If this is your first visit, be sure to
check out the FAQ by clicking the
link above. You may have to register
before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages,
select the forum that you want to visit from the selection below.
عن الأرهاب
المقدمه أثر الانحراف الاعتقادي على الإرهاب العالمي الصهيونية نموذجًا إعداد
د . سعد بن علي الشهراني عضو هيئة التدريس بقسم العقيدة جامعة أم القرى والمستشار برابطة العالم الإسلامي
بسم الله الرحمن الرحيم المقدمة
الحمد لله رب العالمين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين . . وبعد :
ازداد " هوس الإرهاب " بعد أحداث (11) سبتمبر ، وانطلقت جحافل الأجهزة السياسية والإعلامية والفكرية في الغرب نحو المسلمين وحدهم بتهمة الإرهاب من دون كل البشر ، والإسلام من دون كل الملل والنحل ، ليس هذا فحسب وإنما وُجد من يحاول تأصيل التهمة ، بجعل عقيدة الإسلام وشريعته مصدرًا للإرهاب ، لكي يثبتوا أن الإسلام يربي كائنات بشرية إرهابية ، وأن المسلم الحق هو مشروع إرهابي جاهز للقتل ، وبهذا يتحقق ترهيب الناس من الإسلام وإبعادهم عنه .
إن الغرب يكيل بمكيالين ، فحين تُرتكب جريمة نفذها يهودي أو نصراني أو أي ديانةٍ أخرى لا يقال نفذها يهودي أو نصراني ، أما حين يكون المنفذ مسلمًا فوصف الإرهاب قرين له فيقال : (( إرهابي مسلم)) .
ويظهر أن وسائل الإعلام الغربية تشكو من قرون استشعار انتقائية ، خاصة في إلصاق الإرهاب بالإسلام وكأنه من مكوناته ، فتجدهم ينسبون جرائم صدام حسين للإسلام بينما جرائم ستالين الأرثوذكسي أو هتلر الكاثوليكي لا تنسب إلى ديانتهم النصرانية وغيرهما كثير ، بل السفاح شارون وصفوه بأنه (( رجل سلام)) !!
لقد وضعوا الإسلام في قفص الاتهام ، وحكموا عليه بدون شهود ولا بينة بالإعدام ، وحقًا إن العين لتدمع وإن القلب لينفطر غيظًا وحزنًا حين يرى هذا الظلم العالمي والإرهاب العدواني على الإسلام .
ولذلك جاء هذا البحث إسهامًا في الدفاع عن الإسلام ولسان حاله يقول : (( رمتني بدائها وانسلت )) ، وسأبين في هذا البحث أن فساد الاعتقاد هو العامل الأول للإرهاب العالمي ، ومن ثم مثَّلت بنموذج على ذلك يمثل الخطر على الإنسانية ألا وهو : اليهودية ، ولو تتبعت الانحرافات العقدية في الأديان والمذاهب الفكرية المعاصرة وأثرها في الإرهاب للزمني مجلدات وموسوعات ، ولكن حسبي أن أشير إلى هذه الطائفة والتي فطنت شعوب أوروبا إلى خطرها على العالم ، وهذا ما أكده مؤخرًا استطلاع الرأي العام لدول الاتحاد الأوروبي ويضم خمس عشرة دولة حيث كان السؤال أي دول العالم تهدد الأمن والسلام فأجابت الأغلبية بأنها "إسرائيل أولا"! . ومن إعجاز القرآن أن الله ذكر هذه الأمة المغضوب عليها في (( أم الكتاب وفاتحته )) .
ويهدف البحث إلى بيان أهمية العامل الاعتقادي وأثره في الإرهاب ، وبيان الانحرافات الاعتقادية التي وقع فيها اليهود وأثرها في الإرهاب العالمي ، كما يهدف إلى تنبيه الغافلين على البعد العقائدي في الصراع الذي يصدر منه أعداء الإسلام في كل مواقفهم ، وهو البعد الأهم والأعمق ، فالإستراتيجية الغربية المسيحية واليهودية ركزت على طمس حقيقة أن الصراع هو صراع ديني عقائدي في نفوس المسلمين ، وألبست ذلك الصراع ثوبًا من القومية والوطنية الزائفة ، ولذلك ظهرت الأحزاب العلمانية والزعامات المصطنعة التي خدمت الصالح اليهودي .
وجاءت الأحاديث النبوية مفسرة لهذه الآية مؤكدة لمعناها .
ومن الأحاديث الصريحة في أن الله فطر البشرية كلها على معرفته وتوحيده تعالى قوله صلى الله عليه وسلم : كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء .
والمقصود بفطرية معرفة الله وتوحيده أن يكون الإنسان مخلوقًا خلقةً تقتضي معرفة الله وتوحيده مع انتفاء الموانع الصارفة عن ذلك ، بحيث لا يحتاج الإنسان في ذلك إلى النظر والاستدلال .
ومهما انحرف الإنسان عن الاعتقاد الصحيح فإنه لا يمكن أن يتجرد عن عقيدة مهما كانت تلك العقيدة ، فحاجته إلى العقيدة الدينية حاجة ثابتة لا تنقطع لأنها أمر فطري في حياته نشأت معه منذ ولادته ، يقول معجم ( لاروس ) للقرن العشرين : (( إن الغريزة الدينية : مشتركة بين كل الأجناس البشرية حتى أشدها همجية وأقربها إلى الحياة الحيوانية . وإن الاهتمام بالمعنى الإلهي وبما فوق الطبيعة هو إحدى النزعات العالمية الخالدة للإنسانية " . ويقول : إن هذه الغريزة الدينية (( لا تخفى ، بل لا تضعف ولا تذبل ، إلا في فترات الإسراف في الحضارة وعند عدد قليل جدًا من الأفراد )) .
ويقول هنري برجسون : (( لقد وجدت وتوجد جماعات إنسانية من غير علوم وفنون وفلسفات ، ولكن لم توجد قط جماعة بغير ديانة )) .
ويرى كثير من الباحثين في الأديان ومنهم (( بنيامين كونستان )) أحد مؤرخي الأديان : أن الدين من العوامل التي سيطرت على البشر ، وأن التحسس الديني من الخواص اللازمة لطبائعنا الراسخة ، ومن المستحيل أن نتصور ماهية الإنسان دون أن تتبادر إلى ذهننا عقيدة الدين .
