نتيح لك مساحة كبيرة من الحرية المنضبطة كن محترما حتما سيحترمك الآخرون (يمنع النقل)

مساعدة و رأي !

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فرحان محمد الرقيقيص
    عضو جديد
    • 20 - 9 - 2007
    • 610

    #16
    رد: مساعدة و رأي !

    أخي الغالي /موسى ربيع
    موضوع هادف كما عودتنا دائما لي عودة إن شاء الله

    تعليق

    • موسى بن ربيع البلوي
      رئيس مجلس الإدارة

      • 24 - 10 - 2001
      • 23140

      #17
      رد: مساعدة و رأي !

      خالص شكري و محبتي لإخواني الأفاضل .. و كنت أطمع بمزيد مداخلة خاصة ذوي الأسلوب الأدبي في صياغة مقال مبسط يتحدث عن الاسلام و سماحته و كيف ننقله بصورة مبسطة للكافر ( غير المسلم ) .

      في الحقيقة عندما قرأت سؤال شيخنا رحمه الله أول ما أبتدر الى ذهني قوله تعالى ( قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151)وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152) وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153) . و حديث جبريل الطويل الذي رواه عمر بن الخطاب رضي الله عنه و هو الحديث الثاني في كتاب الأربعين النووية : ( عن عمر رضي الله عنه أيضا ، قال : بينما نحن جلوس عـند رسـول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم اذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ، شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثـر السفر ولا يعـرفه منا احـد. حتى جـلـس إلى النبي صلي الله عليه وسلم فـأسند ركبـتيه إلى ركبتـيه ووضع كفيه على فخذيه، وقـال: " يا محمد أخبرني عن الإسلام ".


      فقـال رسـول الله صـلى الله عـليه وسـلـم : " الإسـلام أن تـشـهـد أن لا إلـه إلا الله وأن محـمـد رسـول الله وتـقـيـم الصلاة وتـؤتي الـزكاة وتـصوم رمضان وتـحـج البيت إن اسـتـطـعت اليه سبيلا).


      قال : صدقت.

      فعجبنا له ، يسأله ويصدقه ؟


      قال : فأخبرني عن الإيمان .


      قال : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره .


      قال : صدقت .


      قال : فأخبرني عن الإحسان .


      قال : ان تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك .


      قال : فأخبرني عن الساعة .


      قال : "ما المسؤول عنها بأعلم من السائل "


      قال : فأخبرني عن أماراتها .


      قال : " أن تلد الأم ربتها ، وان ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان"


      ثم انطلق ، فلبثت مليا ،ثم قال :" يا عمر أتدري من السائل ؟"


      قلت : "الله ورسوله أعلم ".


      قال : فإنه جبريل ، اتاكم يعلمكم دينكم "رواه مسلم ) ..

      .

      و عندما قرأت إجابة الشيخ انبهرت من أسلوبه الأدبي الراقي و أيضاً سلاسته و تلخيصه و سوف أتطرق لذلك بعد أن الخص ردود الأعضاء الكرام هنا /
      و ذلك من خلال بيان التالي :

      1 -التعامل الحسن .(الفتى العصباني )
      2 - توضيح الصورة الحقيقية للاسلام و عدم الحكم عليه من خلال الافراد + التعامل الحسن .(محمود الجذلي )
      3 - بيان محاسن الاسلام و سماحته + إهداء كتيب عن الاسلام . ( الجريح )
      4 - بيان تواحيد الربوبية ثم الالوهية + بيان عظمة الاسلام + نبذة من السيرة النبوية . ( ناصر عياد الوابصي )
      5 - بيان توحيد الربوبية + إهداء كتاب عن الاسلام . ( ناصر )
      6 - الشهادتين ثم باقي اركان الاسلام . (إبن سويلم )
      7 - المعاملة الحسنة . (ماسه )
      8 - توضيح أركان الاسلام + التحدث عن الجنة و نعيمها + بيان الاخوة في الاسلام . ( نورة بلي )
      9 - بيان معنى الاسلام .(زغلول )
      10 - الحجج العقلية . ( عبدالعزيز الرواشده )
      11 - شرح حديث (بني الاسلام على خمس )
      12- و كم كنت أنتظر عودة أخي ( فرحان بن محمد الرقيقيص )
      أنصر نبيك
      .
      الإثنين 27محرم 1429هـ
      .


