الأدب الفصيح

القصيدة : معناها وبناؤها ومقوماتها ونقدها

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • علي بن عايش الرقيقيص
    عضو مجلس ألاداره

    • 27 - 1 - 2005
    • 5507

    #1

    القصيدة : معناها وبناؤها ومقوماتها ونقدها

    [frame="2 70"]بسم الله الرحمن الرحيم



    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    وطيب الله أوقاتكم بكل خير

    القصيدة في الأدب العربي : مجموعة من الأبيات الشعرية تتحد في الوزن والقافية والرؤى .

    وفي تسمية القصيدة بهذا الاسم :

    قـيل : من القصيد لكماله وصحة وزنه (الأزهري) .
    وقيل : لأنه قصد واعتمد (ابني جني) .
    وقيل : القصيدة أي المشطورة ، يقال قصد الشيء إذا كسره .
    وقيل : مأخوذ من استطراد صاحبه فيما يقصد إليه (ابن خلدون) .
    ويرى الجاحظ أن القصيد سمي كذلك لأن قائله جعله من باله فقصد إليه واجتهد في تجويده ، فهو فعيل من القصد .


    مقصد القصيدة :

    ذكر الديار والمن والآثار ، فبكا وشكا وخاطب واستوقف ليجعل من ذلك سببا لذكر أهلها الظاعنين/المرتحلين عنها .
    وصل ذلك بالنسيب ، فذكر شدة الوجد وألم الفراق وفرط الصبابة والشوق ... ليُميل نحوه القلوب ويصرف إليه الوجوه ، ويستدعي به الأسماع إليه ، لأن التشبيب قريب من النفوس لائط بالقلوب لما قد جعل الله في تركيب العباد من محبة الغزل وإلف النساء ، فليس يكاد أحد يخلو من أن يكون متعلقا منه بسبب ، وضاربا فيه بسهم حلال أو حرام .
    فإذا علم أنه استوقد من الإصغاء إليه والاستماع له عقب بإيجاب الحقوق فرحل في شعره وشكا النصَب والسهر وسري الليل وحر الهجير وإنضاء الراحلة .
    فإذا علم أنه أوجب على صاحبه حق الرجاء وذمامة التأميل وقرر عنده ما ناله من المكاره في مسيرته إليه ، بدأ في المديح فبعثه على المكافأة وهزه للسماح وفضّله على الأشباه .

    فالشاعر المجيد من سلك هذه الأساليب وعدل من الأقسام ولم يجعل واحدا منها أغلب على الشعر ، ولم يطل فيملّ السامع ، ولم يقطع وبالنفوس ظمأ إلى المزيد .

    والأغراض التي تضمنتها القصيدة العربية متعددة : وصف الأطلال - وصف الراحلة والرحلة - وصف الطبيعة - الحماسة - الحكمة الفخر - المدح - الرثاء - الهجاء - الغزل .
    وهي في العادة أمور ممهدة للموضوع أو الغرض الرئيسي من القصد الذي ذهب إليه الشاعر في قصيدته .


    وأوائل العرب - كما ذكر ابن سلام في طبقات الشعراء - لم يكن لهم من الشعر إلا بضعة الأبيات ، يقولها الواحد لحاجته .. وإنما طوِّل الشعر على عهد عبد المطلب وهو عصر نبوغ عدي بن ربيعة الذي لقب بالمهلهل خال امرئ القيس . وهو كما يروي الأصمعي أول من يروي كلمة تبلغ ثلاثين بيتا من الشعر وهو كما يُروى أول من قصد الشعر وهلله .


