( أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق)

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سجى الليل
    مشرفة القسم الإسلامي
    • 28 - 4 - 2009
    • 935

    #1

    ( أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق)





    ( أَفَمَــن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَــنْ هُــــوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ * الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَلاَ يِنقُضُونَ الْمِيثَاقَ * وَالَّذِيــنَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُـــمْ وَيَخَافُونَ سُــوءَ الحِسَابِ ، وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْــهِ رَبِّهِـــمْ وَأَقَـــامُــواْ الصَّلاَةَوَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ ، جَنَّاتُ عَــدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِــنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ *سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ) .





    يقـول تعالى : مفرقا بين أهل العلم والعمل وبين ضدهم

    ( أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ ) ففهـــم ذلك

    وعمل به ( كَمَنْ هُوَ أَعْمَى ) لا يعلم الحق ولا يعمل به


    فبينهما مـن الفرق كما بيـن السماء والأرض ، فحقيق

    بالعبد أن يتذكـر ويتفكر أي الفريقين أحسن حالا وخير

    مآلا فيؤثر طريقها ويسلك خلف فريقها ، ولكن

    ما كل أحد يتذكر ما ينفعه ويضره .




    ( إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ ) أي : أولو العقول الرزينة،

    والآراء الكاملة، الذين هم لُبّ العالم، وصفوة بني آدم،

    فإن سألت عن وصفهم، فلا تجد أحسن من وصف الله


    لهم بقوله ( الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللّهِ ) الذي عهده إليهم

    والـذي عاهدهم عليه من القيام بحقوقه كاملة موفرة ،

    فالوفاء بهـا توفيتها حقها مــن التتميم لها ، والنصح


    فيها ( و ) من تمام الوفاء بهــــــا أنهــم ( لاَ يِنقُضُونَ

    الْمِيثَاقَ ) أي : العهد الذي عاهدوا عليه الله، فدخل في

    ذلك جميع المواثيق والعهود والأيمان والنذور ، التي


    يعقدها العباد . فلا يكون العبد من أولي الألباب الذين

    لهم الثواب العظيم ، إلا بأدائها كاملة ،وعدم نقضها

    وبخسها .




    ( وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ ) وهذا عام

    في كل ما أمر الله بوصله ، من الإيمان به وبرسوله ،

    ومحبته ومحبة رسوله ، والانقياد لعـبــادتــه وحده

    لا شريك له ، ولطاعة رسوله .



    ويصلون آباءهم وأمهاتهم ببرهم بالقول والفعل وعـدم

    عقوقهم ، ويصلون الأقارب والأرحام ، بالإحسان إليهم


    قولا وفعلا ويصلون ما بينهم وبين الأزواج والأصحاب

    والمماليك ، بأداء حقهم كاملا موفرا مـــن الحقوق

    الدينية والدنيوية .



    والسبب الـذي يجعل العبد واصلا مــا أمـــر الله بــه أن

    يوصل ، خشية الله وخوف يوم الحساب ، ولهــذا قــال

    (وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ) أي: يخافونه ، فيمنعهم خوفهم منه،


    ومن القدوم عليه يــوم الحساب ، أن يتجرؤوا عـــلى

    معاصي الله ، أو يقصروا فـي شيء مما أمر الله به

    خوفا من العقاب ورجاء للثواب .



    ( وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ) عــلى المأمورات بالامتثال ، وعـن

    المنهيات بالانكفاف عنها والبعد منها ، وعـلى أقدار

    الله المؤلمة بعدم تسخطها .



    ولكن بشرط أن يكـون ذلك الصبر ( ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ )

    لا لغير ذلك من المقاصد والأغراض الفاسدة ، فإن هذا

    هو الصبر النافع الذي يحبس به العبد نفسه ، طلبــــا


    لمرضاة ربه ورجاء للقرب منه والحظوة بثوابه ،وهو

    الصبر الذي مـــن خصائص أهل الإيمان ، وأما الصبر


    المشترك الـــذي غايته التجلد ومنتهاه الفخر ، فــهــذا

    يصدر من البر والفاجر ، والمؤمن والكافر، فليس

    هو الممدوح على الحقيقة .



