الصيد بالعُقـاب .. الطائـر اللـذي لايعـرف المـوت ..؟؟

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ماجد سليمان البلوي
    مشرف قسم التراث

    • 28 - 8 - 2009
    • 9524

    #1

    الصيد بالعُقـاب .. الطائـر اللـذي لايعـرف المـوت ..؟؟

    الصيد بالعُقـاب .. الطائـر اللـذي لايعـرف المـوت ..؟؟



















    سيّد السماء أو ملك الطيور كما يقال ؛ و هما ضمن ألقاب عديدة لطائر كاسر من سباع الطير العتاق



    يُعرف : ( بالعُقاب ) وهو من أشرفها . و عندما تقول العرب بالإطلاق ( سباع الطير) هكذا , إنما يعنون


    به كل طير يأكل اللحم الخالص فيسمى حينئذ : ( سبع ) . و السبع هو كل آكل هذه صفته - أي لا يأكل


    إلا اللحم فقط - (1) , وقد وضعوا هذه السباع الطائرة في نوعين , الأول منها هي : العتاق الكريمة


    و النوع الآخر هي : اللئام , لخسة طبعها .



    أما العتاق الكريمة فهي : العُقاب, و الصقر, و الباز , والشاهين . وهي الأشهر .لأنها تأكل من كسب


    مَنْسِرها ومخلبها , و تأنف أكل الجيف والميتة إلا إذا قُهرتْ عليها و شارفت على الهلاك . و أما الخسيسة


    فأشهرها هي : النسور , و البوم , و الرخم , و الغربان . والتي تعيش على الجيف و الميتة


    وتريكة غيرها من السباع .



    و العقاب الذهبي على وجه الخصوص طائر باتع غشوم لا يهاب , و متهور مندفع , إن بلغ به الجوع


    مبلغاً عظيماً لا يحتمله , " وهو عندما يُحَلَّقُ في السماء ويُطرقها , لا يجرؤ طائر ذو جناح يرف على


    التحليق معه أو تحته ", ولا يدبّ على الأرض دابٌ من صيد إلا هابه , و تفزع منه الوحوش جميعاً من ذئاب


    وثعالب وضباع و أشباهها (2), فإن اصطادت لها شيئاً انتزعهُ منها وترك لها السلامة . و إن خلت في


    فلاة دون صيد تقتاته لنفسها اصطادها هي .



    وكان الملك الظليل امرؤ القيس شاهد على هذا , حينما رأى عقاب انكبت من سقف السماء على ذئب في فلاة


    قاحلة – و الذئب الذئب ! - فأدركته بمخلبها فشقت جنبه وفجرت عروقه , فلجأ إلى جحر ليندس


    فيه ويأمن به عنها ولكن :


    ما أخطأته المنايا قيس أنملة .. ولا تَحرَّز إلا وهو مكروب ُ


    وظل منجحراً منها يراقبها .. ويرقب العيش إن العيش محبوبُ (3)



    و يخطئ الكثيرون في عدم التفريق بينه وبين النسر , ذلك الطائر اللئيم ؛ حتى في التسمية (4) .. لقلة المعرفة



    و الخبرة وانقطاعهم إلى المدن و هجرهم للصحراء, وهو أمر متفشٍ جداً في غالب الأدبيات والمعارف


    العربية الموجودة من حولنا اليوم .



    و العُقاب لكبرياء في خلقته لا يرضى لأحد أن يشاركه فرائسه , و إن كان هذا الشريك عقاب مثله , نقيض


    النسر .. الذي لا يصطاد لنفسه شيئاً أبداً , بل هو عالة على كل حر من سباع الطير و الحيوان , و رزقه


    على ما يلفظونه له من فتات , وعلى كل مريضة يدركها الموت , أو يسقطها الجوع و الظمأ . رغم أنه


    يفوق العُقاب بدرجات بيّنة , في قوة البدن , و عظم الحجم , وطول السنين (5) . لكن الدناءة فيه قد


    تغلغلت, ونخرت عصبه وقلبه وعظامه , للدرجة التي يعجز من الدنو إلى صيد كسير عاجز عن نفسه حتى


    تزهق نفسه , ويسقط على الأرض جثة بلا حركة , وحينها .. يقترب على شك , وعلى ريبة , و على حذر !



    ولهذا كان العُقاب أينما يممتَ ناظريك , أحد رموز البأس و الشجاعة عند الشعوب باختلاف ثقافاتهم,


    و على مر العصور المتعاقبة في المعارف الإنسانية وآدابها . فتراه في أسماء الرجال و ألقابهم


    و في شعارات الأحزاب والمنظمات , وأعلام الدول كالدول العربية , وعلى أسراب الطائرات و الكتائب


    ورايات الجيوش وما إلى ذلك .