      تعليق

      • موسى بن ربيع البلوي
        رئيس مجلس الإدارة

        • 24 - 10 - 2001
        • 23140

        #18
        رد: مساعدة و رأي !

        قبل أن أكتب لكم إجابة الشيخ سوف أترككم مع مقدمة كتابه و هي نافعة جداً و بإذن الله سوف أنزل الكتاب كاملاً قريباً و هو صغير الحجم عظيم النفع /

        ( إذا كنت مسافراً وحدك فرأيت أمامك مفرق طريقين : طريقاً صعباً صاعداً في الجبل ،و طريقاً سهلاً منحدراً الى السهل . الأول فيع وعورة و حجارة منثورة ، وأشواك وحفر ، يصعب تسلقه ، و يتعسر السير فيه ، ولكن أمامه لوحة نصبتها الحكومة ، فيها أن هذا الطريق على وعورة أوله و صعوبة سلوكه هو الطريق الصحيح الذي يوصل إلى المدينة الكبيرة و الغاية المقصودة . و الثاني معبد ، تظلله الأشجار ذوات الأزهار و الثمار ، و على جانبيه المقاهي و الملاهي فيها كل ما يلذ القلب و يسر العين و يشنف الأذن و لكن عليه لوحة فيها أنه طريق خطر مهلك ، آخره هوة فيها الموت المحقق و الهلاك الأكيد .
        فأي الطريقين تسلك ؟
        لا شك أن النفس تميل إلى السهل دون الصعب , واللذيذ دون المؤلم ، و تحب الانطلاق و تكره القيود ، هذه فطرة فطرها الله عليها ، و لو ترك الإنسان نفسه و هواها و انقاد لها ، سلك الطريق الثاني ، ولكن العقل يتدخل ، يوازن بين اللذة القصيرة الحاضرة يعقبها ألم طويل ، و الألم العارض المؤقت تكون بهده لذة باقية ، فيؤثر الأول .
        هذا هو مثال طريق الجنة و طريق النار .
        طريق النار فيه كل ما هو لذيذ ممتع ، تميل إليه النفس ، يدفع إليه الهوى ، فيه النظر إلى الجمال و مفاتنه ، فيه الاستجابة للشهوة و لذاتها ، فيه أخذ المال من كل طريق ، و المال محبوب مرغوب فيه ، و فيه الانطلاق و التحرر ، و النفوس تحب التحرر و الانطلاق و تكره القيود .
        و طريق الجنة فيه المشقات و الصعاب ، فيه القيود و الحدود فيه مخالفة النفس و مجانبة الهوى ، و لكن عاقبة هذه المشقة المؤقتة في هذا الطريق ، اللذة الدائمة في الآخرة . وثمرة اللذة العارضة في طريق النار ، الألم المستمر في جهنم .كالتلميذ ليالي الامتحان يتألم حين يترك أهله عاكفين على الرائي ( التلفزيون ) ، يشاهدون ما يسر و يمتع و ينفرد هو بكتبه و دفاتره ، فيجد بعد هذا الألم لذة النجاح ، و كالمريض يصبر أياماً على ألم الحِمية عن أطايب الطعام فينال بعدها سعادة الصحة .
        وضع الله الطريقين أمامنا ، ووضع فينا مَلَكة نفرق بها بينهما ، نعرف بها الخير من الشر ، سواء في ذلك العالم و الجاهل و الكبير و الصغير . كل منهم يستريح ضميره إذا عمل الخير ، و ينزعج إذا أتى الشر ، بل إن هذه المَلَكَة موجودة حتى في الحيوان ؛ القط إذا ألقيت إليه بقطعة اللحم أكلها أمامك ، متمهلاً مطمئناً ، و إذا خطفها ذهب بعيداً ، فأكلها على عجل ، و عينه عليك يخاف أن تلحق به ، فتنزعها منه ، أفليس معنى هذا أنه أدرك أن اللقمة الأولى حق له ، و الثانية عدوان منه ؟
        أليس هذا تفريقاً بين الحق و الباطل ، و الحلال و الحرام ؟ )
        أنصر نبيك
        .
        الإثنين 27محرم 1429هـ
        .