    وأعتقد أن ما تقدم من وصف للقصيدة وبنائها ينطبق أيضا على الشعر العامي الدارج ، ولعلنا و لسان حال القصيدة النبطية نؤكد ذلك ونستشهد بقول الفرزدق :

    أولئك آبائي فجئني بمثلهم ___ إذا جمعتنا يا جرير المجامع

    وبالأمثلة التي اتمنى من الجميع مشاركتي بما لديكم مما يناسب الموضوع منها :

    يقول الأول :


    يا راكب اللي زها دِلّـه ==-حلوٍ مع الجيش ممشاها
    حمرا سنامه تقل سلّـه ==هي شفّة النفس ومناهـا
    لا جيت داف الحشا قلّه ==ابساعـةٍ إنـت وياهـا
    دنياك ما تنغصـب == لله تاطاك قبل انت تاطاها
    والدين ما ينجمع كلـه ==والنفس تزعلك برضاها
    لولا الحيا واكثره ذلـه ==غير اتبع النفس مشهاها




    والحقيقة أن بعض مواقف الحياء يميل فهما إلى أنها ذل .
    لكن اللي مانع الرجال الحيا بس ! بدليل البيت الأول ! . وهذا ليس بالضرورة ما قصد إليه الشاعر . فقد يقول آخر الرجل ذل وجلس بدليل أنه أوصى أحد الفرسان بتوصيل رسالته ، ولكن إلى من ؟

    ومثل هذه الحياكة والتعمد والتقصد لبناء معنى يرضي جميع الأذواق ، وحكمة متناهية حتى في كيفية طرح الحكمة والتجارب ، والتعريض المناسب ، مدعما بمخاطبة نفسه ( لا جيت داف الحشا قله -- ابـ ساعتةٍ انت وياها ) .

    فهي إبداع فريد جمع مقصد وأغراض القصيد كل بقدر مناسب لتفعيلها في غرضه الرئيسي وهو طلب العذر من محبوبته . الذي يستلزم الإيجاز ! بعد أن طال الغياب .
    بينما يقول الآخر :


    محبوبتي تلبس من الحسن نفوف =ما تلبسه بوسي وفاتن حمامـة
    محبوبتي حصة ومحبوبتي نوف ==ما همها المسرح وراغب علامة




    فلكل زمان ما يناسبه .... ولكل دولة رجال .. ليس من بينهم راغب علامة بطبيعة الحال !

    وعذرا للإطالة وأتمنى أن أكون قد وفقت في الخوض بهذا الموضوع


    =================

    البحور الشعرية
    بحر الشعر:
    إن وزن البيت وما يقع فيه من زحافٍ في حشوه أو علة في عروضه وضربه يؤلف ما يعرف بـ(بحرالشعر) . وقد سمي بذلك لاستيعابه جميع أبيات القصيدة ، مهما بلغ عدد أبياتها .
    وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي خمسة عشر بحراً ، حينما وضع هذا العلم أول مرة في تاريخ الشعر العربي . ثم جاء تلميذه الأخفش الأوسط فتدارك الأمر ، وأضاف إليها بحراً آخراً ، سمي المتدارك ، وأطلق عليه المحدث والخبب .
    ويلاحظ أن المتتبع لبحور الشعر العربي - قديمه وحديثه - أن البحور : الطويل ، والكامل ، والوافر ، والمديد ، تستخدم - غالباً - للقصائد الرصينة ذات الموضوعات الهامة والمواقف الجادة ، بينما البحور : السريع ، والمنسرح ، والهزج ، والمتقارب ، والمتدارك ، وأضرابها ، يُلجأ إليها - عادةً - للمعاني الخفيفة . أما الرجز فأكثر ما يُستخدمُ في اراجيز الحروب ، وكذلك في الشعر التعليمي . وإذا ما طالت الأرجوزة الواحدة فبلغت ألف بيت سميت ( ألفية ) ، مثل ألفية ابن مالك في النحو .
    مفاتيح البحور :

    نظمها صفي الدين الحلي تسهيلاً لرجوع الأذن الموسيقية للبحر الذي تنتمي إليه القصيدة

    حيث انه كتب عن كل بحر بيتاً يحوي شطره الأول مسمى البيت
    ويحوي شطره الثاني تفاعيل البيت :

