تويت
الـبحـث عــــــــــــن النـــــــــــور (3)...!!
تمكن أبو يسري من الإمساك بالورق المتطاير بعد عملية مطاردة تكللت بالنجاح في وسط ضحكات الأخوين الكهلين ( مفضي ومطلق )
في حين تذكر الأخير أن رسالة أبو يسري
قد وضعها في داخل دفتر لتقييد الديون المستحقة لصاحب الدكان الذي يقع في نفس الحي الذي يعيش فيه حيث يقترض منه بعض المؤن ثم يفيه ثمنها
كل نهاية شهر ويحرص على تدوين ذلك ولا يعتمد على تدوين عامل (البقالة )..!!
ثم طلب مطلق من أبو يسري أن يتوجه لسيارته ليأخذ رسالته من هناك بعد أن ناوله المفتاح
ثم طلب مطلق من أبو يسري أن يتوجه لسيارته ليأخذ رسالته من هناك بعد أن ناوله المفتاح
الذي تزحمه مفاتيح كثر متفاوتت الأحجام ملتفه بخيط معقود بسبحة اشتراها العم مطلق من مكة إبان عودته من رحلة الحج العام الفائت وبسرعة
أخذ أبو يسري يقفز بخطاً واسعة نحو (الغمارتين) ليجتذب الرسالة من الدفتر وتوجه من فوره إلى غرفته واسند ظهره للجدار وأخذ يفك المظروف بيد مترتعشة
فألفها وقد خطت بيد ابنه يسري طبيب الأنف والأذن والحنجرة الذي يعمل في مستوصف خاص بمرتب زهيد جدا( بالكاد) يسد الرمق..!!؟؟
قرأ الوالد الرسالة التي كانت باللهجة (البلدي) الصرفة
وتحمل سلام أهل (الحته)جميعهم
أبتداء من الحاج حسني والجار أبومصطفى والعم متبولي والحجة سنية والنجارمحمود أبوالمعاطي وصاحب القهوة سعيد السلاموني وانتهاء بالمكوجي أبوعبده!!
وأخذ أبو يسري يتابع القراءة بفرحة عارمة اختلطت بدموع الشوق للأهل والأصحاب ولا تخلو من زفرات فيها تعابير البوح والحنين
إلى أرض الكنانة
لم يعد أبو يسري يحتمل مزيدا من البقاء فلقد نفذ صبره وهذه الرسالة ذكرته بكل شئ هناك
لقد اشتاق الرجل وهو على مشارف الخمسين لمراتع الصبى وشقته التي في الدور ( 17 ) وكأنه في البلكونة ينظر للناس (ويبص )على الزحمة
اشتاق بالفعل لطبخ جارتهم الحجة نفيسة وأكلت الكشري وحن
لمذاق شاي (البنت ليز) من العيار الثقيل
لمذاق شاي (البنت ليز) من العيار الثقيل
الذي اعتاد أن يشربه على ناصية قهوة السلاموني
لايخفي أبو يسري فرحة بهذه الرسالة لكن كذلك لا يستطيع أن ينكر أنها قلبت عليه المواجع
وذكرته ما كان عنه في شغل وغفلة وتناسي حيث أن عمله الدؤب في مزرعة العم مفضي أخذ عليه وقته ومضت ثلاث سنوات بسلام
إلا أن هذه الرسالة قلبت الموازين لدى أبو يسري وبات يكلم نفسه بصوت مسموع (أنا لازم أنزل مصر ياجماعة )
يبدو أن صبر الرجل قد نفذ بالفعل ولن يمضي السنة الرابعة
مع العم مفضي كما كان متفقا عليه من قبل وأخذ يحدث نفسه (لازم أنزل لازم أنزل) وأخذ يكرر هذه العبارة
لقد كان قدوم أبو يسري لمزرعة العم مفضي قدوما مباركا
فالرجل له بصمة واضحة من خلال ما يمتلكه من خبرة جيدة في مهنة الفلاحة
واندمج فيها وبرع وبذر وزرع الكثير من أحواض البرسيم وأشجار الحمضيات وغرس فسائل عديدة
لنخيل متنوعة من البرني والحلوة وبرنية العيص والروثانة
وجاءت هذه الرسالة لتذكره الموطن الأول مصر( أم الدنيا)..!!
اشتدت حرارة الشمس على مزرعة العم مفضي
في لهب الظهيرة الحامية
وأبويسري مازال (شرقاوي) الهوى..!!
في غرفته لم يسرى عنه بعد من شدة الوجد
بينما الأخوان هاهما يهمان بالمضي نحو الدار
(وش علم ) أبويسري لا حس ولا خبر (هكذا يخاطب العم مفضي أخاه مطلق )
فأخذ الأخ الأصغر مطلق ينادي بصوت مرتفع قائلا :
يا أبو يسري لكن لا جواب يأتيه ثم توجه العم مفضي للديوانية
بينما العم مطلق توجه صوب غرفة أبويسري ليستطلع الخبر
فوقع بصره على أمر لم يتوقعه..!!؟؟.
يتبع (4 )
sigpic
08B FF6347 008
تعليق