الأدب الفصيح

كرم العرب ( عند الحطيئة

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • خالد صالح القويعاني
    عضو جديد
    • 10 - 4 - 2010
    • 112

    #1

    كرم العرب ( عند الحطيئة

    بسم الله الرحمن الرحيم و صلى الله على الهادي الامين محمد و على ال محمد و سلم عليهم تسليما كثيرا

    ==========

    _ كان العرب قديما يتمتعون بصفات حميدة و كثيرة إلا أن ابرز هذه الصفات هي :

    ** الــكـــرم **


    و يبين لنا الشاعر ( الحُـطَيْئَه ) و هو شاعر من العصر الجاهلي و اسمه الحقيقي هو ابو مليكة جرول بن اوس العبسي و قد لقب بالحطيئة لقصر قامته.
    فيقول في قصيدته الجميلة و الاكثر من رائعة :-


    (1) وطاوي ثلاثاً عاصب البطن مرمل *** ببيداء لم يعرف بها ساكن رسمـا

    (2) أخي جفوة فيه من الإنس وحشة *** يرى البؤس فيها من شراسته نعمى

    (3) تفرد في شعب عجوزاً إزاءهــا *** ثلاثة أشباح تخالهم بهمــــا

    (4) حفاة عراة ما اغتذوا خبز ملــة *** ولا عرفوا للبر مذ خلقوا طعمــا

    (5) رأى شبحاً وسط الظلام فراعـه *** فلما بدا ضيفاً تشمر واهتمـــا

    (6) وقال: هيا رباه ضيف ولا قـرى *** بحقك لا تحرمه تالليلة اللحمـــا

    (7) وقال ابنه لما رآه بحيــــرة: *** أيا أبت اذبحني ويسر له طعمـــا

    (8) ولا تعتذر بالعدم علَّ الذي طرا *** يظن لنا مالا فيوسعنا ذمـــــا

    (9) فروّى قليلاً ثم أحجم برهة *** وإن هو لم يذبح فتاه فقد هما

    (10) فبينا هما عنت على البعد عانـة *** قد انتظمت من خلف مسحلها نظما

    (11) عطاشاً تريد الماء فانساب نحوها *** على أنه منها إلى دمها أظمــــا

    (12) فأمهلها حتى تروت عطاشهـا *** فأرسل فيها من كنانته سهمـــا

    (13) فخرت نحوص ذات جحش سمينة *** قد اكتنزت لحماً وقد طبقت شحمــا

    (14) فيا بشره إذ جرها نحو قومــه *** ويا بشرهم لما رأوا كلمها يدمــى

    (15) وباتوا كراماً قد قضوا حق ضيفهم *** وما غرموا غرماً وقد غنموا غنمـا

    (16) وبات أبوهم من بشاشته أبــاً *** لضيفهم والأم من بشرها أمـــا



    =====================

    لا تطالعون القصيده انها اي شي ترا تحمل معاني حلوة حدها
    و انا راح اقوم بالشرح عشان تتعمقون اكثر و اكثر بالقصيدة :

    (1) في البيت الاول :
    يصف رجلاً قد مرت عليه ثلاثة ايام و هو عاصب( يعني رابط ) بطنه بصحراء خالية من اي احد او اي سكان


    (2) في البيت الثاني :
    رجل جاف قد عاش في عزلة عن الناس حتى بات يستوحش منهم، وهو من قسوته يرى بؤس الصحراء نعمة


    (3) في البيت الثالث :
    ان هذا الرجل قد ترك من خلفه امرأة و بجنبها ثلاثة أبناء و شبه الابناء بالاشباح



    (4) في البيت الرابع :
    ان امرأته و ابنائه كانوا حفاة و ايضا في حالة عري و لم يتذوقوا طعم الخبز السيء حتى و لم يعرفوا للقمح طعاما



    (5) في البيت الخامس :
    ان الرجل رأى من بعيد سراب او ظلال اشخاص وسط الظلام و اخافه و حينما علم انهم ضيوف حلوا عليه استعد لضيافتهم


    (6) في البيت السادس :
    و في هذا البيت قد دعا ربه ان لا يحرم الضيف اكل اللحم في هذه الليله اذ ان الرجل ليس لديه اي شيء ليقدمه للضيوف



    (7) في البيت السابع :
    نظر ابن الرجل اباه و رآه بحيرة من امره فقال له يا ابت اذبحني و قدم لحمي طعاما لهم



    (8) في البيت الثامن :
    في هذا البيت قال الابن لأبيه لا تعتذر للضيف بأن لا يوجد لدينا اي شيء نقدمه لنا فيظن ان لدينا ما نودعه و لن نقدم له فبعد ذلك يشتمنا و يفضحنا عند القبائل الاخرى



    (9) في البيت التاسع :
    هنا في هذا البيت قرر الرجل بقتل ابنه و لكن تروى قليلا ( أي أن تمهل ) و اوقف للحظة و لم يذبح ابنه بما انه كاد ان يفعل



    (10) في البيت العاشر :
    و هنا قد ظهرت مجموعة من القطيع من على مسافة بعيده من الحمار الوحشي منتظمة الصفوف و يقودها زعيمها ( ذكر الحمار الوحشي )



    (11) في البيت الحادي عشر :
    حيث كانت القطيع في حالة عطش فذهبت لترتوي الماء فتسلل اليها الرجل بهدوء و على انه ايضا هو عطشان دمها



    (12) في البيت الثاني عشر :
    و انتظر حتى اكتفت من شرب الماء و قد خملت ( تكاسلت) و اصبحت بطيئة و ارسل بعد ذلك سهما عليها ( و هنا يأتي ذكاء الصياد الماهر ان الرجل انتظر حتى تشرب و تخمل ثم يصوب سهامه عليها و لا تستطيع بعد ذلك الهروب لان حركتها تصبح بطيئة)



    (13) في البيت الثالث عشر :
    فأصاب جحشة سمينة ممتلئة باللحم و متطبقة بالشحم



    (14) في البيت الرابع عشر :
    و في هذا البيت يعبر الشاعر عن سرور الرجل بعدما احضر لضيوفه الغداء و ايضا سرور الضيوف من رؤية الدم يسيل من الجحشة



    (15) في البيت الخامس عشر :
    و ظل الابن و الرجل مكرمين و قاموا بواجبهم نحو الضيف و لم يخسروا شيئا بل فازوا فوزا عظيما


    (16) في البيت السادس عشر :
    و بات الاب او الرجل مسرورا لضيفهم

    ==============

    أتمنى أتمنى أتمنى من كل قلبي إني ما قصرت وياكم بشي و اكون جذي كفيت و وفيت


    تحياتي لكم :

    خالد القويعاني



    | .. ان الصدقة لتطفئ غضب الرب ..|
  • عبدالعزيز سعد العرادي
    عضو جديد

    • 3 - 8 - 2008
    • 5927

    #2
    رد: كرم العرب ( عند الحطيئة

    شكرا لك على الموضوع اخوي القويعاني

    تعليق

    يعمل...