ومما يجلي أهمية العقيدة في حياة البشرية ارتباط الراحة النفسية بإشباع هذا الميل للاعتقاد ، فالاعتقاد أو الدين عنصر ضروري ، والإنسانية بحاجة إليه للكمال النفسي والروحي ، فالإنسان جسم وروح ، والجسم يتغذى بالطعام والشراب ، بينما تتغذى الروح بالإيمان والعقيدة .
ويرى ماكس موللر : أن الدين قوة من قوى النفس ، وخاصية من خصائصها ، وأن فكرة التعبد من الغرائز البشرية التي فُطر عليها الإنسان منذ نشأته الأولى .
أما أهمية العقيدة على مستوى المجتمعات والدول فتتجلى في أن العامل العقدي له دور حاسم في تكوين المجتمعات والدول وسيرها وضبط حركتها عبر التاريخ وتوجيه مؤسساتها ونظمها .
يقول الدكتور دراز : (( لا حاجة بنا إلى التنبيه على أن الحياة في جماعة لا قيام لها إلا بالتعاون بين أعضائها ، وأن هذا التعاون إنما يتم بقانون ينظم علاقاته ، ويحدد حقوقه وواجباته ، وأن هذا القانون لا غنى له عن سلطان نازع وازع . والذي نريد أن نثبته هو أنه ليس على وجه الأرض قوة تكافئ قوة التدين أو تدانيها ، في كفالة احترام القانون ، وضمان تماسك المجتمع واستقرار نظامه ، والتئام أسباب الراحة والطمأنينة فيه . ذلك أن الإنسان يمتاز عن سائر الكائنات الحية بأن حركاته ، وتصرفاته الاختيارية يتولى قيادتها شيء لا يقع عليه سمعه ولا بصره ، ولا يوضع في يده ولا عنقه ، ولا يجري في دمه ، ولا يسري في عضلاته وأعصابه . وإنما هو معنى إنساني روحاني اسمه الدين والعقيدة .
أجل . . إن الإنسان يساق من باطنه لا من ظاهره ، وليست قوانين الجماعات ، ولا سلطان الحكومات بكافيين وحدهما لإقامة مدينة فاضلة ، تحترم فيها الحقوق ، وتؤدى الواجبات على وجهها الكامل .
فإن الذي يؤدي واجبه رهبة من السوط أو السجن ، أو العقوبة المالية ، لا يلبث أن يهمله متى اطمأن إلى أنه سيفلت من طائلة القانون . ومن الخطأ البين أن نظن أن في نشر العلوم والثقافات وحدها ضمانًا للسلام والرخاء ، وعوضًا عن التربية والتهذيب الديني والخلقي . ذلك أن العلم سلاح ذو حدين : يصلح للهدم والتدمير ، كما يصلح للبناء والتعمير ، ولا بد في حسن استخدامه من رقيب أخلاقي ، يوجهه لخير الإنسانية وعمارة الأرض ، لا إلى نشر الشر والفساد . ذلكم الرقيب . هو العقيدة والإيمان )) .
وتتجلى أهمية العقيدة في كونها مصدرًا في قوة الدول وعزها أو ضعفها وذلها وسقوطها .
والقرآن الكريم ركز على العامل العقدي لكونه عاملًا حاسمًا بإمكانه أن يغير مجرى الأحداث ويبدل سير الدول والمجتمعات على رغم توافر الإمكانيات المادية .
لقد سجل التاريخ هذه العلاقة المتلازمة القائمة بين العامل العقائدي وبين تطور المجتمعات سلبًا وإيجابًا وتاريخ المجتمعات الإسلامية بالذات خير شاهد على ذلك كما أبرز ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية . لقد وجد ابن تيمية أن هناك علاقة طردية بين صفاء العقيدة وتقدم المجتمعات وبالعكس . فكلما كانت العقيدة صافية كلما تحقق وساد الاستقرار السياسي والأمن الاجتماعي وازداد المجتمع قوة وتفوقًا . وبقدر ما تضطرب العقيدة بقدر ما تسير المجتمعات نحو الاضطراب سياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا . لقد طبق ابن تيمية هذه القاعدة في تفسير تفكك المجتمعات الإسلامية وسقوط دولها ابتداءً من دولة الأمويين التي ظهرت فيها البدع الكلامية إلى دولة العباسيين وما بعد العباسيين حيث ظهر الإلحاد وتفشت المظاهر المرضية للدين في شكل الطرق الصوفية وتحولت العقيدة من مصدر قوة إيجابية محركة للهمم ودافعة للتقدم إلى قوة سلبية عائقة .
لقد صاغ ابن تيمية حديثه عن العلاقة بين العقيدة وسير المجتمعات في شكل علاقة منطقية تقوم على أساس وجود تلازم مطرد بين النتائج ومقدماتها . ففي حديثه عن سقوط بني أمية بعد أن ظهر في بعضهم القول بالتعطيل وغيرها من البدع الكلامية عاد عليهم شؤمهم بزوال دولتهم . (( فإنه إذا ظهرت البدع التي تخالف دين الرسل انتقم الله ممن خالف الرسل وانتصر لهم )) .
ويُرْجِعُ السبب في تسلط الروم النصارى على العباسيين وأخذهم الجزيرة والثغور الشامية وبيت المقدس في أواخر المائة الرابعة إلى ظهور النفاق والبدع والفجور المخالف لدين الرسل . وعندما تولى نور الدين الشهيد وقام بما قام من أمر الإسلام وإظهار الحق ظهر الإسلام وفرض سيطرته السياسية من جديد ((فكان الإيمان بالرسل والجهاد عن دينه سببًا لخير الدنيا والآخرة ، وبالعكس البدع والإلحاد ومخالفة ما جاء به الرسل سبب لشر الدنيا والآخرة )) (( فلما ظهر في الشام ومصر والجزيرة الإلحاد والبدع سلط عليهم الكفار ، ولما أقاموا ما أقاموه من الإسلام وقهر الملحدين والمبتدعين نصرهم الله على الكفار وكذلك لما كان أهل المشرق قائمين بالإسلام كانوا منصورين على الكفار المشركين من الترك والهند والصين وغيرهم ، فلما ظهر منهم ما ظهر من البدع والإلحاد والفجور سلط عليهم الكفار )) .
وهذه القاعدة العامة التي صاغها الإمام ابن تيمية في هذا الشكل المنطقي يمكن أن تعمم على كثير من التحولات الاجتماعية التي عرفتها دول العالم الإسلامي في ماضيها وحاضرها كما حدث مع المرابطين والموحدين وبلاد الأندلس . وفي تاريخنا الحديث تظل حرب فلسطين في سنة 1948م وأحداث أفغانستان والعراق وغيرها خير شاهد على تلك العلاقة الطردية .
