جيــــــل لــــــن يتكــــــرر ....قصــــــــــــه

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • تركي سليم الهرفي
    عضو جديد

    • 13 - 1 - 2004
    • 1514

    #1

    جيــــــل لــــــن يتكــــــرر ....قصــــــــــــه

    أتى شابّان إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان في المجلس

    وهما يقودان رجلاً من البادية فأوقفوه أمامه

    قال عمر: ما هذا
    قالوا : يا أمير المؤمنين ، هذا قتل أبانا

    قال : أقتلت أباهم ؟
    قال: نعم قتلته !
    قال : كيف قتلتَه ؟ ؟

    قال : دخل بجمله في أرضي ، وأوقعت على رأسه حجراً فمات ....

    قال عمر : القصاص الإعدام .. قرار لم يكتب .. وحكم سديد لا يحتاج مناقشة ، لم يسأل عمر

    عن أسرة هذا الرجل ، هل هو من قبيلة شريفة ؟ هل هو من أسرة قوية ؟

    ما مركزه في المجتمع ؟ كل هذا لا يهم عمر - رضي الله عنه - لأنه لا يحابي

    أحداً في دين الله ، ولا يجامل أحداً على حساب شرع الله ، ولو كان ابنه

    القاتل ، لاقتص منه ..

    قال الرجل : يا أمير المؤمنين : أسألك بالذي قامت به السماوات والأرض

    أن تتركني ليلة ، لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في البادية ، فأُخبِرُهم بأنك

    سوف تقتلني ، ثم أعود إليك ، والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا


    قال عمر : من يكفلك أن تذهب إلى البادية ، ثم تعود إليَّ ؟
    فسكت الناس جميعا ً، إنهم لا يعرفون اسمه ، ولا خيمته ، ولا داره ، ولا قبيلته

    ولا منزله ، فكيف يكفلونه ، وهي كفالة ليست على عشرة دنانير ، ولا على

    أرض ، ولا على ناقة ، إنها كفالة على الرقبة أن تُقطع بالسيف ...

    ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع الله ؟ ومن يشفع عنده ؟ ومن

    يمكن أن يُفكر في وساطة لديه ؟ فسكت الصحابة ، وعمر مُتأثر ، لأنه

    وقع في حيرة ، هل يُقدم فيقتل هذا الرجل ، وأطفاله يموتون جوعاً هناك

    أو يتركه فيذهب بلا كفالة ، فيضيع دم المقتول ، وسكت الناس ، ونكّس عمر

    رأسه ، والتفت إلى الشابين : أتعفوان عنه ؟
    قالا : لا ، من قتل أبانا لا بد أن يُقتل يا أمير المؤمنين ..

    قال عمر : من يكفل هذا أيها الناس ؟!!
    فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته وزهده ، وصدقه ، يا أمير المؤمنين ، أنا أكفله

    قال عمر : هو قَتْل ، قال : ولو كان قتلا !
    قال : أتعرفه ؟

    قال : ما أعرفه ، قال : كيف تكفله ؟

    قال عمر : يا أبا ذرّ، أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك !

    قال : الله المستعان يا أمير المؤمنين .. فذهب الرجل ، وأعطاه عمر ثلاث ليال ٍ، يُهيئ فيها نفسه ، ويُودع أطفاله

    وأهله ، وينظر في أمرهم بعده ، ثم يأتي ، ليقتص منه لأنه قتل ...

    وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمر الموعد ، يَعُدّ الأيام عداً ، وفي العصر نادى

    في المدينة : الصلاة جامعة ، فجاء الشابان ، واجتمع الناس ، وأتى أبو ذر ،

    وجلس أمام عمر ، قال عمر: أين الرجل ؟ قال : ما أدري يا أمير المؤمنين !
    وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس ، وكأنها تمر سريعة على غير عادتها ، وسكت

    الصحابة واجمين ، عليهم من التأثر مالا يعلمه إلا الله ..

    صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر ، وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد

    لكن هذه شريعة ، لكن هذا منهج ، لكن هذه أحكام ربانية ، لا يلعب بها اللاعبون ،

    ولا تدخل في الأدراج لتُناقش صلاحيتها ، ولا تنفذ في ظروف دون ظروف ،

    وعلى أناس دون أناس ، وفي مكان دون مكان ...

    وقبل الغروب بلحظات ، وإذا بالرجل يأتي ، فكبّر عمر ، وكبّر المسلمون معه ،

    فقال عمر : أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك ، ما شعرنا بك

    وما عرفنا مكانك !!
    قال : يا أمير

    يعلم السرَّ وأخفى !! ها أنا يا أمير المؤمنين ، تركت أطفالي كفراخ الطير

    لا ماء ولا شجر في البادية ، وجئتُ لأُقتل ..

    فوقف عمر وقال للشابين : ماذا تريان ؟
    قالا وهما يبكيان : عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه ..
    قال عمر : الله أكبر ، ودموعه تسيل على لحيته ...

    جزاكما الله خيراً أيها الشابان على عفوكما ، وجزاك الله خيراً يا أبا ذرّ

    يوم فرّجت عن هذا الرجل كربته ، وجزاك الله خيراً أيها الرجل

    لصدقك ووفائك ..

    وجزاك الله خيراً يا أمير المؤمنين لعدلك ورحمتك ...

    قال أحد المحدثين : والذي نفسي بيده ، لقد دُفِنت سعادة الإيمان والإسلام

    في أكفان عمر !!.


    منقول

    وجزا الله خيرا للذين نقلوا لنا هذا البريد

    وجزا الله خيرا للذين ينقلونه للآخرين
يعمل...