رسائل مبكية من كلام الحسن البصري رحمه الله

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • صالح مسلم الجذلى
    عضو جديد
    • 27 - 6 - 2008
    • 423

    #1

    رسائل مبكية من كلام الحسن البصري رحمه الله

    من الحسن البصري إلى كل ولد آدم
    يا ابن آدم
    عملك عملك
    فإنما هو لحمك و دمك
    فانظر على أي حال تلقى عملك .
    إن لأهل التقوى علامات يعرفون بها :
    صدق الحديث
    ووفاء بالعهد
    و صلة الرحم
    و رحمة الضعفاء
    وقلة المباهاة للناس
    و حسن الخلق
    وسعة الخلق فيما يقرب إلى الله

    يا ابن آدم
    إنك ناظر إلى عملك غدا
    يوزن خيره وشره
    فلا تحقرن من الخير شيئا و إن صغر
    فإنك إذا رأيته سرك مكانه.
    ولا تحقرن من الشر شيئا
    فإنك إذا رأيته ساءك مكانه.
    فإياك و محقرات الذنوب.

    رحم الله رجلا كسب طيبا
    و أنفق قصدا
    و قدم فضلا ليوم فقره و فاقته.

    هيهات .. هيهات
    ذهبت الدنيا بحال بالها
    وبقيت الأعمال قلائد في أعناقكم

    أنتم تسوقون الناس
    والساعة تسوقكم
    و قد أسرع بخياركم
    فماذا تنتظرون ؟!!

    يا ابن آدم
    بع دنياك بآخرتك ..
    تربحهما جميعا
    و لا تبيعن آخرتك بدنياك ..
    فتخسرهما جميعا.

    يا ابن آدم
    إنما أنت أيام !
    كلما ذهب يوم ذهب بعضك
    فكيف البقاء ؟!

    لقد أدركت أقواما ..
    ما كانوا يفرحون بشئ من الدنيا أقبل
    و لا يتأسفون على شئ منها أدبر
    لهي كانت أهون في أعينهم من التراب
    فأين نحن منها الآن ؟!

    إن المؤمن لا تراه إلا يلوم نفسه
    يقول : ما أردت بكلمتي ؟
    يقول : ما أردت بأكلتي ؟
    يقول : ما أردت بحديث نفسي ؟
    فلا تراه إلا يعاتبها
    أما الفاجر :
    نعوذ بالله من حال الفاجر.
    فإنه يمضي قدما
    و لا يعاتب نفسه ..
    حتى يقع في حفرته
    وعندها يقول :
    يا ويلتى
    يا ليتني ..
    يا ليتني ..
    و لات حين مندم !!!

    يا ابن آدم
    إياك و الظلم
    فإن الظلم ظلمات يوم القيامة
    و ليأتين أناس يوم القيامة
    بحسنات أمثال الجبال
    فما يزال يؤخذ منهم
    حتى يبقى الواحد منهم مفلساً
    ثم يسحب إلى النار ؟

    يا ابن آدم
    إذا رأيت الرجل ينافس في الدنيا..
    فنافسه في الآخرة

    يا ابن آدم
    نزّه نفسك
    فإنك لا تزال كريما على الناس
    و لا يزال الناس يكرمونك ..
    ما لم تتعاط ما في أيديهم
    فإذا فعلت ذلك :
    استخفّوا بك
    و كرهوا حديثك
    و أبغضوك

    أيها الناس:
    أحبّوا هونا
    و أبغضوا هونا
    فقد أفرط أقوام في الحب..
    حتى هلكوا
    و أفرط أقوام في البغض ..
    حتى هلكوا .

    أيها الناس
    لو لم يكون لنا ذنوب إلا حب الدنيا
    لخشينا على أنفسنا منها
    إن الله عز وجل يقول :
    {تريدون عرض الدنيا و الله يريد الآخرة }( الأنفال : 67 )
    فرحم الله امرءاً ..
    أراد ما أراد الله عزّ و جلّ .

    أيها الناس
    لقد كان الرجل إذا طلب العلم :
    يرى ذلك في بصره
    و تخشّعه
    و لسانه
    ويده
    وصلاته
    و صلته
    وزهده
    أما الآن .. !!
    فقد أصبح العلم ( مصيدة )
    و الكل يصيد أو يتصيد
    إلا من رحم ربك
    و قليل ما هم.

    توشك العيـن تغيـض و البحيرات تجفّ.
    بعضنا يصطاد بعضاً و الـشباك تختلف.
    ذا يجئ الأمر رأسـا ذا يدور أو يلف.
    و الصغير قد يعــف و الكبير لا يعف.
    و الإمام قد يســــــف والصغير لا يسف.
    و الثياب قد تصــــون و الثياب قد تشف .
    و البغي قد تـــــداري سمــها و تلتـــحف.
    و الشتات لا يزال .. يأتلف و يختلف .
    و الخطيب لا يزال .. بالعقول يستخف .
    و القلـــوب لا تزال.. للشمال تنحرف .
    و الصغير بات يدري.. كيف تؤكل الكتف .
    لا تخادع يا صـديقي بالحقيقة اعتـــرف.

    لقد رأيت أقواما..
    كانت الدنيا أهون عليهم من التراب
    و رأيت أقواما ..
    يمسي أحدهم و ما يجد إلا قوتا
    فيقول :
    لا أجعل هذا كله في بطني !
    لأجعلن بعضه لله عز وجل !
    فيتصدق ببعضه
    وهو أحوج ممن يتصدق به عليه !