إن العقيدة بحسب قوتها في الأنفس تعطي لهذا المجتمع القوة وعدم الذوبان في المجتمعات الأخرى .
وجملة القول أن العقائد أو الأديان تحمل من المجتمعات والدول محل القلب من الجسد وأن الذي يؤرخ الديانات كأنما يؤرخ الشعوب وأطوار المدنيات .
والإرهاب أو العنف بصفته ظاهرة عالمية في عصرنا الحاضر يقف العامل العقدي العامل الأول فيها ، نعم هناك عوامل أخرى مهمة مثل العوامل الاقتصادية ، والسياسية ، والاجتماعية ، والنفسية ، والتربوية وغيرها ، إلا أن الاعتقاد يأتي في مقدمتها ، وهذا يرجع إلى أهمية الاعتقاد أو الدين في حياة الإنسان كما بينت في الصفحات السابقة ، فالانحراف العقدي أو الفكري ، يعطي الإرهابي تسويغًا لعمله ، وتفسيرًا لجرمه ، والدراسات الميدانية تؤكد ذلك ، منها على سبيل المثال الدراسة الميدانية التي أعدها (( سالم البراق )) والتي أجمع معظم أفراد عينة البحث على دور العامل الفكري في تكوين السلوك الإرهابي لجميع المنظمات المتطرفة والإرهابية .
وقد رفض أحد علماء النصرانية البارزين استعمال التوراة لاستعمار الشعوب حيث ألف الأب (( مايكل أبريور )) رئيس كلية اللاهوت والدراسات الكتابية في بريطانيا كتابًا قيمًا بعنوان : ((الكتاب المقدس والاستعمار الاستيطاني . . . أمريكا اللاتينية . جنوب أفريقيا . فلسطين )) حيث يقول : ((إن الهدف من دراسته التي تتناول الربط بين الكتاب المقدس في عهده القديم في كونه أداة واهنة في قمع الشعوب واضطهادها )) ويضرب على ذلك بأمثلة وشواهد كثيرة .
وقد ألف البرفسور اليهودي الشهير : " نعوم تشومسكي " كتابه : Middle East terrorism and the American ideological system أي "الإرهاب في الشرق الأوسط [ونظام] الأيديولوجية الأمريكية " وهذا يؤكد مدى تأثير العقيدة الأمريكية في الإرهاب في الشرق الأوسط .
التعديل الأخير تم بواسطة سعود السرحاني; الساعة 04-30-2007, 03:53 PM.
الطَــــرِيقطـــــــــوَيل ... لكن حتَمـاًبأمر الله[سَأصل ]
البحث الثاني معنى الإرهاب
لا يوجد مصطلح معاصر اختلف على تعريفه مثل مصطلح الإرهاب ، ولقد اطلعت على كثير من التعريفات فوجدتها غامضة ضبابية وعليها ملحوظات عديدة ، (والاصطلاحات لا مشاحة فيها إذا لم تتضمن مفسدة ) .
ولولا تفشي هذا المصطلح عالميًا وفرضه علنيا إعلاميًا لما استخدمته في هذا البحث ، ولهذا فإني أُشيد بدعوة (( المجمع الفقهي الإسلامي )) برابطة العالم الإسلامي (( رجال الفقه والقانون والسياسة في العالم إلى الاتفاق على تعريف محدد للإرهاب تنزل عليه الأحكام والعقوبات ، ليتحقق الأمن وتقام موازين العدالة ، وتصان الحريات المشروعة للناس جميعًا )) .
وقد قام المجمع بتعريف للإرهاب وهو : العدوان الذي يمارسه أفراد أو جماعات أو دول بغيًا على الإنسان في دينه ، ودمه ، وعقله ، وماله ، وعرضه ، ويشمل صنوف التخويف والأذى والتهديد والقتل بغير حق ، وما يتصل بصور الحرابة وإخافة السبيل وقطع الطريق ، وكل فعل من أفعال العنف أو التهديد ، يقع تنفيذًا لمشروع إجرامي فردي أو جماعي ، ويهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس ، أو ترويعهم بإيذائهم ، أو تعريض حياتهم أو حريتهم أو أمنهم أو أحوالهم للخطر ، ومن صنوفه إلحاق الضرر بالبيئة أو بأحد المرافق والأملاك العامة أو الخاصة ، أو تعريض أحد الموارد الوطنية ، أو الطبيعية للخطر فكل هذا من صور الفساد في الأرض التي نهى الله سبحانه وتعالى المسلمين عنها ، قال تعالى : وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ .
كما أوضح المجمع أن عدم الاتفاق على تعريف محدد للإرهاب اتخذ ذريعة إلى الطعن في أحكام قطعية من أحكام الشريعة الإسلامية ، كمشروعية الجهاد والعقوبات البدنية من حدود وتعزيرات وقصاص ، كما اتخذ ذريعة لتجريم من يدافع عن دينه وعرضه وأرضه ووطنه ضد الغاصبين والمحتلين والطامعين ، وهو حق مشروع في الشرائع الإلهية ، والقوانين الدولية .
ويقول أ . د . محمد عزير شكري : إننا اليوم أمام صفحة جديدة غير مشرقة في العلاقات الدولية ، الحافز فيها هو هذا غير المعرف المسمى إرهاباً ، والخصم والقاضي فيها هو الولايات المتحدة وعصبة من الدول ، يقابله صمت فعلي من العالم ، والقانون المطبق فيه هو شريعة الغاب . آن للعالم أن يشخص الداء قبل اللجوء إلى دواء قد يكون هو من أسباب الداء . أو لا نرى ذلك تحت أنظارنا في العراق وأفغانستان ، وقبلها وبعدها ، الله يعرف أين ومتى ؟ ومن يعش ير !!
التعديل الأخير تم بواسطة سعود السرحاني; الساعة 04-30-2007, 03:54 PM.
الطَــــرِيقطـــــــــوَيل ... لكن حتَمـاًبأمر الله[سَأصل ]
البحث الرابع أثر الإيمان بالله وشريعته في علاج الإرهاب
جاء الإسلام والبشرية تتخبط في ركام هائل من العقائد والتصورات ، والفلسفات ، والأساطير ، والأفكار ، والأوهام ، والشعائر والتقاليد يختلط فيها الحق بالباطل ، والدين بالخرافة ، والفلسفة بالأسطورة .
والحياة الإنسانية بتأثير هذا الركام الهائل ، تتخبط في فساد وإنحلال ، وفي ظلم وذل ، وفي شقاء وتعاسة ، لا تليق بالإنسان ، بل لا تليق بقطيع من الحيوان .
