سباب رفع البلاء أو تخفيفه

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ابو باسل العرادي
    عضو جديد

    • 6 - 6 - 2005
    • 1325

    #1

    سباب رفع البلاء أو تخفيفه

    سباب رفع البلاء أو تخفيفه


    ذكر الله - سبحانه وتعالى - في كتابه الكريم أن المصائب والكربات التي
    تصيب المؤمنين من عباده هي من عند أنفسهم سواء كانت هذه المصائب فردية أو
    جماعية ، قال - عز وجل - : ] ومَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ويَعْفُو
    عَن كَثِيرٍ [ [الشورى : 30] ومن رحمته - سبحانه - أنه جعل هذه الكربات أو
    البلايا التي يصيب بها عباده المؤمنين بمثابة الدواء المر الذي يتجرعه المريض
    ليشفي من مرضه ، وهذا المرض هو الذنوب التي تتراكم في صحائف أعمال العباد
    فتأتي هذه المصائب لتكفر الذنوب ، ولتنبه ذوي القلوب الحية إلى العودة إلى الله
    بالتوبة إن أراد الله بها خيراً .
    وقد يستطيع المؤمن أن يفعل بعض الأسباب التي - بمشيئته - يرفع الله بها
    بلاءً كتبه عليه أو يخففه عنه بهذه الأسباب .. ومن هذه الأسباب وأهمها :
    (1) التقوى :
    ومعنى التقوى كما هو معروف : هو فعل أوامر الله واجتناب معاصيه الظاهرة
    والباطنة ومراقبة الله في السر والعلن في كل عمل .
    قال - سبحانه وتعالى - : ] ومَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً [ [الطلاق : 2] .
    جاء في تفسير ابن كثير : قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في تفسير
    هذه الآية : أي ينجيه من كل كرب في الدنيا والآخرة . وقال الربيع بن خُثيم :
    ] يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً [ : أي من كل شيء ضاق على الناس .
    ويأتي حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعبد الله بن عباس ليوضح
    نتيجة هذه التقوى أو أثرها في حياة المؤمن حين قال له : ( يا غلام ، إني معلّمك
    كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، تعرف إلى الله في الرخاء ،
    يعرفك في الشدة ) .
    ومعنى احفظ الله : أي احفظ أوامر الله ونواهيه في نفسك .
    ومعنى يحفظك : أي يتولاك ويرعاك ويسددك ويكون لك نصيراً في الدنيا
    والآخرة .
    قال - سبحانه - : ] أَلا إنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولا هُمْ يَحْزَنُونَ [
    [يونس : 62] .
    (2) أعمال البر (كالإحسان إلى الخلق بجميع صوره) ، والدعاء :
    ونستدل هنا على ذلك بقصة الثلاثة الذين انسدَّ عليهم الغار بصخرة سقطت
    من الجبل ، فقالوا : ( ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم )
    فكلٌّ دعا بصالح عمله فانفرجت الصخرة وخرجوا جميعاً ، وهذا الحديث رواه
    البخاري ومسلم .
    وقد جاء في الحديث من صحيح الجامع الصغير : ( صدقة السر تطفئ غضب
    الرب ، وصلة الرحم تزيد في العمر ، وفعل المعروف يقي مصارع السوء ) .
    وجاء في الدعاء من صحيح الجامع الصغير : ( لا يرد القضاء إلا الدعاء ،
    ولا يزيد في العمر إلا البر ) .
    فليثق بالله كل مؤمن ومؤمنة لهما عند الله رصيد من أعمال الخير ، فليثق كل
    منهما أن الله لن يخذل من يفعل الخير خالصاً لوجهه الكريم وأنه سيرعاه ويتولاه .
    فكما قالت خديجة - رضي الله عنها - للرسول -صلى الله عليه وسلم - عندما عاد
    إليها من غار حراء وهو خائف بعد نزول جبريل - عليه السلام - مذكِّرة له
    بسجاياه الطيبة ، وأعماله الكريمة وأن مَن تكون هذه سجاياه وأعماله فلن يضيعه الله
    وسيرعاه ويتولاه بحفظه .
    قالت له : » كلا ، أبشر ، فوالله لا يخزيك الله أبداً ، إنك تصل الرحم ،
    وتصدق الحديث ، وتحمل الكَلّ ، وتكسب المعدوم ، وتقري الضيف وتعين على
    نوائب الحق « .
    ومن أمثلة أثر الدعاء في رفع البلاء قبل وقوعه : قصة قوم يونس . قال -