        تعليق

        • موسى بن ربيع البلوي
          رئيس مجلس الإدارة

          • 24 - 10 - 2001
          • 23140

          #19
          رد: مساعدة و رأي !

          و الآن مع إجابة الشيخ و أتمنى أن تقرأ بتمعن و عدة مرات /



          قلت مره لتلاميذي : لو جاء رجل أجنبي فقال لكم : إن لديه ساعة من الزمن ، يريد أن يفهم فيها ما الإسلام ، فيكف تفهمونه الإسلام في ساعة ؟
          قالوا : هذا مستحيل ، و لابد له أن يدرس التوحيد و التجويد و التفسير و الحديث و الفقه و الأصول ، ويدخل في مشكلات و مسائل لا يخرج منها في خمس سنين . قلت : سبحان الله ، أما كان الأعرابي يقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيلبث عنده يوماً أو بعض يوم ، فيعرف الإسلام و يحمله إلى قومه ، فيكون لهم مرشداً و معلماً ، ويكون للإسلام داعياً و مبلغاً ؟ و أبلغ من هذا ، شرح الرسول الدين كله في حديث : ( سؤال جبريل ) بثلاث جمل ، تكلم فيها عن : الإيمان و الإسلام و الإحسان ؟ فلماذا لا نشرحه اليوم في ساعة ؟
          فما الإسلام ؟ و كيف يكون الدخول فيه ؟
          كل نحلة من النحل الصحيحة و الباطلة و كل جمعية من الجمعيات النافعة و الضارة و كل حزب من الأحزاب الخيرة و الشريرة ، لكل ذلك ( مبادئ ) و أسس فكرية ، و مسائل عقائدية ، تحدد غايته و توجه سيره و تكون كالدستور لأعضائه و أتباعه .
          ومن أراد أن ينتسب إلى واحد منها ، نظر أولاً إلى هذه ( المبادئ ) ، فإن ارتضاها واعتقد صحتها ، وقبل بها بفكره الواعي و بعقله الباطن ، و لم يبق عنده شك فيها ، طلب ( الانتساب ) إلى الجمعية ، فانتظم في سلك أعضائها و متبعيها ووجب عليه أن يقوم بالأعمال التي يُلزمه بها دستورها ، ويدفع رسم الاشتراك الذي يحدده نظامها و كان عليه – بعد ذلك – أن يدل بسلوكه على إخلاصه لمبادئها ، فيتذكر هذه المبادئ دائماً ، فلا يأتي من الأعمال ما يخالفها ، بل يكون بأخلاقه وسلوكه ، مثالاً حسناً عليها ، وداعيةً فعلياً لها .
          فالعضوية في الجمعية هي : ( عِلمٌ ) بنظامها و ( اعتقاد ) بمبادئها ، و (طاعة ) لأحكامها ، و( سلوك ) في الحياة موافق لها . هذا وضع عام ، ينطبق على الإسلام ، فمن أراد أن يدخل في دين الإسلام عليه أولاً أن يقبل أسسه ، و أن يصدق بها تصديقاً جازماً ، حتى تكون له ( عقيدة ) .
          و هذه الأسس تتلخص في أن يعتقد أن هذا العالم المادي ليس كل شيء ، و أن هذه الحياة الدنيا ليست هي الحياة كلها ، فالإنسان كان موجوداً قبل أن يولد ، و سيظل موجوداً بعد أن يموت ، و أنه لم يوجد نفسه ، بل وُجد قبل أن يعرف نفسه ، ولم توجده هذه الجمادات من حوله ، لأنه عاقل و لا عقل لها ، بل أوجده و أوجدها و أوجد هذه العوالم كلها من العدم إله واحد ، هو وحده الذي يحيي و يميت ، و هو الذي خلق كل شيء ، و إن شاء أفناه ، و ذهب به ، و هذا