    يا قوم
    إن الدنيا دار عمل
    من صحبها بالنقص لها و الزهادة فيها
    سعد بها و نفعته صحبتها .
    ومن صحبها على الرغبة فيها و المحبة لها
    شقي بها .
    و لكن أين القلوب التي تفقه ؟
    و العيون التي تبصر ؟
    والآذان التي تسمع ؟

    أين منكم من سمع ؟!!
    لم أسمع الله عزّ و جلّ..
    فيما عهد إلى عباده
    و أنزل عليهم في كتابه :
    رغب في الدنيا أحدا من خلقه
    و لا رضي له بالطمأنينة فيها
    و لا الركون إليها
    بل صرّف الآيات
    و ضرب الأمثال :
    بالعيب لها
    و الترغيب في غيرها

    أفق يا مغرور
    تنشط للقبيح
    و تنام عن الحسن
    و تتكاسل إذا جدّ الجد !!!

    القلب ينشط للقبيح .. وكم ينام عن الحسن
    يا نفس ويحك ما الذي .. يرضيك في دنيا العفن ؟!
    أولى بنا سفح الدموع .. و أن يــجلبــبنا الحـــزن
    أولى بنا أن نرعــوي أولى بنا لبس ( الكفــــن)
    أولى بنا قتل ( الهوى ) في الصدر أصبح كالوثن
    فأمامنا سفر طويل .. بــــعده يأتــــي الســــكن
    إما إلى ( نار الجحيم ) .. أو الجنان : ( جنان عدن )
    أقسمت ما هذي الحياة.. بها المقام أو ( الوطـــن)
    فلم التلوّن و الخداع ؟ لم الدخول على ( الفتن ) ؟!
    يكفي مصانعة الرعاع .. مع التقلـــب في المحن
    تبا لهم مــن مــــعشر ألفوا معاقرة ( النــــتن)
    بينا يدبّر للأمــــــين أخو الخيانة ( مؤتمن ) !
    تبا لمن يتمـــــــلقون و ينطوون على ( دخن )
    تبا لهم فنفـــــــــاقهم قد لطّخ ( الوجه الحسن)
    تبا لمن باع ( الجنان ) لأجـــــل ( خضراء الدمن)

    أفيقوا يأهل الغفلة
    فالقافلة قد تحركت
    و عند الصباح ..
    يحمد القوم السّرى
    {أفأمن أهل القرى أن يأتيها بأسنا بياتاّ وهم نائمون أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى
    وهم يلعبون أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون } ( الأعراف : 97-99)

    لا يزداد المؤمن صلاحا..
    إلا ازداد خوفا
    حتى يقول : لا أنجو !
    أما الفاسق فيقول : الناس مثلي كثير
    و سيغفر لي ، و لا بأس علي ، فرحمة الله واسعة
    والله غفور رحيم !
    أكمل يا مغرور
    ولا تقل : فويل للمصلين !
    {قال عذابي أصيب به من أشاء و رحمتي وسعت كل شئ فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة و الذين هم بآياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة و الإنجيل يأمرهم بالمعروف و ينهاهم عن المنكر و يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث و يضع عنهم إصرهم و الأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه و اتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون } ( الأعراف : 156-157)
    واقرأ يا مغرور !
    { إن رحمة الله قريب من المحسنين } ( الأعراف : 56 )
    و اقرأ يا مغرور :
    { و إني لغفار لمن تاب و آمن و عمل صالحاً ثم اهتدى }( طه : 82 )
    و اقرأ يا مغرور :
    { فاغفر للذين تابوا و اتبعوا سبيلك و قهم عذاب الجحيم } ( غافر : 7 )
    و لكن الفاسق المغرور
    يخدع نفسه
    فيؤجل العمل
    و يتمنى على الله تعالى.

    تباً لطلاب الدنيا
    وهي دنيا !!!
    و الله لقد عبدت بنو إسرائيل الأصنام
    بعد عبادتهم للرحمن
    و ذلك بحبهم للدنيا

    و الله ما صدّق عبد بالنار..
    إلا ضاقت عليه الأرض بما رحبت
    و إن المنافق المخدوع :
    لو كانت النار خلف هذا الحائط
    لم يصدق بها ..
    حتى يتهجم عليها فيراها !

    القلوب .. القلوب
    إن القلوب تموت و تحيا
    فإذا ماتت :
    فاحملوها على الفرائض
    فإذا هي أحييت :
    فأدبوها بالتطوع .

    المؤمن !!! ما المؤمن ؟
    و الله ما المؤمن بالذي يعمل شهراً
    أو شهرين
    أو عاماً
    أو عامين
    لا و الله
    ما جعل الله لمؤمن أجلا ..
    .. ( دون الموت )
  • محمود الجذلي
    عضو جديد

    • 17 - 4 - 2004
    • 15630

    #2
    رد: رسائل مبكية من كلام الحسن البصري رحمه الله

    ::

    صالح /
    جزاك الله خيراً . ورفع الله قدرك على هذا الطرح المميز
    ,
    وشكراً لك

    ::

    لوْ منِ [ تمنىَ ] يــ درك اللي تمناه ,
    كنَتْ أتمنَى " شوفتْك " كل سآعه!
    ولوُيعطيِ الله كل شئ [ طلبنآهـَ ]
    طَلبتك أخ لي وووولو ~ بالرضاعهْ }

    تعليق

    • اشراقة الدعوة
      مشرفة القسم الإسلامي

      • 23 - 7 - 2009
      • 2766

      #3
      رد: رسائل مبكية من كلام الحسن البصري رحمه الله

      جزاكم الله خيرا.

      تعليق

      يعمل...