فجاء الإسلام وكرم الإنسان ورفعه بالإيمان الصحيح ، وقوَّمه بالمنهج الشرعي الشامل ، فعاشت البشرية في ظل الإسلام أرقى حياتها وأسعد قرونها ، وها نحن أولاء اليوم نعيش في القرن الخامس عشر الهجري ، لكن الغلبة فيه لأهل الباطل ، وذلك بسبب بعد المسلمين عن منهج الإيمان الصحيح .
إننا نعيش في عصر علا وبغى فيه اليهود ، وقد ذكرها الله لنا في أم الكتاب . فلقد انحرفوا عن الإيمان بالله ، وهي أهم قضية تهم الإنسان ، فأدى ذلك إلى البغي والفساد في الأرض وإرهابهم للعالم ، ولو آمنوا بالله حقًا لعظموا الخالق ورحموا الخلق ، والإيمان الصحيح هو منهجنا فنحن أرحم الخلق بالخلق ، وأرهبهم للخالق ، وهذا إنما هو بفضل عقيدتنا التي هدانا الله لها ، فما هي ؟
عقيدتنا : الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره .
فنؤمن بربوبية الله تعالى ؛ أي : بأنه الإله الحق وكل معبود سواه باطل .
ونؤمن بأسمائه وصفاته ؛ أي : له الأسماء الحسنى والصفات الكاملة العليا .
ونؤمن بوحدانيته في ذلك ؛ أي : بأنه لا شريك له في ربوبيته ، ولا في ألوهيته ، ولا في أسمائه وصفاته ، قال الله تعالى ( رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ))
وشرح أركان الإيمان وذكر أدلتها مما يطول به البحث ، ولكن نذكر ثمرات هذا الإيمان الذي لو تحقق لأصلح الفساد الاعتقادي الذي يتخبط فيه العالم والذي من نتائجه الإرهاب العالمي الذي تعاني منه البشرية . إن المؤمن حين يتربى على الإيمان الصحيح لا يقع في سلوك العنف أو الإرهاب ، وذلك بما تملكه هذه العقيدة من سلطان على الفكر والإرادة ، له أكبر الأثر في تهذيب سلوكه وتصرفاته ، فتجعله حافظًا لحقوق الله تعالى وحقوق عباده ، وسأذكر باختصار بعض ثمرات أركان الإيمان :
فالإيمان بالله تعالى وأسمائه وصفاته يثمر للعبد محبة الله وتعظيمه الموجبين للقيام بأمره واجتناب نهيه ، والقيام بأمر الله تعالى واجتناب نهيه يحصل بهما كمال السعادة في الدنيا والآخرة للفرد والمجتمع : ((مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ))
والإيمان بالملائكة يثمر العلم بعظمة خالقهم ، وشكره تعالى على عنايته بعباده ، كما أن الإيمان بالملائكة الذين يكتبون أعمال الإنسان له أثره في استقامة السلوك حتى لا تكتب على المؤمن إلا ما هو خير ، فيبتعد بذلك عن الشر والجريمة .
والإيمان بالكتب السماوية المنزلة من عند الله تعالى ، وأنها كلام الله ووحيه الذي ينبغي اتباعه ، يجعل المؤمن على طاعة والتزام ، ويربي فيه ضميره ونفسه اللوَّامة التي تحمله على الخير وتباعد بينه وبين الشر .
والإيمان بالرسل عليهم السلام ، وهم القدوة الكاملة من البشر ، يحمل المؤمن بهم على محبتهم وتوقيرهم والتأسي بهم في الطاعة والخير والصلاح ، والبعد عن كل ما يتنافى مع الإيمان واستقامة السلوك والمنهج .
والإيمان باليوم الآخر وما فيه حقائق ، إنما هو تربية للشعور الحقيقي بالمسؤولية ، وتحقيق للأخلاق الفاضلة المطلقة في سلوكنا وحياتنا ، تحقيقًا فعليًا مستمرًا ، ثابتًا غير متقلب ، بلا نفاق ولا رياء . وكذلك له أثره في انضباط جميع الدوافع والغرائز والتحكم في هذه القوى الغريزية الجامحة ، خوفًا من الله تعالى وطمعًا في جنته .
والإيمان بالقدر له أثره في الاعتماد على الله تعالى ، وراحة النفس ، وطرد الإعجاب بها عند حصول المراد ، وطرد القلق والصبر عند فواته ، وهو يحمل صاحبه بعد وقوع الأقدار على أخذ العبرة والدرس ، والتوبة من الخطأ والذنب .
هذه بعض ثمرات أركان الإيمان على سبيل الإشارة لا الحصر . ويمكن القول بأن الإيمان إجمالًا هو :
أُسُّ الفضائل ، ولجام الرذائل ، وقوام الضمائر ، وسند العزائم في الشدائد ، وبلْسم الصبر عند المصائب ، وعماد الرضى والقناعة بالأقدار ، ونور الأمل في الصدور ، وسَكَنُ النفوس إذا أوحشَتْها الحياة ، وعزاء القلوب إذا نزل الموت ، أو قَرُبت أيامه ، والعروة الوثقى بين الإنسانية ومُثُلِها الكريمة .
والمقارنة بين آثار هذه العقيدة الصحيحة ، وبين آثار العقيدة اليهودية ، يظهر البون الشاسع والواسع ، بين الفكر التدميري في العقيدة اليهودية والذي تصدقه الممارسة العملية في أرض الواقع ، وبين عقيدة الإسلام وشريعته ، إنهم يُلصقون بالإسلام تهمة الإرهاب ليخوفوا الناس منه وينفروهم عنه ، بعد أن رأوا أنه يكتسح القلوب ويُلجم العقول بعقيدته وشريعته ، لقد سبق الإسلام جميع القوانين في محاربة الإرهاب . وحماية المجتمعات من شروره ، وفي مقدمة ذلك حفظ الإنسان وحماية حياته وعرضه وماله ودينه وعقله من خلال حدود واضحة منع الإسلام من تجاوزها : ((وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)) وهذا توجيه لعموم البشر .
وتحقيقًا لهذا التكريم منع الإسلام بغي الإنسان على أخيه الإنسان وحرم كل عمل يلحق الظلم به ( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ))
وشنع على الذين يؤذون الناس في أرجاء الأرض ولم يحدد ذلك في ديار المسلمين : (( وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ))
وفي دين الإسلام توجيه للفرد والجماعة للاعتدال واجتثاث نوازع الجنوح والتطرف ، وما يؤدي إليهما من غلو في الدين ، لأن في ذلك مهلكة أكيدة (( إياكم والغلو في الدين ، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين )) رواه أحمد والنسائي .