    إذا فلنبدأ :




    الـــطـــويــــل :
    طويلٌ له دون البحورِ فضائلُ فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن

    الـــمــــديــــد :
    لمديدِ الشعرِ عنـدي صفـاتُفاعلاتـن فاعلـن فاعلاتـن

    الــبــســـيـــط :
    إن البسيطَ لديهِ يبسطُ الأمـلُمستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن

    الـــــوافــــــر :
    بحور الشعر وافرهـا جميـلُ مفاعَلتـن مفاعلَتـن فعولـن

    الـــكـــامــــل :
    كَمُلَ الجمالُ من البحورِ الكاملُ متفاعلن متفاعلـن متفاعلُـن

    الـــــهــــــزج :
    علـى الأهــزاج تسهـيـلُ مفاعـيـلـن مـفـاعـيـلُ

    الـــــرجـــــز :
    في أبحرِ الأرجازِ بحرٌ يسهل ُمستفعلن مستفعلـن مستفعلُـن

    الـــــرمــــــل :
    رمل الأبحرِ ترويـه الثقـاتُ فاعلاتن فاعلاتـن فاعلاتـن

    الـــســـريــــع :
    بحرٌ سريعٌ مـا لـهُ ساحـلُ مستفعلـن مستفعلـن فاعلـن

    الــمــنــســـرح :
    منسرحٌ فيهِ يُضـربُ المثـلُ مستفعلن مفعـولاتُ مفتعلـن


    الــخــفـــيـــف :
    يا خفيفاً خفَّت بـهِ الحركـاتُ فاعلاتن مستفعلـن فاعلاتـن

    الـــمـــضـــارع :
    تعدُّ المضارعاتُ مفاعيلُ فاعلاتن

    الـمــقــتــضــب :
    اقتـضـب كـمـا سـألـوافـاعــلاتُ مـفـتـعـلُ

    الــمــجـــتـــث :
    إن جُـثّــت الـحـركـاتُ مستفـعـلـن فـاعـلاتـن

    الــمــتــقـــارب :
    عن المتقـاربِ قـال الخليـل ُفعولن فعولن فعولـن فعولـن

    المتـدارك ، أو المُـحـدَث :
    حركـاتُ المحـدث تنتـقـلُ فعلـن فعلـن فعلـن فعـلـن



    ---------

    البحور والتفاعيل العروضية :
    تختلف البحور في عدد تفعيلاتها ، فمنها ما يتألف من :

    - أربع تفعيلات ، وهي : الهزج ، المضارع ،المجتث ، والمقتضب
    - ست تفعيلات ، وهي : الرمل ، الرجز ، المديد ، الخفيف ، السريع ، المنسرح ، الوافر ، والكامل
    - ثمان تفعيلات ، وهي : الطويل ، البسيط ، المتدارك ، والمتقارب

    ويلاحظ أن بعض البحور يتألف من تفعيلة واحدة مكررة في شطري البيت وهي :
    الهزج ، الرجز ، الرمل ، الكامل ، المتدارك ، المتقارب

    وبعضها الآخر يتألف من تفعيلتين مختلفتين
    تكرر احداهما في كل شطر من البيت ولا تتكرر الأخرى ، وهي :
    الوافر ، المديد ، الخفيف ، السريع ، المنسرح

    وهناك بحران يتكونان من تفعيلتين مختلفتين تتعاقبان في التكرار وهي:
    الطويل البسيط
    وأخيراً هناك بحران يتألف كل منهما من تفعيلتين مختلفتين لا تكرر أي منهما وهما :
    المضارع والمقتضب
    ============

