وبراً بوالدي

{ وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا . وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا . رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا } {الإسراء/23-25}
أبو سليم
كان من خيرة اقاربة في المواصلة واداء الواجب في الافراح والاحزان
حتى مرض وأًقعد في بيته , قليل الذين زاروه من أصحابه وجماعته
وعلى رغم من قلة زوار أبو سليم الا انهم لايجدون اي أهتمام او ترحيب من أولاده
والأب مهمل من أولاده وزوجته
وقدر الإمكان يحاولوا ان يبعدوا عنه الأصحاب والأهل
طلب أبو سليم من أبنائه مرة أن يزور أحد اصدقائه فقالوا له :
كيف تزوره في بيته وهو لم يسأل عنك ولو لمرة ؟
وقالوا له لن نسمح لك بزيارته فهو من أصحاب المصالح ولو أن له مصلحة عندك لزارك
في يوم من الأيام طرق الصديق باب بيت أبو سليم
وقابله أحد اولاد ابو سليم الصغار
والكبار غير موجودين
فسأله : والدك موجود؟
قال الطفل : نعم موجود في غرفته في الملحق
اخذه الصغير وأدخل الصديق على صديقه
ولم يستطع الصديق الزائر ان يتعرف على أبو سليم فلقد تغير كثيراً
هيكل عظمي وعيون غائرة ملابس مزرية وباقي طعام متحلل في أوانيه يغطيه الذباب
الفراش متهالك وتعلوه الأتربة
سلم عليه صديقه وهو ينظر إليه ويقول في نفسه
والله لو أدخلوه في دور الرعاية لكان حاله أفضل مما هو عليه الآن وهو بينهم .

في حين أم سليم تقول للنساء : باانها سعيدة بخدمة ابو سليم وتقديم ألذ الاطباق ورعايته صحياً كيف لا لا وهذا نصف مما قدمه لها !
أما الأولاد: فيقولون رعاية والدنا واجب وشرف لنا وإذا لم نخدمه من منا يخدمه ؟؟!!!!
وبين كلامهم وواقعه فرق شاسع
قال تعالى :
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا
وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ
على نقيض حياة ابو سليم
قال أحدهم في مجلس تعرفون أبو عبدالله ؟
قال الحضور : كيف لا نعرفه اكيد نعرفه رجل معروف رحمه الله
قال : عندما اقعده المرض مثل أبو سليم
يزوره قليل من الناس وماكان له أبناء
وكان قريب من بيتي وأنا اواصله بين فترة وأخرى
أجد مجلسه نظيف ومرتب ودلاله في النار ومعد له فراش ( ومركى عن يمينه ومركى عن يساره )
وملابسه نظيفة وكأنما هناك ضيف قادم او كأنما هو ينوي زيارة أحدهم
ونعم المرأة زوجته , فهي أمرأة خيرة من عائلة طيبة أدت حق الله وحق زوجها وتذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :

(أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة)

سالم هويمل العطوي حياك الله مرة ثانيه بين اخوانك منتدى قبيلة بلي ويعلم الله اننا مهما عملنا من اعمال جباره ستظل عاجزه عن الأيفاء بحقوقهم وايضا لايمكن ان توازي ولو عمل واحد من الاعمال التي قامو بها من اجلنا اللهم اجعلنا من البارين بهم قصه ومقال رائع الى الامام سالم وننتظر منك المزيد

الله يرحم الحال ويجعلنا من البارين بوالدينا

عند كبرهم و مرضهم يحتاجون اولادهم اكثر من اي يوم مضى

شكرا لك