الإله لا يشبه شيئاً مما في العوالم ، قديم لا أول له ، باق لا آخر له قادر لا حدود لقدرته ، عالم لا يخفى شيء عن علمه ، عادل و لكن لا تقاس عدالته المطلقة بمقاييس العدالة البشرية ، هو الذي وضع نواميس الكون التي نسميها : ( قوانين الطبيعة ) ، وجعل كل شيء فيها بمقدار و حدد من الأزل جزئياته و أنواعه ، و ما يطرأ عليه ( على الأحياء و على الجمادات ) من حركة وسكون ، وثبات و تحول ، وفعل و ترك و منح الإنسان عقلاً يحكم به على كثير من الأمور ، التي جعلها خاضعة لتصرفه أعطاه عقلاً يختار به ما يريد ، و إرادةً يحقق بها ما يختار ، و جعل بعد هذه الحياة المؤقتة حياة دائمة في الآخرة ، فيها يُكافأ المحسن في الجنة ، ويعاقب المسيء في جهنم .
          و هذا الإله واحد أحد لا شريك له يعبد معه ، ولا وسيط يقرب إليه و يشفع عنده بلا إذنه ، فالعبادة له وحده بكل مظاهرها .
          له مخلوقات مادية ظاهرة لنا ، تُدرك بالحواس و مخلوقات مغيَّبة عنا ، بعضها جماد و بعضها حي مكلف و من الأحياء ما هو خالص للخير المحض ( وهو الملائكة ) و منها ما هو مخصوص بالشر المحض ( وهم الشياطين – وهم من الجن ) و ما هو مختلط منه الخيّر و الشرير و الصالح و الطالح ( وهم الإنس و الجن ) .
          و أنه يختار ناساً من البشر ينزل عليهم المَلَك بالشرع الإلهي ليبلغوه البشر ، وهؤلاء هم الرسل . و أن هذه الشرائع تتضمنها كتب و صحائف أنزلت من السماء ، ينسخ المتأخر منها ما تقدمه أو يعدله ، و أن آخر هذه الكتب هو القرآن ، و قد حُرِّفت الكتب و الصحف قبله ، أو ضاعت ونُسيت ، وبقي هو سالما من التحريف و الضياع ، أن آخر هؤلاء الرسل و الأنبياء هو محمد بن عبدالله العربي القرشي ، ختمت به الرسالات و بدينه الأديان فلا نبي بعده صلى الله وسلم عليه و بارك .
          فالقرآن هو دستور الإسلام ، فمن صدق بأنه من عند الله ، و آمن به جملة و تفصيلاً سمي : ( مؤمناً ) . و الإيمان بهذا المعنى لا يطلع عليه إلا الله لأن البشر لا يَشُقّون قلوب الناس و لا يعلمون ما فيها لذلك وجب عليه – ليعده المسلمون واحداً منهم – أن يعلن هذا الإيمان بالنطق بلسانه بالشهادتين .
          و هما : ( أشهد أن لا اله إلا الله و اشهد أن محمداً رسول الله ) .
          فإذا نطق بهما صار مسلماً ، أي ( مواطناً ) أصيلاً في دولة الإسلام و تمتع بجميع الحقوق التي يتمتع بها المسلم ، وقبل بالقيام بجميع الأعمال التي يكفله بها الاسلام .
          و هذه الأعمال ( أي : العبادات ) قليلة ، سهلة ، ليس فيها مشقة بليغة و ليس فيها حرج .
          أولها : أن يركع في الصباح ركعتين يناجي فيهما ربه ، يسأله من خيره و يعوذ به من عقابه و أن يتوضأ قبلهما أي يغسل أطرافه أو يغسل جسده كله ( إن كانت به جنابة ) .
          و أن يركع في وسطه أربعاً ( الظهر ) ، ثم أربعاً ( العصر ) و أن يركع غياب الشمس ثلاثاً و في الليل أربعاً .
