صفااااااااات الحج المبرور

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ابو البندري
    عضو جديد

    • 9 - 9 - 2008
    • 2754

    #1

    صفااااااااات الحج المبرور

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين00وبعد

    ورد في الحج الكثير من الأحاديث الدالة على عظيم فضله ، وجزيل أجره وثوابه
    عند الله عز وجل ، وجاء في بعض الأحاديث وصف الحج التام بالحج المبرور ،
    فقال - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي رواه البخاري:
    ( والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ) .

    ومن أجل ذلك فإنك بحاجة - أخي الحاج – إلى أن تتعرف على علامات الحج
    المبرور ، وما هي الأمور التي يتحقق بها بر الحج حتى تقوم بها ؟ وما هي
    الأمور التي تنافي ذلك حتى تتجنبها ؟ فالناس يتفاوتون في حجهم تفاوتاً
    عظيماً على حسب قربهم وبعدهم من هذه الصفات والعلامات .

    وقد ذكر أهل العلم أقوالاً في معنى الحج المبرور وكلها متقاربة المعنى وترجع
    إلى معنى واحد وهو : أنه الحج الذي وفيت أحكامه ، ووقع موقعاً لما طلب من
    المكلف على الوجه الأكمل 0 .

    أول هذه الأمور التي يكون بها الحج مبروراً ، ميزان الأعمال وأساس قبولها عند
    الله وهو إخلاص العمل لله والمتابعة لرسوله - صلى الله عليه وسلم - فإن الله
    لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً وابتُغِيَ به وجْهُه ، فعليك أخي الحاج أن تفتش
    في نفسك ، وأن تتفقد نيتك ، ولتحذر كل الحذر من أي نية فاسدة تضاد الإخلاص ،
    وتحبط العمل ، وتذهب الأجر والثواب ، كالرياء والسمعه وحب المدح والثناء والمكانة
    عند الخلق ، فقد حج نبينا عليه الصلاة والسلام على رحل رث وقطيفة تساوي
    أربعة دراهم ثم قال: ( اللهم حجة لا رياء فيها ولا سمعة ) كما عند ابن ماجة .

    ثم احرص على أن تكون أعمال حجك موافقة لسنة نبيك - صلى الله عليه
    وسلم - ، ولن يتحقق لك ذلك إلا بأن تتعلم مناسك الحج وواجباته وسننه ،
    وصفة حجه عليه الصلاة والسلام ، فهو القائل كما في حديث جابر رضي الله
    عنه: ( لتأخذوا مناسككم فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه ) رواه مسلم .

    ومن الأمور التي تعين العبد على أن يكون حجه مبروراً الإعداد وتهيئة النفس
    قبل الحج ، وذلك بالتوبة النصوح ، واختيار النفقة الحلال والرفقة الصالحة ،
    وأن يتحلل العبد من حقوق العباد ، إلى غير ذلك مما هو مذكور في آداب الحج.

    ومن علامات الحج المبرور طيب المعشر ، وحسن الخلق ، وبذل المعروف ،
    والإحسان إلى الناس بشتى وجوه الإحسان ، من كلمة طيبة ، أو إنفاق للمال
    ، أوتعليم لجاهل ، أوإرشاد لضال ، أو أمر بمعروف أو نهي عن منكر ، وكان ابن عمر
    رضي الله عنه يقول إن البر شيء هين ، وجه طليق وكلام لين 00 و
    من أجمع خصال البر التي يحتاج إليها الحاج -كما يقول ابن رجب - ما وصَّى
    به النبي - صلى الله عليه وسلم- أبا جُرَيٍّ الهجيمي حين قال له :
    (
    لا تحقرن من المعروف شيئا ، ولو أن تعطي صلة الحبل ، ولو أن تعطي
    شسع النعل ، ولو أن تنزع من دلوك في إناء المستسقي ، ولو أن تنحي
    الشيء من طريق الناس يؤذيهم ، ولو أن تلقى أخاك ووجهك إليه منطلق
    ، ولو أن تلقى أخاك فتسلم عليه ، ولو أن تؤنس الوحشان في الأرض
    ) رواه أحمد .

    واعلم أن مما يتحقق به بر الحج الاستكثار من أنواع الطاعات ، والبعد عن
    المعاصي والمخالفات ، فقد حث الله عباده على التزود من الصالحات وقت أداء
    النسك فقال سبحانه في آيات الحج : {
    وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ
    خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى
    } 00 ، ونهاهم عن الرفث والفسوق والجدال في الحج
    فقال عز وجل : {
    الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ
    وَلا جِدَالَ فِي الْحَج
    } 00 ، وقال - صلى الله عليه وسلم - : (
    من حج هذا
    البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه
    ) متفق عليه ، والرفث هو الجماع
    وما دونه من فاحش القول وبذيئه ، وأما الفسوق فقد روي عن ابن عباس-رضي الله
    عنهما- وغير واحد من السلف أنه المعاصي بجميع أنواعها، والجدال هو المِراء بغير
    حق ، فينبغي عليك - أخي الحاج - إذا أردت أن يكون حجك مبروراً أن تلزم طاعة
    ربك ، وذلك بالمحافظة على الفرائض ، وشغل الوقت بكل ما يقربك من الله جل
    وعلا من ذكر ودعاء وقراءة قرآن وغير ذلك من أبواب الخير ، وأن تحفظ حدود الله
    ومحارمه ، فتصون سمعك وبصرك ولسانك عما لا يحل لك .

    ومن الأمور التي تعين العبد على أن يكون حجه مبروراً ، أن يستشعر حِكم الحج
    وأسراره ، ففرق كبير بين من يحج وهو يستحضر أنه يؤدي شعيرة من شعائر الله ،
    وأن هذه المواقف قد وقفها قبله الأنبياء والعلماء والصالحون ، فيذكر بحجه يوم
    يجتمع العباد للعرض على الله ، فرق بين هذا وبين من يحج على سبيل العادة ،
    أو للسياحة والنزهة ، أو لمجرد أن يسقط الفرض عنه ، أو ليقال " الحاج فلان " .

    وأخيرا فإن من علامات الحج المبرور أن يستقيم المسلم بعد حجه فليزم طاعة
    ربه ، ويكون بعد الحج أحسن حالاً منه قبل الحج ، فإن ذلك من علامات قبول
    الطاعة ، قال بعض السلف : " علامة بر الحج أن يزداد بعده خيراً ، ولا يعاود المعاصي
    بعد رجوعه " ، وقال الحسن البصري رحمه الله : " الحج المبرور أن يرجع زاهداً في
    الدنيا ، راغباً في الآخرة" .

    أخي الحاج هذه هي أهم صفات الحج المبرور وعلاماته ، فاجتهد في طلبها
    وتحصيلها عسى أن تفوز بثواب الله ورضوانه ، أسأل الله أن يجعل حجك مبروراً ،
    وذنبك مغفوراً ، وسعيك مشكوراً .

    هذا والله اعلم واقدر وصلى الله وسلم
    sigpic
يعمل...