    تعالى - : ] فَلَوْلا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إيمَانُهَا إلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا
    عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا ومَتَّعْنَاهُمْ إلَى حِينٍ [ [يونس : 98] . وذكر ابن
    كثير في تفسير هذه الآية : أنه عندما عاين قوم يونس أسباب العذاب الذي أنذرهم
    به يونس خرجوا يجأرون إلى الله ويستغيثونه ، ويتضرعون إليه وأحضروا أطفالهم
    ودوابهم ومواشيهم وسألوا الله أن يرفع عنهم العذاب ؛ فرحمهم الله وكشف عنهم
    العذاب .
    وتحدث ابن قيم الجوزية في كتابه (الجواب الكافي) عن الدعاء قائلاً :
    ( والدعاء من أنفع الأدوية ، وهو عدو البلاء ، يدافعه ويعالجه ، ويمنع نزوله ،
    ويرفعه أو يخففه إذا نزل ، وهو سلاح المؤمن ، وله مع البلاء ثلاث مقامات :
    أحدها : أن يكون أقوى من البلاء فيدفعه .
    الثاني : أن يكون أضعف من البلاء ، فيقوى عليه البلاء ، فيصاب به العبد ،
    ولكن قد يخففه وإن كان ضعيفاً .
    الثالث : أن يتقاوما ويمنع كل واحد منها صاحبه ) .
    وقال أيضاً : ( ولما كان الصحابة - رضي الله عنهم - أعلم الأمة بالله
    ورسوله ، وأفقههم في دينهم ، كانوا أقوم بهذا السبب وشروطه وآدابه من غيرهم ،
    وكان عمر - رضي الله عنه - يستنصر به على عدوه وكان يقول للصحابة : لستم
    تنصرون بكثرة ، وإنما تُنصرون من السماء ) .
    (3) الإكثار من الاستغفار والذكر :
    قال - سبحانه - : ] ومَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ [ [الأنفال : 33] .
    وقد كشف الله الغمة عن يونس - عليه السلام - وهو في بطن الحوت لكثرة تسبيحه
    واستغفاره ، قال - سبحانه - في سورة الصافات : ] فَالْتَقَمَهُ الحُوتُ وهُوَ مُلِيمٌ *
    فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ المُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ [ [ الصافات :
    142-144] وكان من استغفاره - عليه السلام - وهو في بطن الحوت قوله : ] لاَّ إلَهَ إلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ [ [الأنبياء : 87] وقال- صلى الله عليه وسلم - عن هذا الدعاء : » دعوة ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، لم يدعُ بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له « .
    وهكذا سيجد المؤمن والمؤمنة - بإذن الله - أثراً محسوساً في حياتهما بهذه
    الأسباب السالفة الذكر إن فعلاها وبالأخص في وقت الرخاء » تعرَّف إلى الله في
    الرخاء يعرفْك في الشدة « وأن يُراعَى فيها إخلاص النية لله ؛ عندئذ تؤتي ثمارها
    بمشيئة الله وتكون كالرصيد المالي المدخر الذي تظهر منفعته وقت الحاجة إليه .
  • أحمد بن حمودالعرادي
    عضو جديد

    • 12 - 4 - 2005
    • 2066

    #2
    الله اكبر الله اكبر لقد اتحفتنا باكلاماتك المفيده يا ابا باسل
    مواضيعك كلاها درر وفوائد
    بارك الله فيك ورزق الذرية الصالحه

    تعليق

    • سلمان العرادي
      عضو جديد

      • 4 - 2 - 2004
      • 17010

      #3
      أبو بـاســل الـعــرادي ،،

      بارك الله فيك ونفع بك ورفع قدرك في عليين ..

      سـلـمـان الـعــــــرادي




      تعليق

      • ماهر سالم العرادي
        عضو جديد

        • 25 - 5 - 2005
        • 1544

        #4
        جزاك الله خير أخي ابو باسل وبارك الله فيك

        تعليق

        • ابو باسل العرادي
          عضو جديد

          • 6 - 6 - 2005
          • 1325

          #5
          جزاكم الله كل الخير على مروركم الكريم

          تعليق

          • فايز ابن رويحل
            عضو جديد

            • 8 - 12 - 2003
            • 4695

            #6
            شكراً لك اخي الكريم على هذا المشاركة
            اللهم ارحم والدي واغفر لهما

            تعليق

            يعمل...