قصة المرأه الصابره المحتسبه ...

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أحمد بن حمودالعرادي
    عضو جديد

    • 12 - 4 - 2005
    • 2066

    #1

    قصة المرأه الصابره المحتسبه ...

    حدثني أحد إخوانها بخبرها لقد ماتت رحمةُ الله عليها ، قبل مُدة ليست
    بالطويلة ، فهي مَدْرَسَةٌ في الأخلاق العالية ، يُحبها الصغير والكبير
    ، كما قال عنها أهلها وزوجها ، في المناسبات يجتمع عليها الصغار
    والكبار ، تتَّصل على القريب والبعيد وتسأل عن الأحوال ولا تترك
    الهدايا للأقارب ، هي امرأةٌ زاهدة ، ثيابها قليلة وَرَثَّة ، أُصيبت
    هذه المرأة بمرض السرطان ، نسأل الله عز وجل أن يجعلها في الفردوس
    الأعلى ، مِن صبرها وثباتها بقيت سنةً ونصف لم تُخبر أحداً إلا زوجها ،
    وأخذت عليه العهد والميثاق والأيمان المُغلظة ألاَّ يُخبر أحداً ، ومِن
    صبرها وثباتها ــ رحمةُ الله عليها ــ أنها لا تُظهر لأحدٍ شيئاً من
    التعب والمرض ، فلم يعلم بها حتى أولادها وابنتها الكبيرة التي تخرج
    معها إذا خَرَجَتْ ، إذا جاءها أحدُ محارمها أو أحدُ إخوانها أو ضيوفها
    مِن النساء ، فإنها تستعد وتلبس الملابس وتُظهر بأنها طبيعية ...
    وكان أحدُ إخوانها أَحَسَّ بأنها مريضة وفيها شيء ، فقد انتفخ بطنُها
    وظَهَرت عليها علامات المرض ولمّا أَلَحُّوا عليها إلحاحاً عظيما ،
    أخبرتهم بشرط أن لا تذهب إلى المستشفى ، تُريد الاكتفاء بالقرآن والعسل
    وماء زمزم ، ولمّا أَلَحُّوا عليها وأخبروها بأن هذا الأمر والعلاج
    والدواء لا يُنافي التوكل ، وافَقَتْ وشَرَطَتْ أن تذهب إلى مكة
    المكرمة للعمرة قبل أن تذهب للمستشفى ، ثم ذَهبت في الصيف الماضي مع
    أهلها وبَقيتْ قُرابة الأسبوعين ، ولمّا رجعتْ من العمرة وذهبت إلى
    الطبيب ، شَرَطَتْ ألاَّ يدخل عليها أحدٌ سِوى الطبيب وزوجها ، وكانت
    مُتحجبة ومُغطيةً لوجهها ولابِسةً القُفَازَينْ ، ولم تكشف إلا موضع
    الألم المحدد في جزءٍ من البطن حتى لا يُرى شيئاً آخر منها ، فرأى هذا
    الطبيب وتَعَجب واستغرب من وضعها ومن صبرها ، فرأى أن الماء السام بسبب
    الورم في بطنها وصل إلى ثلاثةَ عشر لِتراً ، وكان من بُغضها للمستشفى
    تقول لأحد إخوانها وفَّقَهُ الله ، وهو الذي اهتم بها ويُراعيها في آخر
    وقتها تقول له : إنِّي أُبغضُ الشارع الذي فيه المستشفى ...
    لأنها لا تُريد الذهاب إلى الرجال ولا الخروج من البيت ، تَحَسَنَتْ
    أحوالها في رمضان الماضي ، ثم عرض عليها أخوها الحج فلم تُوافق وحصل
    لها شيءٌ من التردد ، لأنها إذا قامت يحصل لها تعبٌ أو إعياء أو دوار ،
    ولا تستطيع أن تنهض واقِفَة واستبعدت الحج ، ولمّا أَصَرَّ عليها وافقت
    ، حجَّ بها أخوها فيقول : قد حججتُ كثيراً مع الشباب وجرَّبتُ عدة
    رحلات وسفرات مع الشباب لكن يقول : والله ما رأيت أسهل من هذه الحجة مع
    هذه المرأة المريضة ، والنبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ يقول : " إنَّما
    تُنصرون وتُرزقون بضعفائكم " ، يقول هذا الأخ : وقد يَسّرَ الله عز وجل
    لنا أشخاصاً لخدمتنا بدون سبب ، سواءً في الرَّمِي أو في الممرات أو في
    النزول من درج الجمرات ، ويقول أخوها : كان بعض عُمَّال النظافة حول
    الجمرات قد وضعوا حِبالاً لتنضيف ما حول الجمرات ، يقول لمّا قَدِمْنَا
    لرمي الجمرة لم نستطع أن نَقْرُب فنادانا أحد العَسَاكِرْ فقال :
    أُدْخُلُوا من تحت هذا الحبل ، بدون أي سبب ، وحصل لهم هذا الأمر في
    الدور الثاني في اليوم الثاني ...
    ولمّا أرادوا النزول ناداهم أحد العَسَاكِر ، بدون أي سبب ، ولا يظهر
    على المرأة أي علامة من علامات التعب أو المرض ، يقول أخوها وكل
    المناسك قد يُسِّرَتْ لنا ، وكانت هذه المرأة تهتم بالدعوة ،
    فَقَلَّمَا تذهبُ إلى مجلسٍ إلاَّ وتُذكرُ بالله عز وجل ، أو تدعوا إلى
    الله تعالى ، أو تُعَلِّم أو تُخْرِجُ كتاباً من شنطتها وتقرأ أو تأمر
    إحدى النساء بالقراءة وهي التي تشرح ، قد كَفِلَتْ يتيماً على حسابها ،
    ولا تذهب إلى قصور الأفراح ، وهي قليلة الاختلاط بالنساء ، إنْ اجتمعت
    مع النساء لا تحضر إلاَّ للعلم أو الدعوة إلى الله عز وجل ، وليس عندها
    ذهبٌ فقد باعته كله قبل مرضها ، كانت تُرَكِزُ على البرامج الدعوية ،
    وما زال الكلام لأخيها ، وهي تُرَكِز على الخادمات بالأخَّصْ ،
    وتُعلِمُهُن وتُعطيهن بعض السور للحفظ ، كانت مُنذُ فترةٍ طويلة تتواصل
    مع أخيها على قيام الليل ، فالذي يقوم الأول هو الذي يتصل على الآخر
    قبل الفجر بنصف ساعة ، ثم بدأت أُمُّهُمْ حفظها الله وصبَّرها وثبَّتها
    معهم ، مع هذه المرأة المريضة وأخيها البَّارْ ...
    ثم بدأت هذه المرأة تتواصى مع نساء الجيران ، وفي شِدَةِ مرضها في
    سَكَراتِ الموت ، لمّا كانت في المستشفى قبل وفاتها وفي أثناءِ المرض
    ما تَذَمَرتْ ولا تَأَفَفَتْ ولا جَزِعتْ ، بل كانت صابرةً
    مُحْتَسِبَةْ ، يقول أخوها : أشدُّ ما سَمِعْتُ منها من الكلمات قالت :
    يا ربِّ فرِّج عنِّي ، وكانت في أثناء السَكَراتْ يقرأ عليها أحدُ
    الدُعاة ، فماتت وهو يقرأ عليها رَحِمها الله ، أمَّا بالنسبةِ للتغسيل
    : لمّا أُحضرتْ لمغسلة الأموات يقول أخوها : قد أَصَرَّ الصغار و
    الكبار حتى الأطفال من العائلة يُلاحظون التغسيل ، فحضروا جميعاً في
    مغسلة الأموات وصَلّوا عليها ، أمَّا أخوها الذي كان يُلازمها فقال :
    لقد رأيتُها لمّا أُخرِجَتْ من الثلاجة قد تغير الشُحُوب الذي كان فيها
    والتعب انقلبَ إلى نورٍ و بَياضْ ...
    وكانت هذه المرأة الصابرة المُحتسبة ــ رَحِمَهَا الله ــ رَأَتْ رُؤيا
    قبل وفاتها بشهرٍ ونصف ، كأنها جاءت لِدارٍ تُريدُ أن تدخُلها ،
    فَسَمِعَتْ رجال يقولون عند الدار ليسَ هذا بيتُك اذهبي إلى بيتٍ آخر ،
    ثم رَأَتْ قصراً أعلى من الأول وله دَرَجٌ رفيع أو سلالم رفيعة ، فلمّا
    أرادت أن تصعد ناداها رجُلان من أعلى القصر ، وهذا كله في الرؤيا ، وهي
    التي قَصَّتْ الرؤيا على من حولها ، وكان في أعلى القصر رجُلان عرضا
    عليها المُساعدة لِتصعد الدرج ، فَتَحَمَّلَتْ وتَصَبَّرتْ ثم صعدتْ
    بِنَفْسِها بعدَ تعبْ ، تقول : لمّا صَعَدتُ إلى القصر أَحْسَـسَتُ
    براحةٍ وسعادة وسُرور حتى وهي في المنام ، ثم قالت لِمَنْ حولها : لا
    تُفَسِّروا هذه الرؤيا ، فأنا إن شاء الله عز وجل أَسْتَبْشِرُ بِخير .
    فَرَحْمَةُ الله عليها ، وجَمَعَها وأهلها في الفردوسِ الأعلى .