          هذه هي الصلوات المفروضة ، لا يستغرق أداؤها كلها نصف ساعة في اليوم ، لا يشترط لها مكان لا تؤدى الا فيه و لا شخص معين ( أي : رجل دين ) لا تصح إلا معه و لا واسطة فيها ( و لا في العبادات كلها ) بين المسلم وربه ( وتحديد وقتها و بيان كيفيتها يكون بعد ) .
          الثاني : أن في السنة شهراً معيناً يقدم فيه المسلم فطوره فيجعله في آخر الليل بدلاً من أن يكون أول النهار ، و يؤخر غداءه إلى ما بعد غروب الشمس و يمتنع في النهار عن الطعام و الشراب و معاشرة النساء فيكون من ذلك شهر صفاء لنفسه و راحة لمعدته و تهذيب لخُلُقه و صحة لجسده و يكون هذا الشهر مظهراً من مظاهر الاجتماع على الخير و التساوي في العيش .
          الثالث : أنه إذا فضل عن نفقات نفسه و نفقات عياله مقدار من المال محدود بقي سنة كاملة لا يحتاج إليه لأنه في غنى عنه كُلف أن يُخرج منه بعد انقضاء السنة مبلغ (2.5 ) في المئة للفقراء و المحتاجين لا يحس هو بثقلها و يكون فيها عون بالغ للمحتاج و ركن وطيد للتضامن الاجتماعي و شفاء من داء الفقر الذي هو شر الأدواء .
          الرابع : أن الإسلام رتب للمجتمع الإسلامي اجتماعات دورية :
          اجتماع بمثابة مجالس الحارات يعقد خمس مرات في اليوم مثل حصص المدرسة هو ( صلاة الجماعة ) يوثق كل عضو فيه عبوديته لله بالقيام بين يديه و يكون من ثماره أن يعين الأقوياء الضعيف ، و يعلم العلماء الجاهل ، و يسعف الأغنياء الفقير و مدة انعقاده ربع ساعة فلا يعطل عاملاً عن عمله و لا تاجراً عن تجارته ، و إذا تم الاجتماع و تخلف عنه مسلم فصلى في بيته لم يُعاقب على تخلفه و لكن فاته ثواب حضوره .
          واجتماع لمجالس الأحياء يُعقد مرة في الأسبوع هو ( صلاة الجمعة ) و مدة انعقاده أقل من ساعة و حضوره واجب على الرجال .
          و اجتماع كمجالس المدينة يعقد مرتين في السنة و هو ( صلاة العيد ) و حضوره ليس على سبيل الإلزام و مدة انعقاده أقل من ساعة .
          و اجتماع هو كالمؤتمر الشعبي العام يعقد في السنة في مكان معين هو في الحقيقة دورة توجيهية و رياضة فكرية يكلف المسلم بأن يحضره مرة واحدة في العمر إذا قدر على حضوره و هو ( الحج ) .
          هذه هي ( العبادات ) الأصلية التي يكلف بها .
          و من العبادات أن يمتنع عن أفعال معينة ، أفعال يُجمع عقلاء الدنيا على أنها شر ، و أن الواجب الامتناع عنها ، كالقتل بلا حق و التعدي على الناس و الظلم بأنواعه و المُسكِر الذي يغيّب العقل و الزنا الذي يذهب الأعراض و يخلط الأنساب و الربا و الكذب و الغش و الغدر و الفرار من الخدمة العسكرية التي يراد منها إعلاء كلمة الله و منها ( بل من أشدها ) عقوق الوالدين و الحلف كاذباً و شهادة الزور و أمثال ذلك من الأعمال القبيحة الشريرة التي تجمع العقول على إدراك قبحها وشرها .
