تتمة :
يَـــا خَادِمَ الْحَـــــرَمَيْنِ دَامَــــــــــــــتْ دَوْلَـــــــــةٌ
قَدْ أُسِّــــسَــــتْ حِــــيْــــــــنَ الْبِنَاءِ عَلَى الْهُدَى
الْوَحْـــــــيُ دُسْـــتُــــــــــــــوْرٌ وَنَـــــهْـــــجٌ ثَـــــــابِتٌ
وَإِمَـــــامُ عِـــــزِّكِ يَا بِـــــلادُ بِــــهِ اقْــــــتَــــــدَى
أَعْـدَاءَنَــــا مَــــاذَا أَصَـــــابَ عُـــقُـــوْلَــــــكُـــــمْ
الْــــجَـــــهْــــــلُ أَعْـــــمَـــــى وَاسْـــتَــغَــلَّ وَأَبْعَـدَا
الــزَّيْــــــفُ بَــــــــاتَ حَقِيْقَــــــةً مَزْعُوْمَــــــــــةً
مَدْعُوْمَـــــــــــةً بِالْــــــوَهْـــــــمِ سَاعَـــــــةَ أُيِّـــدا
قَــــدْ أُوْقِــــدَتْ فِتَـــــنٌ وَنَحْـــــــنُ ضَحِيَّـــــــــــةٌ
لِحَــــرِيْقِـــــهَا خَـــــابَ الَّــــــذِيْ قَــــدْ أَوْقَـــــدا
يَـــا مَــــنْ تُـــسَـــمُّــــوْنَ الــــدَّمَــــارَ شَـــــرِيْــعَةً
هَـــــــــلْ كَـــــــــانَ دِيْــــــنُ الْمُخْلِصِيْــنَ تَشَـدُّدا
هَـــــــــلْ كَـــــــــانَ تَــرْوِيْـــعُ الْـــعِـــبَـادِ مَظَنَّــةً
لِلْخَيْــــــــــرِ أَمْ كَـــــــــــانَ الْفَسَــــادُ مُفَنَّــــــــدا
إِنّ العَمَــــــــــى سُقْـــــــــمُ الْبَصَائِـــــرِ إِنْ أبَــــتْ
أَنْ تَـسْــتَـــمِــــدَّ هـــــدىً وَتَـــتْــــبَـــعَ مُـــرْشِــدا
اللهُ أَكْــــبَـــــــرُ يَا بِــــــــــلادَ قَــــــدَاسَـــــــــــــــةٍ
نَــــــــادَاكِ أَمْـــــــــسٌ لِلْمَسِيْـــــــــــرَةِ مَهَّـــــــــدا
مَجْـــــــدٌ عَرِيْـــــــــقٌ مُفْعَـــــــــمٌ بِحَضَـــــــــــــارَةٍ
مَـــــــا زَالَ صَــــــوْتاً لِلْفَخَـــــــــــارِ وَمَشْهَـــــــدا
قَــــــــدْ كَــــــــــانَ بَـــــــذْلَ الْمُسْتَعِيْنِ بِرَبِّــــــهِ
حُلُـــمٌ أُرِيْـــــــــــدَ وَوَقْــــتُــــــــــــــهُ مَـــا حُـــــدِّدا
أَحْيَـــــــــاهُ مِــــــــنْ نَـــــــــوْمٍ طَـــــــوِيْلٍ فَــارِسٌ
صَــــــــدَقَ السَّـــــرِيْــــرَةَ فَاسْتَحَـــقَّ الْمَوْعِـــدا
عَبْــــــدُ الْعَزِيْـــــــزِ قَـــــدِ اسْتَعَـــــادَ بِحِنْكَــــةٍ
وَبِحِكْمَـــــــــــةٍ أَرْضَ الإِبَـــــــــــــــاءِ وَوَحَّــــــــدا
نَصَـــــــرَ الْعَقِيْــــــــــــــدَةَ وَاعْتَلَــــــــى بِلِوَائِهَـا
وَبَـــــنَـــــــــى وَأَسَّــــــسَ فِيْ الْـــــــبِلادِ وَجَاهَدا
لَـبِـــسَــــتْ بِـلادُ الْـمُــؤْمِـــنِــــيْـــــنَ رُقِـــــيَّـــهَــا
نَـــــبَـــــــذَتْ مَخَــــــــاوِفَ أَمْسِــهَا وَدَعَتْ غَـــدا