    ((مواقف مؤثرة من حياة الصالحات)) عبدالسلام العييري
  • سلمان العرادي
    عضو جديد

    • 4 - 2 - 2004
    • 17010

    #2

    فعلاً قصه مؤثرهـ ..

    رحمها الله رحمةً واسعه وأسكنها الله فسيح جناتها

    سلمان العرادي




    تعليق

    • ابو باسل العرادي
      عضو جديد

      • 6 - 6 - 2005
      • 1325

      #3
      رحمها الله رحمة واسعة
      وجَمَعَها وأهلها في الفردوسِ الأعلى

      تعليق

      • محمد الرموثي
        عضو جديد

        • 27 - 10 - 2005
        • 5426

        #4
        رحمها الله واسكنها فسيح جناته

        فعلا قصه مؤثره جداً

        تعليق

        • نواف النجيدي
          عضو جديد

          • 18 - 10 - 2005
          • 16947

          #5
          والله شريط ينصح بأقتناه
          الزاد



          الطَــــرِيق طـــــــــوَيل ... لكن حتَمـاً بأمر الله [سَأصل ]



          تبوك

          تعليق

          • أحمد بن حمودالعرادي
            عضو جديد

            • 12 - 4 - 2005
            • 2066

            #6
            أشكركم جميعاً على هذا المرور وتقبلوا محبة أخوكم المحب للجميع
            أحمد العرادي

            تعليق

            يعمل...