          و إذا قصَّر المسلم في القيام ببعض الواجبات أو ارتكب بعض الممنوعات ثم رجع و تاب وطلب العفو من الله فإن الله يعفو عنه و إن لم يتب فإنه يبقى مسلماً معدوداً في المسلمين و لكنه يكون ( عاصياً ) يستحق العقاب في الآخرة و لكن عقابه مؤقت لا يدوم دوام عقاب الكافر .
          أما إذا أنكر بعض المبادئ أي: العقائد الأصلية أو شك فيها أوجحد واجباً مجمعاًعلى وجوبه أو حراماً مجمعاً على حرمته أو أنكر ولو كلمة واحدة من القرآن الكريم فإنه يخرج من الدين و يعتبر مرتداً تُنزع عنه الجنسية الاسلامية .
          و الردة أكبر جريمة في الاسلام فهي كالخيانة العظمى في القوانين الحديثة جزاؤها – إن لم يرجع عنها و يتنصل منها – الموت .
          قد يترك المسلم بعض الواجبات أو يأتي بعض الممنوعات و هو معترف بالوجوب و الحرمة فيبقى مسلماً و لكنه يكون ( عاصياً ) ، أما الايمان فلا يتجزأ فلو آمن مثلاً بتسع و تسعين عقيدة و كفر بواحده كان كافراً .
          و قد يكون المسلم غير مؤمن ، كمن انتسب الى حزب أو جمعية و حضر اجتماعها و دفع اشتراكها و قام بواجب العضو فيها و لكنه لم يقبل بمبادئها و لم يقتنع بصحتها ، بل دخل فيها لتجسس عليها أو إفساد أمرها .و هذا هو ( المنافق ) الذي ينطق بالشهادتين و يؤدي العبادات ظاهراً و لكنه غير مؤمن بالحقيقة و لا ناج عند الله و إن كان عند الناس معتبراً من المسلمين لأن الناس لهم الظواهر و الله وحده يطّلع على السرائر و القلوب .
          فإذا آمن الانسان بالأسس الفكرية للاسلام و هي التصديق المطلق بالله و تنزيهه عن الشرك و الوسيط و آمن بالملائكة و بالرسل و بالكتب و بالحياة الآخرة و بالقدر و نطق الشهادتين و صلى الفرائض و صام رمضان و أدى زكاة ماله إن وجبت عليه الزكاة و حج مرّة في العمر إن استطاع و امتنع عن المحرمات المُجمع على حرمتها ، فهو مسلم مؤمن و لكن ثمرة الايمان لا تظهر منه و لا يحس بحلاوته و لا يكون مسلماً كاملاً حتى يسلك في حياته مسلك المسلم المؤمن ، و لقد لخص رسول الله صلى الله عليه وسلم ، منهاج هذا السلوك بجملة واحدة ، كلمةٍ من جوامع الكلم و من أبلغ ما نطق به بشر ، كلمةٍ تجمع الخير كله ، خير الدنيا و ما في عَقِبِه من خير الآخرة .
          هي : أن يتذكر المسلم في قيامه و قعوده و خلوته وجده و هزله و في حالاته كلها أن الله مطلع عليه و ناظر اليه فلا يعصيه و هو يذكر أنه يراه و لا يخاف أو ييأس و هو يعلم أنه معه و لا يشعر بالوحشة و هو يناجيه و لا يحس بالحاجة الى أحد وهو يطلب منه و يدعوه ، فإن عصى – و من طبيعته أن يعصي – رجع و تاب ، فتاب الله عليه .
          كل ذلك من قوله صلى الله عليه وسلم في تعريف ( الإحسان ) : " أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك " .
          هذا هو دين الاسلام بالقول المجمل .
          أنصر نبيك
          .
          الإثنين 27محرم 1429هـ
          .


