ماذا تنقم حكومة الدنمرك وصحافتها على محمد خاتم رسل الله عليه الصلاة والسلام ؟
دفاع عن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم من استهزاء صحيفة دنمركية
ما موقف المسلمين حكومات ورجال أعمال وشعوباً نحو هذه الإساءة ؟
الحمد لله وحده ، وصلى الله وسلم على من لا نبيَّ بعده ، نبينا محمد ، وعلى إخوانه من النبيين ، ، وسائر التابعين إلى يوم الدين ، أما بعد :
فهذا بيانٌ مِدَادُهُ دُمُ قلبي ، ورقعته مُهْجَةُ نفسي ، أحرره دفاعاً عن أحبِّ حبيب ، وأرقُمه ذوداً عن أزكى مخلوق وأطهر بشر : محمد بن عبدالله ، رسول رب العالمين ، وخاتم الأنبياء والمرسلين ، فياربِّ تقبَّل مني إنك أنت السميع العليم .
اطلعت على ما تناقلته بعض وكالات الأنباء من اقتراف الصحيفة الدنمركية ( جيلاندز بوستن / Jyllands-Posten, ) لخطأ شنيع وانحرافٍ فظيع بنشرها ( 12 ) رسماً ( كاريكاتيرياً ) أو ساخراً يوم الثلاثاء 26 شعبان 1426هـ / 30 سبتمبر 2005 تصور الرسول (صلى الله عليه وسلم) في أشكال مختلفة، وفي أحد الرسوم يظهر مرتدياً عمامة تشبه قنبلة ملفوفة حول رأسه !!.
وإمعاناً في غيها طلبت الجريدة من الرسَّامين التقدم بمثل تلك الرسوم لنشرها على صفحاتها .
ولما بلغني الخبر كدَّرني كثيراً وأصابني بهمٍّ كبير ، وأحزنني حزناً عظيماً ، وقد عمدتُ بنفسي للنظر في موقع الصحيفة المذكورة على شبكة المعلومات العالمية (الإنترنت) ، حتى وقفت على موقع الجريدة (Jyllands-Posten, ) في صفحاتها الصادرة بتاريخ (29. September 2005 ) فكان الخبر ليس كالمعاينة ، حيث هالني ما رأيته ، واقشعر جسمي ، وبلغ بي ذلك كل مبلغ في النكير والاستهجان والامتعاض .
وهكذا كان الشأن عند عامة أهل الإسلام ممن بلغهم الخبر ، حيث كان هذا العمل محل انتقاد واستهجان لديهم ، ولدى غيرهم من العقلاء في أرجاء الأرض .
وقد عمد إخواننا المسلمون في الدنمرك ، ومعهم غيرهم من المواطنين الدنمركيين ، وكذلك غيرهم من المقيمين في الدنمرك إلى إنكار هذه السخرية التي نالت أشرف إنسان في التاريخ ، فكُتبت المقالات ووُجهت الرسائل إلى الحكومة الدنمركية وإلى الصحيفة المعنية ، مطالبين بالاعتذار عن هذا العمل والكَفِّ عن مثله مستقبلاً ، وقد تظاهر في شهر أكتوبر الماضي أكثر من ( 5 ) مسلم وغيرهم من المتعاطفين معهم في العاصمة كوبنهاجن ضد الصحيفة وطالبوها بالاعتذار.
غير أن السلطات الدنمركية ومسئولي الصحيفة رفضوا ذلك بمبررات حرية الإعلام والتعبير ، وأنه لا شيء يستثنى من شموليته وحريته .
ولا زال مسئولو صحيفة ( جيلاندز بوستن/Jyllands-Posten, ) والحزب الحاكم الذي تنتمي إليه يرفضون الاعتذار ، وينوون الاستمرار في منهجهم المتهجم على الرسول الكريم الذي قال الله له : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ) [الأنبياء : 107] .
متجاهلين بذلك المواثيق والأعراف الدولية ، غير مبالين بالاعتراضات المقدمة إليهم ، فرأيت أن من الواجب عليَّ ، وعلى غيري ممن حمَّلهم الله أمانة البيان والبلاغ البيان في ذلك ، خاصةً وأنني أشرف بالانتساب للمملكة العربية السعودية التي فيها قبلة المسلمين ، وبها مسجد رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام الشريف ، وذلك عملاً بقوله سبحانه : ( وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ )[آل عمران : 187] .
وفي الختام
أولاً : اعلموا أن سمعة الإسلام وسمعة النبي صلى الله عليه وسلم مسئولية كل واحدٍ منكم ، ذكوراً وإناثاً ، فينبغي على كل أحد أن يكون سفير خير ومنبر هدى في بيان حقيقة دين الإسلام ، وحقيقة دعوة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام .
ثانياً : أتوجه للتجار ورجال الأعمال أن يكون لهم موقفهم الحازم غيرة على نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم ، فينبغي أن يوقفوا كل التعاملات التجارية مع الدنمارك ، حتى يتم الاعتذار وبشكل علني ورسمي من ذلك العمل الذي أقدمت عليه صحيفة (Jyllands-Posten, ) ، وليتذكروا أن المال زائل ، لكن المآثر باقية مشكورة في الدنيا والآخرة ، وأعظمها حب رسول الله صلى الله عليه وسلم والانتصار له ، ولهم أسوة في الصحابي الجليل عبدالله بن عبدالله بن أبي سلول ، في موقفه الحازم من أبيه ، عندما آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكيف أنه أجبر أباه على الاعتذار من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإلا منعه من دخول المدينة ، في الحادثة التي سجلها القرآن الكريم : ( يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ ) [المنافقون : 8] .
وثبت في الصحيحين أنَّ المنافق عبدالله بن أُبيِّ بن سلول تكلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بكلام سيء ، حيث قال : " والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل " الحديث ، وفيه في رواية الترمذي أنَّ ابنه الصحابي عبد الله بن عبد الله قال لأبيه : " والله لا تنفلت حتى تقر أنك الذليل ورسول الله صلى الله عليه وسلم العزيز ، ولم يأذن لأبيه بدخول المدينة حتى اعتذر ورجع عنه قوله، وقال : إنه الذليل ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم هو العزيز .
فهل يستجيب رجال الأعمال المسلمين لهذا الواجب في الغيرة على نبيهم عليه الصلاة والسلام ، وهل يكفُّون عن التعمل التجاري مع الدنمارك حتى يتم تقديم الاعتذار الرسمي ، واشتراط عدم تكرار هذه الجريمة .
ثالثاً : أدعو إخواني المسلمين في كل مكان إلى إرسال استنكارهم والمطالبة بالاعتذار إلى الجريدة على عناوينها التالية:
ـ مملكة الدنمرك ، صحيفة (Jyllands - Posten ) .
ـ الهاتف والفاكس : ( +45 87 38 38 38 ) و ( +45 33 30 30 30 ) .
ـ البريد الإلكتروني : ( jp@jp.dk ) .
رابعاً : يجدر التواصل من قبل الشعوب الإسلامية مع وزارة الخارجية الدنمركية لإشعارها بالامتعاض والاستنكار لمساس الصحيفة المذكورة بمقدساتنا . وبيان أن ذلك لن يخدم تطور العلاقات القائمة على الاحترام فيما بين الشعوب الإسلامية والشعب الدنمركي .
وهذا هو العنوان البريدي والإلكتروني للخارجية الدنمركية على شبكة المعلومات العالمية (الإنترنت):
Ministry of Foreign Affairs of Denmark (www.um.dk)
2, Asiatisk Plads
DK-1448 Copenhagen K
Tel. +45 33 92 00 00
Fax +45 32 54 05 33
E-mail um@um.dk
خامساً : لما كان المسئولون بالدنمارك غير مبالين بدعوات السلام والبيان التي وجهت إليهم ، وبالنظر للإصرار على الحرية المزعومة في الاستهزاء والإساءة برسول الله محمد عليه الصلاة والسلام ، أو بأي من إخوانه النبيين ، عليهم الصلاة والسلام ، فأرى أنه من غير اللائق أن يتوجه الناس لاقتناء أي سلعة منشأها الدنمرك ، وهم يجدون بديلاً آخر ، حتى يكفوا عن هذه السخرية ويعتذروا منها علناً ، ويتعهدوا بعدم تكرارها .
وبعد :
فيارب هذا جهدي القليل ، في الدفاع والانتصار لخاتم رسلك محمد عليه الصلاة والسلام ، لا تؤاخذني بما فيه من خلل أو تقصير . وبارك فيه بفضلك ومَنِّك ليكون نافعاً للناس ، وليكون مقرباً لي لمرضاتك ، وسبباً في صحبة نبيك يوم القيامة .
ويارب لا تعاقبنا بتقصيرنا في حق خليلك ورسولك محمد ، ووفقنا للإيمان به والعمل بما دلَّنا عليه ، وإلى الذود عنه وعن شريعته.
اللهم وصلِّ وسلِّم عبدك ورسولك محمد ما تعاقب الليل والنهار ، وصلِّ اللهم عليه وسلِّم كلما ذكره الذاكرون الأبرار ، بمنك وكرمك ، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله رب العالمين
محبكمــ
ابن طليحه
المفضلات