وعالج الإسلام نوازع الشر المؤدية إلى التخويف والإرهاب والترويع والقتل بغير حق ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يحل لمسلم أن يروع مسلمًا ))رواه أبو داود ، وقال عليه الصلاة والسلام (( من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى ينتهي وإن كان أخاه لأبيه وأمه ))رواه مسلم .
وقد أوصى الله بمعاملة أهل الذمة بالقسط والعدل فجعل لهم حقوقًا ووضع عليهم واجبات ، ومنحهم الأمان في ديار المسلمين ، وأوجب الدية والكفارة على قتل أحدهم خطأ : (( وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ ))
وحرم قتل الذمي الذي يعيش في ديار المسلمين(( من قتل معاهدًا لم يرح رائحة الجنة ))رواه البخاري وأحمد وابن ماجة .
ولم ينه الله المسلمين عن الإحسان لغيرهم وبرهم إذا لم يقاتلوهم ويخرجوهم من ديارهم (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ))
وأوجب سبحانه وتعالى العدل في التعامل مع أهل الذمة والمستأمنين وغيرهم من غير المسلمين ( وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ))
إنه لمن أظلم الظلم أن توصف شريعة كهذه بالإرهاب ، أين مثل هذه التشريعات في التوراة المحرفة ، بل وجدنا فيها الحث على القتل والتدمير والظلم ! بينما في الإسلام نجد الرحمة والمحبة والسلام تشهد بذلك تعاليم هذا الدين وأحكام شريعته الحنيفية السمحة ، وتاريخ المسلمين الصادق النزيه . قال تعالى مخاطبًا نبيه محمد صلى الله عليه وسلم : (( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ))وقال : (( خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ))وقال : (( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ))وقال لأصحابه : (( إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين )) رواه البخاري . وقال ( إن الله رفيق يحب الرفق ، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه )) رواه مسلم ، وقال : (( إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ، ولا نزع من شيء إلا شانه ))وقال : (( من يحرم الرفق يحرم الخير كله )) رواهما مسلم .
هذا عدل الإسلام ورحمته ولكنهم صم بكم عمي لا يفقهون !!
فإن قيل : ما يحدث في بلادكم من عمليات إرهابية يخالف هذا .
قلنا الجواب : إن هؤلاء شرذمة قليلون لا يمثلون الإسلام ولديهم إنحرافات فكرية قادتهم إلى الغلو والتطرف . إضافة إلى كونها في غالبها ردود أفعال على ما يحيق بالمسلمين في كل مكان ولاسيما في فلسطين من ظلم عالمي يخلفون فيه ما يدعون من الحريات وحقوق الإنسان وتقرير مصائر الشعوب .
ولقد واجه الإسلام حملات الإرهاب قديمًا كالخوارج والحركات الباطنية وجيوش الصليبيين وغيرها وسيظل راسخًا أبيًا أمام حملات الإرهاب المعاصرة من الداخل والخارج .
التعديل الأخير تم بواسطة سعود السرحاني; الساعة 04-30-2007, 04:00 PM.
الطَــــرِيقطـــــــــوَيل ... لكن حتَمـاًبأمر الله[سَأصل ]
الخاتمة 1 - أن الإسلام هو دين الله الذي فطر الناس عليه جميعًا ، ومن انحرف عنه فقد حاد عن الصراط المستقيم فلا سعادة له ولا أمان إلا بالإسلام .
2 - أن العقائد أو الأديان غريزة أساسية تحل من المجتمعات والدول محل القلب من الجسد ، وأن الذي يؤرخ الديانات كأنما يؤرخ الشعوب وأطوار المدنيات .
3 - توجد علاقة طردية بين صفاء العقيدة وتقدم المجتمعات والدول الإسلامية وبالعكس ، والتاريخ خير شاهد على ذلك .
4 - أن الإرهاب مصطلح غامض ، لم يتفق على تعريفه ، وقد كثرت تعريفاته ، وأمثلها تعريف المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي .
5 - أن العامل الاعتقادي هو الأهم من عوامل الإرهاب ، ولهذا كانت الانحرافات الاعتقادية لها الدور الأكبر في الإرهاب العالمي .
6 - العقيدة اليهودية المحرفة ذات علاقة وطيدة بالإرهاب ، حيث اعتدى اليهود على الله بالاستهزاء وصفات النقص ، وعلى أنبيائه بالقتل أو التكذيب ووصفهم بالصفات الدنيئة ، ومن اعتدى على الله وعلى أنبيائه فمن باب أولى أن يعتدي على خلقه . كما أن اعتقادهم بإنكار اليوم الآخر جعلهم عبيدًا للمادة فلم يراعوا جزاء ولا حسابًا ، وفي اعتقادهم العنصري بأنهم شعب الله المختار ما يجيز استعبادهم للناس لأنهم هم السادة الأخيار وما عداهم عبيد أشرار . كما أن اعتقادهم بأرض الميعاد في فلسطين أجاز لهم احتلالهم ، ومجازرهم وذبحهم للنساء والأطفال . واليهود اليوم يربون أجيالهم على هذه المعتقدات فتخرج جيل إرهابي صهيوني .
7 - أن الإسلام هو علاج الإرهاب ودواؤه الناجع ، بعقيدته المرتكزة على الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره ، وبشريعته الشمولية الكاملة التي حفظت للإنسان حقوقه مسلمًا كان أو غير مسلم .
8 - أن الإسلام قد تعرض لحملات عنيفة من الإرهاب الداخلي والخارجي ولكنه ظل راسخًا ، وسيبلغ هذا الدين ما بلغ الليل والنهار .
9 - عدم الانصياع لتوجيهات الغرب بطلب تغيير المناهج الإسلامية ، لأن تقليص هذه المناهج يزيد من الإرهاب ، وتذكيرهم بما في مناهجهم ، من التطرف والإرهاب الحقيقي ، إذ كيف يطالبوننا بالتغيير ومناهج اليهود تطفح بالإرهاب والدمار .
10 - وجوب إدراك البعد العقائدي في معركتنا ضد أعداء الإسلام ، ووجوب التمسك بالعقيدة الإسلامية وعدم التخلي عن ثوابتنا إرضاء لأعدائنا ، ونحن نراهم يتمسكون بهذه النبوءات المحرفة ويبنون سياساتهم عليها ، ونحن أولى منهم بالتمسك بكتابنا وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فالله مولانا ولا مولى لهم .
