله عليه وسلم ، فأرسلت السيدة خديجة إلى عمها عمرو بن أسعد بن عبد العزى، فحضر وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان لها من العمر أربعين سنة ولرسول الله خمس وعشرون سنة.
                          السيدة خديجة - رضي الله عنها - كانت أول امرأة تزوجها الرسول ، صلى الله عليه وسلم، وكانت أحب زوجاته إليه، ومن كرامتها أنها لم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت . أنجبت له ولدين وأربع بنات وهم: القاسم (وكان يكنى به)،
                          وعبد الله ، ورقية وزينب وأم كلثوم وفاطمة .


                          إسلامها
                          عندما بعث الله – سبحانه وتعالى – النبي كانت السيدة خديجة – رضي الله عنها- هي أول من آمن بالله ورسوله، وأول من أسلم من النساء والرجال، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم والسيدة خديجة يصليان سراً إلى أن ظهرت الدعوة. تلقى رسو الله كثيراً من التعذيب والتكذيب من قومه، فكانت السيدة خديجة تخفف عنه وتهون عليه ما يلقى من أكاذيب المشركين من قريش. وعندما انزل الله – سبحانه وتعالى – الوحي على الرسول - صلى الله عليه وسلم -قال له ( اقرأ بسم ربك الذي خلق ( فرجع مسرعاً إلى السيدة خديجة وقد كان ترجف بوادره، فقال : " زملوني " ، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال : " مالي يا خديجة؟ " وأخبرها الخبر وقال: " قد خشيت على نفسي " ، فقالت له : كلا، أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتعين على نوائب الحق. وانطلقت به إلى ابن خمها ورقة بن نوفل بن أسد، وهو تنصر في الجاهلية، وكان يفك الخط العربي، وكتب بالعربية بالإنجيل ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخا قد عمى، فقالت : امع من ابن أخيك ما يقول، فقال: يا ابن أخي ما ترى؟، فأخبره، فقال: هذا الناموس الذي أنزل على موسى .



                          منزلتها عند رسول الله

                          كانت السيدة خديجة امرأة عاقلة، جليلة، دينة، مصونة، كريمة، من أهل الجنة، فقد أمر الله – تعالى – رسوله أن يبشرها في الجنة ببيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب.
                          كان رسول الله يفضلها على سائر زوجاته، وكان يكثر من ذكرها بحيث أن عائشة كانت تقول : ما غرت على أحد من نساء النبي ما غرت على خديجة وما رأيتها، ولكن كان النبي يكثر من ذكرها وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة فربما قلت له كأنه لم يكن في الدنيا إلا خديجة، فيقول إنها كانت وكان لي منها ولد.

                          وقالت عائشة رضي الله عنها : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة فيحسن الثناء عليها، فذكر خديجة يوما من الأيام فأدركتني الغيرة فقلت هل كانت إلا عجوزاً فأبدلك الله خيراً منها، فغضب حتى اهتز مقدم شعره من الغضب ثم قال: لا والله ما أبدلني الله خيراً منها، آمن بي إذ كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، ورزقني الله منها أولاداً إذ حرمني النساء، قالت عائشة: فقلت في نفسي لا أذكرها بسيئة أبدا ً.


                          وفاتها

                          توفيت السيدة خديجة ساعد رسول الله الأيمن في بث دعوة الإسلام قبل هجرته إلى المدينة المنورة بثلاثة سنوات، ولها من العمر خمس وستون سنة، وأنزلها رسول الله بنفسه في حفرتها وأدخلها القبر بيده، وكانت وفاتها مصيبة كبيرة بالنسبة للرسول - صلى الله عليه وسلم- تحملها بصبر وجأش راضياً بحكم الله – سبحانه وتعالى0


                          فرضى الله عنها وارضاها وادخلها فسيح جناته
                          التعديل الأخير تم بواسطة بلويه انا; الساعة 03-04-2006, 02:24 PM. سبب آخر: تنسيق

                          تعليق

                          • بلويه انا
                            عضو جديد

                            • 4 - 1 - 2006
                            • 1574

                            #14




                            حليمة السعدية



                            رضي الله عنها




                            نسبهــــا:

                            حليمة بنت أبي ذويب ، وأبو ذويب: عبد الله بن الحارث بن شجنة بن جابر بن رزام بن ناصرة بن فصية بن نصر بن سعد بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيسا بن عيلان . من قبيلة بني سعد بن بكر.من بادية الحديبية بالقرب من مكة.


                            عملهــــا:

                            كانت مرضعة،أي أن المرضعات يقدمن الى مكة من البادية ويفضلن من كان أبوه حياً ليزيد من إكرامهن.