    الضرورة الشعرية



    1- صرف الممنوع من الصرف ، نحو : معاهدٌ ، مقاييسٌ بدلاً من معاهدُ مقاييسُ
    2- قصر الممدود ، نحو : الرجا ، السما بدلاً من الرجاء والسماء
    3- جعل همزة الوصل همزة قطع ، نحو : إبن وإمرأة بدلاً من ابن وامرأة
    4- جعل همزة القطع همزة وصل ، نحو : وادرك ، فاكرم بدلاً من وأدرك ، فأكرم
    5- تسهيل الهمزة ، نحو القاري والناشي بدلاً من القارئ والناشئ
    6- تخفيف الحرف المشدد في روي القافية ، نحو : يمتدْ ويحتدْ بدلاً من يمتدّ ويشتدّ
    7- تسكين الحرف المتحرك وتحريك الحرف الساكن ، نحو : القلْم والخلْق بدلاً من القَلَم والخُلُق
    8- تسكين الياء في الاسم المنقوص ، نحو : سألتُ الهاديْ بدلاً من سألت الهاديَ
    9- تسكين الواو والياء في الفعل المضارع المنصوب ، نحو : أن أمضيْ و لن أرجوْ بدلاً من أن أمضيَ ولن أرجوَ
    10- إشباع حركة الضمير الغائب – أحياناً – في الحشو ، حيث يتولد منها حرف مد يناسب الحرف الأخير منه ، نحو : همُ بهِ تصبح همو وبهي
    مد المقصور ، نحو : الرضاء والكراء بدلاً من الرضا والكرى

    ===========
    بحور الشعر





    قف بباب الليل واستفت الثريا==واستعر من دمعك المهراق زيا
    واانتظر عل الهوى يهديك شيا==من معاني الحب أو يسلك فيـا




    ببساطة ولتكوين فكرة عامة :
    نكتب ما نلفظ ولا نكتب ما لا نلفظه مع وضع الحركات التشكيلة:



    قِفْ بِبَاْبِ لْلَيْلِ وَسْتَفْتِ ثْثُرَيْيَاْوستعر من دمعك لمهراق زييا




    تحت الحرف المتحرك ( َ ِ ُ ) نضع علامة متحرك ولتكن / ، وتحت الحرف الساكن 5 هكذا :


    قِفْ بِبَاْبِ لْلَيْلِ وَاسْتَفْتِ الثريـا ْوستعر من دمعك لمهراق زييا
    /5//5/5/5//5/5/5//5/5/5//5/5/5//5/5/5//5/5





    وهو ما يطابق البحر المديد:

    فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن
    /5//5/5/5//5/5/5//5/5

    أو

    فَاْعِلاتُنْ فَاْعِلا تُن ْفَاْعِلاْتُنْ
    /5//5/5 /5//5/5 /5//5/5

    الــــــرمــــــل :


    رمل الأبحرِ ترويه الثقاتُ فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن
    فَاْعِلا ْتُنْ فَاْعِلا تُن ْفَاْعِلا تُـنْ
    /5//5/5 /5//5/5 /5//5/5 [/frame]
  • سلمان العرادي
    عضو جديد

    • 4 - 2 - 2004
    • 17010

    #2
    الرقيقيــــــص ..

    سلمت أناملك لاتحافنا بهذا الشرح ..

    أطيب الـمُــنــى،،

    سلمان العرادي




    تعليق

    • محمود الجذلي
      عضو جديد

      • 17 - 4 - 2004
      • 15630

      #3
      الرقيقيـــــــــــص..

      سلمت يمينك على هذا الشرح ..ولا عدمنا تواجدك

      كن بالقلب

      محمود الجذلي

      لوْ منِ [ تمنىَ ] يــ درك اللي تمناه ,
      كنَتْ أتمنَى " شوفتْك " كل سآعه!
      ولوُيعطيِ الله كل شئ [ طلبنآهـَ ]
      طَلبتك أخ لي وووولو ~ بالرضاعهْ }

      تعليق

      • "أبوشامه"
        عضو جديد
        • 15 - 8 - 2005
        • 538

        #4
        سلمت يمناك على هذا الشرح الجزل اللي اتحف ناظرينا ولك تحياتي

        تعليق

        يعمل...