وشكر الله لولاة أمر هذه البلاد المباركة إعلانهم الدائم التمسك بالعقيدة الإسلامية وعدم التخلي عنها .
ونسأل الله لنا ولهم الثبات على الحق حتى الممات
الطَــــرِيقطـــــــــوَيل ... لكن حتَمـاًبأمر الله[سَأصل ]
أهم المراجع * أثر العقيدة الإسلامية في اختفاء الجريمة : د . عثمان جمعه طميريه ، دار الأندلس الخضراء - جدة ط الأولى 1421هـ .
* الإرهاب الدولي : د . أحمد محمد رفعت ، د . صالح الطيار ، مركز الدراسات الأوروبي ، ط الأولى 1998م .
* الإرهاب الدولي دراسة قانونية نافذة : د . محمد عزيز شكري ، دار العلم للملايين ، ط الأولى 1992م .
* الإرهاب الدولي والنظام العالمي الراهن . د . محمد عزيز شكري ، د . أمل يازجي ، دار الفكر المعاصر - بيروت - ط الأولى 1423هـ .
* خدعة هرمجدون : د . محمد إسماعيل المقدم ، دار بلنسية - الرياض ، ط الأولى ، 1424هـ .
* دور التربية الإسلامية في مواجهة الإرهاب ، د . خالد الظاهري ، دار عالم الكتب - الرياض - 1423هـ .
* الدين ، بحوث ممهدة لدراسة الأديان : د . محمد عبد الله دراز ، دار القلم الكويت .
* عقيدة اليهود في الوعد بفلسطين : محمد آل عمر ، مجلة البيان - ط الأولى 1424هـ .
* العقيدة اليهودية وخطرها على الإنسانية : د . سعد الدين صالح ، مكتبة الصحابة ، جده - ط الثانية 1416هـ .
* فطرية المعرفة وموقف المتكلمين منها : د . أحمد سعد حمدان ، دار طيبة ، ط الأولى 1415هـ .
* قصة الإيمان ، للشيخ نديم الجسر ، دار العربية - بيروت .
* الكتاب المقدس : دار الكتاب المقدس ، القاهرة .
* الله جل جلاله والأنبياء عليهم السلام في التوراة والعهد القديم ، دراسة مقارنة ، د . محمد البار ، دار القلم دمشق ط الأولى ، 1410هـ .
* مجموع فتاوى ابن تيمية ، جمع وترتيب عبد الرحمن بن قاسم وابنه محمد ، ط الأولى 1381هـ .
* هكذا يربي اليهود أطفالهم : د . سناء عبد اللطيف ، عرض وتلخيص : عبد الله الطنطاوي ، دار القلم - دمشق ط الأولى 1418هـ .
* اليهودية : د . أحمد شلبي ، مكتبة النهضة المصرية ، ط العاشرة 1992م .
* محاضرة معالي الشيخ صالح بن حميد : ((موقف الإسلام من الإرهاب )) ضمن ندوة الإسلام وحوار الحضارات - الرياض .
الطَــــرِيقطـــــــــوَيل ... لكن حتَمـاًبأمر الله[سَأصل ]
بقلم: الشيخ الدكتور حمزة بن عبدالله المليباري حفظه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
يعرض هذاالبحث دراسة نقدية لأنواع مختلفة من علوم الحديث -تعارض الوصل والإرسال، وتعارضالوقف والرفع، والمدرج، والمزيد في متصل الأسانيد- لبلورة وجه الترابط الوثيقبينها من جهة، وبين زيادة الثقة من جهة أخرى؛ حيث يشكل إبراز هذا الترابط نقطةجوهرية في منهجية شرح هذه الأنواع، لا سيما مسألة "زيادة الثقة". على أنثَمّة فوائد علمية دقيقة جاءت محصلة هذا البحث ، بخاصة ما كان تصحيحا للأخطاءالشائعة حول "زيادة الثقة " والأنواع المتصلة بها. وإذ أجتهد في بلوغ غايتيفيما قدمت لأرجو أن أكون قد وُفّقتُ للصواب بعد عرضي هذا بأمانة وموضوعية وللهالحمد والمنة.
المقدمة: من الواضح جداً أن علومالحديث بحاجة ملحة إلى تخصيص أنواعها بالدراسة المعمّقة،كل بمفرده، وطرحها بطريقةيألفها أهل عصرنا، بعيدة عن أساليب علم المنطق التي خوطب بها السابقون؛ إذ إن أكبرمعضلة يواجهها طلبة اليوم في دراسة هذا العلم هو تقيد كتب المصطلح المعاصرة بتلكالأساليب المنطقية نفسها، دون مواكبتها لمستجدات عصرنا في مجال التعليم ومناهجه،وطبيعة التكوين النفسي لطلابنا اليوم، إضافة إلى تشتت موضوعات هذا العلم في تلكالكتب المعتمدة في الدراسة، وانعدام تنسيقها وفق الوحدات الموضوعية ، وهذا يشكلعائقاً كبيرا في سبيل وقوفهم على الأبعاد العلمية لمصطلحات علوم الحديث. ومن هناجاء هذا البحث لبلورة الترابط الموضوعي الوثيق بين زيادة الثقة وبين الأنواع الآتيذكرها، كخطوة تجريبية أولى في سبيل إعادة تنسيق أنواع علوم الحديث وفق الوحداتالموضوعية، وطرحها بطريقة ملائمة لطبيعة التكوين النفسي العام لطلبتنا، حتى نستطيعأن نميط اللثام عن منهج المحدثين في معرفة صحة الأخبار وخطئها، ونوظف هذا المنهج فيجميع دراساتنا الشرعية، ومن ثم يتصل آخرنا بأولنا بتشييد ما بنوا، وبالتالي نكون قدقمنا بتدوين تاريخنا بالبناء المعرفي والعطاء العلمي المتجدد.
التعديل الأخير تم بواسطة سعود السرحاني; الساعة 04-30-2007, 04:41 PM.
ســأقف عند هــذا الحـــد
فلمـ يبقى للفرص أي مجــال
وداعاً منتدى بلي
أتمنى ذكري بالخيـــر
خذ من ا̄ﻟحياه : ﭑﻟشيء ا̄ﻟذيءَ ﯾﺳعدك ..
ۆ باقي الأمور اتُرك?ا تأتي ڳمـَﭑ كتب?اا ♡`
ﭑلله ﻟگ . . ♥
ونظراً إلى ما أفضنا في موضوع زيادة الثقة في البحث السابق فإننا لا نرى ضرورةلذكره هنا مرة أخرى.