    ( وَأَقَــامُـــواْ الصَّـــلاَةَ ) بأركانها وشروطها ومكملاتها

    ظاهرا وباطنا ، ( وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً )


    دخـــل فــي ذلك النفقات الواجبة كالزكوات والكفارات

    والنفقات المستحبة وأنهم ينفقون حيث دعت الحاجة

    إلى النفقة ، سرا وعلانية .



    (وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ) أي: من أساء إليهم بقول

    أو فعل ،لم يقابلوه بفعله ، بل قابلوه بالإحسان إليه .



    فيعطون من حرمهم ،ويعفون عمن ظلمهم ، ويصلون

    من قطعهم، ويحسنون إلى من أساء إليهم، وإذا كانوا

    يقابلون المسيء بالإحسان، فما ظنك بغير المسيء؟!



    ( أُوْلَئِكَ ) الــذيــن وصــفــت صفاتهم الجليلة ومناقبهم

    الجميلة (لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ) فسرها بقوله ( جَنَّاتُ عَدْنٍ )


    أي : إقامة لا يزولون عنهـا ، ولا يبغون عنهـا حولا ؛

    لأنهم لا يرون فوقها غاية لما اشتملت عليه من النعيم

    والسرور ، الذي تنتهي إليه المطالب والغايات .



    ومــن تمام نعيمهم وقرة أعينهم أنهم ( يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ

    صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ ) مـــن الذكور والإناث ( وَأَزْوَاجِهِمْ )

    أي الــزوج أو الــزوجــة وكـــذلك النظراء والأشباه ،


    والأصحاب والأحباب ، فإنهم من أزواجهم وذرياتهم ،

    ( وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّـن كُـــلِّ بَابٍ ) يهنئونهم

    بالسلامة وكرامة الله لهــم ويقولون ( سَلاَمٌ عَلَيْكُم )


    أي : حلت عليكم السلامة والتحية مــن الله وحصلت

    لكــم ، وذلك متضمن لزوال كل مكروه ، ومستلزم

    لحصول كل محبوب .



    ( بِمَا صَبَرْتُمْ ) أي : صبركم هو الذي أوصلكم إلى هذه

    المنازل العالية، والجنان الغالية، ( فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ )



    فحقيق بمــن نصح نفسه وكــان لهــــا عنده قيمة ، أن

    يجاهدها لعلها تأخذ من أوصاف أولي الألباب بنصيب،


    لعلها تحظى بهذه الدار التي هي منية النفوس وسرور

    الأرواح الجامعة لجـــميع اللذات والأفراح ، فلمثلها

    فليعمل العاملون وفيها فليتنافس المتنافسون .


    من كتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان


  • ابو البندري
    عضو جديد

    • 9 - 9 - 2008
    • 2754

    #2
    رد: ( أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق)

    جزاك الله خير ونفع بما قدمتم
    sigpic

    تعليق

    • سلمان العرادي
      عضو جديد

      • 4 - 2 - 2004
      • 17010

      #3
      رد: ( أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق)



      بارك الله فيك على هذا الطرح ورفع قدرك في عليين




      تعليق

      • اشراقة الدعوة
        مشرفة القسم الإسلامي

        • 23 - 7 - 2009
        • 2766

        #4
        رد: ( أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق)

        جزاك الله خير أختي سجى الليل

        ورزقك ووالديك الفردوس الأعلى من الجنة .

        تعليق

        • اشراقة الدعوة
          مشرفة القسم الإسلامي

          • 23 - 7 - 2009
          • 2766

          #5
          رد: ( أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق)

          جزاك الله خير أختي سجى الليل

          ورزقك ووالديك الفردوس الأعلى من الجنة .

          تعليق

          • ايمن المسيعري
            عضو جديد
            • 31 - 10 - 2009
            • 815

            #6
            رد: ( أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق)

            جزآك الله خير

            تعليق

            • سجى الليل
              مشرفة القسم الإسلامي
              • 28 - 4 - 2009
              • 935

              #7
              رد: ( أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق)



              شكر الله لكم وأحسن الله إليكم

              تعليق

              يعمل...