          تعليق

          • محمود الجذلي
            عضو جديد

            • 17 - 4 - 2004
            • 15630

            #20
            رد: مساعدة و رأي !

            جزاك الله خيراً ..
            على هذا الطرح الراقي ..التي ستفيد كثيراً ..
            وانتظر الكتاب الذي وعدتنا بة ..
            ,
            الشخص يريد أن يعرف ما هو الاسلام فلا مجال هنا لحسن الخلق مع أهميته لأنه يرغب أن تحدثه عن الاسلام

            صدقني لو لم يكن هناك ادب وحسن الخلق لن يتقبل منك اي شئ ..
            وهذا من سابق تجارب

            .
            بخصوص الكلام .. الذي سوف تحدثة به ..
            هو عمل مقارنة مبسطة بين الاسلام ودينة .. ويعلم الله انها طريقة مفيدة ..ومجربة..
            لان الاغلب منهم غير ملم بدينة ويحس بوجود مفارقات كبيرة في عقيدتة ..
            وعندما تقوم بذلك .. وتبين لة الاختلاف بين لاسلام ودينة .. فيبدا بالاستماع والتشوق
            .
            وغيرها الكثير من الطرق
            ,


            لي عودة للمرور


            لوْ منِ [ تمنىَ ] يــ درك اللي تمناه ,
            كنَتْ أتمنَى " شوفتْك " كل سآعه!
            ولوُيعطيِ الله كل شئ [ طلبنآهـَ ]
            طَلبتك أخ لي وووولو ~ بالرضاعهْ }

            تعليق

            • موسى بن ربيع البلوي
              رئيس مجلس الإدارة

              • 24 - 10 - 2001
              • 23140

              #21
              رد: مساعدة و رأي !

              أخي محمود الجذلي .. ألف شكر لعودتك الرائعة

              ما قصدته أن لا يكتفي بحسن الخلق فقط لمدة ساعة .. يكون مع حسن الخلق و اللباقة .. صياغة مختصرة و تعريف موجز بالاسلام ..

              أنصر نبيك
              .
              الإثنين 27محرم 1429هـ
              .


              تعليق

              • عبدالعزيز الرواشده
                عضو جديد
                • 19 - 12 - 2007
                • 719

                #22
                رد: مساعدة و رأي !

                بصراحه اسلوب الشيخ كان باهرآ

                واسلوبك اخي موسي ماشاء الله تبارك الله شوقنا لمعرفة ماقاله الشيخ لطلابه


                ننتظر الكتاب

                والله يجزاك خير على روعة موضوعك .
                عن عبد الله بن عمر قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ) وكان ابن عمر يقول إذا امسيت فلا تنتظر الصباح و إذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك . رواه البخاري .

                تعليق

                • سليمان بن معتق القرعاني البلوي
                  عضو جديد
                  • 25 - 12 - 2006
                  • 562

                  #23
                  رد: مساعدة و رأي !

                  حقيقة حضور متأخر كالعادة

                  ولكن الواجب شكرك ياحامل المسك على هذا النقل الرائع

                  فعلاً شيخ وأديب ومفكر وداعية وعالم رحمه الله رحمة واسعة


                  دم لمحبيك

                  تعليق

                  • موسى بن ربيع البلوي
                    رئيس مجلس الإدارة

                    • 24 - 10 - 2001
                    • 23140

                    #24
                    رد: مساعدة و رأي !

                    المشاركة الأصلية بواسطة عبدالعزيز الرواشده
                    بصراحه اسلوب الشيخ كان باهرآ


                    واسلوبك اخي موسي ماشاء الله تبارك الله شوقنا لمعرفة ماقاله الشيخ لطلابه


                    ننتظر الكتاب


                    والله يجزاك خير على روعة موضوعك .




                    شكرا لك أخي الغالي و ما قاله الشخي موجود في الرد الأخير قبل ردي على أخي محمود الجذلي

                    و إن شاء الله قريبا أنزل لكم ( الكتاب ) كاملاً وهو صغير في حجمه كبير جداً في نفعه
                    أنصر نبيك
                    .
                    الإثنين 27محرم 1429هـ
                    .


                    تعليق

                    • موسى بن ربيع البلوي
                      رئيس مجلس الإدارة

                      • 24 - 10 - 2001
                      • 23140

                      #25
                      رد: مساعدة و رأي !