الْـــعِـــلْـــمُ نُـــوْرُ عُـــقُـــوْلِـــنَــــا وَقُـــلُـــوْبِــــنَــا
وَالــــدِّيْـــــــنَ بَــــــاتَ لِــــمَــــنْ تَــعَطَّشَ مَـوْرِدا
مَا الْــــــمَالُ إِلاّ لِلنُّـــهُـــــــوْضِ وَسِـــيْـــلَــــــــــــةٌ
مَــــا كَـــــــــانَ نِـــــــفْـــــــطٌ لِلْمَــسِـــيـــْرَةِ رَائِدَا
إِنَّ الرِّجَـــــــــــالَ عِمَادُنَــــــــا وَعَتَادُنَـــــــــــــا
إِنْ هَـــــــــــاجَ بَحْــــــــرُ الْقَادِمَــــــاتِ وَأَزْبَــــدا
مَلِكَ الْقُلُـــــــــوْبِ جَمِيْعُــــــنَا لَكَ عَاشِــــــــــــقٌ
الْحــــــــبُّ حُبُّـــــــــكَ وَالْفُــــــــــؤَادُ بِـــــــهِ شَـدَا
ذَا عَـــــهْـــــــدُنَـــــــا وَاللهُ يَـــشْـــهَـــدُ بَــيْــعَــــةً
الـشَّـــعْـــبُ لـلـدِّيْــنِ الْـقَـــوِيْــــمِ تَــــجَــــنًَّـــــدا
بِـــدِمَـــــــائِــــــــنَــــــــا وَبِــمَـــــالِنَا وَبِرُوْحِـــنَا
فَـــجَــــمِــــيْــــعُـــــنَــــا لِـبِــلادِنَـــا دَوْمـــاً فِــدَى
أَهْـــــــلاً وَلِـــــيَّ الْــعَـــــهْـــــدِ بَــــثَّ شُــجُــوْنَــــهُ
مَـــــــنْ زَادَهُ ذَاكَ الأَنِـــــيْــــــنُ تَـــجَـــــلُّــــــــــدا
أَهْـــــــــلاً وَسَهْـــــــــــــلاً فَالْقُلُـــــــوْبُ تَؤُمُّكُــــــمْ
وَمَشَاعِـــــــــرُ الأَحْبَـــــــــــابِ صَــارَتْ مَرْصَـدا
إِنْ بُــــحْــــــتُ بِالأَشْـــــــوَاقِ تِلْكَ شَجَـــــاعَــــــةٌ
مِــــــنْ هَائِــــــــمٍ فَضَـــــــــحَ الْغَــــرَامَ تَعَمُّــــــدا
فُتِــــــــــنَ الْخَيَـــــــــالُ فَصَــــاغَ قِصَّــةَ مُلْهَـــــمٍ
وَالشِّعْـــــــرُ غَنَّــــــى الأُمْنِيَـــــــــاتِ تَنَهُّـــــــــدا
عَيْــنُ الْمَلِيْـــــــــــكِ وَدِرْعُــــــــهُ وَسِهَامُــــــــــــهُ
حِــــكَـــــمٌ تَـــــزِيْـــــدُ الْمُــــدْرَكَــــاتِ تَوَقُّــــدا
سُلْطَــــــــانُ خَيْـــــــــرٌ لِلدِّيَـــــــارِ وَلَهْفَـــــــــــــةٌ
بَــــــــذْلٌ مَــدِيْــــــــــدٌ طَــــيِّـــــبٌ مَا قُـيِّــــــــــدا
مَا ظَنُّكُـــــــــــمْ هَــــــــلْ تَسْتَطِيْــــــعُ قَصِيْـــدَةٌ
أَنْ تَنْظِــــــمَ الدُّرَ النَّفِيْــــــــــــــسَ قَلائِـــــــــدا
أَنْ تَــحْــــوِيَ الْـــحُـــرَّ الْـــمُـــهَـــابَ بَـــــلاغَــــةً
وَتَصُــوْغَ بَــعْـــضَ بَـــهَـــائِـــهِ وَتُــقَــلِّـــــــــــــــدا
كَــــــلاّ فَـــــــــإِنَّ الــشِّــعْــرَ أَصْبَحَ فَـــاقِــــــــــداً