غير أننا نذكر القارئ أن مقصودنا بموضوع "زيادة الثقة"هو: أن يروي جماعة حديثاً واحداً عن مصدر واحد، فيزيد بعض الثقاة فيه زيادة لميذكرها بقية الرواة، سواء كان ذلك في السند أو في المتن أو في كليهما.
ولذافإن مسألة زيادة الثقة تشمل جميع صور الزيادة التي تقع من الثقة، سواء كان الثقةواحداً أو أكثر، وسواء كانت الزيادة صحيحة أو ضعيفة، وسواء كانت في السند والمتن أوفي أحدهما. وعليه فالذي يخرج من حدود هذه المسألة هو زيادات الصحابة لكونها مقبولة،وزيادات الضعفاء لكونهم ضعفاء.
ومن أهم الأهداف العلمية التي نصبو إلى تحقيقهاخلال هذا البحث إبراز الوجه الحقيقي لمسألة "زيادة الثقة"، وإلقاء الضوء الكاشفعلى أبعادها النقدية؛ حيث تعد هذه المسألة من أهم موضوعات علوم الحديث حساسة لكونهامن أهم أسباب الاختلاف الفقهي بين العلماء، موضحا في الوقت نفسه دقة المحدثينالنقاد في تصحيح الأحاديث وتضعيفها.
وجعلت هذا القسم من البحث أربعة مباحث:
المبحث الأول : تعارض الوصل والإرسال وتعارض الوقف والرفع.
والمبحث الثاني: المدرج.
والمبحث الثالث: المزيد في متصل الأسانيد.
والمبحث الرابع:المستخرج.
ومما تجدر الإشارة إليه أنني قد سلكت في هذه المباحث طريقة تقوم علىسرد نصوص ابن الصلاح في كتابه علوم الحديث المشهور بـ"مقدمة ابن الصلاح"، ثمتحليلها والتعقيب عليها في ضوء "منهج المتقدمين في نقد الأحاديث"؛ لكون هذاالمنهج مصدراً أصيلاً لمبادئ علوم الحديث.
ثم ختمت كل مبحث منها بخلاصة ما توصلتإليه من الفكرة المنهجية المؤسسة على الأدلة ودراسة النماذج؛ فإن هذه الطريقة هيوحدها التي تكشف لنا الخلل الواقع في معالجة كتب المصطلح لتلك الأنواع المذكورةسابقا، وتساعدنا على تحديد مصدر هذا الخلل ومعالجة أسبابه.
التعديل الأخير تم بواسطة سعود السرحاني; الساعة 04-30-2007, 04:40 PM.
ســأقف عند هــذا الحـــد
فلمـ يبقى للفرص أي مجــال
وداعاً منتدى بلي
أتمنى ذكري بالخيـــر
خذ من ا̄ﻟحياه : ﭑﻟشيء ا̄ﻟذيءَ ﯾﺳعدك ..
ۆ باقي الأمور اتُرك?ا تأتي ڳمـَﭑ كتب?اا ♡`
ﭑلله ﻟگ . . ♥
ونحن على يقين أنهذا الأسلوب النقدي ليس فيه تحامل على أحد من الأئمة المتأخرين، بل يشكل نقطةاحترامنا وتقديرنا لهم ما دمنا ملتزمين في النقد بما تعارف عليه "المتقدمون مننقاد الحديث". ولله تعالى الحمد والشكر.
المبحث الأول :تعارض الوصل والإرسال وتعارض الوقف والرفع
أولاً: نص ابن الصلاحفي مسألة التعارض: قال ابن الصلاح (رحمه الله تعالى) في مبحثالانقطاع: الخامس من فروع الانقطاع: الحديث الذي رواه بعض الثقات مرسلاوبعضهم متصلا ، اختلف أهل الحديث في أنه ملحق بقبيل الموصول، أوبقبيل المرسل، مثاله : "لا نكاح إلا بولي". رواه إسرائيل بن يونس في آخرين عن جده أبيإسحاق السبيعي عن أبي بردة عن أبيه عن أبي موسى الأشعري عن رسول الله (صلى الله عليهوسلم) مسنداً هكذا متصلاً، ورواه سفيان الثوري وشعبة عن أبي إسحاق عن أبي بردة عنالنبي (صلى الله عليه وسلم) مرسلاً هكذا، فحكى الخطيب الحافظ: أن أكثر أصحاب الحديثيرون الحكم في هذا وأشباهه للمرسل، وعن بعضهم أن الحكم للأكثر، وعن بعضهم أن الحكمللأحفظ. فإذا كان من أرسله أحفظ ممن وصله فالحكم لمن أرسله، ثم لا يقدح ذلكفي عدالة من وصله وأهليته، ومنهم من قال: من أسند حديثا قد أرسله الحفاظ، فإرسالهمله يقدح في مسنده وفي عدالته وأهليته، ومنهم من قال الحكم لمن أسنده، إذا كان عدلاً ضابطاً، فيقبل خبره، وإن خالفه غيره، سواء كان المخالف له واحدا أو جماعة، قالالخطيب: هذا القول هو الصحيح. قلت -يعني ابن الصلاح-: "وما صححه هو الصحيحفي الفقه وأصوله، وسئل البخاري عن حديث: "لا نكاح إلا بولي" المذكور فحَكمَ لمنوصله وقال: الزيادة من الثقة مقبولة، فقال البخاري هذا مع أن من أرسله شعبةوسفيان، وهما جبلان، لهما من الحفظ والإتقان الدرجة العالية. ويلتحق بهذا ماإذا كان الذي وصله هو الذي أرسله؛ وصله في وقت وأرسله في وقت، وهكذا إذا رفع بعضهمالحديث إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) ووقفه بعضهم على الصحابي أو رفعه واحد في وقتووقفه هو أيضا في وقت آخر فالحكم على الأصح في كل ذلك لما زاده الثقة من الوصلوالرفع، لأنه مثبت وغيره ساكت، ولو كان نافيا فالمثبت مقدم عليه، لأنه علم ما خفيعليه، ولهذا الفصل تعلق بفصل زيادة الثقة في الحديث. وتبعه في ذلك اللاحقون. لكن نجد فيهم من يستدرك على ابن الصلاح كما سيأتي تفصيله إن شاء الله (تعالى).
