شكرا ..... سابك

نايف الجذلي*
عندما وقعت كارثة جده وتسابقت وكالات الأنباء لنقل وتغطية تلك المصيبة تمنيت كما تمنى كل فرد على هذه البلاد أن تتسابق شركات وطننا الغاليه لتقديم مد يد العون والمساعدة وتخفيف أحزان أسر فقدت بعض من أفراد عائلاتها بل والبعض منهم فقد جميع أهله وفيهم من سلم وفقد بيت عمره فأين كبرى الشركات كأرامكو ألمعروفه بأصالتها وكرمها الشرقي بل هي من برهنت للشعب الأمريكي في ولاية كاترينا بأننا شعب كريم أثناء تكفلها بمبلغ مائتان وخمسة وعشرون مليون دولار مشكورة نيابة عنهم في بناء وأعمار تلك الولاية التي تسابق إليها مسئولي تلك الشركة للوقوف على تلك المساعدات وتقديمها بالشكل الذي يليق بهم ولم يعلموا بأن شركتنا الموقرة وقفت عاجزة عن مد يد العون لأهالي مدينة جده
لم أبكي على كارثة جدة لأنه لا اعتراض على قضائه وقدره جل علاه ولم أبكي على ما رأيته من فساد المفسدين في مشاريع الصرف الصحي لتلك الأحياء لأنني أعلم بأن والدي وسيدي خادم الحرمين الشريفين عندما قال في خطابه التاريخي الشجاع بأن يد العدالة سوف تطال كل مقصر أومن كان له السبب في تلك الكارثة كان أين ما يكون قصر به الوقت أم طال ولم أبكي عندما رأيت جثة تلك الفتاه التي لم تتجاوز الخامسة من عمرها وهي ملقاة بين أكوام منزلها لأن لها رب يأخذ بحقها ولكنني بكيت عندما رأيت ابتسامة تلك الفتاه الأمريكية( شيريل جونسون )
نعم تلك الفتاه وهي تبتسم أمام عدسات المصورين وهي تتسلم مفتاح منزلها من يد من هب لنجدتها. بينما أصالة ذات الأربعة عشر ربيعا تصارع الالم والحزن وهي تبحث عن منزل يأويها بعد أن فقدته مع أفراد أسرتها السبعة , لا أعلم سبب لتأخر ذلك المسؤول عن أصالة لعله لم يجد حجزا مؤكدا لكي يعود لنراه يقوم بمسح دموع أصالة أم أنشغل مشكورا بحساب خسائر جامعة ( كاوست ) التي كلفت شركة أرامكو ملايين الريالات في بنائها والاشراف عليها ولم تستطيع الصمود أمام الكارثه كما لو كانت منزلا لم يتجاوز تكلفة بناءه عشرون ألف ريال لعل أن يكون هذا عذرا لتأخره.
لقد تحققت أمنيتي بأن أرى شركات وطني تقوم بواجباتها تجاه بلدها عندما قرأت وقرأ جميع أبناء هذا الوطن الغالي موقف شركة سابك بتبرعها السخي بمبلغ خمسين مليون ريال للمتضررين في جده والنازحين في جازان فلها مني ومن جميع الشعب السعودي كل الشكر وعلى رأسها قائد هرمها سمو الأمير سعود الثنيان وجميع العاملين فيها .
مثمثلين بقوله صلى الله عليه وسلم :
"خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي."

* المصدر : بقلمي في جريدة الرياض