إِدْرَاكَــــــــــهُ لَــــــــوْ سَــــارَ بِيْ مُسْتَطْــــــــــــرِدا
مَـــا كَـــــــانَ يُتْـــــــــــــمٌ أَوْ دَمٌ أَوْ وَعْكَـــــــــــــــةٌ
إِلاّ وَأَغْـــــــــــدَقَ بِالأُبُـــــــــــــــوَّةِ مُــنْــجِــــــــدا
إنَّـــا تَـــشَـــرَّفْـــنَـــا بِـــخَــــــــيْـــــرِ قِــــيَــــــادَةٍ
تَــشْــرِيْــعُــهَا وَحْــــــيٌ أَتَـــــــــى لِيُخَلـَّــــــــــــدا
يَا خَــــــــــــادِمَ الْحَـــــــــرَمَيْنِ كُلُّ مَدِيْنَةٍ
لَبــَّـــتْ حَـــنِـــيْـــنـــاً إِذْ تَـــضُـــمُّ الْــــوَالِـــــــدا
عَـــطْـــــــشَـــــى وَنَـــــارُ الْحُـــبِّ تُحْــرِقُ مُهْجَـةً
وَغُيُـــــوْمُكُـــــــمْ تَنْهَـــــــــــــــالُ غَيْثاً بَــــــارِدا
هِـــيَ طِــفْــلَـــةٌ فُـــتِـــنَ الــنَّـــسِـــيْـــمُ بِـــوُدِّهَا
وَبِــحُـــسْـــنِـــهَــــا هَـــامَ الرَّبِيْــــعُ وَأَنْـــشَـــــدا
فِيْهَــــــا مَلِيْكٌ لا تَمَــــــــلُّ عِـــــــــنَاقَــــــــــهُ
صَلْــــــــبٌ حَنُــــــــوْنٌ لا يُطِيْـــــــقُ تَبَاعُـــــــــدا
صَــــــــانَ الرُّبَـــــــــى وَسَقَـى الرُّبُوْعَ مُـــــرُوْءَةً
قَـــــدْ كَـــــانَ بَـــــرًّا بِالْبَنِــيِّ وَمُـــــــــرْشِـــــــدا
وَتَعَهَّــــــــدَ الطِّفْـــــــــلَ الرَّضِيْــــــعَ تَأَدُّبــــــــاً
حَــتَــى غَـــدا طِــفْـــلُ الْبَــــــــراءَةِ رَاشِـــــــــدا
وَرَعَــــى تَفَتُّـــــــحَ زَهْــــــــرَةٍ فَـــوَّاحَــــــــــــــــــةٍ
وَاسْــتَــنْــطَـــقَ الإِخْــــلاصَ عَــــصْـــــراً وَاعِـدا
وَمَـــــــضَــــــى يُعَمِّــــــر فِيْ الْـبـِلادِ بِهِمَّـــــــــةٍ
وَلِسَعْيِـــــــــــهِ نَطَـــــــــقَ الزَّمَـــــــانُ شَوَاهِـــدا
يَا خَـــــــادِمَ الْحَرَمَيْــــــــنِ عِشْــــــتَ لأُمَّــــــــــةٍ
الصَّبْـــــــــــــرُ فِيْهَا قَدْ أَطَـــــالَ سَوَاعِــــــــــدا
تَــمْــضِــــيْ وَتُسْــــرِعُ فِــيْ طَرِيْـــقِ نَمَــــائِــهَـا
بِــيَـــقِيْــــنِـــــهَـــا تَــدْعُــــوْ إِلَـــهــــاً وَاحِــــــــدا
صَلُّـــــــــــوا عَــــلَــــــــى خَيْـــــرِ الْخَـــلائِقِ أَحْمَـدٍ
مَــــــا قَـــــالٌ عَبْــــدٌ فِـــــيْ الصَّــــلاةِ تَشَهُّـــــدا
وَالْحَمْـــــــــــــــــــدُ للهِ الْعَظِيْــــــــــــمِ بِفَضْلِـــــــهِ
للهِ حَــــــــــــــــقٌّ وَاجِـــــــــــبٌ أَنْ يُحْمَــــــــــــــــــدا
شعر : هلال بن مزعل العنزي
عضو هيئة التدريس بجامعة الحدود الشمالية
عضو رابطة الأدب الإسلامي
المفضلات