ثانياً: تحليل النص والتعقيب عليه: إن مسألةتعارض الوصل والإرسال، وتعارض الوقف والرفع، كثيرا ما ترد في كتب العلل كنماذجواقعية لأخطاء الرواة الثقات أو الضعفاء غير المتروكين، وقد أشار إلى ذلك ابنالصلاح رحمه الله تعالى بقوله في مبحث العلة، "وكثيراً ما يعللون الموصولبالمرسل". كما أن هذه المسألة قائمة على زيادة الثقة بقدر كبير؛ ذلك أنه إذاكان الثقة هو الذي وصل الإسناد المرسل فإن وصله يعدّ زيادة في السند حيث رواه غيرهمرسلاً، وكذلك إذا روى الحديث الموقوف مرفوعاً فيكون رفعه زيادة في السند إذ رواهغيره موقوفاً على الصحابي. وعلى ذلك فذكر هذه المسألة في مباحث الانقطاع بينموضوعي العنعنة والتدليس ليس مبرراً لا موضوعياً ولا منهجياً؛ إذ إن التعارضوالاختلاف بين الوصل والإرسال وكذا بين الوقف والرفع، مسألة لا صلة لها بالانقطاع؛ولهذا أورد فضيلة الأستاذ نور الدين عتر (حفظه الله تعالى) تلك المسألة في نوعزيادة الثقة في كتابه "منهج النقد في علوم الحديث"، هذا وقد صرح الإمام ابن الصلاحبذلك حين قال: "ولهذا الفصل تعلق بـ: فصل زيادة الثقة في الحديث". وقد أقرهالسخاوي بقوله: "وكان الأنسب ضمه لزيادات الثقات لتعلقه كما قال ابن الصلاح به "؛ولذلك لم يضع ابن الصلاح عنواناً بارزاً لهذا الموضوع، بل جعله خامس فروع الانقطاع. كما أنه لم يتعرض لمسألة تعارض الوقف والرفع إلا في آخر كلامه وعلى سبيلالاستطراد، بخلاف صنيع اللاحقين؛ فإنهم قد وضعوا له عنوان: "تعارض الوصل والإرسالوالوقف والرفع" ، وهنا يزداد الخلل أكثر في ترتيب الأنواع إذ لا مناسبة هنا فيمباحث الانقطاع لذكر مسائل التعارض. إن موضوع هذا النوع -كما ترى- شامللرواية الضعفاء ورواية الثقات، وصلته بنوع العلة تكون ظاهرة من حيث إن الوصل فيالمرسل، والرفع في الموقوف، بحاجة إلى تحري ثبوت ذلك، وتتبع القرائن والملابسات،ولهذا فإن الأنواع: العلة وتعارض الوصل والإرسال، وتعارض الوقف والرفع، وزيادةالثقة: كلها تشكل وحدة موضوعية، وبالتالي يجب أن يكون طرح أي نوع منها في ضوء صلتهالوثيقة بالآخر حتى لا يحدث لَبس ولا غموض في بيان صوره وتحرير أحكامه. والذييجب ذكره في هذا الصدد هو أن هذه الوحدة الموضوعية لم تتبلور في النصوص السابقة، معكون ذلك أمرا مهما في معالجة مثل هذا النوع من أنواع علوم الحديث، ونتج عن ذلكاضطراب كبير في تجلية المسائل المتعلقة به؛ مما لفت أنظار غير واحد من المحققين إلىالاستدراك على ابن الصلاح. يقول الحافظ ابن حجر في هذا الصدد: "وهنا شيءيتعين التنبيه عليه وهو : أنهم شرطوا في الصحيح أن لا يكون شاذاً، وفسروا الشاذ بأنهما رواه الثقة فخالفه من هو أضبط منه أو أكثر عدداً، ثم قالوا: تقبل الزيادة منالثقة مطلقاً فلو اتفق أن يكون من أرسل أكثر عددا أو أضبط حفظاً أو كتاباً على من وصلأيقبلونه أم لا؟ أم هل يسمونه شاذا أم لا؟ لا بد من الإتيان بالفرق أو الاعترافبالتناقض". ويقول تلميذه البقاعي: "إن ابن الصلاح خلط هنا طريقة المحدثينبطريقة الأصوليين، فإن للحذاق من المحدثين في هذه المسألة نظراً لم يحكه، وهو الذيلا ينبغي أن يعدل عنه، وذلك أنهم لا يحكمون منها بحكم مطرد، وإنما يديرون ذلك علىالقرائن". وسبقهما في ذلك الإمامان ابن دقيق العيد والعلائي، أما ابن دقيقالعيد فيقول: "من حكى عن أهل الحديث أو أكثرهم أنهم إذا تعارض رواية مسنِد ومرسِلأو رافع وواقف أو ناقص وزائد إن الحكم للزائد لم يصب في هذا الإطلاق فإن ذلك ليسقانوناً مطرداً، والمراجعة لأحكامهم الجزئية تعرف صواب ما نقول". وهذا نصالعلائي: "كلام الأئمة (المتقدمين) في هذا الفن كعبدالرحمن بن مهدي ويحيى بنسعيد القطان وأحمد بن حنبل والبخاري وأمثالهم يقتضي أنهم لا يحكمون في هذه المسألةبحكم كلي بل عملهم في ذلك دائر مع الترجيح بالنسبة إلى ما يقوى عند أحدهم في كلحديث حديث". ويقول ابن الوزير مستفيداً من هذه النصوص جميعا:"وعندي أن الحكمفي هذا لا يستمر، بل يختلف باختلاف قرائن الأحوال، وهو موضع اجتهاد". وقدأجاد الحافظ ابن حجر حين عقب على الحافظ العلائي كتتمة لقوله السابق نقله، وأناأذكره هنا كخلاصة في هذه المسألة، يقول (رحمه الله تعالى): "وهذا العمل الذي حكاهعنهم إنما هو فيما يظهر لهم فيه الترجيح، وأما ما لا يظهر فيه الترجيح فالظاهر أنهالمفروض في أصل المسألة، وعلى هذا فيكون في كلام ابن الصلاح إطلاق في موضعالتقييد".
التعديل الأخير تم بواسطة سعود السرحاني; الساعة 04-30-2007, 04:40 PM.
ســأقف عند هــذا الحـــد
فلمـ يبقى للفرص أي مجــال
وداعاً منتدى بلي
أتمنى ذكري بالخيـــر
خذ من ا̄ﻟحياه : ﭑﻟشيء ا̄ﻟذيءَ ﯾﺳعدك ..
ۆ باقي الأمور اتُرك?ا تأتي ڳمـَﭑ كتب?اا ♡`
ﭑلله ﻟگ . . ♥
تعليق