
الداعيه الدكتور : عايض القرني حفظه الله ورعاااه..
 لا تحملِ الكرة الأرضية على رأسِكَ
 نفرٌ من الناسِ تدورُ في نفوسِهم حرْبٌ عالميَّةٌ ،
 وهم على فُرُش النوم ، فإذا وضعتِ الحرْبُ أوزارها غَنِمُوا قُرْحَة المعدةِ ،
 وضَغْطَ الدمِّ والسكَّريَّ .
 يحترقون مع الأحداثِ ، يغضبون من غلاءِ الأسعارِ ،
 يثورون لتأخر الأمطارِ ، يضجُّون لانخفاضِ سعْرِ العملةِ ،
 فهم في انزعاجٍ دائمٍ ، وقلقٍ واصِبٍ ﴿ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ﴾ .
 ونصيحتي لكَ أنْ لا تحملِ الكرة الأرضية على رأسِكَ ، 
 دعِ الأحداث على الأرضِ ولا تضعْها في أمعائِك .
 إن بعض الناس عنده قلبٌ كالإسفنجة يتشربُ الشائعاتِ والأراجيفَ ،
 ينزعجُ للتوافِهِ ، يهتزِ للوارداتِ ، يضطربُ لكلِّ شيءٍ ،
 وهذا القلبُ كفيلٌ أن يحطم صاحبهُ ، وأن يهدم كيان حامِلِهِ .
 أهلُ المبدأ الحقِّ تزيدُهم العِبرُ والعظاتُ إيماناً إلى إيمانِهم ، 
 وأهْلُ الخورِ تزيدُهم الزلازلُ خوفاً إلى خوفِهِم ، 
 وليس أنفع أمام الزوابع والدواهي من قلبٍ شجاعٍ ، 
 فإن المِقْدام الباسلَ واسعُ البطانِ ، ثابتُ الجأشِ ، 
 راسخُ اليقينِ ، باردُ الأعصابِ ، منشرحُ الصدر ، 
 أما الجبانُ فهو يذبح فهو يذبح نفسه كلَّ يوم مرات بسيف التوقّعات والأراجيفِ والأوهامِ والأحلامِ ،
 فإن كنت تريدُ الحياة المستقرَّةَ فواجِهِ الأمور بشجاعةٍ وجلدٍ ،
 ولا يستخفنّك الذين لا يوقنون ، ولا تك في ضيْقٍ ممَّا يمكرون ، 
 كنْ أصلب من الأحداثِ ، 
 وأعْتى من رياحِ الأزماتِ ، وأقوى من الأعاصيرِ ، 
 وارحمتاه لأصحابِ القلوبِ الضعيفةِ ، 
 كم تهزُّهم الأيامُ هزّاً ﴿وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ ﴾ ، 
 وأما الأُباةُ فهم من اللهِ في مَدَدٍ ، وعلى الوعدِ في ثقةٍ ﴿ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ ﴾ . 
 

 
		
	

تعليق