                            زوجهــــا:

                            هو الحارث بن عبد العزى بن رفاعة


                            أبناؤها:

                            كبشة، وأنسيه، والشيماء



                            أبناؤها من الرضاعة:

                            محمد صلى الله عليه وسلم،حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، سيد الشهداء وعم النبي،أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ابن عم الرسول .


                            سبب أخذها للرسول :

                            قدمت حليمة السعدية مع نساء قومها يلتمسن الرضاع من أبناء مكة،فرجعت صاحباتها بأبناء مكة ولم تجد هي أحداً ترضعه سوى اليتيم محمداً ، وقالت حليمة:قدت في سنة شهباء( جدباء )، على أتان لي ومعي صبي لنا وشارف( ناقة )، فقدمنا مكة، فوالله ما علمت منا امرأة إلا وقد عرض عليها رسول الله فتأباه.إذا قيل أنه يتيم الأب،فوالله ما بقي من صواحبي امرأة إلا أخذت رضيعاً غيره، فلما لم أجد غيره قلت لزوجي إني لأكره أن أرجع من بين صاحباتي وليس معي رضيع،لأنطلق إلى ذلك اليتيم فلآحذنهفأخذته حليمة ووجدت بركة في شرفها، وثديها، وآل بيتها، وأغنامها، وأرضها التي كانت تعاني من الجدب.


                            رجوع حليمة إلى مكة:


                            قالت : فقدمنا به على أمه، ونحن أحرص شيء على مكثه فينا،لما كنا نرى من بركته،فكلمنا أمه، وقلت لها: لو تركت بني عندي حتي يغلظ فإني أخشى عليه وباء مكة، قالت: فلم نزل بها حتى ردته معنا، قالت فرجعنا به.


                            حليمة ترجع به إلى أمه:

                            قالت حليمة: فاحتملناه فقدمنا به على أمه، فقالت: ما أقدمك به وقد كنت حريصة عليه وعلى مكثه عندك؟ قالت : فقلت: نعم قد بلغ الله بابني وقضيت الذي علي، وتخوفت الأحداث عليه، فأديته عليك كما تحبين، قالت ما هذا شأنك فاصدقيني خبرك، قالت: فلم تدعني حتى أخبرتها، قالت :أفتخوفت عليه من الشيطان؟ قالت : قلت: كلا والله ما للشيطان عليه من سبيل، وإن لبني لشأناً،أفلا أخبرك خبره؟ قالت:قلت: بلى، قالت رأيت حين حملت به أنه خرج منه نورٌ أضاء لي به قصور بصري من أرض الشام، ثم حملت به، فوالله ما رأيت من حملٍ قط كان أخف ولا أيسر منه، ووقع حين ولدته وإنه لواضعٌ يده بالأرض، رافعٌ رأسه إلى السماء، دعيه وان طلقي راشدة.



                            افتقاد حليمة للرسول :



                            افتقدت حليمة للرسول حينما عاد لمكة فافتقدت حليمة بركته، وأصابها من اللوعة والشوق إليه .


                            سبب آخر لعودة حليمة به :


                            قدم جماعة من نصارى الحبشة إلى الحجاز فوقع نظرهم على محمد في بني سعد ووجدوا فيه جميع العلائم المذكورة في الكتب السماوية للنبي الذي سيأتي بعد عيسى عليه السلام؛ ولهذا عزموا على أخذه غيلة إلى بلادهم لما عرفوا أن له شأناً عظيما؛ً لينالوا شرف احتضانه وذهبوا بفخره.


                            حليمة والمرات الأخيرة التي التقت بالرسول :


                            المرة الأولى:


                            ولقد كان رسول الله يكرم مرضعته حليمة السعدية-رضي الله عنهما ويتحفها بما يستطيع فعن شيخ من بني سعد قال:قدمت حليمة بنت عبد الله على رسول الله مكة، وقد تزوج خديجة ، فشكت جدب البلاد وهلاك الماشية، فكلم رسول الله خديجة فيها فأعطتها أربعين شاة وبعيراً موقعاً للظعينة، وانصرفت إلى أهلها.)


                            المرة الثانية:


                            يوم حنين.


                            وفاة حليمة:

                            توفيت حليمة السعدية-رضي الله عنها- بالمدينة المنورة،
                            ودفنت بالبقيع.

                            تعليق

                            • بلويه انا
                              عضو جديد

                              • 4 - 1 - 2006
                              • 1574

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة ابو باسل العرادي
                              جزاكِ الله خير الجزاء
                              ولله درهن
                              واسال الله ان يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه
                              وبارك الله فيكِ على هذا المجهود

                              تعليق

                              يعمل...