    تشكيلة دخانية على شكل طائر العقاب قامت بها أحدى الطائرات الحربية






    و العُقاب من الطيور التي يشق ترويضها , مالم يتداركُ هيثماً أي صغيراً غض الأطراف , و إلا فلا سبيل


    إليه بعد أن يشب ويكبر , إلا في حالات لا يعول عليها . لغلبة طبع الجسارة و الاستيحاش عنده .


    ويستلزم أمر ترويضه وتدريبه لأربع سنين متتالية في معظم الأحيان , لا يفتأ صاحبه ولا يكل عن العناية


    به وتطويعه خلالها , حتى يملك أمره و يستحكم منه كل الاستحكام , وهو بعد ذلك لا يأتمر إلا لآمر


    واحد فقط , هو صاحبه الذي رافقه خلال هذا العملية الصعبة .



    وهذا ما حدا بالكثير إن لم يكن الجميع من قنّاصة شبه الجزيرة العربية , إلى عدم اقتنائه وتفضيل الصقر


    عليه , لسهولة ترويضه و استجابته لأدنى مدرب وصائد كان ( قرناساً = وهو فرخ الصقر ) أو صقراً


    تاماً كل التمام , وزيادة على هذا قبول هيئته المستحسنة عندهم , بخلاف العقاب ذو الهيئة


    المستبشعة عند من لم يألفه و يتعوده .













    برع المنغوليون و القرغيزيون كل البراعة في تطويع هذا الكاسر العنيد لحوائجهم , وهم قبائل جوالة


    تقطع البقاع و المسافات الطويلة بحثاً عن العيش في أراضِ لا تحدها الحدود , وتقع مواطنهم في


    الوسط و الوسط الشرقي من قارة آسيا أحد معاقل الزعيم التتري جنيكز خان .


    يذكر أحدهم أنه يتكسب من عقابه قوت بيته , من صيد يأكله و آخر يبيعه ويستنفع منه


    ( ويقصد صيد الذئاب و الثعالب حيث ينتفعون من جلودها وعظامها )


    وتعدى الأمر أن قرية بكاملها يسد حاجتها عقاب واحد يعيش أهلها كلهم من صيده! , وهذا إن تحقق


    برهان ساطع على بتاعة هذا الطائر العظيم (6) .













    مما يذكر في العُقاب :


    - يحرص على الابتعاد كثيراً عن أماكن تواجد البشر , وقد يضطر إلى مهاجمة الإنسان عندما


    يتعرض للتهديد منه , وهذا نادر ما يحدث .


    - وفاءه الكبير والعجيب لزوجه من حين وضع البيض إلى حين الوفاة .


    - حدة بصره الشديدة التي تمكنه من رؤية طرائده من مسافات بعيدة جداً وقد ضرب له


    العرب في ذلك الأمثال .


    - قد يعمر العقاب لفترة طويلة تصل إلى الثلاثين سنة ! و أكثر .






    * معلومة غريبه عن برقع الطيور !


    ضمن أحد تقارير برنامج محطات الذي تبثه قناة العربية , ذكرت الفرنسية آن فريديجر


    وهي معلمة موسيقى ومربية صقور أن الأوربيون قبل أن يتعلموا طريقة إلباس الطير البرقع


    من العرب , كانت لديهم طريقة أخرى همجية لإغلاق عيني الصقر, وهي أنهم يقومون بخياطة


    أجفان الطائر ! ثم نزعها مرة أخرى عندما يريدون أن يصطادوا طريدة ما , وهكذا في كل مرة .


    ومن الطبيعي أن هذه الطيور لا تعيش طويلاً لأنها تقتل بذلك ! .




    أما عن سبب برقعة الطير إجمالاً :


    فمن أجل أن لا يؤذي نفسه حينما يربط , فغالباً هذا الوضعية تزعجه كثيراً فينتابه هيجان شديد


    فيبدأ بتحريك جناحيه بعنف وربما يقتل بذلك نفسه ! , فإلباسه البرقع يمنح له شعوراً بأنه قد حل


    الظلام فيسكن , لأن الطيور لا تطير ولا تصيد في الليل .





























































    * أخيراً :


    من المعلوم أن ما ورد من معلومات مقتضبة في هذه المقالة القصيرة ليست بحقائق علمية فقط


    و إنما أشياء متداولة قرأتها من هنا وهناك في أكثر من كتاب و مصدر , فأحببت أن أشارك بها للفائدة للجميع


    و لمن أراد أن يضيف شيئاً فمرحبا .



    تحيات /ماجد البلوي

  • سعود السحيمي
    عضو مجلس الإدارة

    • 10 - 7 - 2005
    • 13240

    #2
    رد: الصيد بالعُقـاب .. الطائـر اللـذي لايعـرف المـوت ..؟؟

    فعلاً مره شفت له مقطع

    شكراً لك اخوي ماجد

    لك ودي

    تعليق

    يعمل...