                      المشاركة الأصلية بواسطة سليمان بن معتق القرعاني البلوي
                      حقيقة حضور متأخر كالعادة


                      ولكن الواجب شكرك ياحامل المسك على هذا النقل الرائع

                      فعلاً شيخ وأديب ومفكر وداعية وعالم رحمه الله رحمة واسعة



                      دم لمحبيك




                      بارك الله فيك أخي و شكرا لك هذا التواضع الجم و الخلق الرفيع
                      وفقك الله
                      أنصر نبيك
                      .
                      الإثنين 27محرم 1429هـ
                      .


                      تعليق

                      • فايز ابن رويحل
                        عضو جديد

                        • 8 - 12 - 2003
                        • 4695

                        #26
                        رد: مساعدة و رأي !

                        لا هنت اخوي موسى على التشويق لمعرفة الاجابة

                        موضوعك : تشويق xتشويق

                        دمت بخير

                        وننتظر الكتاب
                        اللهم ارحم والدي واغفر لهما

                        تعليق

                        • موسى بن ربيع البلوي
                          رئيس مجلس الإدارة

                          • 24 - 10 - 2001
                          • 23140

                          #27
                          رد: مساعدة و رأي !


                          إخواني الكرام ، أخواتي الكريمات

                          ليس الهدف من طرح الموضوع مجرد النقاش و إنما لي رغبة في أن تنشط الهمم في أنفسنا و نضع لنا هدفاً في الحياة و من الآن نقف مع أنفسنا وقفة صادقة /

                          كم مره قابلنا فيها خادمة أو عامله أو سائق أو ممرض أو طبيب أو غيره ممن أتى الى بلادنا من غير المسلمين ، كم مره عرضنا عليه الاسلام ؟ كم مره كانت لنا همة عالية في نشر هذا الدين ..

                          إخواني الأفاضل .. هل الدعوة الى الاسلام وظيفة مخصوصة لأحد ؟

                          تأملوا كيف أن أبا سفيان قبل أن يسلم إستطاع أن يلخص دعوة النبي صلى الله عليه وسلم في عبارات بسيطة ( هذا و هو غير مسلم ) :
                          ففي قصة لقاء هرقل بأبي سفيان وسؤاله عن النبي (صلى الله عليه وسلم)، قال هرقل:ماذا يأمركم؟ قال أبو سفيان: يقول: اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئاً، واتركوا ما يقول آباؤكم، ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة.



                          فيا أبناء و بنات الاسلام .. الهمة ، الهمة و لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم .
                          أنصر نبيك
                          .
                          الإثنين 27محرم 1429هـ
                          .


                          تعليق

                          • موسى بن ربيع البلوي
                            رئيس مجلس الإدارة

                            • 24 - 10 - 2001
                            • 23140

                            #28
                            رد: مساعدة و رأي !

                            المشاركة الأصلية بواسطة فايز ابن رويحل
                            لا هنت اخوي موسى على التشويق لمعرفة الاجابة


                            موضوعك : تشويق xتشويق

                            دمت بخير


                            وننتظر الكتاب


                            شكرا لك أخي الغالي أبو سليمان

                            و الله يعطيك العافية
                            أنصر نبيك
                            .
                            الإثنين 27محرم 1429هـ
                            .


                            تعليق

                            • ابن سويلم
                              عضو جديد
                              • 23 - 12 - 2007
                              • 256

                              #29
                              رد: مساعدة و رأي !

                              جزاك الله خير يا ابانادر

                              ما اسم الكتاب ليستفيد الجميع

                              تعليق

                              • موسى بن ربيع البلوي
                                رئيس مجلس الإدارة

                                • 24 - 10 - 2001
                                • 23140

                                #30
                                رد: مساعدة و رأي !

                                أهلا بك أخي ابن سويلم /

                                الكتيب عنوانه ( تعريف موجز بدين الاسلام ) للشيخ / علي الطنطاوي رحمه الله

                                و أنصحك بعد قرائته أن تقرأ الكتاب الآخر له أيضاً و عنوانه ( تعريف عام بدين الاسلام ) و هو أكبر حجماً من سابقه و لكن من أروع ما قرأت .


                                شكرا لك أخي الغالي
                                أنصر نبيك
                                .
                                الإثنين 27محرم 1429هـ
                                .


                                تعليق

                                يعمل...